المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



المنزل ذات الأبهة الواسعة ودور الخادمة والسائق في تربية الطفل  
  
2000   02:34 صباحاً   التاريخ: 17-11-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج2 ص33ـ34
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-16 1025
التاريخ: 12-1-2016 2236
التاريخ: 9-1-2016 1874
التاريخ: 8-7-2018 1906

ان من يعتقد إن المال وحده كاف لبناء الحياة والمستقبل فهو في غاية الخطاء {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فلا المال وحده كافٍ لتلبية طلبات الحياة ولا البنون وحدهم بلا مال كافياً لتلبية طلبات الحياة فيجب أن تكون هناك حالة توازن فما فائدة البيت الرنان ذو الأثاث الفخم والمتروك للخادمة والسائق يتمتعون به كيف يشاءون فمثلا الأم ذو الدوامين بأي مجال من مجالات الحياة والتي تغادر عملها في ساعة مبكرة صباحا لتعود بعد الظهر لتناول الطعام واخذ قسط من الراحة لتعود إلى دوامها الثاني لتعود منه في التاسعة أو العاشرة مساءً وهي مرهقة أيضا فلا تلبث بعد ساعة أو ساعتين أن تنام تاركة ورائها طفلها الذي لم يستطع أن يملئ عينيه منها وإذا كان الأب كذلك فماذا ستكون نتيجة العلاقة بالطفل ؟!!

ان البيت الفخم هذا والأثاث الجميل متروك التمتع بهما إلى الخادمة والسائق أن لم يكن للخادمة فقط فهي تأكل وتشرب جيدا وتأخذ راحتها على تلك الأرائك الجميلة وتشاهد برامج التلفاز والفيديو وتستخدم الهاتف وضميرها هو الرقيب.

هل تقوم بدورها في رعاية الطفل بشكل سليم أم لا ؟

أما إذا بدأ الطفل يتعلم الكلام فيبقى مصيره على كف عفريت! ماذا يتعلم من ثقافة هذه الخادمة أهي ألفاظ حلوة أم تعيسة؟ أهي كلمات جميلة أم سيئة؟ هذا يبقى هو وطالع الحظ له ثم أن هذا الطفل يمتلك صفة الأمر والنهي نفسها التي يمتلكها أبيه وانه بالتالي أي أمر يصدر منه سيلاقي إيجابا وتنفيذا بلا تردد من قبل الخادمة وعليه سوف لا توجد في قاموس هذا الطفل كلمة لا لأنه لم يعتد على سماعها في تنشئته الأولى وبالتالي لاحقا عندما يكبر ويتعرض لموقف سلبي ولا يجد من يقول له نعم سوف يصدم.... بل يتهشم.... !!!. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.