المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6767 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الامام علي عيه السلام ودوره في معركة احد  
  
7127   01:11 صباحاً   التاريخ: 17-1-2020
المؤلف : مؤسسة الغدير
الكتاب أو المصدر : موسوعة سيرة الإمام علي (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص القسم السابع، فصل3، الباب 2.
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الخلفاء الاربعة / علي ابن ابي طالب (عليه السلام) / الامام علي (عليه السلام) /

تفصيل وقائع المعركة

أقبلت شتّي القبائل لتصطحب مقاتليها وشجعانها لحرب محمّد ، وتولّت مصاريف القتال ، وإعداد عدّته وسائر ما يتطلبّه ، وتوجّهت صوب المدينة بجيش جرّار بلغ ثلاثة آلاف مقاتل ، وفيه مئتا فرس ، وثلاثة آلاف بعير (تاريخ الطبرى : ٢ / ٥٠٤ ـ ٥٠٧ ، المغازى : ١ / ٢٠٣ و٢٠٤ ، الكامل فى التاريخ : ١ / ٥٤٩ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٢ / ١٦٦ السيرة الحلبيّة : ٢ / ٢١٨ .  .)

و كان سبب غزوة أحد – كما قدمنا مختصرا  - أن قريشا لما رجعت من بدر إلى مكة وقد أصابهم ما أصابهم من القتل والاسر ، لانه قتل منهم سبعون ، وأسر منهم سبعون ، فلما رجعوا إلى مكة قال أبو سفيان : يا معشر قريش لا تدعوا نسائكم يبكين على قتلاكم ، فإن البكاء والدمعة إذا خرجت أذهبت الحزن والحرقة والعداوة لمحمد ، ويشمت بنا محمد وأصحابه ، فلما غزوا رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد أذنوا لنسائهم بعد ذلك في البكاء والنوح ، فلما أرادوا أن يغزوا رسول الله إلى أحد ساروا في حلفائهم من كنانة وغيرها فجمعوا الجموع والسلاح ، وخرجوا مكة في ثلاثه آلاف فارس ، وألفي راجل ، وأخرجوا معهم النساء يذكرنهم ويحثثنهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأخرج أبو سفيان هند بنت عتبة ، وخرجت معهم عمرة بنت علقمة الحارثية ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك جمع أصحابه وأخبره أن قريشا قد تجمعت تريد المدينة ، وحث أصحابه على الجهاد والخروج ، فقال عبدالله بن أبي وقوم : يا رسول الله لا تخرج من المدينة حتى نقاتل في أزقتها ، فيقاتل الرجل الضعيف والمرأة و العبد والامة على أفواه السكك وعلى السطوح ، فما أرادنا قوم قط فظفروا بنا و نحن في حصوننا ودورنا ، وما خرجنا إلى أعدائنا قط إلا كان الظفر لهم علينا ، فقام سعد بن معاذ وغيره من الاوس فقالوا : يا رسول الله ما طمع فينا أحد من العرب ونحن مشركون نعبد الاصنام ، فكيف يطمعون فينا وأنت فينا ، لا حتى نخرج إليهم فنقاتلهم ، فمن قتل منا كان شهيدا ، ومن نجا منا كان قد جاهد في سبيل الله ، فقبل رسول الله قوله ، وخرج مع نفر من أصحابه يبتغون موضعا للقتال كما قال الله :  وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين  إلى قوله :  إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا يعني عبدالله بن أبي وأصحابه ، فضرب رسول الله عسكره مما يلي طريق العراق ، وقعد عنه عبدالله بن أبي وقومه  وجماعة من الخزرج اتبعوا رأيه ، ووافت قريش إلى أحد ، وكان رسول الله عليه وآله عد أصحابه وكانوا سبعمائة رجل ، فوضع عبدالله بن جبير في خمسين من الرماة على باب الشعب ، وأشفق أن يأتي كمينهم من ذلك المكان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعبدالله بن جبير وأصحابه :  إن رأيتمونا قد هزمناهم حتى أدخلناهم مكة فلا تبرحوا من هذا المكان ، وإن رأيتموهم قد  هزمونا حتى أدخلونا المدينة فلا تبرحوا وألزموا مراكزكم  ووضع أبو سفيان عليه اللعنة خالد بن الوليد عليه اللعنة في مأتي فارس كمينا ، فقال له: إذا رأيتمونا قد اختلطنا بهم فاخرجوا عليهم من هذا الشعب حتى تكونوا من وراءهم ، فلما أقبلت الخيل و اصطفوا وعبأ رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه دفع الراية إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، فحملت الانصار كلهم على مشركي قريش فانهزموا هزيمة قبيحة ، ووقع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في سوادهم ، وانحط خالد بن الوليد في مأتي فارس ، فلقي عبدالله بن جبير فاستقبلوهم بالسهام ، فرجع ، ونظر أصحاب عبدالله بن جبير إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ينتهبون سواد القوم ، قالوا لعبدالله بن جبير : ما يقيمنا ههنا وقد غنموا أصحابنا ونبقى نحن بلا غنيمة ؟ فقال لهم عبدالله : اتقوا الله ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قد تقدم إلينا أن لا نبرح ، فلم يقبلوا منه ، وأقبل ينسل رجل فرجل حتى أخلوا مراكزهم وبقي عبدالله بن جبير في اثني عشر رجلا .

