المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05



تفسير الآية (69-82) من سورة الصافات  
  
3350   02:21 صباحاً   التاريخ: 29-8-2020
المؤلف : إعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .....
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الصاد / سورة الصافات /

قال تعالى : {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74) وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ} [الصافات : 69 - 82] .

 

 

تفسير مجمع البيان

- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

قال تعالى : {إنهم ألفوا آباءهم ضالين} أي إن هؤلاء الكفار صادفوا آباءهم ذاهبين عن الحق والدين {فهم على آثارهم يهرعون} في الضلال أي يقلدونهم ويتبعونهم اتباعا في سرعة وقيل معناه يسرعون عن ابن عباس والحسن وقيل يعملون بمثل أعمالهم عن الكلبي وقيل يستحثون عن أبي عبيدة .

ثم أقسم سبحانه فقال {ولقد} اللام هي التي تدخل في جواب القسم وقد للتأكيد {ضل قبلهم} أي قبل هؤلاء الكفار الذين هم في عصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن طريق الهدى واتباع الحق {أكثر الأولين} من الأمم الخالية والأكثر هو الأعظم في العدد والأول هو الكائن قبل غيره والأول قبل كل شيء هو الله سبحانه لأن كل ما سواه موجود بعده وفي هذه الآية دلالة على أن أهل الحق في كل زمان كانوا أقل من أهل الباطل {ولقد أرسلنا فيهم منذرين} من الأنبياء والمرسلين يخوفونهم من عذاب الله تعالى ويحذرونهم معاصيه .

{فانظر كيف كان عاقبة المنذرين} أي من المكذبين المعاندين للحق والمعنى فانظر يا محمد كيف أهلكتهم وما ذا حل بهم من العذاب وكذلك يكون عاقبة المكذبين ثم استثنى من المنذرين فقال {إلا عباد الله المخلصين} الذين قبلوا من الأنبياء وأخلصوا عبادتهم لله تعالى فإن الله خلصهم من ذلك العذاب ووعدهم بجزيل الثواب {ولقد نادانا نوح} أي دعانا نوح بعد ما يئس من إيمان قومه لننصره عليهم وذلك قوله أني مغلوب فانتصر {فلنعم المجيبون} نحن لنوح في دعائه أجبناه إلى ما سأل وخلصناه من أذى قومه بإهلاكهم وقيل هو على العموم أي فلنعم المجيبون نحن لمن دعانا .

{ونجيناه وأهله من الكرب العظيم} أي من المكروه الذي كان ينزل به من قومه والكرب كل غم يصل حره إلى الصدر وأصل النجاة من النجوة للمكان المرتفع فهي الرفع من الهلاك وأهله هم الذين نجوا معه في السفينة {وجعلنا ذريته هم الباقين} بعد الغرق فالناس كلهم بعد نوح من ولد نوح عن ابن عباس وقتادة فالعرب والعجم من أولاد سام بن نوح والترك والصقالبة والخزر ويأجوج ومأجوج من أولاد يافث بن نوح والسودان من أولاد حام بن نوح قال الكلبي لما خرج نوح من السفينة مات من كان معه من الرجال والنساء إلا ولده ونساؤهم .

{وتركنا عليه في الآخرين} أي تركنا عليه ذكرا جميلا وأثنينا عليه في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) فحذف عن ابن عباس ومجاهد وقتادة ومعنى تركنا أبقينا قال الزجاج معناه تركنا على الذكر الجميل إلى يوم القيامة وذلك الذكر قوله {سلام على نوح في العالمين} أي تركنا عليه أن يصلي عليه إلى يوم القيامة فكأنه قال وتركنا عليه التسليم في الآخرين ثم فسر التسليم بقوله {سلام على نوح في العالمين} وقال الفراء تركنا عليه قولا وهو أن يقال في آخر الأمم سلام على نوح في العالمين قال الكلبي معناه سلامة منا على نوح وهذا هو السلام والمراد بقوله {اهبط بسلام منا وبركات عليك} .

