المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

السمات Traits
26-7-2016
تعريف الوقف في الاصطلاح اللغوي
7-2-2016
السري بن عبد الله بن يعقوب
9-10-2017
حمّاد بن ميسرة بن المبارك
24-06-2015
رابطة تساهمية قطبية Polar covalent bond
10-3-2018
الفكر الاستراتيجي الأوربي الحديث
28-7-2016


من تراث الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)  
  
2069   04:01 مساءً   التاريخ: 18/12/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 8، ص233-248
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / التراث الصادقيّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-04-2015 3410
التاريخ: 14-11-2017 3075
التاريخ: 16-10-2015 10054
التاريخ: 17-04-2015 3374

مصادر المعرفة وآثارها

1 - عن علي بن الحكم ، عن هشام ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) قال : « لمّا خلق اللّه العقل استنطقه ، ثم قال له : أقبل فأقبل ، فقال له : أدبر فأدبر ، فقال : وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحبّ إليّ منك ، بك آخذ ، وبك أعطي وعليك أثيب »[1].

2 - عن عبد اللّه بن سنان قال : سألت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السّلام ) فقلت : الملائكة أفضل أم بنو آدم ؟ فقال : « قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) : إنّ اللّه ركّب[2] في الملائكة عقلا بلا شهوة ، وركّب في البهائم شهوة بلا عقل ، وركّب في بني آدم كلتيهما ، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلب شهوته عقله فهو شرّ من البهائم »[3].

3 - عن عبد اللّه بن سنان ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) قال : « حجّة اللّه على العباد النبيّ ، والحجّة فيما بين العباد وبين اللّه العقل »[4].

الأنبياء والأئمة

1 - عن أبي حمزة الثمالي ، قال أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) : « إياك والرياسة وإياك أن تطأ أعقاب الرجال - إلى أن قال - : إيّاك أن تنصب رجلا دون الحجّة ، فتصدقه في كل ما قال »[5].

2 - عن الفضيل ، قال : سألت أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) عن قول اللّه عزّ وجل : إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ؟ فقال : « كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم »[6].

3 - عن عمّار الساباطي ، قال : سألت أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) عن الإمام ، يعلم الغيب ؟ قال : « لا ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء ، أعلمه اللّه ذلك »[7].

4 - وعن بريدة بن معاوية ، عن أحدهما ( عليهما السّلام ) ، في قول اللّه عزّ وجل وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ، « فرسول اللّه أفضل الراسخين في العلم قد علّمه اللّه جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان اللّه لينزل عليه شيئا لم يعلّمه تأويله ، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه ، إلى أن قال : والقرآن خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ ، فالراسخون في العلم يعلمونه »[8].

الإسلام والإيمان

1 - عن جميل بن صالح ، قال : قلت لأبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) أخبرني عن الإسلام والإيمان ، أهما مختلفان ؟ قال : « إنّ الإيمان يشارك الإسلام ، والإسلام لا يشارك الإيمان ، فقلت : فصفهما لي قال : « الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه والتصديق برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث وعلى ظاهره جماعة الناس ، والإيمان الهدى وما ثبت في القلوب من صفة الإسلام وما ظهر من العمل ، والإيمان أرفع من الإسلام بدرجة »[9].

2 - عن عبد الرحيم القصير ، قال كتبت مع عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) : أسأله عن الإيمان ما هو ؟ فكتب ( عليه السّلام ) إليّ مع عبد الملك بن أعين :

« سألت يرحمك اللّه عن الإيمان ، والإيمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالأركان والإيمان بعضه من بعض ، وهو دار ، وكذلك الإسلام دار ، والكفر دار ، فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا ، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما ، فالإسلام قبل الإيمان وهو يشارك الإسلام »[10].

3 - عن عبد اللّه بن مسكان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) قال :

قلت له : ما الإسلام ؟ قال : « دين اللّه ، اسمه الإسلام وهو دين اللّه قبل أن تكونوا حيث كنتم وبعد أن تكونوا ، فمن أقرّ بدين اللّه فهو مسلم ، ومن عمل بما أمر اللّه عزّ وجل فهو مؤمن »[11].

