المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أحمد بن إبراهيم بن أبي عاصم  
  
1763   01:48 صباحاً   التاريخ: 10-04-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج1، ص301-304
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-6-2021 4043
التاريخ: 24-06-2015 2232
التاريخ: 9-04-2015 1646
التاريخ: 29-3-2021 3098

اللؤلؤي أبو بكر قال الزبيدي ومن نحاة القيروان ابن أبي عاصم وكان من العلماء النقاد في العربية والغريب والنحو والحفظ والقيام بشرح أكثر دواوين العرب.

 مات فيما ذكره الزبيدي سنة ثماني عشرة وثلاثمائة وله ست وأربعون سنة. وكان كثير الملازمة لأبي محمد المكفوف النحوي وعنه أخذ وكان صادقا في علمه وبيانه لما يسأل عنه وله تأليف في الضاد والظاء حسن بين وكان شاعرا مجيدا وكان أبوه موسرا فلم يكن يمدح أحدا بمجازاة وترك الشعر في آخر عمره وأقبل على طلب الحديث والفقه وهو القائل: [الطويل]

 (أيا طلل الحي الذين تحملوا ... بوادي الغضا كيف الأحبة والحال)

 (وكيف قضيب البان والقمر الذي ... بوجنته ماء الملاحة سيال)

 (كأن لم تدر ما بيننا ذهبية ... عبيرية الأنفاس عذراء سلسال)

 (ولم أتوسد ناعما بطن كفه ... ولم يحو جسمينا مع الليل سربال)

 (فبانت به عني ولم أدر بغتة ... طوارق صرف البين والبين مغيال )

(فلما استقلت ظعنهم وحدوجهم ... دعوت ودمع العين في الخد هطال)

 (حرمت منايا منك إن كان ذا الذي ... تقوله الواشون عني كما قالوا)

 وهذا البيت الأخير تضمين من أبيات لها قصة أنا ذاكرها

 ذكر أبو الفرج علي بن الحسين في كتابه قال كان عبد الله بن محمد القاضي المعروف بالخليجي ابن أخت علوية المغني وكان تياها صلفا فتقلد في خلافة الأمين قضاء الشرقية وكان يجلس إلى أسطوانة من أساطين الجامع فيستند إليها بجميع بدنه ولا يتحرك فإذا تقدم إليه الخصمان أقبل عليهما بجميع جسده وترك الاستناد حتى يفصل بينهما ثم يعود لحاله. وعمد بعض المجان إلى رقعة من الرقاع التي يكتب فيها الدعاوى فألصقها في موضع دنيته بالدبق فلما جلس الخليجي إلى السارية وتمكن منها وتقدم إليه الخصوم وأقبل إليهم بجميع جسده كما كان يفعل انكشف رأسه وبقيت الدنية موضعها مصلوبة ملتصقة فقام الخليجي مغضبا وعلم أنها حيلة عليه وقعت فغطى رأسه بطيلسانه وتركها مكانها حتى جاء بعض أصحابه فأخذها فقال بعض شعراء عصره: [المنسرح]

(إن الخليجي من تتايهه ... أثقل باد لنا بطلعته)

 (ما تيه ذي نخوة مناسبة ... بين أخاوينه وقصعته)

 (يصالح الخصم من يخاصمه ... خوفا من الجوز في قضيته)

 (لو لم تدبقه كف قانصه ... لطار فيها على رعيته)

 واشتهرت الأبيات والقصة ببغداد وعمل لها علوية حكاية أعطاها الزفانين والمخنثين فأخرجوه منها وكان علوية يعاديه لمنازعة كانت بينهما ففضحه واستعفى الخليجي من القضاء ببغداد وسأل أن يولى بعض الكور البعيدة فولي جند دمشق أو حمص فلما ولي المأمون الخلافة غناه علوية بشعر الخليجي وهو: [الطويل]

 (برئت من الإسلام إن كان ذا الذي ... تقوله الواشون عني كما قالوا)

 (ولكنهم لما رأوك غرية ... بهجري تساعوا بالنميمة واحتالوا)

 (فقد صرت أذنا للوشاة سميعة ... ينالون من عرضي ولو شئت ما نالوا)

 فقال له المأمون من يقول هذا الشعر قال قاضي دمشق فأمر المأمون بإحضاره فكتب إلى وإلي دمشق بإحضاره فكتب فأشخص وجلس المأمون للشرب وأحضر علوية ودعا بالقاضي فقال له أنشدني قولك:

(برئت من الإسلام إن كان ذا الذي ... تقوله الواشون عني كما قالوا)

 فقال يا أمير المؤمنين هذا شيء قلته منذ سنة وأنا صبي والذي أكرمك بالخلافة وورثك ميراث النبوة ما قلت شعرا منذ أكثر من عشرين سنة إلا في زهد أو عتاب صديق. فقال له اجلس فجلس فناوله قدحا من نبيذ كان في يده فقال يا أمير المؤمنين ما غيرت الماء بشيء قط مما يختلف في تحليله. فقال لعلك تريد نبيذ التمر أو الزبيب فقال لا والله يا أمير المؤمنين ما أعرف شيئا منها فأخذ القدح من يده وقال أما والله لو شربت هذا لضربت عنقك ولقد ظننت أنك صادق في قولك كله ولكن لا يتولى لي أبدا رجل بدأ في قوله بالبراءة من الإسلام انصرف إلى منزلك وأمر علوية أن يغير ذلك ويقول:

 (حُرمتُ مُنايا منك إن كان ذا الذي)





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.