{إنا كذلك نجزي المحسنين} أي جزيناه ذلك الثناء الحسن في العالمين بإحسانه عن مقاتل وقيل إن معناه مثل ما فعلنا بنوح نجزي كل من أحسن بأفعال الطاعات وتجنب المعاصي ونكافيهم بإحسانهم {إنه من عبادنا المؤمنين} يعني نوحا وهذه الآية تتضمن مدح المؤمنين حيث خرج من بينهم مثل نوح {ثم أغرقنا الآخرين} أي من لم يؤمن به والمعنى ثم أخبركم إني أغرقت الآخرين .

____________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج8 ، ص312-313 .

 

تفسير الكاشف

- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآيات (1) :

 

{إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ} . الضمير الغائب يعود إلى مشركي العرب الذين ساروا على طريقة الآباء من غير بحث وتدبر ، وتومئ الآية إلى أن الضال ومن ضل به سواء في المعصية واستحقاق العقاب ، أما من قلد أهل الهداية والصلاح فهو في أمن وأمان من عذاب اللَّه ، ويدل على ذلك قوله تعالى : {قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَولَو كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً ولا يَهْتَدُونَ} [البقرة - 170] . ومعنى هذا ان آباءهم لو كانوا مهتدين لجاز اتباعهم . أنظر ج 1 ص 259 فقرة (التقليد وأصول العقائد) .

{ولَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأَوَّلِينَ ولَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ} . ان كذّبك يا محمد مشركو العرب ، وضلوا عن الحق فقد ضل قبلهم أكثر الأمم ، مع أن اللَّه بعث إليهم رسلا مبشرين ومنذرين ، واتخذ عليهم الحجة وبيّن لهم محابّه ومكارهه من الأعمال ، فاتبعوا هذه ، واجتنبوا تلك ، فحقت عليهم كلمة العذاب {فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ} من الخزي والدمار {إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} فقد أنجاهم سبحانه من عذابه ، وكافأهم بأجره وثوابه .

{ولَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ} . يشير سبحانه إلى ما جاء في الآية 26 من سورة نوح : {وقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً} .

{ونَجَّيْناهُ وأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} . استنصر نوح باللَّه على طغاة قومه ، فأغرقهم اللَّه ولم يبق منهم ديارا استجابة لدعاء نبيه نوح ، ونجاه ومن آمن معه من أذى الكفرة الفجرة ومن كل كرب وسوء .

 

سام ويافث وحام :

{وجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ} بعد الطوفان دون الناس أجمعين . وفي تفسير الطبري : (ذرية نوح هم الباقون في الأرض بعد مهلك قومه ، والناس كلهم من بعده إلى اليوم إنما هم من ذرية نوح ، فالعجم والعرب أولاد سام بن نوح ، والترك والصقالبة أولاد يايف ، والسودان أولاد حام ، وبذلك جاءت الآثار وقالت العلماء) . وقد توفي الطبري سنة 310 ه أي قبل أكثر من ألف سنة ، ولسبقه وتقدمه يلقبونه بشيخ المفسرين .

وفي (قاموس الكتاب المقدس) : (سام اسم عبراني ومعناه (اسم) وهو أكبر أولاد نوح ، ومن نسله العرب والآراميون والآشوريون واليهود ، ولذلك تدعى اللغات التي يتكلمون بها السامية نسبة إليه ، مثل اللغة العربية واللغة العبرانية . .

ويافث اسم ساميّ ربما كان معناه جمال . . ومن ذريته الذين سكنوا الجبال الغربية من النجاد جنوبي بحر قزوين والبحر الأسود حتى شواطئ وجزائر البحر المتوسط من أصل هندي أوروبي - ويدخل في هؤلاء الترك والصقالبة الذين أشار إليهم الطبري - وحام اسم عبري ، ومعناه حام أي ساخن ، وهو أصغر أبناء نوح) .

{وتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ} . أبقينا له الذكر الجميل مدى الحياة {سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ} . هو في أمن وأمان من اللَّه أن يذكره ذاكر بسوء ، وقد كان الأنبياء يسألون اللَّه سبحانه أن يجعل لهم ذكرا حسنا عند الناس من بعدهم :

قال إبراهيم (عليه السلام) : {واجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ} [الشعراء - 84] .

{إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} . أي يحسن اللَّه إليهم لأنه لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى {إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} لأنه أحسن في أعماله وجاهد في اللَّه حق جهاده ، وهذه هي سمات المؤمن ودلائله {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ} في الدنيا ، ولهم في الآخرة عذاب أليم جزاء بما كانوا يعملون .

_____________

1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج6 ، ص343-345 .

 

تفسير الميزان

- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

قال تعالى : {إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون} ألفيت كذا أي وجدته وصادفته ، والإهراع الإسراع والمعنى أن سبب أكلهم وشربهم ثم رجوعهم إلى الجحيم أنهم صادفوا آباءهم ضالين - وهم مقلدون وأتباع لهم وهم أصلهم ومرجعهم - فهم يسرعون على آثارهم فجوزوا بنزل كذلك والرجوع إلى الجحيم جزاء وفاقا .

 

وقوله تعالى : {ولَقَدْ ضلّ قَبْلَهُمْ أَكثرُ الأَوّلِينَ (71) ولَقَدْ أَرْسلْنَا فِيهِم مّنذِرِينَ (72) فَانظرْ كيْف كانَ عَقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73) إِلا عِبَادَ اللّهِ الْمُخْلَصِينَ (74) ولَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) ونجّيْنَهُ وأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وجَعَلْنَا ذُرِّيّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وتَرَكْنَا عَلَيْهِ في الاَخِرِينَ (78) سلَمٌ عَلى نُوحٍ في الْعَلَمِينَ (79) إِنّا كَذَلِك نجْزِى الْمُحْسِنِينَ (80) إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثمّ أَغْرَقْنَا الاَخَرِينَ}

 

تعقيب لغرض السياق السابق المتعرض لشركهم وتكذيبهم بآيات الله وتهديدهم بأليم العذاب يقول : إن أكثر الأولين ضلوا كضلالهم وكذبوا الرسل المنذرين كتكذيبهم ويستشهد بقصص نوح وإبراهيم وموسى وهارون وإلياس ولوط ويونس (عليهما السلام) وما في الآيات المنقولة إشارة إلى قصة نوح وخلاصة قصص إبراهيم (عليه السلام) .

قوله تعالى : {ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين - إلى قوله - المخلصين} كلام مسوق لإنذار مشركي هذه الأمة بتنظيرهم للأمم الهالكين من قبلهم فقد ضل أكثرهم كما ضل هؤلاء وأرسل إليهم رسل منذرون كما أرسل منذر إلى هؤلاء فكذبوا فكان عاقبة أمرهم الهلاك إلا المخلصين منهم .

واللام في {لقد ضل} للقسم وكذا في {لقد أرسلنا} والمنذرين الأول بكسر الذال المعجمة وهم الرسل والثاني بفتح الذال المعجمة وهم الأمم الأولون ، و{إلا عباد الله} إن كان المراد بهم من في الأمم من المخلصين كان استثناء متصلا وإن عم الأنبياء كان منقطعا إلا بتغليبه غير الأنبياء عليهم والمعنى ظاهر .

قوله تعالى : {ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون} اللامان للقسم وهو يدل على كمال العناية بنداء نوح وإجابته تعالى ، وقد مدح تعالى نفسه في إجابته فإن التقدير فلنعم المجيبون نحن ، وجمع المجيب لإفادة التعظيم وقد كان نداء نوح - على ما يفيده السياق - دعاءه على قومه واستغاثته بربه المنقولين في قوله تعالى : {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا } [نوح : 26] ، وفي قوله تعالى : { فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ} [القمر : 10] .

قوله تعالى : {ونجيناه وأهله من الكرب العظيم} الكرب - على ما ذكره الراغب - الغم الشديد والمراد به الطوفان أو أذى قومه ، والمراد بأهله أهل بيته والمؤمنون به من قومه وقد قال تعالى في سورة هود : {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ} [هود : 40] والأهل كما يطلق على زوج الرجل وبنيه يطلق على كل من هومن خاصته .