التفقّه في الدين

1 - عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) ، قال : « قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله : طلب العلم فريضة على كل مسلم ، ألا وأن اللّه يحب بغاة العلم »[12].

2 - عن أبي جعفر الأحول عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) ، قال : « لا يسع الناس حتّى يسألوا ويتفقهوا ويعرفوا إمامهم . ويسعهم أن يأخذوا بما يقول وإن كان تقيّة »[13].

3 - عن جميل ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) قال : سمعته يقول : « يغدو الناس على ثلاثة أصناف : عالم ومتعلم وغثاء ، فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء »[14].

4 - عن أبي البختري ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) قال : « إن العلماء ورثة الأنبياء ، وذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ، وإنّما ورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظّا وافرا ، فانظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه فإنّ فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين »[15]  .

مصادر التشريع الإسلامي

1 - عن حمّاد ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) قال : سمعته يقول : « ما من شيء إلّا وفيه كتاب أو سنّة »[16].

2 - عن مرازم عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) ، قال : « إنّ اللّه تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شيء ، حتى واللّه ما ترك اللّه شيئا يحتاج إليه العباد ، حتى لا يستطيع عبد أن يقول : لو كان هذا أنزل في القرآن ، إلّا وقد أنزل اللّه فيه »[17].

3 - عن المعلى بن خنيس قال : قال أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) : « ما من أمر يختلف فيه اثنان ، إلّا وله أصل في كتاب اللّه ولكن لا تبلغه عقول الرجال »[18].

علم الأئمة ( عليهم السّلام )

1 - عن عبد الأعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) يقول : قد ولدني[19] رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وأنا أعلم كتاب اللّه وفيه بدء الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة وفيه خبر السماء والأرض ، وخبر الجنّة ، وخبر النار ، وخبر ما كان وما هو كائن ، اعلم ذلك كأني انظر إلى كفّي ، ان اللّه يقول : ( فيه تبيان كل شيء )[20].

2 - عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) في حديث ، قال : « علّم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) عليّا ( عليه السّلام ) ألف باب ، يفتح كل باب منها ألف باب ، إلى أن قال : فإن عندنا الجامعة ، صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وإملائه من فلق فيه[21] وخطّ علي ( عليه السّلام ) بيمينه ، فيها كل حلال وحرام وكلّ شيء يحتاج إليه الناس حتى الأرش في الخدش ، وضرب بيده ، اليّ فقال لي : تأذن لي يا أبا محمّد ؟ قال : قلت : جعلت فداك ، إنّما أنا لك ، فاصنع ما شئت ، قال : فغمزني بيده ثم قال : « حتى أرش هذا - كأنه مغضب - »[22].

3 - عن الحسين بن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) يقول : « إن عندي الجفر الأبيض » ، قال : قلت : فأي شيء فيه ؟ قال : « زبور داود ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وصحف إبراهيم والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة ، ما ازعم أن فيه قرآنا[23] وفيه ما يحتاج الناس إلينا ، ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ، ونصف الجلدة ، وربع الجلدة ، وأرش الخدش »[24].

المناهج المنحرفة

1 - قال الصادق ( عليه السّلام ) : « دع القياس والرأي وما قال قوم في دين اللّه ليس له برهان »[25].

2 - عن أبي شيبة الخراساني قال : سمعت أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) ، يقول : « إن أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس ، فلم تزدهم المقاييس من الحق إلّا بعدا ، وان دين اللّه لا يصاب بالمقاييس »[26].

3 - وجاء في رسالة له إلى أصحاب الرأي والمقاييس : « وقالوا لا شيء إلّا ما أدركته عقولنا وأدركته ألبابنا ، فولّاهم اللّه ما تولّوا وأهملهم وخذلهم ، حتى صاروا عبدة أنفسهم من حيث لا يعلمون ، ولو كان اللّه رضي منهم ارتياءهم واجتهادهم في ذلك ، لم يبعث اللّه إليهم رسولا فاصلا لما بينهم ولا زاجرا عن وصفهم . . . »[27].

