المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الإرث.. من الحقوق الأسرية  
  
1724   01:18 صباحاً   التاريخ: 22-8-2020
المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
الكتاب أو المصدر : شمس المرأة لا تغيب
الجزء والصفحة : ص94 – 97
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-6-2018 1855
التاريخ: 23-9-2018 1622
التاريخ: 23-2-2022 1450
التاريخ: 13-2-2022 1756

مسألة الارث ترتبط بعدد من المسائل التي تنظم الحياة الزوجية والحياة الاسرية ، ولا يمكن بحثها منفصلة عن تلك لأنها جاءت كنتيجة طبيعية لتلك القرارات ، فما دام الرجل هو الذي وقع عليه الرهان لتحمل ادارة البيت الزوجي بل الاسري بمعنى انه فرض عليه تحمل جميع مصاريف زوجته وابنائه بالإضافة الى امه واخواته وجده وجدته فيما اذا لم يتمكنوا من اعالة انفسهم (1) وكان هو قادرا على ذلك فقد اوكل اليه امر ادارة البيت الزوجي والاسري فالعدالة تفرض ان تكون حصة الرجل من الارث اكثر من حصة المرأة لعدم تحملها المسؤولية ، وهذا امر طبيعي فان المرأة كزوجة يجب على الزوج الانفاق عليها وان كانت ثرية طيلة الفترة التي هي في حبالته ، والمرأة كابنه يجب على الاب الانفاق عليها ما دامت لم تكلف ، ومن بعدها ان لم تكن صاحبة دخل يفي بأغراضها ، والمرأة كأُم على زوجها او ابنها ان فقد الزوج الانفاق عليها ان لم تكن صاحبة ثراء ومكنة ، وكذلك المرأة كأختٍ فالواجب على اخيها او زوجها او ابيها او ابنها الصرف عليها ولا يفرض عليهن العمل بل يبقى ذلك خيار لهن .

ومن هنا فان المعادلة مدروسة ومحسومة ، وفي الواقع فان حصة المرأة من الارث والذي هو النصف نسبة الى ولفها ، وهو اكثر بكثير من المسؤولية الواقعة على وليها تحت عنوان الزوج او الاب ثم الاخ او الابن ، وللمثال : فانه اذا توفي شخص وورث ابنه عشر دنانير وابنته خمسة دنانير فان الابن الوارث مسؤول على الانفاق على زوجته واولاده على اقل التقادير ، واما الابنة فهي غير مسؤولة على الانفاق على زوجها واولادها بل يبقى ما ورثته في الحفظ والصيانة .

ومن هنا نجد ان المرأة قد حظيت اكثر من الرجل ، وما ذلك الا تكريما لها وتخفيفا عنها ، ولا يخفى ان المرأة كزوجة مهما كانت ثرية فالواجب على الزوج الانفاق عليها في كل الابعاد التي يعتبرها الشرع والعرف ضروريا من المأكل والملبس والمسكن وما في طيف ذلك حسب حالتها الاجتماعية ، وان المرأة كابنة فما دامت غير مكلفة فالواجب على الاب الانفاق عليها ، اللهم الا اذا كان الاب غير قادر على ذلك ، واذا ما خصص الابن الاكبر بالحبوة دون البنت الكبرى فلأن الابن الاكبر مسؤول عن القيام بما فات على الاب من الواجبات ، فجاءت الحبوة في قبال ذلك ، فلا اعتباط في الامر ، ولا هناك ما هو بعيد عن الحكمة .

__________________

 (1) هذا في غير الزوجة بشكل عام والاولاد فترة عدم البلوغ .

         




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.