قوله تعالى : {وجعلنا ذريته هم الباقين} أي الباقين من الناس بعد قرنهم وقد بحثنا في هذا المعنى في قصة نوح من سورة هود .

قوله تعالى : {وتركنا عليه في الآخرين} المراد بالترك الإبقاء وبالآخرين الأمم الغابرة غير الأولين ، وقد ذكرت هذه الجملة بعد ذكر إبراهيم (عليه السلام) أيضا في هذه السورة وقد بدلت في القصة بعينها من سورة الشعراء من قوله : {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ } [الشعراء : 84] واستفدنا منه هناك أن المراد بلسان صدق كذلك أن يبعث الله بعده من يقوم بدعوته ويدعو إلى ملته وهي دين التوحيد .

فيتأيد بذلك أن المراد بالإبقاء في الآخرين هو إحياؤه تعالى دعوة نوح (عليه السلام) إلى التوحيد ومجاهدته في سبيل الله عصرا بعد عصر وجيلا بعد جيل إلى يوم القيامة .

قوله تعالى : {سلام على نوح في العالمين} المراد بالعالمين جميعها لكونه جمعا محلى باللام مفيدا للعموم ، والظاهر أن المراد به عالمو البشر وأممهم وجماعاتهم إلى يوم القيامة فإنه تحية من عند الله مباركة طيبة تهدى إليه من قبل الأمم الإنسانية ما جرى فيها شيء من الخيرات اعتقادا أو عملا فإنه (عليه السلام) أول من انتهض لدعوة التوحيد ودحض الشرك وما يتبعه من العمل وقاسى في ذلك أشد المحنة فيما يقرب من ألف سنة لا يشاركه في ذلك أحد فله نصيب من كل خير واقع بينهم إلى يوم القيامة ، ولا يوجد في كلامه تعالى سلام على هذه السعة على أحد ممن دونه .

وقيل : المراد بالعالمين عوالم الملائكة والثقلين من الجن والإنس .

قوله تعالى : {إنا كذلك نجزي المحسنين تعليل لما امتن عليه من الكرامة كإجابة ندائه وتنجيته وأهله من الكرب العظيم وإبقاء ذريته وتركه عليه في الآخرين والسلام عليه في العالمين ، وتشبيه جزائه بجزاء عموم المحسنين من حيث أصل الجزاء الحسن لا في خصوصياته فلا يوجب ذلك اشتراك الجميع فيما اختص به (عليه السلام) وهو ظاهر .

قوله تعالى : {إنه من عبادنا المؤمنين} تعليل لإحسانه المدلول عليه بالجملة السابقة وذلك لأنه (عليه السلام) لكونه عبدا لله بحقيقة معنى الكلمة كان لا يريد ولا يفعل إلا ما يريده الله ، ولكونه من المؤمنين حقا كان لا يرى من الاعتقاد إلا الحق وسرى ذلك إلى جميع أركان وجوده ومن كان كذلك لا يصدر منه إلا الحسن الجميل فكان من المحسنين .

قوله تعالى : {ثم أغرقنا الآخرين} ثم للتراخي الكلامي دون الزماني والمراد بالآخرين قومه المشركون .

______________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج17 ، ص118-122 .

 

تفسير الامثل

- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

الآية الاولى تناولت السبب الرئيسي الذي أدّى إلى دخول اُولئك (الذين ذكرهم القران الكريم في الآيات السابقة) إلى جهنّم ونيلهم العذاب الأليم والشديد هناك ، تناولته في آيتين قصيرتين مليئتين بالمعاني والحقائق {إنّهم ألفوا آباءهم ضالّين} .

وإنّهم كانوا يسرعون على آثارهم ومن دون أي إرادة {فهو على آثارهم يهرعون} .

والملاحظ هنا أنّ لفظة (يهرعون) جاءت بصيغة المبني للمجهول ، وهي من مادّة (هرع) أي أسرع ، وهي إشارة إلى أنّهم كانوا يقلّدون آباءهم قلباً وديناً وإنّهم كانوا يحثّون الخطى على آثارهم إلى درجة كأنّهم يسارعون في ذلك من دون أي إرادة وإختيار ، وإشارة اُخرى إلى تعصّبهم وتمسّكهم بالخرافات التي كان أجدادهم الضالّون يعتقدون بها .