4 - وفي وصية المفضّل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) ، يقول :

« من شكّ أو ظنّ فأقام على أحدهما ، فقد حبط عمله ، انّ حجّة اللّه هي الحجّة الواضحة »[28].

5 - عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ( عليه السّلام ) ، عن آبائه ( عليهم السّلام ) ، قال : « قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : إيّاكم والظنّ فإنّ الظنّ أكذب الكذب »[29].

نماذج من الفهم الخاطئ

1 - عن عبد المؤمن الأنصاري ، قال : قلت لأبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) : إنّ قوما يروون عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، قال : « اختلاف امّتي رحمة ، فقال : « صدقوا » ، فقلت :

إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب ! فقال : « ليس حيث تذهب وذهبوا ، إنّما أراد ، قول اللّه عزّ وجل : فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ الآية . فأمرهم أن ينفروا إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) فيتعلّموا ، ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلّموهم ، إنّما أراد اختلافهم من البلدان لا اختلافا في دين اللّه ، إنّما الدين واحد ، إنّما الدين واحد »[30].

2 - عن إسماعيل بن مخلّد السراج ، قال : خرجت هذه الرسالة من أبي عبد اللّه عليه السّلام إلى أصحابه وذكر الرسالة ، إلى أن قال : « وقد عهد إليهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) قبل موته فقالوا : نحن بعد ما قبض اللّه عزّ وجل رسوله ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس بعد قبض اللّه رسوله ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وبعد عهده الذي عهده إلينا وأمرنا به ، مخالفا للّه ولرسوله ، فما أحد اجرأ على اللّه ولا أبين ضلالة ممّن أخذ بذلك وزعم أن ذلك يسعه » إلى أن قال :

« وكما أنه لم يكن لأحد من الناس مع محمد ( صلّى اللّه عليه وآله ) أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقاييسه خلافا لأمر محمد ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، كذلك لم يكن لأحد بعد محمد ( صلّى اللّه عليه وآله ) أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقاييسه » ، ثم قال : « واتبعوا آثار رسول اللّه وسنّته فخذوا بها ولا تتّبعوا أهواءكم ورأيكم ، فإنّ أضلّ الناس عند اللّه من اتّبع هواه ورأيه بغير هدى من اللّه » .

وقال : « أيّتها العصابة ، عليكم بآثار رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وسنّته ، وآثار الأئمة الهداة من أهل بيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) من بعده وسنتهم ، فإنّه من أخذ بذلك فقد اهتدى ومن ترك ذلك ورغب عنه ضلّ . . » . وذكر الرسالة بطولها[31].

منهج التفقه في الدين

1 - عن هشام بن سالم ، قال : قلت لأبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) : ما حقّ اللّه على خلقه ؟ قال : « أن يقولوا ما يعلمون ويكفّوا عمّا لا يعلمون ، فإذا فعلوا ذلك فقد أدّوا إلى اللّه حقّه »[32].

2 - عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) ، قال : « إنّما علينا أن نلقي إليكم الأصول وعليكم التفريع »[33].

3 - عن ابن مسكان ، عن حبيب قال : قال لنا أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) : « ما أحد أحبّ إليّ منكم ، إن الناس سلكوا سبلا شتّى[34] منهم من أخذ بهواه ، ومنهم من أخذ برأيه وإنّكم أخذتم بأمر له أصل »[35].

4 - عن هشام ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) ، قال : قيل له : روى عنكم أنّ الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجال ؟ فقال : « ما كان اللّه ليخاطب خلقه بما لا يعقلون »[36].

5 - عن عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث ، فقال : « ينظران من كان منكم ممّن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما ، فإني قد جعلته عليكم حاكما ، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه ، فإنّما استخفّ بحكم اللّه وعلينا ردّ ، والرادّ علينا الرادّ على اللّه وهو على حدّ الشرك باللّه . . . »[37].

وعن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) في الحديث السابق قال :

قلت : فإن كان كل واحد منهما اختار رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في حقّهما ، فاختلفا فيما حكما وكلاهما اختلفا في حديثكم .

فقال ( عليه السّلام ) : الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما ، ولا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر .

