المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



هل يستحق كل شيعي الشفاعة ؟  
  
855   01:23 صباحاً   التاريخ: 12-10-2020
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج2 - ص 35- 39
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / الشفاعة /

السؤال : في أحد المجالس الحسينية تعرضت لموضوع عقوق الوالدين، وطرحت بعض الروايات التي شددت على العقاب الذي يستحقه العاق لوالديه، ومن ضمن الروايات رواية تقول بأن الرسول [صلى الله عليه وآله] قال: «من أصبح مسخطاً لأبويه أصبح له بابان مفتوحان إلى النار»، وبعد المجلس اعترضني أحد الأشخاص يقول أنا سوف أعق والديّ ولن أدخل النار لأني شيعي.

 

سؤالي للعلماء الأفاضل المتواجدين في هذا الصرح العلمي العظيم: ما هو الرد المناسب على هذا الشخص مستندين في الإجابة على الروايات المعتمدة عن أئمة أهل البيت [عليهم السلام]؟!.

 

الجواب : إن هذا الشخص قد أخطأ في فهم أمر شفاعتهم [عليهم السلام]، حيث تخيل أن الشفاعة تنال كل شيعي.. ولم يلتفت إلى ما يلي:

أولاً: إنهم [عليهم السلام] قد حددوا أوصاف شيعتهم في عشرات الأحاديث المأثورة عنهم [صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين]..

وللشيخ الصدوق كتاب باسم صفات الشيعة، وللمجلسي في البحار ج65 ص149 ـ199 فصل طويل بهذا الاسم أيضاً ذكر فيه طائفة كبيرة من الأحاديث التي حددت شيعتهم، وبينت أوصافهم..

فهل من يقول عناداً للروايات الواردة عن أهل البيت وتكذيباً لها: أنا سأعق والدي, ولن أدخل النار لأنني شيعي، أَهْلٌ لأن يكون شيعياً حقاً؟ علماً أنه قد جاء في بعض الروايات أن من شيعتنا من لا تناله شفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاثمئة الف عام.

ثانياً: إن الشفاعة مشروطة بعدم التحدي والمبارزة للعزة الإلهية، وعدم الطغيان على الله، لأن الإنسان قد يرتكب المعاصي، حتى الكبائر كالزنى وشرب الخمر، وحتى القتل بدافع الشهوة، أو الغضب، أو الطيش، أو ما شابه وليس وراء ذلك أي داع آخر، فهذا النوع من الناس قد تناله الشفاعة إذا لم يكن ثمة مانع آخر، كالكفر مثلاً.

وأما إذا كان الداعي للمعاصي هو هتك حرمة المولى عز وجل والإمعان في التمرد عليه أو إظهار الاستخفاف به، أو شدة الطغيان عليه. ويكون هذا العصيان هو وسيلة هذا العاصي لإظهار ذلك.. فإن هذا النوع من الناس لا تناله الشفاعة..

ولأجل ذلك روي عنهم [عليهم السلام]: لا تنال شفاعتنا مستخفاً بالصلاة وعن الإمام علي بن الحسين [عليه السلام] ـ كما في دعاء أبي حمزة ـ قوله: إلهي لم أعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد، ولا بأمرك مستخف، ولا لعقوبتك متعرض، ولا بوعيدك متهاون، ولكن خطيئة عرضت، وسولت لي نفسي، وغلبني هواي، وأعانني عليها شقوتي، وغرني سترك المرخى علي.

أخي الكريم:

إنني اختصر لك الأمر بكلمتين :

أولاً: إن ردَّ هذا الرجل على الروايات بهذه الطريقة يعتبر رداً على أهل البيت [عليهم السلام]، والراد عليهم راد على الله..

فلا يمكن أن يكون هذا الرجل شيعياً، لأن الشيعي لا يرد على أهل البيت [عليهم السلام]..

ثانياً: إنه حتى لو كان شيعياً فإنه ليس مستجمعاً لشرائط الشفاعة له، لأن الشفاعة مشروطة بعدم الطغيان، وبعدم التمرد، وبعدم المحاددة لله ولرسوله: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا) (سورة التوبة الآية 63).

ثالثاً: إنه لا بد من تحديد المراد من الشيعي وفقاً للروايات الواردة عنهم [عليهم السلام]، ومن يستهين بالروايات بهذه الطريقة لا بد أن يرجع إلى تلك الصفات لينظر: هل تنطبق عليه أوصاف الشيعي؟!

هذا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.