المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ينقسم الإخراج التليفزيوني الى قسمين
14/9/2022
Phase Space—the Playing Field
9-3-2021
ليس الله ممن ينسى
1-12-2015
فيروس الخوخ المزيف
26-6-2018
التفسير في عصر النشأة
2023-07-22
Dot-Dash Outlines
2024-09-28


هل كانت ثورة العباسيين إسلامية؟  
  
3818   03:05 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص336-341.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

الموضوع الاهم الذي يسترعي الانتباه في دراسة حياة الإمام الصادق (عليه السَّلام)  هو امتناعه عن قبول اقتراح بيعة قادة الثورة العباسية له، وإذا ألقينا نظرة سطحية إلى هذا الأمر فانّا سنظن انّ للدوافع الدينية أثراً كبيراً فيها، لأنّ الشعارات التي حملوها كانت جميعها إسلامية، والكلمات التي كتبوها على راياتهم كلّها آيات قرآنية، وكانوا يتظاهرون بالولاء لأهل البيت وانّهم يريدون الانتقام لدماء أهل البيت التي أُريقت ظلماً من بني أُمية وبني مروان، وكان كلّ هدفهم هو ربط الثورة بأهل البيت ؛ ومع أنّهم لم يعلنوا عن اسم الخليفة الذي كان يدعون الناس إليه غير انّ شعارهم كان الرضا من آل محمد أي ثرنا لبيعة شخص منتخب من آل محمد (صلَّى الله عليه وآله) .

قالوا : كان لأبي مسلم أصحاب وأنصار كثيرون بين العرب، وعندما بايعوه أقسموا بأن يصمدوا ويثبتوا في اتّباع كتاب اللّه وسنّة النبي وفي طاعة الرضا من آل البيت، وأن لا يتأخّروا في اتبّاع قادتهم، وأن ينفّذوا كلّ أوامرهم بدون مناقشة حتى أنّهم أقسموا بأنّهم إذا انتصروا على عدوهم لا يقتلونهم إلاّ بما أمر به الإسلام وزعماءهم، وكان شعارهم الذي يعرفون به بعضهم ويتصلون من خلاله ببعضهم هي الملابس والرايات السوداء، وكان راياتهم سوداء باعتبار انّ راية النبي كانت سوداء، وهدفهم هو الرجوع إلى دين النبي، أو أن يكون رمزاً لمطالبتهم بدماء أهل البيت وحزنهم عليهم ؛ ولعلّهم أرادوا أن يجعلوا أنفسهم مصداقاً لأخبار الملاحم التي تقول بأن ظهور الرايات السوداء من خراسان علامة على زوال سلطان الطغاة وظهور الحكومة الحقة العادلة وعلى أي حال دلّ ظاهر الأمر انّ ثورة العباسيين ثورة عظيمة ذات مغزى إسلامي.

وفد ارسل قادة الثورة رسائل إلى الإمام الصادق (عليه السَّلام) وبعد موت إبراهيم الامام كتب أبو مسلم إلى الإمام الصادق (عليه السَّلام) : إنّي أدعو الناس إلى موالاة أهل البيت، فإن رغبت فليس مزيد عليك.

فأجابه الإمام  : ما أنت من رجالي ولا الزمان زماني.

وكذلك يقول الفضل الكاتب : كنت عند أبي عبد اللّه، فأتاه كتاب أبي مسلم ; فقال :  ليس لكتابك جواب، أُخرج عنّا .

وهكذا قرر أبو سلمة الخلال الذي عرف فيما بعد بوزير آل محمد أن يبتعد عن العباسيين ويتصل بالعلويين، لأنّه لاحظ انّ الظروف قد انقلبت ضده بعد موت إبراهيم الإمام، ولذلك كاتب ثلاثة من أعيان العلويين، وهم : جعفر بن محمد الصادق، وعبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عبد اللّه المحض ، وعمر الأشرف بن زين العابدين، و أرسل الكتب مع رجل من مواليهم، وقال للرسول : اقصد أوّلاً جعفر بن محمد الصادق (عليمها السَّلام )، فإن أجاب فأبطل الكتابين الآخرين، وإن لم يجب فالق عبد اللّه المحض، فإن لم يجب فالق عمر. فذهب الرسول إلى جعفر بن محمد أوّلاً ودفع إليه كتاب أبي سلمة.

فقال الإمام (عليه السَّلام)  :  مالي ولأبي سلمة؟ وهو شيعة لغيري .

فقال له الرسول : اقرأ الكتاب، فقال الإمام لخادمه : ادن السراج مني، فأدناه، فوضع الكتاب على النار حتى احترق !

فقال الرسول : ألا تجيبه.

قال الإمام :  قد رأيت الجواب ! فخرج الرسول فأتى عبد اللّه بن الحسن ودفع إليه الكتاب، فقرأه وقبله، ثمّ ركب حتى أتى منزل أبي عبد اللّه الصادق (عليه السَّلام) ، فقال هذا كتاب أبي سلمة يدعوني إلى الخلافة وقد قدمت عليه شيعتنا من أهل خراسان، فقال الإمام :  ومتى كان أهل خراسان شيعة لك ؟! أنت بعثت أبا مسلم إلى خراسان ؟! وهل تعرف منهم أحداً ؟! فإن لم تعرفهم ولم يعرفوك فكيف صاروا شيعة لك ؟! .

فقال عبد اللّه : كان هذا الكلام منك لشيء .