*- روى زيد بن وهب الجهني ، عن أحمد بن عمار ، عن الحماني ، عن شريك عن عثمان بن المغيرة ، عن زيد بن وهب قال : وجدنا من عبدالله بن مسعود يوما طيب نفس فقلنا له : لو حدثتنا عن يوم أحد وكيف كان ، فقال : أجل ، ثم ساق الحديث حتى انتهى إلى ذكر الحرب ، فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اخرجوا إليهم على اسم الله ، فخرجنا فصففنا لهم صفا طويلا ، وأقام على الشعب خمسين رجلا من الانصار وأمر عليهم رجلا منهم ، وقال : لا تبرحوا من مكانكم هذا ، ولو قتلنا عن آخرنا فإنما نؤتى من موضعكم ، قال : فأقام أبو سفيان صخر بن حرب بإزائهم خالد ابن الوليد ، وكانت الالوية من قريش في بني عبد الدار وكان لواء المشركين مع طلحة بن أبي طلحة ، وكان يدعى كبش الكتيبة ، قال : ودفع رسول الله صلى الله عليه وآله لواء المهاجرين إلى علي بن إبي طالب ، وجاء حتى وقف تحت لواء الانصار ، قال : فجاء أبو سفيان إلى أصحاب اللواء فقال : يا أصحاب الالوية إنكم قد تعلمون أنما يؤتى القوم من قبل ألويتهم ، وإنما أوتيتم يوم بدر من قبل ألويتكم ، فإن كنتم ترون أنكم قد ضعفتم عنها فادفعوها إلينا نكفكموها ، قال : فغضب طلحة بن أبي طلحة وقال : ألنا تقول هذا ؟ والله لأوردنكم بها اليوم حياض الموت ، قال : وكان طلحة يسمى كبش الكتيبة ، قال فتقدم وتقدم علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال علي : من أنت ؟ قال : أنا طلحة بن أبي طلحة كبش الكتيبة فمن أنت ؟ قال : أنا علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب ، ثم تقاربا فاختلفت بينهما ضربتان فضربه علي بن أبي طالب عليه السلام ضربة على مقدم رأسه فبدرت عينه ، وصاح صيحة لم يسمع مثلها قط وسقط اللواء من يده ، فأخذه أخ له يقال له : مصعب ، فرماه عاصم بن ثابت بسهم فقتله ، ثم أخذ اللواء أخ له يقال له : عثمان ، فرماه عاصم ايضا بسهم فقتله ، فأخذه عبد لهم يقال له : صوأب وكان من أشد الناس ، فضرب علي عليه السلام على يده فقطعها فأخذ اللواء بيده اليسرى ، فضرب علي على يده اليسرى فقطعها ، فأخذ اللواء على صدره وجمع يديه وهما مقطوعتان عليه فضربه علي عليه السلام على أم رأسه فسقط صريعا فانهزم القوم وأكب المسلمون على الغنائم ، فلما رأى أصحاب الشعب الناس يغنمون قالوا : يذهب هؤلاء بالغنائم ونبقي نحن ؟ فقالوا لعبدالله بن عمر بن حزم الذي كان رئيسا عليهم : نريد أن نغنم كما يغنم الناس ، فقال : إن رسول - الله صلى الله عليه وآله أمرني أن لا أبرح من موضعي هذا ، فقالوا له : إنه أمرك بهذا وهو لا يدري أن الامر يبلغ إلى ما ترى ، ومالوا إلى الغنائم وتركوه ، ولم يبرح هو من موضعه ، فحمل عليه خالد بن الوليد فقتله ، ثم جاء من ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله يريده ، فنظر إلى النبي صلى الله عليه وآله في خف من أصحابه فقال لمن معه : دونكم هذا الذي تطلبون فشأنكم به ، فحملوا عليه حملة رجل واحد ضربا بالسيوف ، وطعنا بالرماح ورميا بالنبل ، ورضخا بالحجارة ، وجعل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله يقاتلون عنه حتى قتل منهم سبعون رجلا وثبت أمير المؤمنين عليه السلام و أبو دجانة وسهل بن حنيف للقوم يدفعون عن النبي صلى الله عليه وآله فكثر عليهم المشركون ، ففتح رسول الله صلى الله عليه وآله عينيه ونظر إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقد كان أغمي عليه مما ناله ، فقال : يا علي ما فعل الناس ؟ فقال نقضوا العهد ، وولوا الدبر ، فقال له : فاكفني هؤلاء الذين قد قصدوا قصدي ، فحمل عليهم أمير المؤمنين عليه السلام فكشفهم ثم عاد إليه وقد حملوا عليه من ناحية أخرى فكر عليهم فكشفهم ، وأبو دجانة وسهل ابن حنيف قائمان على رأسه بيد كل واحد منهما سيف ليذب عنه ، وثاب إليه من أصحاب المنهزمين أربعة عشر رجلا : منهم طلحة بن عبيد الله ، وعاصم بن ثابت وصعد الباقون الجبل ، وصاح صائح بالمدينة : قتل رسول الله صلى الله عليه وآله ، فانخلعت لذلك القلوب ، وتحير المنهزمون ، فأخذوا يمينا وشمالا ، وكانت هند بنت عتبة جعلت لوحشي جعلا على أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وآله ، أو أمير المؤمنين عليه السلام ، أو حمزة بن عبدالمطلب رضوان الله عليه ، فقال لها : أما محمد فلا حيلة لي فيه ، لان أصحابه يطيفون به ، وأما علي فإنه إذا قاتل كان أحذر من الذئب ، وأما حمزة فإنى أطمع فيه ، لانه إذا غضب لم يبصر بين يديه ، وكان حمزة يومئذ قد أعلم بريشة نعامة في صدره ، فكمن له وحشي في أصل شجرة ، فرآه حمزة فبدر بالسيف إليه فضربه ضربة أخطأت رأسه ، قال وحشي : وهززت حربتي حتى إذا تمكنت منه رميته فأصبته في أربيته فأنفذته وتركته حتى إذا برد صرت إليه ، فأخذت حربتي وشغل عني و عنه المسلمون بهزيمتهم ، وجاءت هند فأمرت بشق بطن حمزة وقطع كبده والتمثيل به ، فجدعوا أنفه وأذنيه ، ومثلوا به ، ورسول الله صلى الله عليه وآله مشغول عنه لا يعلم بما انتهى إليه الامر .

