ألا تعتقدون أنّ مواقف الشيعة المبدئية من بعض الصحابة يعمّق فجوة الخلاف بين المسلمين؟ |
1483
09:36 صباحاً
التاريخ: 2-9-2020
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2020
1478
التاريخ: 2-9-2020
1687
التاريخ: 2-9-2020
7097
التاريخ: 29-3-2022
1908
|
السؤال : أنا من المداومين على قراءة كتب إخواننا الشيعة وأشرطتهم ، خصوصاً المستبصرين منهم ، وأحاول جهدي الاقتناع بمحصّلاتهم العقائدية ، لكنّني ألاحظ عليهم الكثير من التحفّظات ، وهي كالتالي : مواقفهم المبدئية من بعض الصحابة ، تجعلهم يرمونهم بأيّ كان من النقائص ، كتفسيرهم مثلاً لحادثة الإفك ، والغار ، وغيرها كثير.
ألا تعتقدون أنّ هذه المواقف تعمّق فجوة الخلاف بين المسلمين؟
الجواب : نحيّي فيكم هذه الروح الشفّافة ، والتطلّع والبحث في كتب الشيعة والمستبصرين منهم ، وهذا كُلّه إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على وجود روح البحث والتحقيق عندكم ، والتجرّد عن تقليد الموروث بلا دليل ، وهذه صفة قلّ من يتّصف بها في عصرنا الحاضر.
وأمّا تحفّظاتكم في مسألة الصحابة ، فإنّ البحث في هذا الموضوع لابدّ وأن يبحث فيه بحثاً مبنائياً ، نشرع فيه من بداية الهرم وحتّى منتهاه ، وبداية الهرم هو مسألة كون الصحابة جميعاً عدول ، وهنا عندنا بعض التحفّظات والأسئلة :
1 ـ هل الصحابة معصومون؟
2 ـ إذا قلنا : لا ، فكيف نثبت عدالتهم ككُلّ؟!
3 ـ هل فيهم من قتل بعضهم بعضاً؟
4 ـ هل فيهم مَن كفّر بعضهم بعضاً؟
5 ـ هل فيهم من لعن وسبّ وشتم بعضهم بعضاً؟
6 ـ إذا كان كُلّ هذا موجود ، فكيف نقول بعدالتهم جميعاً؟!
7 ـ مَن هم المنافقون؟
8 ـ هل المنافق كافر؟
9 ـ أم المنافق مَن أظهر الإسلام وأبطن الكفر؟
10 ـ هل الآيات الواردة في المنافقين تقصد بعض الصحابة؟
11 ـ إذاً مَن هم المنافقون من الصحابة؟!
12 ـ ألم يضعّف علماء الحديث : « أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم » ورموه بالوضع؟! (1).
13 ـ هل أنّ ما استدلّ من آيات على عدالة الصحابة ، هل هو صريح أو يدلّ على عدالة جميعهم ، إذ بحثنا في الكُلّ؟
وبعد كُلّ هذا ، فإذا لم نستطع أن نثبت عدالة جميع الصحابة ، يحقّ لنا بل يجب أن نبحث في حالاتهم وخصوصياتهم ، فمن ثبتت عدالته فهو الصحابي الذي يقتدى به ، ونطمئن بما ينقله من أحاديث ، ومن لم تثبت عدالته وغيّر وبدّل ، فإنّه ليس فقط لا يستحقّ الاقتداء به ، وأخذ معالم الدين منه ، بل يستحقّ لعنة الله والرسول والمؤمنين.
وفي الختام : كما أنّنا نقدّر ما يقوم به البعض من الحفاظ على الوحدة الإسلامية ، والتقريب بين المذاهب ، وهذا فرض على الجميع ، عقيدة نعتقد بها ، ولكن لا ينافي هذا الجلوس على طاولة الحوار الهادئ الهادف ، الحوار الأخوي ، وذلك للوصول إلى نتيجة فيما اختلفنا فيه ، فإن توصّلنا إلى نتيجة فهو المطلوب ، وإلاّ فإنّ اختلاف الرأي لا يفسد للودّ قضية.
هذا ، وإنّ وحدتنا وتقاربنا الظاهري مع الاعتراف بوجود اختلافات أساسية ، ومن دون أن نوجد الجوّ الهادئ للحوار الهادف قربة إلى الله ، فإنّ هكذا وحدة سوف لن تستمرّ ، لأنّ الاختلافات ستظهر وستؤثّر ، وربما لو ظهرت ستكون شديدة بعض الشيء ، لأنّ الإخفاء سيولد الكبت ، والكبت يولد الانفجار.
____________
1 ـ لسان الميزان 2 / 137 و 312.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|