السياسـة الستالينية :

شهد حكم ستالين سياسة الاغلاق على البلد (الستار الحديدي) وبدأ الاعتماد على نظام الخطط الاقتصادية وطبقت خطة اقتصادية في البلاد منذ عام 1928 ألغى ستالين سياسات لينين والحق المزارعين بالاكراه في المزارع الجماعية ، وشتت وجود المزارعين الكبار وبذلك انهى دور الاقطاعات الزراعية فتدهور الانتاج الزراعي من الحبوب وانقطع تجهيز الحكومة فعملت على اصدار نظام البطاقات لتوزيع المواد الاولية ، وكان ذلك نتيجة لعدم السماح للأثرياء بالاستمرار في مجال الاستثمار الزراعي وإنهاء دور الاقطاع ⁽¹⁾ وتراجعت حصة المزارع التابعة للدولة والتي يطلق عليها (بالسوفخوزات) والمزارع التعاونيات والتي تسمى (بالكولخوزات) من الناتج المحلي للزراعة والمنتوج السلعي بلغا (2%) و (7%) على التوالي ، وقد ركز ستالين على الصناعات الثقيلة وإعطائها الأولوية فحول البلد من مستورد الى بلد منتج لكل شيء ومعتمد على طاقته وقدراته الذاتية لانتاج المكائن والآلات ، واصبح يمول الانتاج من خلال إعادة توزيع الاموال المحصل عليها كأرباح من الانتاج الزراعي ومن الصناعات الخفيفة لغرض النهوض بالصناعات الثقيلة وأصبح الانتاج الصناعي واسعاً وبلغت نسبة النمو فيه مقدار 26% مقارنة ب21% عام 1927 وزاد عدد العمال العاملين في مجال الصناعة وزادت الاجور بنسبة 70% .     

وارتفع مستوى دخل الفرد ⁽²⁾ ووصل الانتاج الصناعي الى مستوى متقدم في الصناعة الميكانيكية ومعدات الحرب ومنشآت البناء الميكانيكي والعسكري وقد كانت قفزة واسعة في مجال الانتاج الصناعي ، حيث بدأ ستالين والفلاح في روسيا عاصمة الاتحاد السوفيتي يحرث الارض بمحاريث من خشب ، وتطورت الصناعة بشكل كبير بحيث اصبح ينتج البطاريات النووية ، ووصل الانتاج الصناعي الى مستوى المانيا في حينها وتطورت الصناعات الميكانيكية ومعدات الحرب ، ولم يولي اهتمام لصناعة المواد الاستهلاكية . 

ان السياسة الستالينية كانت مبنية على التخطيط المركزي الصارم ومنذ اول خطة اقتصادية (1928-1933) والتي اولت الاهتمام الكامل للصناعات الثقيلة وفضلتها على الصناعات الخفيفة ولم تولي اي اهتمام بحاجات الشعب الاستهلاكية واعتمدت الاسلوب البيروقراطي وتطبيق الاشتراكية بشكل صارم وعدم النظر لموضوع الحقوق والحريات ، لذا فإن سياسة ستالين كانت قسرية استبدادية وليست اصلاحية وهي طريقة لإدارة البلد وفق ستراتيجية تجد فيها القيادة السياسية في البلد التوجه والاستعداد نحو محاربة الرأسمالية ويعدونها معركة مصير ضد الرأسمالية العالمية لغرض الوصول لتطبيق الاشتراكية ، وبالرغم من التطور الهائل في مجال الانتاج بكافة الميادين في الاتحاد السوفيتي ، ولكن ذلك حصل على حساب الشعب السوفيتي ، ولم يهتم بالحرية الشخصية للافراد بقدر ما استعد للمواجهة مع العدو الرأسمالي (حسب ستالين) ولم يولي الاهتمام اللازم للشعوب وتطلعاتها للعيش برفاهية  لذلك وكما تقدم فإن السياسة التي اتبعها ستالين اثناء فترة توليه القيادة السياسية في البلاد واتباعه طريقة قسرية استبدادية مع الشعوب السوفيتية وكان الغرض منها بناء القاعدة الاقتصادية للبلاد وتسخير موارد البلاد نحو الصناعات الثقيلة لمواجهة المد الرأسمالي ، وقد وجهت له انتقادات شديدة بعد وفاتـه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ميخائيل لكسيف ، 1974 : 93 .

2ـ د . احمد خليل الحسيني ، تقييم استراتيجية التنمية لإعادة الاعمار في العراق  ، مجلة أبحاث عراقية ، العدد الاول ، العراق ، 1994 ،ص11 .