فقلت : فإنهما عدلان مرضيان عند أصحابنا لا يفضّل واحد منهما على صاحبه ؟

فقال ( عليه السّلام ) : ينظر إلى ما كان من روايتهما عنّا في ذلك الذي حكما به المجمع عليه من أصحابك فيؤخذ به من حكمنا ، ويترك الشاذّ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإن المجمع عليه لا ريب فيه ، إلى أن قال :

قلت : فإن كان الخبران عنكم مشهورين ، قد رواهما الثقات عنكم ؟

قال ( عليه السّلام ) : ينظر ، فما وافق حكمه حكم الكتاب والسنّة وخالف العامّة فيؤخذ به ، ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنّة ووافق العامّة .

قلت : جعلت فداك ، أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنّة ، ووجدنا أحد الخبرين موافقا للعامّة والآخر مخالفا لهم ، بأيّ الخبرين يؤخذ ؟

فقال ( عليه السّلام ) : ما خالف العامّة ففيه الرشاد .

فقلت : جعلت فداك ، فان وافقهما الخبران جميعا ؟ قال : ينظر إلى ما هم اليه أميل ، حكامهم وقضاتهم فيترك ويؤخذ بالآخر .

قلت : فإن وافق حكامهم الخبرين جميعا ؟ قال : إذا كان ذلك ، فارجئه حتى تلقى امامك[38] ، فان الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات »[39].

قواعد فقهيّة عامّة

1 - عن موسى بن بكر ، قال : قلت لأبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) ، الرجل يغمى عليه يوما أو يومين أو الثلاثة أو الأربعة أو أكثر من ذلك ، كم يقضي من صلاته ؟ قال :

« ألا أخبرك بما يجمع لك هذه الأشياء كلّها ؟ كلّما غلب اللّه عليه من أمر فاللّه أعذر لعبده »[40].

2 - عن محمد بن علي بن الحسين قال : قال الصادق ( عليه السّلام ) : « كلّ شيء مطلق حتّى يرد فيه نهي »[41].

3 - عن داود بن فرقد قال : سمعت أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) يقول : « أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا ، إن الكلمة لتنصرف على وجوه ، فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء ولا يكذب »[42].

4 - عن أبي إسحاق الأرجاني رفعه قال : قال أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) : « أتدري لم أمرتم بالأخذ بخلاف ما تقول العامّة ؟ فقلت : لا أدري ، فقال : إن عليّا ( عليه السّلام ) لم يكن يدين اللّه بدين إلا خالف عليه الامّة إلى غيره ، إرادة لإبطال أمره وكانوا يسألون المؤمنين ( عليه السّلام ) عن الشيء الذي لا يعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضدّا من عندهم ليلبسوا على الناس »[43].

5 - عن منصور بن حازم قال : قال أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) : « الناس مأمورون ومنهيّون ومن كان له عذّر ، عذره اللّه »[44].

6 - عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) عن المريض هل تمسّك له المرأة شيئا فيسجد عليه ؟ قال : « لا ، إلّا أن يكون مضطّرا ليس عنده غيرها وليس شيء ممّا حرّم اللّه إلّا وقد أحلّه لمن اضطرّ إليه »[45].

7 - عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) قال : « اللّه أكرم من أن يكلّف الناس ما لا يطيقون واللّه أعزّ من أن يكون في سلطانه ما لا يريد »[46].

8 - عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : قلت لأبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) : عثرت ، فانقطع ظفري فجعلت على إصبعي مرارة فكيف أصنع بالوضوء ؟ فقال :

« تعرف هذا وأشباهه من كتاب اللّه ، قال اللّه تعالى : ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ امسح عليه »[47].

9 - عن عبد اللّه بن سنان ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) ، قال : « كل شيء فيه حلال وحرام ، فهو لك حلال ، حتى تعرف الحرام منه بعينه فتدعه »[48].

10 - عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) أن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) حين فرغ من طوافه وركعتيه ، قال : « ابدءوا بما بدأ اللّه عزّ وجل به من اتيان الصفا ، أنّ اللّه يقول : إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ »[49].