 

وقوله تعالى : {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الاْوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ (72) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73) إِلاَّ عِبَادَ اللهِ الْمخْلَصِينَ

 

الاُمم الضالّة السابقة :

بما أنّ المسائل السابقة المتعلّقة بالمجرمين والضالّين لا تختّص بزمان ومكان معينين ، فالقرآن يتوسّع في الآيات التي تبحث بشكل مفصّل عن هذه المسائل ، ويهيء الأرضية في عدّة آيات قصيرة ومختصرة لشرح اُمور كثيرة عن الاُمم السابقة ، والتي بالإطلاع عليها تكون أدلّة ناطقة للبحوث السابقة . ومن تلك الاُمم أقوام نوح وإبراهيم وموسى وهارون ولوط ويونس وغيرهم ، إذ يقول : {ولقد ضلّ قبلهم أكثر الأوّلين} .

فمشركو مكّة ليسوا هم الوحيدين الذين ابتلوا بالضلال نتيجة سيرهم على نهج أجدادهم الأوّلين ، وإنّما إبتليت قبلهم الكثير من الاُمم السابقة بنفس المصير .

والتذكير بهذا الأمر إنّما جاء لتسلية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والثلّة من أصحابه المؤمنين الذين كانوا في مكّة ـ آنذاك ـ محاصرين من قبل العدو من كلّ الجوانب .

ثمّ يضيف القرآن المجيد أنّ ضلالتهم لم تكن بسبب إفتقادهم القائد وعدم موعظتهم {ولقد أرسلنا فيهم منذرين} .

إذا أنّنا أرسلنا إليهم أنبياء لإنذارهم من خطر الشرك بالله والكفر به ، والظلم والإعتداء ، وتقليد الآخرين بصورة عمياء ، ولإطلاعهم على مسؤولياتهم .

صحيح أنّ الرسل يحملون في يد رسالة الإنذار ، وفي الاُخرى رسالة البشارة ، لكن الإنذار يشغل الجزء الأكبر من مواعظهم ونصائحهم ، خاصّة بالنسبة لمثل تلك الاُمم الضالّة والعاصية ، ولهذا أكّد عليه هنا .

ثمّ يقول في عبارة قصيرة ذات معان عميقة {فانظر كيف كان عاقبة المنذرين} .

المخاطب في لفظة (فانظر) من الممكن أن يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أي شخص عاقل يقظ . وفي الحقيقة إنّ هذه الآية المباركة تشير إلى نهاية أقوام سنستعرض أحوالها وأوضاعها بصورة مفصّلة في الآيات القادمة .

أمّا آخر آية في بحثنا فإنّها تستثني جماعة من العذاب الإلهي {إلاّ عباد الله المخلصين} .

الملاحظ أنّ هذه الآية تشير إلى عاقبة هذه الاُمم ، وتدعو إلى التمّعن في العذاب الأليم الذي ابتلوا به ، والذي أهلكهم وأبادهم جميعاً ما عدا عباد الله المؤمنين والمخلصين الذين نجوا من هذا العذاب (2) .

وجدير بالذكر أنّ كلمة (المخلصين) ـ بفتح اللام ـ كرّرت خمس مرّات ، وهذا بيان لعلو منزلتهم ومرتبتهم ، وكما أشرنا سابقاً فإنّ عباد الله المخلصين هم الصفوة التي تسلّحت بالعلم والإيمان ، وإنتصرت على النفس بعد مجاهدتها ، وهم الذين أخلصهم الله لنفسه وأزال عنهم الشوائب ليجعلهم خالصين ، ولهذا فإنّهم يمتلكون الحصانة الكاملة تجاه الإنحرافات والزلل .

والشيطان عاجز وآيس من النفوذ إلى داخلهم ، إذ قطع عليه الطريق المؤدّي إليهم منذ اليوم الأوّل ، وإعترف هو بعجزه هذا .

