القرآن كما يسند الخوارق إلى تأثير النفوس يسندها إلى أمر اللّه |
2402
06:20 مساءاً
التاريخ: 23-04-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-05-2015
3150
التاريخ: 17-1-2016
3857
التاريخ: 17-1-2016
3300
التاريخ: 16-6-2016
6765
|
قال تعالى : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} [غافر : 78]
إنّ الجملة الأخيرة من الآية السابقة في الفصل أعني قوله تعالى :
{فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِ}، الآية تدلّ على أنّ تأثير هذا المقتضى يتوقّف على أمر من اللّه تعالى يصاحب الإذن الذي كان يتوقّف عليه أيضا فتأثير هذا المقتضى يتوقّف على مصادفته الأمر أو اتحاده معه.
وقد فسّر الأمر في قوله تعالى : {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس : 82]، بكلمة الإيجاد وقول : كن. وقال تعالى : {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا } [المزمل : 19]. {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير : 29]، دلّت الآيات على أنّ الأمر الذي للإنسان أن يريده وبيده زمام اختياره لا يتحقّق موجودا إلّا أن يشاء اللّه ذلك بأن يشاء أن يشاء الإنسان ويريد إرادة الإنسان فإنّ الآيات الشريفة في مقام أن أفعال الإنسان الإرادية وإن كانت بيد الإنسان بإرادته لكن الإرادة والمشيئة ليست بيد الإنسان بل هي مستندة إلى مشيئة اللّه سبحانه، وليست في مقام بيان أنّ كلّ ما يريده الإنسان فقد أراده اللّه فإنّه خطأ فاحش ولازمه أن يتخلّف الفعل عن إرادة اللّه سبحانه عند تخلّفه عن إرادة الإنسان، تعالى اللّه عن ذلك. مع أنّه خلاف ظواهر الآيات الكثيرة الواردة في هذا المورد كقوله تعالى : {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } [السجدة : 13],و قوله تعالى : {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} [يونس : 99]، إلى غير ذلك فإرادتنا ومشيئتنا إذا تحقّقت فينا فهي مرادة بإرادة اللّه ومشيئته لها وكذا أفعالنا مرادة له تعالى من طريق إرادتنا ومشيئتنا بالواسطة. وهما أعني الإرادة والفعل جميعا متوقفان على أمر اللّه سبحانه وكلمة كن.
فالأمور جميعا سواء كانت عادية أو خارقة للعادة وسواء كان خارق العادة في جانب الخير والسعادة كالمعجزة والكرامة ، أو في جانب الشر كالسحر والكهانة مستندة في تحقّقها إلى أسباب طبيعيّة ، وهي مع ذلك متوقّفة على إرادة اللّه، لا توجد إلّا بأمر اللّه سبحانه أي بأن يصادف السبب أو يتّحد مع أمر اللّه سبحانه.
وجميع الأشياء وإن كانت من حيث استناد وجودها إلى الأمر الإلهي على حدّ سواء بحيث إذا تحقّق الإذن والأمر تحقّقت عن أسبابها، وإذا لم يتحقّق الإذن والأمر لم تتحقّق ، أي لم تتم السببيّة إلّا أنّ قسما منها وهو المعجزة من الأنبياء أو ما سأله عبد ربّه بالدعاء لا يخلو عن إرادة موجبة منه تعالى وأمر عزيمة كما يدلّ عليه قوله : {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة : 21]، الآية، وقوله تعالى : {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة : 186]، الآية، وغير ذلك من الآيات المذكورة في الفصل السابق.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|