ليس صعباً تحديد موقع الجغرافية الإقليمية بين فروع الجغرافية المختلفة ووضعها في المكان المناسب لها في دائرة المعرفة الجغرافية إذا ما عدت هدفاً نهائياً للدراسات الجغرافية التي يجب إن تستخدم جميعاً كوسائل مهمة للوصول إلى دراستها ، وبهذا فأن الدراسات الجغرافية الإقليمية تعد المرحلة الأخيرة التي تنتهي عندها الدراسات الجغرافية على مختلف أنواعها أو هي مرحلة الدراسة التطبيقية في الجغرافية (1) .  والتي عدّها العالم الجغرافي (فنمن) الأساس في الدراسات الجغرافية ، بل ذهب إلى أكثر من ذلك حين قال : " إن فروع الجغرافية الإقليمية أو ما أسماها بفروع العلاقات المكانية هو الحقل الذي يعد أساس الجغرافية وسبب بقاءها " ، وعدّه العلم الذي يرث الجغرافية ويحافظ على وجودها ويعطيها صفتها المتميزة عن باقي العلوم الأخرى وقد أستنتج ذلك باعتبار أن الجغرافية تعتمد على العلوم النظامية الأخرى (2) .

تحتل الجغرافية الإقليمية مركز الدائرة للمعرفة الجغرافية ، إذ أنها تحتل موقعاً متوسطاً بين مجموع فروع الجغرافية الطبيعية ومجموع فروع الجغرافية البشرية ، أي أنها بمثابة النواة من الثمرة بالنسبة لعلم الجغرافية ، كما يمكن عدها حلقة الوصل بين فروع الجغرافية المختلفة أو منطقة التفرع لها ، وبهذا يمكن عدّ الجغرافية الإقليمية علم الجغرافية بأكمله لأنها تجمع بدراستها بين جميع فروع الجغرافية المختلفة(3)، كما هو موضح في الشكل (1) .

 ________________

(1) علي حسين الشلش ، مصدر سابق ، ص9-10 .

(2) عبد الرزاق عباس حسين ، الإطار النظري للجغرافية ، بغداد ، مطبعة الإيمان ، 1970 ، ص29 .

(3) علي حسين الشلش ، المصدر سابق ، ص1 .