المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التخصيص في اولي الامر
22-6-2019
RESISTORS
29-9-2020
مسؤولية الأم
12-1-2016
المولاریة  Molarity
4-1-2016
تربية الماشية في جمهورية التشيك
2024-11-07
الزيوت المعدنية
8-11-2021


ظهور الماء للامام الصادق  
  
3609   03:28 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص186-187.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / مناقب الإمام الصادق (عليه السلام) /

ورد في البحار عن نوادر عليّ بن أسباط عن ابن الطبال عن محمد بن معروف الهلالي و كان قد أتت عليه مائة و ثمان و عشرون سنة، قال : مضيت إلى الحيرة إلى أبي عبد اللّه جعفر بن محمد (عليه السلام) وقت السفاح، فوجدته قد تداكّ‏  الناس عليه ثلاثة ايّام متواليات فما كان لي فيه حيلة و لا قدرت عليه من كثرة الناس و تكاثفهم عليه.

فلمّا كان في اليوم الرابع رآني و قد خفّ الناس عنه، فأدناني و مضى إلى قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) فتبعته، فلمّا صار في بعض الطريق غمزه‏  البول، فاعتزل عن الجادة ناحية و نبش الرمل بيده فخرج له الماء فتطهّر للصلاة، ثم قام فصلّى ركعتين ثم دعا ربه و كان في دعائه: اللهم لا تجعلني ممن تقدّم فمرق، ولا ممن تخلّف فمحق، و اجعلني من النمط الأوسط ثم مشى و مشيت معه، فقال : يا غلام البحر لا جار له، و الملك لا صديق له، و العافية لا ثمن لها، كم من ناعم و لا يعلم ثمّ قال : تمسكوا بالخمس : قدّموا الاستخارة، و تبرّكوا بالسهولة، و تزيّنوا بالحلم، و اجتنبوا الكذب، و أوفوا المكيال و الميزان.

ثم قال: الهرب الهرب إذا خلعت العرب أعنّتها و منع البرّ جانبه و انقطع الحجّ ؛ ثم قال: حجّوا قبل أن لا تحجّوا، و أومأ إلى القبلة بابهامه و قال : يقتل في هذا الوجه سبعون الف أو يزيدون‏ .

 يقول المؤلف : انّ هذه الخمسة التي أمر بها الامام (عليه السلام) من آداب التجارة و الكسب، و كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يأمر أهل الكوفة كلّ يوم بها و بأشياء أخر ؛ كما روى الشيخ الكليني في الكافي عن جابر عن الامام محمد الباقر (عليه السلام) قال : كان أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة عندكم يغتدي كل يوم بكرة من القصر فيطوف في أسواق الكوفة سوقا سوقا و معه الدرّة على عاتقه و كان لها طرفان و كانت تسمى السبيبة فيقف على أهل كل سوق فينادي: يا معشر التجار اتقوا اللّه عز و جل فإذا سمعوا صوته (عليه السلام) ألقوا ما بأيديهم و ارعوا إليه بقلوبهم و سمعوا بآذانهم فيقول (عليه السّلام) : قدّموا الاستخارة، و تبرّكوا بالسهولة ، و اقتربوا من المبتاعين، و تزيّنوا بالحلم، و تناهوا عن اليمين، و جانبوا الكذب، و تجافوا عن الظلم، و انصفوا المظلومين، و لا تقربوا الرّبا و أوفوا الكيل و الميزان، و لا تبخسوا الناس أشياءهم، و لا تعثوا في الأرض مفسدين فيطوف (عليه السلام)في جميع أسواق الكوفة ثم يرجع فيقعد للناس‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.