أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2014
2545
التاريخ: 9-10-2014
4664
التاريخ: 4-1-2022
1804
التاريخ: 5-2-2022
1774
|
أسباب النزول مصطلح من مصطلحات علوم القرآن والدراسات القرآنية ، ويعني : السبب الذي من أجله نزلت الآية لتتحدث عنه ولتعرّفه ، أو تبين حكمه ، أو ظروفه وعناصره ، فإن آيات القرآن الكريم نزلت خلال ثلاثة وعشرين عاما ، وكان نزولها على قسمين :
1- قسم نزل ابتداء من غير حدث في محيط الدعوة البشري ، وهو معظم آيات القرآن الكريم ، وفي مختلف شئون العقيدة والعبادة ونظام المجتمع ... الخ.
2- قسم من آياته المباركة نزل بسبب الحوادث والوقائع التي حدثت في محيط الدعوة ، أو بسبب سؤال من بعض الأفراد ، كقوله تعالى :
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } [الإخلاص : 1 - 4] ، فسبب نزولها كما ورد في الكافي باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : «إنّ اليهود سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقالوا : أنسب لنا ربك فلبث ثلاثا لا يجيبهم ، ثم نزلت { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [الإخلاص : 1] الى آخرها» (1).
وكقوله تعالى : {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة : 1] وسبب نزولها كما يذكر الواحدي النيسابوري (2) أنها نزلت في خويلة بنت ثعلبة عند ما ظاهر منها زوجها أوس بن الصامت.
عن عروة قال : قالت عائشة : تبارك الذي وسع سمعه كلّ شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ، ويخفى عليّ بعضه ، وهي تشتكي زوجها الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وهي تقول : يا رسول اللّه أبلى شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سنّي وانقطع ولدي ظاهر منّي ، اللّهمّ إني أشكو إليك ، قال : فما برحت حتّى نزل جبرئيل عليه السّلام بهذه الآيات {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ } [المجادلة : 1].
و كقوله تعالى : { وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } [الكهف : 23 ، 24] وسبب نزولها كما أخرج الطبرسي في الرواية أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سئل عن قصّة أصحاب الكهف ، وذي القرنين فقال :
أخبركم عنه غدا ، ولم يستثن فاحتبس الوحي عنه أيّاما حتى شقّ عليه ، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية يأمره بالاستثناء بمشيئة اللّه تعالى (3).
وفي تفسير العيّاشي (4) عن عبد اللّه بن ميمون عن أبي عبد اللّه عليه السّلام عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : إذا حلف الرجل باللّه فله ثنياها الى أربعين يوما ، وذلك أن قوما من اليهود سألوا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن شيء فقال : ائتوني غدا- ولم يستثن- حتى اخبركم؛ فاحتبس عنه جبرئيل أربعين يوما ثم أتاه وقال : {لَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } [الكهف : 24].
وقوله تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ} [البقرة : 207] وسبب نزولها روى السدّي عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب حين هرب النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن المشركين الى الغار ونام عليّ عليه السّلام على فراش النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ونزلت الآية بين مكّة والمدينة وروي أنّه لمّا نام على فراشه قام جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرائيل ينادي بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب ، يباهي اللّه بك الملائكة (5).
