أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2020
8803
التاريخ: 27-01-2015
1007
التاريخ: 27-01-2015
1080
التاريخ: 8-10-2014
1285
|
أخبر القرآن الكريم في عدّة من آياته عن أمور مهمّة، تتعلّق بما يأتي من الأنباء والحوادث. وقد كان في جميع ما أخبر به صادقاً، لم يُخالف الواقع في شيء منها. ولا شكّ في أنّ هذا من الإخبار بالغيب، ولا سبيل إليه غير طريق الوحي والنبوّة.
فمن الآيات الّتي أنبأت عن الغيب قوله تعالى:
{ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} [الأنفال: 7]
وهذه الآية نزلت في وقعة بدر. وقد وعد الله فيها المؤمنين بالنصر على عدوّهم وبقطع دابر الكافرين. والمؤمنون على ما هم عليه من قلّة العدد والعدّة، حتّى أنّ الفارس فيهم كان هو المقداد، أو هو والزبير بن العوّام والكافرون هم الكثيرون الشديدون في القوّة. وقد وصفتهم الآية بأنّهم ذوو شوكة، وأنّ المؤمنين أشفقوا من قتالهم، ولكنّ الله يُريد أن يُحقّ الحقّ بكلماته. وقد وفى للمؤمنين بوعده، ونصرهم على أعدائهم، وقطع دابر الكافرين.
ومنها قوله تعالى:
{ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر: 94 - 96].
فإنّ هذه الآيات الكريمة نزلت بمكّة في بدء الدعوة الإسلاميّة. وقد أخرج البزّار والطبرانيّ في سبب نزولها عن أنس بن مالك: إنّها نزلت عند مرور النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على أناس بمكّة، فجعلوا يغمزون في قفاه، ويقولون: "هذا الذي يزعم أنّه نبيٌّ ومعه جبرئيل (1)" فأخبرت الآية عن ظهور دعوة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ونصرة الله له، وخذلانه للمشركين الّذين ناوأوه واستهزأوا بنبوّته، واستخفّوا بأمره. وكان هذا الإخبار في زمان لم يخطر فيه على بال أحد من الناس انحطاط قوّة قريش، وانكسار شوكة سلطانهم، وظهور النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عليهم.
ونظير هذه الآيات قوله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33].
ومن هذه الأنباء قوله تعالى:
{غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [الروم: 2، 3].
وقد وقع ما أخبر به القرآن الكريم قبل أقلّ من عشر سنين، فغلب ملك الروم، ودخل جيشه مملكة الفرس.
ومنها قوله تعالى:
{أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } [القمر: 44، 45].
فأخبر عن انهزام جمع الكفّار وتفرّقهم وقمع شوكتهم. وقد وقع هذا في يوم بدر أيضاً حين ضرب أبو جهل فرسه، وتقدّم نحو الصفّ الأوّل قائلاً: "نحن ننتصر اليوم من محمّد وأصحابه" فأباده الله وجمعه، وأنار الحقّ ورفع مناره، وأعلى كلمته، فانهزم الكافرون، وظفر المسلمون عليهم حينما لم يكن يتوهّم أحد بأنّ ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً - ليس لهم عدّة، ولا يصحبون غير فرس أو فرسين وسبعين بعيراً يتعاقبون عليها - يظفرون بجمع كبير تامّ العدّة وافر العدد. وكيف يستفحل أمر أولئك النفر القليل على هذا العدد الكثير، حتّى تذهب شوكته كرماد اشتدّت به الريح، لولا أمر الله وإحكام النبوّة وصدق النيّات؟!.
ومنها قوله تعالى:
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} [المسد: 1 - 3]
وقد تضمّنت هذه السورة نبأ دخول أبي لهب، ودخول زوجته، النار. ومعنى ذلك هو الإخبار عن عدم تشرّفهما بقبول الإسلام إلى آخر حياتهما، وقد وقع ذلك.
____________________________
1- لباب النقول، جلال الدين السيوطيّ، ص133.
.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|