أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-01
371
التاريخ: 2023-09-12
1181
التاريخ: 2024-06-13
658
التاريخ: 2024-08-17
527
|
والواقع أن حالة البلاد عندما اعتلى العرش الملك «حور محب» كانت لا تبعث على الرضى. حقًّا كان أخلاف «إخناتون» قد أخذوا في إعادة امتيازات «آمون» التي كان يتمتع بها من قبل، غير أن الأحوال في داخل البلاد وخارجها كانت غاية في الارتباك لا من الناحية الدينية وحسب، بل كذلك من الناحية السياسية، وبخاصة التطاحن على عرش الملك بعد موت «إخناتون». ولسنا مبالغين إذا قلنا إن ديانة «إخناتون» على الرغم من عدم حب الشعب لها لبعدها عن تقاليدهم الموروثة كانت قد تأصلت في نفوس فئة عظيمة من المفكرين، وتركت أثرها في نواحٍ كثيرة من حياة القوم؛ ولذلك نجد أن هذه الفئة مع عودتهم إلى ديانة الآباء القديمة فإنهم لم يفعلوا ذلك عن طيب خاطر، بل دفعهم إلى ذلك سيل التحول الجارف، فتمشوا مع الأحوال السياسية؛ إذ الواقع أن بعض أخلاف «إخناتون» كانوا يعتنقون ديانته، وإن لم يكونوا من جنوده الظاهرين، وحتى «حور محب» نفسه لم يتحول بسرعة إلى ديانة «آمون»، وقد كان معبد «آتون» البغيض لم يزل قائمًا جنبًا لجنب مع معبد «آمون» في الكرنك فكان ذكرى أليمة لأتباعه. ولما تولى «حور محب» مقاليد الأمور كان همه إعلاء شأن «آمون» وآثاره؛ ولذلك كانت بداية عهده تُعَدُّ نهاية الأيام السود في عهد ديانة «آمون»، وفاتحة عهد جديد زاهر لها، فقد عاد «آمون» سيدًا «لطيبة» وملكًا على الآلهة في جميع الإمبراطورية المصرية، ثم أخذ «حور محب» يتبارى تدريجًا مع سلفه «أمنحتب الأول» في غيرته على مصلحة والده «آمون»؛ فنجد أنه قد قام بهدم مسلات «إخناتون» وإزالة المباني التي أُقيمت أمامها تلك المسلات، ثم عمل على ألا يبقى منها حجر واحد في مكانه؛ فهدمها، وأقام بأحجارها البوابتين التاسعة والعاشرة، كما جعل منها أساس مباني أحجار البوابة الثانية التي أقامها هو في «الكرنك» وإن كانت من أحجار هذا المعبد أيضًا وتُنسب إلى «رعمسيس الأول» خطأ (راجع Keith Seele. The Coregency of Ramses II, p. 11). ولقد بقيت أحجار معبد «إخناتون» محتجبة عن الأنظار إلى أن حدث زلزال عظيم في عام 27ق.م فتصدعت مباني البوابتين، وظهر ما على أحجارها المغتصبة من نقوش تدل على أنها من مبنى للفرعون «إخناتون»، فنجد في كل مكان في الخرائب التي تحيط بهاتين البوابتين أو عند قواعد التماثيل الضخمة المهمشة الرؤوس أكوامًا من الأحجار المتناثرة من هذه المباني نقرأ عليها بقايا صلوات لقرص الشمس «آتون» ومناظر عبادة، وطغراءات للفرعون «إخناتون» و«آي» و«توت عنخ آمون»، وقد جمع بقايا هذه النقوش الأثري «نستور لا هوت» وكذلك «بريس دفن» وغيرهما مثل «لبسيوس» (راجع Nestor L’Hote Papiers Inedits Vol. III, p. 80, 96, 97, 101, 104, 105, in Presse D’avennes Monuments Pls. X, XI, & L. D. III, 110c–g, 119a-b; Keith Seele Coregency p. 11 ). وقد كان العمل الذي شرع فيه «حور محب» في «طيبة» بحماس وغيرة وإخلاص يسير بنفس القوة وبنفس الحماسة في جميع أنحاء الوادي دون هوادة وبلا انقطاع، وهذا هو ما قصه علينا في لوحة تتويجه. وفي استطاعتنا أن نفهم مقدار ما قام به من إصلاحات فعلية في عهده المفعم بالاضطرابات، مما نشاهده مدونًا من النقوش على صخور جبانة «طيبة»؛ إذ الواقع أن ما تنطوي عليه هذه المتون من معانٍ لا تكشف لنا عن سرقة القبور في ذلك العصر وحسب، بل كذلك تكشف لنا النقاب عن مدى الفوضى التي أعقبت الانقلاب الديني الذي قام به «إخناتون». ولقد كان من الطبعي أن مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تحدث في طيبة إلا في مثل هذا الوقت، ومن ثم يمكننا أن نفهم الأحوال المضطربة التي خلص منها «حور محب» البلاد. فاستمع لما جاء في بعض هذه النقوش مما يدل على الاستهتار بالقانون وبالدين والأخلاق: «السنة الثامنة، الشهر الثالث من الفصل الأول، اليوم الأول في عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري «زسر خبرو رع-ستبنرع» بن رع «حور محب» محبوب «آمون»، أمر جلالته — له الحياة والفلاح والصحة — بإرسال حامل المروحة على يمين الملك، وكاتب الفرعون، والمشرف على الخزانة، ومدير الأعمال في المقر الأبدي (الجبانة) ومدير أعياد «آمون» في «الكرنك» «ميا» ابن القاضي «يوي» الذي وضعته السيدة «ورت» لأجل إصلاح مدفن الملك «منخبرو رع» المرحوم في البيت الفاخر (قبره) غربي «طيبة»» (راجع Br. A. R. III, § 31 ). فإذا كانت مقابر ملوك الأسرة الثامنة عشرة تُنتهك حرمتها على الرغم من شدة حراستها والقيام عليها في ذلك الوقت؛ فأي فوضى تكون أبشع من هذه!
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|