11 - عن زكريا بن يحيى ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) قال : « ما حجب اللّه علمه عن العباد ، فهو موضوع عنهم »[50].

12 - عن حريز ، عن زرارة ، قال : سألت أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) عن الحلال والحرام ؟ فقال : « حلال محمّد حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة ، لا يكون غيره ولا يجيء غيره »[51].

نماذج من فقه الإمام الصادق ( عليه السّلام )

1 - عن ابن اذينة ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) ، قال : قال : « ما تروى هذه الناصبة ؟

فقلت : جعلت فداك فيماذا ؟ فقال : في أذانهم وركوعهم وسجودهم ، فقلت : إنهم يقولون : إن ابيّ بن كعب رآه في النوم ، فقال : كذبوا ، فإن دين اللّه اعزّ من أن يرى في النوم »[52].

2 - عن عيص بن القاسم ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السّلام ) قال : « إذا خرج الرجل في شهر رمضان مسافرا أفطر ، وقال : إن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) خرج من المدينة إلى مكّة في شهر رمضان ومعه الناس وفيهم المشاة ، فلما انتهى إلى كراع الغميم[53] دعا بقدح من ماء فيما بين الظهر والعصر ، فشربه وأفطر ثم أفطر الناس معه وتمّ ناس على صومهم ، فسمّاهم العصاة وإنّما يؤخذ بآخر أمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) »[54].

3 - قال الصادق ( عليه السّلام ) : « خلق اللّه الماء طهورا لا ينجّسه شيء إلّا ما غيّر لونه أو طعمه أو ريحه » .

4 - قال الصادق ( عليه السّلام ) : « إذا كان الماء قدر كرّ ، لم ينجّسه شيء » .

5 - قال ( عليه السّلام ) : « اغسل ثوبك من بول كلّ ما لا يؤكل لحمه » . :

6 - قال الصادق ( عليه السّلام ) : « إذا نامت العين والاذن والقلب وجب الوضوء » ، قيل :

فإن حرّك إلى جنبه شيء ولم يعلم به ، قال : « لا حتى يستيقن أنه قد نام حتى يجيء من ذلك أمر بيّن ، وإلّا فإنّه على يقين من وضوئه ، ولا تنقض اليقين أبدا بالشك وإنّما تنقضه بيقين آخر » .

7 - وقال ( عليه السّلام ) : « لا ينقض الوضوء إلّا حدث والنوم حدث » .

8 - قال أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) : « إن سمعت الأذان وأنت على الخلا ، فقل مثل ما يقول المؤذّن ولا تدع ذكر اللّه في تلك الحال ، لأنّ ذكر اللّه حسن على كلّ حال » .

9 - وقال ( عليه السّلام ) : « إذا شككت في شيء من الوضوء وقد دخلت في غيره فليس شكك بشيء ، إنّما الشك إذا كنت في شيء لم تجزه » .

10 - وسئل أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) عن الجنب يجلس في المساجد ؟ قال : « لا ، ولكن يمرّ فيها كلّها ، إلّا المسجد الحرام ومسجد النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) » .

11 - قال الصادق ( عليه السّلام ) : « صلّ على من مات من أهل القبلة وحسابه على اللّه » .

12 - قال الصّادق ( عليه السّلام ) : « كلّ ما جعل على القبر من غير تراب القبر[55] فهو ثقل على الميّت » .

13 - قال رجل للصادق ( عليه السّلام ) : إنّي أعير الذمي ثوبي وأنا أعلم أنّه يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير ، فيردّه عليّ فاغسله قبل أن اصلّي فيه ؟ فقال أبوعبد اللّه ( عليه السّلام ) : صلّ فيه ولا تغسله ، من أجل انّك أعرته إيّاه وهو طاهر ولم تستيقن أنّه قد نجّسه ، فلا بأس أن تصلّي فيه حتى تستيقن أنّه نجّسه » .

14 - وقال الصادق ( عليه السّلام ) : « لكلّ صلاة وقتان وأوّل الوقت أفضلهما » .

15 - قال الصادق ( عليه السّلام ) : « إنّما النافلة بمنزلة الهدية ، متى ما أتا بها قبلت » .

