تزاحمت الكلمات في حضرة أمير البيان والبلاغة وهي تهتف شعرا ونثرا في ذكرى المولد المبارك لأمير المؤمنين ( عليه السلام )الحدث الذي لم يشهده التاريخ من قبلُ ومن بعدُ ، وذلك قبل البعثة النبوية بعشر سنين ، وبعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة المشرفة ببيت الله الحرام .

ووسط حضور حاشد بالأفراح والمسرات أدى منتسبو العتبة العلوية والزائرون مراسيم الزيارة الصباحية التي تزامنت مع الولادة الميمونة لوليد الكعبة سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات الله وسلامه عليه ) حيث بادر المنتسبون الى نشر الورود وتوزيع الهدايا والعطور على الزائرين المهنئين الذين توافدوا منذ الصباح الباكر لزيارة المرقد الطاهر .

ويصادف اليوم الثالث عشر من شهر رجب ولادة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عندما ولدته السيدة فاطمة بنت أسد في جوف الكعبة في حدث تاريخي تغنت به الشعراء قديما وحديثا ، يقول السيّد الحميري (رحمه الله):

ولدته في حرم الإله وأمنه        والبيت حيث فناؤه والمسجد

بيضاء طاهرة الثياب كريمة       طابت وطاب وليدها والمولد

في ليلةٍ غابت نحوس نجومها      وبدت مع القمر المنير الأسعد

ما لُفّ في خرق القوابل مثله       إلّا ابن آمنة النبي محمّد

ويقول الشاعر النجفي في هذا الحدث :

جعل الله بيته لعلي            مولداً يا له عُلا لا يضاهى

لم يشاركه في الولادة فيه      سيّد الرسل لا ولا أنبياها

علم الله شوقها لعلي        علمه بالذي به من هواها

إذ تمنّت لقاءه وتمنّى        فأراها حبيبه ورآها

فاكتست مكّة بذاك افتخارا       وكذا المشعران بعد مناها