أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2015
8463
التاريخ: 17-04-2015
3263
التاريخ: 16-10-2015
5689
التاريخ: 14-11-2017
4303
|
كان الأمويون يبذلون جهدهم و بشتى الوسائل لإبعاد الناس عن مدرسة أهل البيت وبناء جدار بينهم و بين أئمة الإسلام الكبار، ولهذا كانوا يرجعون الناس إلى أهل الفتيا والعلماء المنتمين إلى الجهاز الحاكم أو على الأقل إلى الفقهاء الذين لا يشكلون خطراً عليهم وتابع العباسيون الذين حملوا في بداية أمرهم شعار الولاء لأهل البيت والدفاع عنهم وجعلوه وسيلة للوصول إلى أهدافهم نفس هذه الطريقة أيضاً بعد أن وطّدوا سلطانهم، فقد كان الخلفاء العباسيون يرون كالأمويين في أئمة أهل البيت الكبار الذين استقطبت وجذبت مدرستهم النابضة بالحياة الناس ومنحتهم النشاط واليقظة مركزاً للخطر، ولهذا السبب حاولوا أن يعزلوهم بعيداً عن الناس ؛ وبات هذا الأمر ملحوظاً في عصر الإمام الصادق أكثر من زمن آخر، فقد سعى الحكم آنذاك أن يجلس أشخاصاً كانوا في فترة من الفترات تلاميذ في مدرسة الإمام على كرسي الفقه والفتيا وفي النقطة المقابلة لمدرسة الإمام، ويقدّمونهم على أنّهم المرجع الذي يرجع إليه، كما فعلوا ذلك لابن أبي ذئب ومالك بن أنس وأجلسوهما على ذلك الكرسي ؛ ولهذا القصد كان المنصور الدوانيقي يكرم مالك بن أنس كثيراً ويقدّمه على انّه المفتي والفقيه الرسمي، وقد أعلن الناطق باسم العباسيين في المدينة : ألا لا يفتي الناس إلاّ مالك بن أنس و ابن أبي ذئب.
و قد أمر المنصور مالكاً أيضاً بأن يؤلّف كتاباً في الحديث ليكون في متناول المحدّثين، فامتنع مالك عن ذلك، ولكنّ المنصور أصر عليه وقال له يوماً : يجب أن تكتب هذا الكتاب، لأنّه ليس هناك من هو أعلم منك ؛ ثمّ ألّف مالك كتاب الموطأ تحت ضغط المنصور وإصراره وراح الجهاز الحاكم أثر ذلك يناصر مالكاً وينشر فتاواه ويروّج آراءه مستخدماً جميع وسائله كي يقصي الناس عن مدرسة الإمام الصادق (عليه السَّلام).
وقال المنصور لمالك : لئن بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف ولأبعثنّ به إلى الآفاق فاحملهم عليه ؛ وطبعاً كان هؤلاء الفقهاء شئنا أم أبينا ينتمون إلى السلطة ويحمون مصالحها إزاء دعمها ومناصرتها لهم، وإذا ما أدرك الخليفة انّ فقيها ومفتياً ممّن ينتمون إلى حكمه يعمل خلافاً لمصالحه أو يخالفه باطناً كان يعاقبه أشد عقاب كما جلد مالك بن أنس الذي حظي بكلّ تلك العناية من المنصور بسبعين جلدة أثر سعاية أحدهم لدى ابن عمه، وكانت هذه السعاية تتعلّق بفتوى كان أفتى بها خلافاً لرغبة الخليفة .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|