16 - قال ( عليه السّلام ) : « السجود لا يجوز إلّا على الأرض أو على ما أنبتت الأرض إلّا ما أكل أو لبس » .

17 - وقال ( عليه السّلام ) : « من صلّى الصلوات الخمس جماعة ، فظنوا به كلّ خير »[56].

18 - سئل الصادق عليه السّلام عن القراءة خلف الإمام ؟ فقال : « لا ، إنّ الإمام ضامن للقراءة وليس يضمن الإمام صلاة الذين خلفه إنّما يضمن القراءة » .

19 - وقال الصادق ( عليه السّلام ) : « ما فرض اللّه على هذه الامّة شيئا أشدّ عليهم من الزكاة وفيها تهلك عامّتهم » .

20 - وقال الصادق ( عليه السّلام ) : « ما ضاع مال في برّ ولا بحر إلّا بتضييع الزكاة ولا يصاد من الطير إلّا ما ضيّع تسبيحه » .

21 - وقال ( عليه السّلام ) : « إنّما فرض اللّه الصيام ليستوي به الغني والفقير » .

22 - قال ( عليه السّلام ) : « لا صيام في السفر إلّا الثلاثة أيام التي قال اللّه في الحجّ »[57].

23 - وقال الصادق عليه السّلام : « إذا جئت بصوم شهر رمضان لم تسئل عن صوم » .

24 - وقال ( عليه السّلام ) : « إن صوم شهر رمضان لم يفرض اللّه صيامه على أحد من الأمم قبلنا » .

25 - وسئل عن قوله تعالى : كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ؟ قال : « إنّما فرض اللّه صيام شهر رمضان على الأنبياء دون الأمم ففضّل به هذه الامّة فجعل صيامه فرضا على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وعلى امّته » .

26 - وقيل للصادق ( عليه السّلام ) : « ليلة القدر كانت أو تكون في كلّ عام ؟ فقال :

« لو رفعت ليلة القدر ، لرفع القرآن » .

27 - قال الصادق ( عليه السّلام ) : « لو ترك الناس الحجّ لما نوظروا العذاب » .

28 - وقال ( عليه السّلام ) : « لا يزال الدين قائما ما قامت الكعبة » .

29 - وقال الصادق ( عليه السّلام ) : « لو أن الناس تركوا الحج لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده ، ولو تركوا زيارة النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) كان على الوالي أن يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده ، فإن لم يكن لهم مال أنفق عليهم من بيت مال المسلمين » .

30 - وقال الصادق ( عليه السّلام ) : « المعتمر يعتمر في أيّ شهور السنة ، وأفضل العمرة عمرة رجب » .

31 - قال الصادق ( عليه السّلام ) : « كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) يستلم الحجر في كلّ طواف فريضة ، ونافلة » .

نماذج من مواعظ الإمام الصادق ( عليه السّلام )

1 - قال ( عليه السّلام ) : « ليس منّا ولا كرامة من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون وفيهم من هو أورع منه » .

2 - قال الصادق ( عليه السّلام ) : « أيّما أهل بيت أعطوا حظّهم[58] من الرفق فقد وسّع اللّه عليهم في الرزق ، والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال ، والرفق لا يعجز عنه شيء ، والتبذير لا يبقى معه شيء ، انّ اللّه عزّ وجل رفيق يحب الرفق » .

3 - قال الصادق ( عليه السّلام ) لرجل : « أوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبّر عاقبته ، فإن يك رشدا فأمضه وإن يك غيّا فانته عنه » .

4 - وقال الصادق ( عليه السّلام ) : « ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلّا بذنب وما يعفو اللّه أكثر » .

5 - وقال ( عليه السّلام ) : « إن الذنب يحرم العبد الرزق » .

وقال الصادق ( عليه السّلام ) : « لا صغيرة مع الاصرار ولا كبيرة مع الاستغفار » .

6 - قال الصادق ( عليه السّلام ) : « الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على من أمكنه ذلك ولم يخف على نفسه ولا على أصحابه » .