وكآية المباهلة : { فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ } [آل عمران : 61] وسبب نزولها : «قيل : نزلت الآيات في وفد نجران العاقب والسيّد ومن معهما ، قالوا لرسول اللّه :
هل رأيت ولدا من غير ذكر فنزل : {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ} [آل عمران : 59]... الآيات. فقرأها عليهم ، عن ابن عباس وقتادة والحسن ، فلمّا دعاهم رسول اللّه الى المباهلة استنظروه الى صبيحة غد من يومهم ذلك فلمّا رجعوا الى رحالهم قال لهم الأسقف : انظروا محمدا في غد فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته ، وإن غدا بأصحابه فباهلوه ، فإنّه على غير شيء ، فلمّا كان الغد جاء النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم آخذا بيد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام والحسن والحسين عليهما السّلام بين يديه يمشيان وفاطمة عليها السّلام تمشي خلفه ، وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم ، فلمّا رأى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قد أقبل بمن معه ، سأل عنهم ، فقيل له : هذا ابن عمّه وزوج ابنته ، وأحبّ الخلق اليه ، وهذان ابنا بنته من عليّ عليه السّلام وهذه الجارية بنته فاطمة ، أعزّ الناس عليه ، وأقربهم الى قلبه ، وتقدّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فجثا على ركبتيه ، قال أبو حارثة الأسقف : جثا واللّه كما جثا الأنبياء للمباهلة ، فكع (6) ولم يقدم على المباهلة ، فقال السيّد : ادن يا أبا حارثة للمباهلة ، فقال : لا إنّي لأرى رجلا جريئا على المباهلة ، وأنا أخاف أن يكون صادقا ، ولئن كان صادقا لم يحل واللّه علينا الحول وفي الدنيا نصراني يطعم الماء ، فقال الأسقف : يا أبا القاسم إنّا لا نباهلك ، ولكن نصالحك فصالحنا على ما ينهض به ، فصالحهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على ألفي حلّة من حلل الأواقي ، قسمة كل حلّة أربعون درهما فما زاد ونقص فعلى حساب ذلك ، وعلى عارية ثلاثين درعا ، وثلاثين رمحا ، وثلاثين فرسا ، إن كان باليمين كيد ، ورسول اللّه ضامن حتى يؤديها ، وكتب لهم بذلك كتابا.
وروي انّ الأسقف قال لهم : إنّي لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله ، فلا تبتهلوا فتهلكوا ، ولا يبق على وجه الأرض نصراني الى يوم القيامة.
و قال النبيّ : والذي نفسي بيده لو لاعنوني لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم الوادي عليهم نارا ، ولما حال الحول على النصارى حتى يهلكوا كلهم. قالوا : فلما رجع وفد نجران لم يلبث السيد والعاقب إلّا يسيرا حتى رجعا الى النبيّ ، وأهدى العاقب له حلّة وعصا وقدحا ونعلين وأسلما» (7).
و كالآيات التي نزلت تتحدث عن معارك بدر وأحد وحمراء الأسد وحنين وغزوات اخرى.
ولأسباب النزول أثر كبير في تحديد معنى الآية وتفسيرها ، ففهم سبب النزول يعين على فهم المعنى والمراد القرآني.
و من الجدير ذكره هو أن آيات القرآن النازلة في حدث معين لا يختص حكمها بذلك الحدث ، ما لم يكن منحصرا به ، بل يعتبر ذلك الحدث مثالا ومصداقا لها؛ لذلك جاءت القاعدة التشريعية : (العبرة بعموم المعنى لا بخصوص اللفظ) أو : (خصوص المورد لا يخصص الوارد).
ولقد ثبّت الإمام الباقر عليه السّلام هذا المبدأ عند تفسير قوله تعالى : { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد : 7].
فقد قال : «علي : الهادي ، ومنا الهادي ، فقلت (السائل) فأنت جعلت فداك. قال : صدقت : إن القرآن حي لا يموت ، والآية حية لا تموت ، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام وماتوا ماتت الآية لمات القرآن ، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين» (8).
وأوضح الإمام الصادق عليه السّلام بقوله لعمر بن يزيد لمّا سأله عن قوله تعالى : {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} [الرعد : 21] : «هذه نزلت في رحم آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وقد تكون في قرابتك ، فلا تكونن ممن يقول للشيء : أنّه في شيء واحد» (9).
وروي عنه عليه السّلام قوله : «و لو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات اولئك ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء ، ولكن القرآن يجري أوله على آخره ، ما دامت السماوات والأرض ، ولكل قوم آية يتلوها منها من خير أو شر» (10).
وهكذا يتحدد هذا المبدأ التشريعي والفكري العام تشخيصا لمراد اللّه تعالى من كتابه. وتوضيحا لخلود الشريعة ، وامتداد أحكامها.
وهكذا يتضح أنّ المفسّر يحتاج الى معرفة سبب النزول ليفهم المعنى.
_______________________
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|