أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-12-2019
3992
التاريخ: 22-03-2015
1795
التاريخ: 23-03-2015
11731
التاريخ: 22-03-2015
1853
|
دواوين القبائل :
-1-
إن أول ما يستوقف الباحث في دواوين القبائل هذا الحشد الهائل من أسماء كتب القبائل ودواوين شعرها، الذي تزخر به بعض كتب القرن الرابع الهجري وخاصة كتابي: الفهرست لابن النديم، والمؤتلف والمختلف للآمدي.
فقد ذكر أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي "المتوفى سنة 370هـ" ستين ديوانًا من دواوين القبائل، هي في ترتيبنا لها على حروف الهجاء كما يلي:
أشعار الأزد 2- كتاب بني أسد-1
- كتاب أسلم 4- كتاب أشجع
- 5- كتاب بني أعصر 6- كتاب إياد
- 7- كتاب باهلة 8- كتاب بجيلة
9- كتاب بلي 10- أشعار بني تغلب
11- كتاب جرم 12- كتاب بني جعفي
كتاب جهينة 14- كتاب بني الحارث بن كعب 13-
أشعار حمير 16- كتاب بني حنيفة 15-
17-كتاب خثعم 18- كتاب خزاعة
19-كتاب بني ذهل بن ثعلبة 20- أشعار الرباب
21-كتاب بني ربيعة بن ذهل 22- كتاب بني سعد
23-كتاب بني سعيد 24- كتاب بني سليم
(1/543)
25-كتاب السكون 26- كتاب بني شيبان
27-كتاب بني ضبة 28- كتاب بني ضبيعة
29-كتاب بني طهية 30- كتاب طيئ
31-أشعار بني عامر بن صعصعة 32- شعر عبد القيس
33-كتاب بني عبد الله بن غطفان 34- كتاب بني عبس
35-كتاب بني عجل 36- كتاب عدوان
37-كتاب بني عذرة 38- كتاب بني عقيل
39- كتاب عنزة 40- أشعار بني عوف بن همام
41-كتاب غنى 42- كتاب فزارة
43-أشعار فهم 44- كتاب بني قريظة
45-كتاب بني قشير 46- كتاب بني قيس بن ثعلبة
47-كتاب بني القين 48- كتاب بني كلاب
49-كتاب كلب بن وبرة 50- كتاب كنانة
51-كتاب بني محارب 52- كتاب بني مرة بن عوف
53-كتاب مزينة 54- كتاب نهد
55-كتاب بني نهشل 56- كتاب بني هاشم
كتاب بني الهجيم 58- شعر هذيل 57-
59- شعر بني يشكر 60- مقطعات الأعراب
ولم ينسب الآمدي شيئًا من هذه الدواوين إلى جامع أو صانع من الرواة العلماء، بل أرسلها هكذا غفلًا، إلا ديوانين منها، الأول: أشعار بني تغلب، فقد قال في معرض حديثه عن ابن جعل التغلبي(1) "وله فيما تنخلته من أشعار بني تغلب مقطعات حسان". وذلك لا ينفي أنه كان بين يديه ديوان
(1/544)
لبني تغلب، وأنه قد اختار من هذا الديوان قصائد ومقطعات تنخلها. والثاني: أشعار الرباب، وذلك قوله(2): "ووجدت في أشعار الرباب عن المفضل وحماد"، ثم يذكر شعرًا. وهذه الإشارة قد تحتمل أن ديوان الرباب كله عن المفضل وحماد، وقد تعني أن في هذا الديوان شعرًا عنهما كان من جملته هذا الشعر الذي أورده .
والعجيب أن الآمدي يذكر أحيانًا في سياق حديثه أن بين يديه ديوانين لقبيلة واحدة: أحدهما صنعه السكري، والآخر يغفل ذكر صانعه. فمن ذلك مثلًا قوله(3): "وذكر أبو سعيد السكري بعد حرمة بن عسلة: عبد المسيح بن عسلة والمسيب بن عسلة ... وأنشد لعبد المسيح بن عسلة "ويذكر شعرًا"، وأنشد للمسيب بن عسلة "ويذكر شعرًا" ... وأنشد أبو سعيد لهما مقطعات أخر، ولم أرَ لهما في قبيل شيبان ذكرًا وإنما المذكورة هناك حرملة وحده". فبين يدي الآمدي إذن ديوانان لقبيلة شيبان، أحدهما صنعة السكري وذكر فيه عبد المسيح بن عسلة وأخاه المسيب بن عسلة، وأورد لهما فيه شعرًا. والثاني لم يُسمِّ لنا الآمدي صانعه، ولم يرد فيه ذكر لهذين الشاعرين ولا شعر لهما، وإنما المذكور فيه أخوهما حرملة بن عسلة وحده.