7 - قال ( عليه السّلام ) : « من شهد أمرا فكرهه ، كان كمن غاب عنه ، ومن غاب عن أمر فرضيه ، كان كمن شهده » .

8 - قال الصادق ( عليه السّلام ) : « إن اللّه فوّض إلى المؤمن كلّ شيء إلّا اذلال نفسه » .

9 - وقال ( عليه السّلام ) : « لا ينبغي للمؤمن أن يذلّ نفسه » ، قيل : كيف يذل نفسه ؟ قال :

« يتعرّض لما لا يطيق » .

10 - قال الصادق ( عليه السّلام ) : « لا يتكلّم الرجل بكلمة حق فيؤخذ بها إلا كان له مثل أجر من أخذ بها ، ولا يتكلّم بكلمة ضلال يؤخذ بها إلّا كان عليه مثل وزر من أخذ بها » .

11 - وقال ( عليه السّلام ) : « المسلمون عند شروطهم ، إلّا كل شرط خالف كتاب اللّه ، فلا يجوز » .

 


[1] المحاسن : 1 / 192 ، كتاب مصابيح الظلم ، باب 1 ، باب العقل ، ح 7 .

[2] ركّب : أي خلق .

[3] علل الشرائع : 1 / 4 ، باب 6 .

[4] الكافي : 1 / 25 ، كتاب العقل والجهل : 22 .

[5] معاني الأخبار : 1 / 164 ، باب معنى وطء أعقاب الرجال .

[6] الكافي : 1 / 191 ، كتاب الحجّة ، باب أن الأئمة عليهم السّلام هم الهداة ، ح 1 .

[7] الكافي : 1 / 257 ، كتاب الحجّة ، باب نادر فيه ذكر الغيب ، ح 4 .

[8] الكافي : 1 / 213 ، كتاب الحجّة باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة عليهم السّلام ، ح 2 .

[9] الكافي : 2 / 25 ، كتاب الإيمان والكفر باب أن الإيمان يشارك الإسلام ، ح 1 .

[10] الكافي : 2 / 27 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب أن الإسلام قبل الإيمان ، ح 1 .

[11] الكافي : 2 / 38 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب 30 ، باب أن الإيمان مبثوث لجوارح البدن كلّها ، ح 4 .

[12] الكافي : 1 / 30 ، كتاب فضل العلم الباب 1 ، باب فرض العلم ، ح 1 .

[13] الكافي : 1 / 40 ، كتاب فضل العلم ، الباب 9 باب سؤال العالم وتذاكره ، ح 4 .

[14] الكافي : 1 / 34 ، كتاب فضل العلم ، الباب 3 ، باب أصناف الناس ، الحديث 4 .

[15] الكافي : 1 / 32 ، كتاب فضل العلم ، الباب 2 ، باب فضل العلماء ، الحديث 2 .

[16] الكافي : 1 / 59 ، كتاب فضل العلم ، الباب 20 ، باب الرد إلى الكتاب ، ح 4

[17] الكافي : 1 / 59 ، كتاب فضل العلم ، الباب 20 ، باب الرد إلى الكتاب ، ح 1 .

[18] المصدر السابق : 1 / 60 ، ح 6 .

[19] أي حصلني .

[20] الكافي : 1 / 61 ، كتاب فضل العلم ، الباب 20 ، باب الردّ إلى الكتاب ، الحديث 8 .

[21] أي من شق فمه .

[22] الكافي : 1 / 238 ، كتاب الحجة ، باب فيه ذكر الصحيفة ، ح 1 .

[23] يعني : لا أقول فيه قرآنا ، بل في الجفر علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة .

[24] الكافي : 1 / 240 ، كتاب الحجة ، باب فيه ذكر الصحيفة ، الحديث 3 .

[25] علل الشرائع : 1 / 88 ، الباب 81 ، باب علّة المرارة في الاذنين . . ، ح 4 .

[26] الوسائل عن الكافي : 27 / 43 ، القضاء ، باب 6 ، من أبواب صفات القاضي ح 18 .

[27] المحاسن : 1 / 209 ، كتاب مصابيح الظلم ، الباب 7 ، ح 76 .

[28] الكافي : 2 / 400 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الشّكّ ، ح 8 .