قال الراوي للحديث وهو زيد بن وهب : قلت لابن مسعود : انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله حتى لم يبق معه إلا علي بن أبي طالب وأبو دجانة وسهل بن حنيف ، فقال انهزم الناس إلا علي بن أبي طالب وحده ، وثاب إلى رسول - الله صلى الله عليه وآله نفر وكان أولهم عاصم بن ثابت ، وأبا دجانة وسهل بن حنيف ، ولحقهم طلحة بن عبيد الله ، فقلت له : وأين كان أبوبكر وعمر ؟ قال : كانا ممن تنحى قلت : وأين كان عثمان ؟ جاء بعد ثالثه من الوقعة فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : لقد ذهبت فيها عريضة ؟ قال : فقلت له : وأين كنت أنت ؟ قال : كنت ممن تنحى ، قلت له : فمن حدثك بهذا ؟ قال عاصم وسهل بن حنيف ، قال : قلت له : إن ثبوت علي عليه السلام في ذلك المقام لعجب ، فقال : إن تعجبت من ذلك فقد تعجبت منه الملائكة ، أما علمت أن جبرئيل عليه السلام قال في ذلك اليوم وهو يعرج إلى السماء : لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي .قلت له: فمن أين علم ذلك من جبرئيل ؟ فقال : سمع الناس صائحا يصيح في السماء بذلك ، فسألوا النبي صلى الله عليه وآله عنه فقال : ذلك جبرئيل .