كذلك فإنّ فتن المجتمع الذي يعيشون فيه ووساوس الغاوين ، إضافة إلى وجود المتّبعين لنهج آبائهم وأجدادهم الأوّلين ، والثقافة الخاطئة والطاغوتية ، لا تؤثّر أبداً على عباد الله المخلصين ولا تحرفهم عن مسيرتهم .

حقيقة الأمر ، أنّ هذه الآية هي خطاب إطمئنان لمؤمني مكّة المقاومين والصامدين في ذلك الوقت ، وإنّها دعوة لمسلمي عالم اليوم المليء بالفتن ، تدعوهم إلى الإنفصال عن صفوف أعداء الله والإنضمام إلى عباد الله المخلصين .

 

وقوله تعالى : {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ}

 

مقتطفات من قصّة نوح :

من هنا يبدأ سرد قصص تسعة أنبياء من أنبياء الله الكبار ، والذين كانت الآيات السابقة قد تطرّقت إليهم بصورة خفيّة ، وتشرع الآيات بنوح شيخ الأنبياء وأوّل اُولي العزم من الرسل .

بدأ البحث بالإشارة إلى دعاء نوح الشديد على قومه بعد أن يئس من هدايتهم {ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون} (3) .

هذا الدعاء يمكن أن يكون إشارة إلى الدعاء الذي ورد في سورة نوح {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح : 26 ، 27] .

أو إشارة إلى الدعاء الذي دعا به الله أثناء صعوده السفينة { رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [المؤمنون : 29]

أو أنّه إشارة إلى الدعاء الذي جاء في الآية 10 من سورة القمر : {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ} [القمر : 10] .

وبالطبع فإنّه ليس هناك أي مانع من أن تكون الآية تشير إلى كلّ هذه الأدعية ، وإنّ الله سبحانه وتعالى إستجابها بأحسن وجه .

ولذا فإنّ الله سبحانه وتعالى يجيبه في الآية التي تليها بالقول : {ونجّيناه وأهله من الكرب العظيم} (4) .

فما هو هذا الغمّ الذي وصفته الآية المباركة بأنّه غمّ كبير آلم نوحاً بشدّة؟

يمكن أن يكون ذلك الغمّ نتيجة إستهزاء قومه الكافرين المغرورين به ، وتجريحهم إيّاه بكلمات نابية وساخرة تستهدف إهانته وأتباعه المؤمنين ، أو نتيجة تكذيب قومه اللجوجين إيّاه ، إذ كانوا يقولون له أحياناً : {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا } [هود : 27] .

وأحياناً اُخرى يقولون له : {يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } [هود : 32] .

أو يسخرون منه {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ } [هود : 38]

وقد وصل إزعاجهم لنبي الله نوح ـ المعروف بصبره الكبير ـ وإساءتهم الأدب إتّجاهه وإتّهامه بالجنون إلى درجة لا تطاق ، بحيث دعا نوح ربّه بالقول : {رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ} [المؤمنون : 26] .

وعلى أيّة حال ، فإنّ مجموع هذه الحوادث السيّئة وأذاهم له كان يحزّ في قلبه الطاهر بشدّة حتّى لحظة وقوع الطوفان ، إذ أنقذه الله سبحانه وتعالى من قبضة قومه الطغاة ، وأزال عنه الكرب العظيم والغمّ الشديد .

واحتمل بعض المفسّرين أنّ المراد من (الكرب العظيم) هو الطوفان الذي لم ينج منه سوى نوح وأتباعه المؤمنين ، ولكن هذا المعنى مستبعد .

ويضيف القرآن الكريم {وجعلنا ذرّيته هم الباقين} .

أحقّاً أنّ كلّ بني الإنسان الذين يعيشون اليوم على ظهر الكرة الأرضية هم من ذريّة نوح؟ الآية المذكورة أعلاه تصرّح بذلك . .

أم المقصود هو أنّ مجموعة كبيرة من الأنبياء والأولياء والصالحين هم من ذريته ، وليس كلّ الناس؟ بهذا الشأن لدينا بحث ، سنتطرّق إليه بعون الله .

وإضافةً إلى ذلك يقول القرآن : أنّنا جعلنا لنوح ثناءً وذكراً جميلا في الأجيال والاُمم اللاحقة : {وتركنا عليه في الآخرين} .

