أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2016
1690
التاريخ: 5-2-2021
4712
التاريخ: 2-2-2017
1994
التاريخ: 22-3-2021
2813
|
هذه الأمة من العرب البادية هي الطبقة الثالثة من العرب، وهم أهل الخيام الذين لا أغلاق لهم ـ أي: أن منازلهم وبيوتهم لا تغلق ـ لم يزالوا من أعظم الأمم في العالم، وأكثر أجيال الخليقة، يكثرون الأمم تارة، وينتهي إليهم العز والغلبة بالكثرة، فيظفرون بالملك، ويغلبون على الأقاليم والمدن والأمصار. ثم يهلكهم الترف والتنعم، ويغلبون، ويقتلون، ويرجعون إلى باديتهم. وقد هلك المتصدرون منهم للرئاسة بما باشروه من الترف ونضارة العيش، وتصيير الأمر لغيرهم من أولئك المبعدين عنم بعد عصور أخرى. هكذا سنة الله في خلقه.
وللبادية منهم مع من يجاورهم من الأمم حروب ووقائع في كل عصر وجيل، بما تركوا من طلب المعاش، وجعلوا طلب المعاش رزقهم في معاشهم بترصد السبيل وانتهاب متاع الناس. ولما استفحل الملك للعرب في الطبقة الأول للعمالقة، وفي الطبقة الثانية للتبابعة وكان ذلك عن كثرتهم، فكانوا منتشرين لذلك العهد باليمن والحجاز ثم بالعراق والام. فلما تقلص ملكهم وكان بالعراق منهم بقية أقاموا بعيدين من ظل الملك.
قال الطبري: إن تبعاً أبا كرب لما غزا العراق أيام (أردشير بهمن) كان طريقه على جبل طيء ومنه إلى الأنبار، وانتهى إلى موضع الحيرة ليلاً فتحير وأقام، فسمي المكان (الحيرة) ثم سار لوجهه وخلف هنالك قوماً من الأزد، ولخم، وجذام، وعاملة، وقضاعة، فاستوطنوا وبنوا، ولحق بهم ناس من طيء وكلب والسكون وإياد والحرث بن كعب فكانوا معهم.
قال ابن الكلبي: إن بختنصر لما نادى بغزو العرب افتتح أمره بالقبض على من كان في بلاده من تجارهم للميرة وأسكنهم الحيرة، ثم خرج إليهم في العساكر، فرجعت قبائل منهم إليه آثروا الإذعان والمسالمة، وأنزلهم بالسواد على شاطئ الفرات، وابتنوا موضع عسكرهم وسموه الأنبار. ثم أنزلهم الحيرة، فسكنوها سائر أيامه.
قال هشام بن محمد: فلما مات بختنصر انتقل الذين أسكنهم بالحيرة إلى الأنبار ومعهم من انضم إليهم من بني إسماعيل وبني معد، وانقطعت طوالع العرب من ايمن عنهم. ثم كثر أولاد معدٍ وفرقتهم العرب، وخرجوا يطلبون الريف مما يليهم من بلاد اليمن ومشارف الشام. ونزلت قبائل منهم البحرين، وبها يومئذٍ قوم من الأزد نزلوها أيام خروج مزيقياء من اليمن. وكان الذين أقبلوا من تهامة من العرب فروع من قضاعة وأياد وغطفان وعدنان.
واجتمعوا بالبحرين وتحالفوا على المقام والتناصر، وعلى أن يكونوا يداً واحدة. وكان هذا الاجتماع والحلف أيام الطوائف، وكان ملكهم قليلاً ومتفرقاً، وكان كل واحد منهم يغير على صاحبه، ويرجع على أكثر من ذلك. فتطلعت نفوس العرب بالبحرين إلى ريف العراق، وطمعوا فيغلب الأعاجم عليه، أو مشاركتهم في، واغتنموا فرصة الخلاف بين الطوائف، وأجمع رؤساؤهم المسير إلى العراق. فسكن قسم منهم أشلاء قفص، وآخرون الأنبار، وهم من إياد وغسان وكلهم تنوخ، وسكن جماعة من قبائل كندة الحيرة، وأقامت طالعة الأنبار وطالعة الحيرة لا يدينون للأعاجم ولا تدين لهم. ونزل كثير من تنوخ ما ين الحيرة والأنبار، بادين في الخيام، لا يأوون إلى المدن، ولا يخالطون أهلها، وكانوا يسمون عرب الضاحية، وأول من ملك منهم أزمان الطوائف مالك بن فهم، وبعده أخوه عمرو، وبعده ابن أخيه جذيمة الأبرش.
ثم انتشروا بالشام والعراق، وتخلف من تخلف منهم بالحجاز، وهم خزاعة فنزلوا مر الظهران، وقاتلوا جرهماً بمكة فغلبوهم عليها. ونزل نصر بن الأزد عمان، ونزلت غسان جبال الشراة، وكانت لهم حروب مع بني معد إلى أن استقروا هنالك في التخوم ما بين الحجاز والشام.
ثم كان بالعراق والشام والحجاز أيام الطوائف ومن بعدهم في أعقاب ملك التبابعة اليمنية والعدنانية ملك ودول، وبعد أن درست الأجيال قبلهم، وتبدلت الأحوال الساقة لعصرهم، فاستحق بذلك أن يكون جيلاً منفرداً عن الأول، وطبقة مباينة للطباق السالفة. ولما لم يكن لهم أثر في إنشاء العروبية كما للعرب للعاربة، ولا في لغتها عنهم ما في العرب المستعربة، وكانوا تبعاً لمن تبعهم في سائر أحوالهم، استحقوا التسمية بالعرب التابعة للعرب.
فكان الملك بالحيرة للخمٍ في بني المنذر.. وبالشام لغسان في بني جفنة .. وبيثرب كذلك في الأوس والخزرج ابني قيلة، وما سوى هؤلاء من العرب، فكانوا ظواعن بادية، وأحياء ناجعة، وكانت في بعضهم رئاسة بدوية وراجعة ي الغالب إلى أحد هؤلاء، ثم نبضت عروق الملك في مضر وظهرت قريش على مكة ونواحي الحجاز أزمنة عرف فيها منهم، ودانت الدول بتعظيمهم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|