*-  عن عبد الله بن مسعود ـ فى ذكر غزوة اُحد: كان لواء المشركين مع طلحة بن أبى طلحة وكان يدعي كبش الكتيبة ، قال : ودفع رسول الله  لواء المهاجرين إلي علىّ بن أبى طالب   ، وجاء حتي قام تحت لواء الأنصار ، قال : فجاء أبو سفيان إلي أصحاب اللواء فقال : يا أصحاب الألوية ! إنّكم قد تعلمون أنّما يؤتي القوم من قبل ألويتهم ، وإنّما اُتيتم يوم بدر من قبل ألويتكم ; فان كنتم ترون أنّكم قد ضعفتم عنها فادفعوها إلينا نُكفِكُموها .

قال : فغضب طلحة بن أبى طلحة وقال : أ لنا تقول هذا ؟ ! والله لاُوردنّكم بها اليوم حياض الموت قال : وكان طلحة يسمّي كبش الكتيبة ، قال : فتقدّم وتقدّم علىّ بن أبى طالب   فقال علىّ : من أنت قال : أنا طلحة بن أبى طلحة ، أنا كبش الكتيبة ، قال : فمن أنت ؟ قال : أنا علىّ بن أبى طالب بن عبد المطّلب ، ثمّ تقاربا فاختلفت بينهما ضربتان ، فضربه علىّ بن أبى طالب   ضربة علي مقدّم رأسه ، فبدرت عيناه وصاح صيحة لم يسمع مثلها قطّ ، وسقط اللواء من يده ، فأخذه أخ له يقال [له] (١) : مصعب ، فرماه عاصم بن ثابت فقتله ، ثمّ أخذ اللواء أخ له يقال له : عثمان ، فرماه عاصم ـ أيضاً ـ فقتله ، فأخذه عبد لهم يقال له : صُواب ـ وكان من أشدّ الناس ـ فضرب علىّ بن أبى طالب   يده فقطعها ، فأخذ اللواء بيده اليسري ، فضربه علي يده فقطعها ، فأخذ اللواء علي صدره وجمع يديه وهما مقطوعتان عليه ، فضربه علىّ   علي اُمّ رأسه فسقط صريعاً .

وانهزم القوم وأكبّ المسلمون علي الغنائم. ولمّا رأي أصحاب الشِّعب الناس يغنمون قالوا: يذهب هؤلاء بالغنائم ونبقي نحن ، فقالوا لعبد الله بن عمرو ابن حزم ـ الذى كان رئيساً عليهم : نريد أن نغنم كما غنم الناس ، فقال : إنّ رسول الله  أمرني أن لا أبرح من موضعي هذا ، فقالوا له : إنّه أمرك بهذا وهو لا يدرى أنّ الأمر يبلغ إلي ما تري ! ومالوا إلي الغنائم وتركوه ، ولم يبرح هو من موضعه ، فحمل عليه خالد بن الوليد فقتله ، وجاء من ظهر رسول الله  يريده فنظر إلي النبي فى حَفٍّ من أصحابه فقال لمن معه : دونكم هذا الذى تطلبون فشأنكم به ، فحملوا عليه حملة رجل واحد ضرباً بالسيوف وطعناً بالرماح ورمياً بالنبل ورضخاً بالحجارة ، وجعل أصحاب النبي  يقاتلون عنه حتي قتل منهم سبعون رجلاً .