[29] قرب الأسناد : 29 ، الأحاديث المتفرقة ، ح 94 .

[30] معاني الأخبار : 157 / 1 في معنى قوله اختلاف امّتي رحمة ، والآية في التوبة : 122 .

[31] روضة الكافي : 8 / 2 ، كتاب الروضة ، رسالة أبي عبد اللّه ، ح 1 .

[32] المحاسن : 1 / 204 ، كتاب مصابيح الظلم ، الباب 4 ، حق اللّه عزّ وجلّ في خلقه ، الحديث 53 .

[33] السرائر : 3 / 575 ، ما استطرفه من جامع البزنطي .

[34] شتّى : أي متفرقا .

[35] المحاسن : 1 / 254 كتاب الصفوة والنور والرحمة ، باب 23 ، باب الأهواء ، ح 88 ، ط المجمع العالمي لأهل البيت ( عليهم السّلام ) .

[36] الوسائل : 17 / 167 ، الباب 35 ، من أبواب ما يكتسب به ، الحديث 13 .

[37] من لا يحضره الفقيه : 3 / 8 ، القضايا والأحكام ، باب الاتفاق على عدلين في الحكومة ، ح 3233 .

[38] إلى أن تلقى إمام زمانك .

[39] الكافي : 1 / 67 ، كتاب فضل العلم ، باب اختلاف الحديث ، الحديث 10 .

[40] الخصال : 2 / 644 ، أبواب ما بعد الألف ، ح 24 .

[41] الفقيه : 1 / 317 ، باب وصف الصلاة . . . القنوت واستحبابه ، الحديث 937 .

[42] معاني الأخبار : 1 / 1 ، الباب 1 .

[43] علل الشرائع : 2 / 531 ، الباب 315 ، العلّة التي من أجلها يجب الأخذ بخلاف . . ، الحديث 1 .

[44] المحاسن : 1 / 245 ، كتاب مصابيح الظلم ، الباب 26 ، باب الأمر والنهي ، الحديث 242 .

[45] التهذيب : 3 / 177 ، الباب 14 ، باب صلاة الغريق والمتوحّل والمضطرب بغير ذلك ، الحديث 1 .

[46] الكافي : 1 / 160 ، كتاب التوحيد ، باب الجبر والقدر والامر بين الأمرين ، الحديث 14 .

[47] التهذيب : 1 / 363 ، الباب 16 ، باب في صفة الوضوء والفرض منه ، الحديث 27 .

[48] من لا يحضره الفقيه : 3 / 341 ، باب الذبائح والمآكل ، ح 4208 .

[49] التهذيب : 5 / 145 ، الباب 10 ، الحديث 6 .

[50] التوحيد : 413 / 9 ، الباب 64 ، باب التعريف والبيان والحجّة والهداية .

[51] الكافي : 1 / 58 ، كتاب فضل العلم باب البدع والرأي والمقاييس ، ح 19 .

[52] الكافي : 3 / 482 ، كتاب الصلاة ، باب النوادر .

[53] وهي على ثلاثة أميال من المدينة .

[54] الكافي : 4 / 127 ، كتاب الصيام ، باب كراهية الصوم في السفر ، ح 5 .

[55] وسائل الشيعة : ج 2 أبواب الدفن ، الباب 36 « باب انّه يكره أن يوضع على القبر من غير ترابه » .

[56] وسائل الشيعة : ج 5 كتاب الصلاة ، أبواب صلاة الجماعة ، الباب 1 ( باب تأكّد استحبابها في الفرائض وعدم وجوبها فيما عدا الجمعة والعيدين » .

[57] وسائل الشيعة : أبواب من يصح منه الصوم ، الباب 11 ( باب عدم جواز صوم شهر من الواجب في السفر إلّا النذر المعيّن سفرا وحضرا وثلاثة أيام . . . » .

[58] وسائل الشيعة : كتاب الجهاد ، أبواب جهاد النفس وما يناسبه ، الباب 27 ( باب استحباب الرفق في الأمور ) . الجديد ، 15 / 270 / 5 [ 20449 ] ؛ القديم ، 11 : 206 / 5 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.