أما أبو الفرج محمد بن إسحاق النديم "المتوفى سنة 385"، فقد ذكر في فهرسته ثمانية وعشرين ديوانًا من دواوين القبائل، وكلها منسوبة إلى صانعها، وهو في أكثرها أبو سعيد السكري، ما عدا ديوانًا واحدًا منها نسبه إلى ابن الكلبي، وسنذكر هذه الدواوين كما رتبناها على حروف الهجاء ونضيف إليها بعض ما وجد في غير الفهرست :
أشعار الأزد - عمله السكري-1
أشعار بني أسد - عمله السكري-2
(1/545)
-أشعار أشجع - عمله السكري3
-أشعار بجيلة - عمله السكري4
-أشعار تغلب - عمله السكري(4)، وعمله أيضًا أبو عمرو الشيباني(5)5
أشعار بني تميم - عمله السكري-6
أشعار بني الحارث - عمله السكري-7
كتاب أخبار الحر وأشعارهم - هشام بن محمد الكلبي-8
أشعار بني حنيفة – السكري-9
أشعار بني ذهل – السكري-10
أشعار بني ربيعة – السكري-11
أشعار بني شيبان - السكري، ومحمد بن حبيب(6)-12
أشعار الضباب – السكري-13
- أشعار ضبة - السكري14
أشعار طيئ – السكري-15
أشعار بني عبد ود – السكري-16
-أشعار بني عدوان - السكري17
أشعار بني عدي – السكري-18
أشعار بني فزارة – السكري-19
-أشعار الفند – السكري20
أشعار فهم – السكري-21
أشعار كنانة – السكري-22
(1/546)
23- أشعار بني محارب - السكري، وأبو عمرو الشيباني(7)-23
24- -أشعار بني مخزوم – السكري24
25- أشعار مزينة – السكري-25
26- أشعار بني نهشل – السكري-26
أشعار هذيل - السكري، والأصمعي، وابن الأعرابي(8)، وإسحاق-27 بن إبراهيم الموصلي.
-أشعار بني يربوع – السكري28
أشعار بني يشكر – السكري-29
ومع هذه الوفرة العددية لدواوين القبائل التي حفظت لنا المصادر العربية أسماءها، فهي لا تعدو أن تكون جزءًا مما ذكرت المصادر نفسها أن العلماء الرواة قد صنعوه من دواوين القبائل. فقد عددنا للسكري وحده من هذه الدواوين -كما ذكر ابن النديم- ثمانية وعشرين ديوانًا لثمانٍ وعشرين قبيلة، ومع ذلك فالمعروف أن السكري لم يستوعب القبائل كلها، وأنه لم يصنع إلا "قطعة" منها فقط(9). وهذا أبو عمرو الشيباني لم يذكر له ابن النديم -على سبيل المثال- ديوانًا واحدًا من دواوين القبائل التي صنعها، وذكر له صاحب الخزانة ديوانين فقط هما: ديوان بني تغلب، وديوان بني مجارب، ومع ذلك فقد ذكر ابنه عمرو أن أباه جمع أشعار نيف وثمانين قبيلة، كل قبيلة وحدها في ديوان مستقل(10).
وذكرت لنا المصادر -فضلًا عن ذلك- أن من العلماء الرواة من جمعوا أشعار القبائل، بهذا الإطلاق والتعميم. وممن ذكروهم -غير ما قدمنا-: أبو عبيدة
(1/547)
معمر بن المثنى(11)، وخالد بن كلثوم الكلبي(12)، ومحمد بن حبيب(13).
ومع كل هذا الجهد الخصب الذي بذله كثير من العلماء الرواة في جمع أشعار القبائل، ومع كثرة الدواوين التي ذكرت المصادر أن هؤلاء العلماء قد صنعوها، فقد قال ابن قتيبة(14): "والشعراء المعروفون بالشعر عند عشائرهم وقبائلهم في الجاهلية والإسلام أكثر من أن يحيط بهم محيط، أو يقف من وراء عددهم واقف، ولو أنفد عمره في التنقير عنهم، واستفرغ مجهوده في البحث والسؤال. ولا أحسب أحدًا من علمائنا استغرق شعر قبيلة حتى لم يفته من تلك القبيلة شاعر إلا عرفة ولا قصيدة إلا رواها.." فإذا كان ذلك كذلك فما أشد حسرة الباحث في دواوين القبائل وروايتها إذا علم أن صروف الدهر لم تبق لنا إلا على ديوان واحد فقط من هذه الدواوين الكثيرة التي زخرت بأسمائها المصادر العربية، وهي ليست إلا جزءًا مما صنعه الرواة، وكل ذلك ليس أيضًا إلا جزءًا مما قاله شعراء القبائل، هذا الديوان الوحيد الذي بقي لنا هو: ديوان هذيل.