وثبت أمير المؤمنين وأبو دجانة الأنصاري وسهل بن حنيف للقوم يدفعون عن النبي وكثر عليهم المشركون، ففتح رسول الله عينيه ونظر إلي أمير المؤمنين   . . . فقال: يا علىّ! ما فعل الناس؟ فقال : نقضوا العهد وولّوا الدبر ، فقال له : فأفنى هؤلاء الذين قد قصدوا قصدى ، فحمل عليهم أمير المؤمنين   فكشفهم ، ثمّ عاد إليه ـ وقد حملوا عليه من ناحية اُخري ـ فكرّ عليهم فكشفهم ، وأبو دجانة وسهل بن حنيف قائمان علي رأسه بيد كلّ واحد منهما سيفه ليذبّ عنه( الإرشاد : ١ / ٨٠ ، كشف الغمّة : ١ / ١٩٢ وراجع تفسير القمّى : ١ / ١١٢ . )

حمل راية المسلمين

*ـالمناقب لابن شهر آشوب عن زيد بن علىّ عن آبائه: كُسرت زند علىّ يوم اُحد وفى يداه لواء رسول الله ، فسقط اللواء من يده فتحاماه المسلمون أن يأخذوه ، فقال رسول الله : فضعوه فى يده الشمال ، فإنّه صاحب لوائي فى الدنيا والآخرة .

*- فى رواية غيره : فرفعه المقداد وأعطاه عليّاً ، وقال  : أنت صاحب رايتي في الدنيا والآخرة(المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٢٩٩ .).

* قال المفيد في الارشاد : ثم تلت بدرا غزاة أحد ، وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وآله بيد أمير المؤمنين عليه السلام فيها كما كانت بيده يوم بدر ، فصار اللواء إليه يومئذ دون صاحب الراية واللواء جميعا ، وكان الفتح له في هذه الغزاة كما كان له ببدر سواء ، واختص بحسن البلاء فيها والصبر وثبوت القدم عندما زلت من غيره الاقدام ، وكان له العناء برسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يكن لسواه من أهل الاسلام ، وقتل الله بسيفه رؤوس أهل الشرك و الضلال وفرج الله به الكرب عن نبيه صلى الله عليه وآله ، وخطب بفضله في ذلك المقام جبرئيل عليه السلام في ملائكة الارض والسماء ، وأبان نبي الهدي صلى الله عليه وآله من اختصاصه به ما كان مستورا عن عامة الناس .

فمن ذلك ما رواه يحيى بن عمارة قال : حدثني الحسن بن موسى بن رياح مولى الانصار قال : حدثني أبو البختري القرشي قال : كانت راية قريش ولواؤها جميعا بيد قصي بن كلاب ، ثم لم تزل الراية في يد ولد عبدالمطلب يحملها منهم من حضر الحرب حتى بعث الله رسوله ، فصارت راية قريش وغيرها إلى النبي صلى الله عليه وآله فأقرها في بني هاشم فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام في غزاة ودان ، وهي أول غزاة حمل فيها راية في الاسلام مع النبي صلى الله عليه وآله ، ثم لم تزل معه في المشاهد ببدر وهي البطشة الكبرى ، وفي يوم أحد ، وكان اللواء يومئذ في بني عبد الدار فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وآله مصعب بن عمير ، فاستشهد ، ووقع اللواء من يده فتشوقته القبائل ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله فدفعه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فجمع له يومئذ الراية واللواء ، فهما إلى اليوم في بني هاشم .

*- روى المفضل بن عبدالله عن سماك ، عن عكرمة ، عن عبدالله بن العباس أنه قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أربع ما هن لاحد : هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهو صاحب لوائه في كل زحف ، وهو الذي ثبت معه يوم المهراس - يعني يوم أحد - وفر الناس ، وهو الذي أدخله قبره .

