نظريات الاستقطاب - نظريات نقاط وأقطاب النمو(Growth Peles and Point) :

كان الفرنسي فرانسوا بيرو (Francois Pevroux) أول من أستخدم أقطاب النمو عام (1955) وذلك من خلال مقاله المشهور :-  (Note sur la nation De pole De Groissance)

الذي أشار فيه الى أن النمو لا يحدث في جميع المناطق في نفس الوقت ولكن النمو يظهر على شكل نقاط أو أقطاب نمو وبكثافات مختلفة ، وهذا النمو ينتشر من خلال قنوات مختلفة وبصورة غير متساوية . وأكد بيرو على أن عملية النمو غير متوازنة لأنها تظهر في البداية في بعض الأماكن العقدية والتي من خلالها ينتشر النمو الى القطاعات والأماكن الأخرى وأعتبر الأماكن العقدية هذه بمثابة نقاط إشعاع لأنواع التحديث المختلفة (Innovation) التي تقوم عليها عملية النمو والتنمية .

تقوم فكرة أقطاب النمو عند بيرو على تركيز الصناعات القائدة وهي الصناعات التي لها تأثير على جوانب الاقتصاد ومؤسساته أكثر من أي صناعة أخرى في أي مكان ما نظراً لتوفر بعض الحوافز الاقتصادية مثل :الموارد الطبيعية أو خدمات البنية التحتية . وتمتاز هذه الصناعات بقدرتها على نشر التحديث في محيطها وجذب صناعات وخدمات جديدة وكذلك أيدي عاملة وبضائع حيث تتراكم هذه العناصر جميعها بمرور الزمن مشكلةً قطب النمو.

وأكد بيرو على أن أقطاب النمو تظهر في المكان الاقتصادي (Economic Space) الذي يعتبر بدوره حقل من القوى الاقتصادية الجاذبة التي تتظافر مع بعضها البعض في تشكيل مركز أو قطب تنموي في هذا المكان الاقتصادي ، وأشار كذلك الى أن أقطاب النمو قد تظهر في المكان الجغرافي (Geographical Space) دون أن يوضح ذلك، و بهذا يكون نموذج بيرو قد أهمل الجانب الجغرافي وركز على الجانب الاقتصادي. وتناول بيرو في نظريته بالشرح والتحليل العلاقة بين الأقطاب الجغرافية والاقتصادية وكذلك علاقة الأقطاب بمحيطها، وأعتبر المركز عنصر نشط وإيجابي بينما الإقليم المحيط عنصر تابع وسالب .