فقال الصادق (عليه السَّلام)  :  قد علم اللّه أنّي أُوجب النصح على نفسي لكلّ مسلم، فكيف ادّخره عنك، فلا تمن نفسك بالأباطيل، فإنّ هذه الدولة ستتم لبني العباس، وقد جاءني مثل الكتاب الذي جاءك ؛ فخرج عبد اللّه غاضباً، وكان موقف عمر بن زين العابدين سلبياً تجاه كتاب أبي سلمة أيضاً ورفضه، وقال : أنا لا أعرف صاحب الكتاب حتى أرد عليه.

ولمّا أقبلت رايات الانتصار ترفرف وظهرت علائم النجاح كاتب أبو سلمة الإمام مرة ثانية : إنّ سبعين ألف مقاتل وصل إلينا، فننتظر أمرك.

فقال (عليه السَّلام)  : إنّ الجواب كما شافهتك .

ويروي لنا أبو بكر الحضرمي انّه : دخلت أنا وأبان على أبي عبد اللّه الصادق (عليه السَّلام) ، وذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان فقلنا : ماترى؟

فقال :  اجلسوا في بيوتكم، فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح .

وقال الإمام (عليه السَّلام) في حديث آخر لأصحابه : كفّوا ألسنتكم، وألزموا بيوتكم، فإنّه لا يصيبكم أمر تخصون به أبداً .

لماذا رفض الإمام الصادق (عليه السَّلام) اقتراح قادة الثورة العباسية ؟ و بالنظر إلى ما تقدم يبدو موقف الإمام في الوهلة الأُولى تجاه اقتراحات أبي سلمة وأبي مسلم أمر يصعب فهمه وتحليله، ولكن إذا أمعنّا النظر قليلاً في الأُمور أدركنا السبب الكامن وراء هذا الموقف، فقد كان الإمام الصادق يدرك بأنّ قادة الثورة لا هدف لهم إلاّ الحصول على مقاليد السلطة، وليس رفع شعار الولاء لأهل البيت إلاّ لجذب واستقطاب الموالين لأهل البيت.

وتشهد الروايات التاريخية بوضوح انّ أبا سلمة الخلاّل تسلّم مقاليد الأُمور السياسية بعد وصول القوات الخراسانية إلى الكوفة، وراح يوزع المناصب السياسية والعسكرية بين جماعته وأصحابه، فقد أراد باختياره خليفة علوياً أن يكون هو صاحب القرار والسلطة في الحكومة ويكون منصب الخليفة منصباً شكلياً.

وكان الإمام يدرك بأنّ أبا مسلم وأبا سلمة يبحثان عن شخصية مرموقة من أهل البيت حتى يستغلا مكانتها وشعبيتها للوصول إلى أهدافهما وبأنّهما لا يعتقدان بإمامته، وإلاّ فما معنى إرسال ثلاث رسائل بمضمون واحد إلى ثلاث شخصيات من آل الرسول ؟!

كان الإمام يدرك وبكلّ ذكاء انّ المخطط الرئيسي للثورة هم العباسيون، وهؤلاء ليس لهم هدف غير تحقيق آمالهم في استلام مقاليد الحكم والسلطة، وليس أبو مسلم وأبو سلمة وغيرهما إلاّ بيادق بأيديهم، وكان يعلم أنّهم سرعان ما سيقضون على كلّ من لم يعد يفيدهم أو يقف سداً في طريقهم، وقد كان كذلك مصير أبي مسلم وأبي سلمة وسليمان بن كثير والآخرين حيث لقوا حتفهم .

كان الإمام يعلم جيداً انّ أمثال أبي سلمة وأبي مسلم قد انخدعوا وانّهم لا يتحركون على خط الإسلام المستقيم وخط أهل البيت، لذلك لم يكن مستعداً للتعاون معهم وإضفاء الشرعية على أعمالهم، لأنّهم ليسوا من أبناء مدرسته، فقد أفرطوا وأسرفوا في الانتقام وطلب السلطة والإرهاب والعنف، وقد ارتكبوا أعمالاً لا يمكن لأي مسلم ملتزم أن يرضى بها ويؤيّدها.
سنواجه بمراجعتنا للتاريخ نصاً ووصية لإبراهيم الإمام إلى أبي مسلم الخراساني في بداية الثورة فقد التقى أبو مسلم ـ البطل الشهير الذي لقب بلقب أمير آل محمد إبراهيم الإمام خلال سفره إلى مكة، فأوصاه إبراهيم بوصاياه على راية سوداء صارت فيما بعد شعاراً للعباسيين، وأمر بالتوجه إلى خراسان والثورة العلنية هناك.
ومن حيث إنّ هذه الوصية تبيّن لنا حقيقة إبراهيم وأبي مسلم وقادة الثورة العباسية الآخرين ووثيقة هامة ننقلها هنا بنصها، ولكي يخدعه أكثر يقول إبراهيم في بدايتها لأبي مسلم : إنّك رجل منّا أهل البيت فاحفظ وصيتي، فاقتل من شككت في أمره، ومن وقع في نفسك منه تهمة... إن استطعت أن لا تدع بخراسان أرضاً فيها عربي فافعل، وأيّما غلام بلغ خمسة أشبار فاتهمته فاقتله.
وهكذا يصدر إبراهيم الإمام أمره بالقتل وإراقة الدماء في وصيته لأبي مسلم بصراحة.

يقول المقريزي : وتاللّه لو توجّه أبو مسلم إلى أرض الحرب ليغزو أهل الشرك باللّه، لما جاز أن يوصى إبراهيم بهذا، فكيف وإنّما توجّه إلى دار الإسلام وقتال أبناء المهاجرين والأنصار.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.