*- وقال محب الدين الطبري: كسرت يد علي رضي الله عنه يوم أحد فسقط اللواء من يده، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ضعوه في يده اليسرى، فانه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة».

*- وروى ابن حجر باسناده عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع عن جده: كانت راية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم أحد مع علي(لسان الميزانج4 ص416.)

*ـ تاريخ الطبري : قاتل مصعب بن عمير دون رسول الله  ومعه لواؤه حتي قتل ، وكان الذى أصابه ابن قميئة الليثي ، وهو يظنّ أنّه رسول الله  ، فرجع إلي قريش فقال : قتلت محمّداً ، فلمّا قتل مصعب بن عمير أعطي رسول الله  اللواء علىّ بن أبى طالب (تاريخ الطبري : ٢ / ٥١٦ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ٢ / ١٧٧ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ٣ / ٧٧ كلاهما عن ابن إسحاق ، الكامل فى التاريخ : ١ / ٥٥٢).

كشف العورات وحياء الامام علي عليه السلام

*ـالسيرة النبويّة عن مسلمة بن علقمة المازنى : لمّا اشتدّ القتال يوم اُحد جلس رسول الله  تحت راية الأنصار ،وأرسل رسول الله  إلي علىّ بن أبى طالب رضوان الله عليه : أن قَدِّم الراية .فتقدّم علىّ فقال : أنا أبو الفُصَم ـ ويقال أبو القُصَم ـ ،فناداه أبو سعد بن أبى طلحة ـ وهو صاحب لواء المشركين ـ : أن هل لك يا أبا القُصَم فى البراز من حاجة ؟ قال : نعم .فبرزا بين الصفّين فاختلفا ضربتين ، فضربه علىّ فصرعه ، ثمّ انصرف عنه ولم يُجهز عليه ، فقال له أصحابه : أ فلا أجهزت عليه ؟ فقال : إنّه استقبلني بعورته ، فعطفتني عنه الرحم ، وعرفت أنّ الله عزّ وجلّ قد قتله(السيرة النبويّة لابن هشام : ٣ / ٧٧ ، البداية والنهاية : ٤ / ٢٠ .)

*ـ ذكر الطبري عن السدي ـ فى ذكر غزوة اُحد: إنّ طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين قام فقال: يا معشر أصحاب محمّد! إنّكم تزعمون أنّ الله يعجّلنا بسيوفكم إلي النار، ويعجّلكم بسيوفنا إلي الجنّة ; فهل منكم أحد يعجّله الله بسيفي إلي الجنّة، أو يعجلني بسيفه إلي النار؟ ! فقام إليه علىّ بن أبى طالب فقال: والذى نفسى بيده لا اُفارقك حتي اُعجّلك بسيفي إلي النار، أو تعجلني بسيفك إلي الجنّة، فضربه علىّ فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته، فقال : أنشدك الله والرحم يابن عمّ ! فتركه، فكبّر رسول الله وقال لعلىّ: ما منعك أن تجهز عليه؟ قال: إنّ ابن عمّى ناشدني حين انكشفت عورته، فاستحييت منه (تاريخ الطبري: ٢ / ٥٠٩ وراجع المغازي: ١ / ٢٢٦ والسيرة الحلبيّة: ٢ / ٢٢٣.).

*- قال ابن الأثير: وخرج طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين وقال: يامعشر اصحاب محمّد انكم تزعمون ان الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة، فهل أحد منكم يعجله سيفي إلى الجنة او يعجلني سيفه إلى النار؟ فبرز اليه علي بن أبي طالب، فضربه علي فقطع رجله فسقط وانكشفت عورته، فناشده الله [والرحم] فتركه فكبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال لعلي: ما منعك ان تجهز عليه؟ قال: انه ناشدني الله والرحم فاستحييت منه (الكامل في التاريخ ج2 ص152، وهو في المغازي للواقدي ج1 ص225.)

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).