فقد وصفه القرآن المجيد بالنّبي المقاوم والشجاع والصبور والرحيم والعطوف ، وأطلق عليه لقب شيخ الأنبياء . وتاريخه اُسطورة للمقاومة والثبات ، كما يمكن أن يستلهم سالكو طريق الحقّ من برامجه عبراً ودروساً تمكّنهم من إجتياز العراقيل التي يضعها الأعداء والجهلة أمامهم .

فبعد تحمّله كافّة الصعاب والآلام ، منحه الله سبحانه وتعالى وساماً خالداً يفتخر به في العالمين (سلام على نوح في العالمين) .

نعم ، فهل هناك فخر أكبر من هذا ، وهو أنّ الله يبعث بالسلام والتحيّات لنبيّه نوح ، السلام الذي سيبقى يُهدى إليه من قبل الاُمم الإنسانية لحين قيام الساعة ، والملفت للنظر أنّه من النادر أن يوجد في القرآن سلام بهذه السعة على أحد ، خاصّة وأنّ المراد بالعالمين جميعها لكونه جمعاً محلّى بالألف واللام (مفيداً للعموم) فيتّسع المعنى ليشمل عوالم البشر واُممهم وجماعاتهم إلى يوم القيامة ويتعدّاهم إلى عوالم الملائكة والملكوتين .

ولكي تكون خصوصيات نوح (عليه السلام) مصدر إشعاع للآخرين ، أضاف القرآن الكريم {إنّا كذلك نجزي المحسنين} . و{إنّه من عبادنا المؤمنين} .

في الحقيقة ، إنّ درجة عبودية نوح لله وإيمانه به ـ إضافةً إلى إحسانه وعمله الصالح الذي ذكرته الآيتان الأخيرتان ـ كانت السبب الرئيسي وراء اللطف الإلهي الذي شمل نوحاً وأنقذه من الغمّ الكبير ، وبعث إليه بالسلام ، السلام الذي يمكن أن يشمل كلّ من عمل بما عمل به نوح ، لأنّ معايير الألطاف الإلهيّة لا تتخلّف ، ولا تختّص بشخص دون آخر .

أمّا الآية الأخيرة في بحثنا فقد وضّحت بعبارة قصيرة شديدة اللهجة مصير تلك الاُمّة الظالمة الشريرة الحاقدة {ثمّ أغرقنا الآخرين} .

إذ إنهمر المطر سيلا من السماء ، وتفجّرت الأرض عيوناً ، وغطّت المياه اليابسة كبحر هائج دكّ بأمواجه المتلاطمة الشامخة عروش الطغاة ودمّرها ، لافظاً إيّاهم بعدئذ أجساداً هامدة لا حياة فيها ولا روح .

والذي يلفت النظر أنّ الله سبحانه وتعالى إستعرض ألطافه على نوح في عدّة آيات ، فيما بيّن عذابه لقوم نوح العاصين في عبارة واحدة قصيرة يرافقها التحقير وعدم الإهتمام بهم ، لأنّ حالة نصر المؤمنين وعزّتهم وتأييد الباري سبحانه لهم جديرة بالتوضيح ، وبيان حال المعاندين والعاصين لا يجدر بالإهتمام والإعتناء .

____________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج11 ، ص264-270 .

2 ـ هذه الجملة إستثناء من محذوف يفهم من المذكور ، تقديره هكذا : فانظر كيف كان عاقبة

المنذرين فإنّا أهلكناهم جميعاً إلاّ عباد الله المخلصين .

3 ـ (مجيبون) جاءت بصيغة الجمع في حين أنّ المقصود منها الله سبحانه وتعالى والذي إستجاب لدعاء نوح ، هذا بسبب أنّ صيغة الجمع تأتي أحياناً للتعظيم ، كما أنّ ضمير جمع المتكلّم في (نادانا) لذلك الغرض أيضاً .

4 ـ (كرب) طبق قول الراغب في مفرداته هي : الغم الشديد ، ووصفه هنا بالعظيم للتأكيد أكثر على هذا المعنى .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .