أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-29
1125
التاريخ: 18-8-2020
2319
التاريخ: 22-4-2021
2851
التاريخ: 2024-10-28
214
|
لما تمَّ أمر البرتيين في العراق وأسَّسوا دولة كبيرة تضم عدة أقاليم، حاولوا التسلُّط على سورية — كما حاوَلَ السلوقيون ملوك سورية الذين طُرِدوا من العراق إرجاعه إليهم — فسبَّبَتْ تلك المطامع حروبًا دامت أعوامًا طوالًا خسرت فيها الدولتان خسائر فادحة، وأصيب بسببها أبناء الرافدين ببعض النوائب.
فلما انقضى عهد السلوقيين من سورية سنة 64ق.م وقام فيها الرومانيون، طمعوا في العراق كما طمع البرتيون في سورية، فامتدت من أجل ذلك بينهم الحروب وأكثرها كانت تقع فيما بين النهرين، ولكنها كانت في أول الأمر سجالًا بين الأمتين، ثم صار النصر حليف الرومانيين (1) وحمل طريانوس الإمبراطور الروماني سنة 114م بجيش كبير على البرتيين في أيام الملك خسرو الذي سماه بعضهم أرشاق الرابع والعشرين، فانتصروا عليهم، وتوغل الإمبراطور في بلادهم حتى استولى على سواحل «دجلة» من جبال «أرمينيا» إلى «خليج فارس» سنة 115م، واستولى على مدينة «سلوقية» و«أكتسيفون» وغيرها من مدن العراق، وزعزع أركان الدولة البرتية وكاد يقضي عليها، إلا أن الملك البرتي خسرو تمكَّنَ أخيرًا من جمع جيوشه المتفرقة، وحمل على الرومانيين وأخرجهم من بلاده فعادوا بالفشل(2). ولم تمضِ أعوام قليلة حتى عادت الحرب بين الدولتين سنة 164م، فانتصر الروم أيضًا وتوغلوا في «العراق» وحاصروا عاصمة الملك «أكتسيفون» سنة 165م، ولم يرجعوا عنها حتى عقدوا صلحًا يرضيهم، فلما دخلت سنة 195م عادت الحرب فاندحر البرتيون وتقدَّمَ الرومانيون وتوغلوا في «العراق»، وتمكَّنوا من الاستيلاء حربًا على «أكتسيفون» فنهبوها.
وظل البرتيون تارةً ينتصرون على الروم وأخرى يندحرون أمامهم، وآونة يعقدون الصلح معهم، حتى انقضت أكثر مدتهم في نزاع وحروب، هذا عدا ما كان يحدث أحيانًا من الفتن الداخلية التي كانت تقوم تارةً بين الأسرة المالكة لتنازعهم على الملك، وأخرى من الشعب فيختل النظام وتضطرب أمور المملكة، ويؤدي ذلك إلى خلع الملك أو قتله، وأحيانًا كان الرومانيون يتدخلون في شئون الدولة بسبب تلك الفتن المتوالية حتى تحكم الضعف فيها واختلَّ نظامها، وأخذت تنحطُّ عامًا فعامًا، وزالت هيبتها وطمع بها أعداؤها، وكان آخِر ملوكها أردوان الرابع (216–226م)(3).
........................................
1- بعد أن افتتح الملك البرتي أرطبان الثالث أو أردوان الثالث «أرمينيا»، وأخذها من الرومانيين في عهد الإمبراطور طيبريوس.
2- ويُروَى أن الإمبراطور الروماني طريانوس أنزل الملك خسرو من عرش الملك وأجلس مكانه يرثاتسباط عندما استولى على «أكتسيفون»، وتصرَّف هذا القيصر بأمور الدولة البرتية كيف شاء، ثم عاد إلى مقره سنة 117م، ويُروَى أن القيصر الروماني ثرايان حمل على البرتيين حتى دخل العراق واستولى على «أكتسيفون» وخلع الملك فيروز وولَّى مكانه رجلًا من أفراد الأسرة المالكة وعاد إلى مقره، فلما مات القيصر الروماني هذا عاد فيروز إلى العرش، ثم تولَّى خسرو فأنزله من العرش القيصر طريانوس.
3- وفي رواية أنه جلس على العرش سنة 208.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|