غير أن حظ قبائل العرب من الشعر لم يكن واحدًا، وإنما كانوا يتفاوتون في كثرة شعرائهم وشعرهم، وفي ذلك يذكر الجاحظ حديثًا طريفًا، قال(15):
"وبنو حنيفة مع كثرة عددهم، وشدة بأسهم، وكثرة وقائعهم، وحسد العرب لهم على دارهم وتخومهم وسط أعدائهم، حتى كأنهم وحدهم يعدلون بكرًا كلها ومع ذلك لم نر قبيلة قط أقل شعرًا منهم. وفي إخوتهم عجل قصيد ورجز وشعراء ورجازون. وليس ذلك لمكان الخصب وأنهم أهل مدر وأكالو تمر؛ لأن الأوس والخزرج كذلك وهم في الشعر كما قد علمت. وكذلك
(1/548)
عبد القيس النازلة قرى البحرين، فقد تعرف أن طعامهم أطيب من طعام أهل اليمامة.
وثقيف أهل دار ناهيك بها خصبًا وطيبًا، وهم -وإن كان شعرهم أقل- فإن ذلك القليل يدل على طبع في الشعر عجيب. وليس ذلك من قبل رداءة الغذاء، ولا من قلة الخصب الشاغل والغنى عن الناس، وإنما ذلك عن قدر ما قسم الله من الحظوظ والغرائز، والبلاد والأعراق مكانها. وبنو الحارث بن كعب قبيل شريف، يجرون مجاري ملوك اليمن، ومجاري سادات أعراب أهل نجد، ولم يكن لهم في الجاهلية كبيرة حظ في الشعر، ولهم في الإسلام شعراء مفلقون. وبنو بدر كانوا مفحمين، وكان ما أطلق الله به ألسنة العرب خيرًا لهم من تصيير الشعر في أنفسهم. وقد يحظى بالشعر ناس ويخرج آخرون، وإن كانوا مثلهم أو فوقهم. وقد كان في ولد زرارة لصلبه شعر كثير، كشعر لقيط وحاجب وغيرهما من ولده. ولم يكن لحذيفة ولا حصن ولا عيينة بن حصن، ولا لحمل بن بدر شعر مذكور".
فإذا ما عدنا إلى قول ابن قتيبة الذي ذكرناه وهو "ولا أحسب أحدًا من علمائنا استغرق شعر قبيلة حتى لم يفته من تلك القبيلة شاعر إلا عرفه، ولا قصيدة إلا رواها"، استبان لنا صدق هذا القول من الإشارات المبثوثة في صفحات المصادر التي بين أيدينا. فقد رأينا أن الآمدي يذكر في كتابه "المؤتلف والمختلف" ستين ديوانًا لستين قبيلة، وقد رأى هذه الدواوين كلها ورجع إليها، وأخذ منها شعرًا كثيرًا للشعراء الذين أوردهم في كتابه. ومع ذلك فهو كثيرًا ما يذكر أسماء شعراء جاهليين وإسلاميين، ثم ينص على أنه لم يجد لهم -فيما بين يديه من دواوين قبائلهم- ذكرًا أو شعرًا. فمن ذلك أنه يذكر الأغلب الكلبي ثم يقول(16): "لم أجد له في أشعار كلب شعرًا، وأظن شعره درس فلم يُدرك".
ويذكر ابن أحمر الإيادي ثم يقول إنه لم يجد له في كتاب إياد إلا بيتًا واحدًا
(1/549)
ذكره(17). ويذكر الحارث بن البرصاء ثم يقول(18): "وليس له عندي في كتاب كنانة ذكر". ويذكر عبد المسيح بن عسلة وأخاه المسيب بن عسلة ثم يقول(19):
"ولم أر لهما في قبيل شيبان ذكرًا، وإنما المذكور هناك حرملة وحده". ويذكر أبا الغول النهشلي ثم يقول(20): "ذكر أبو اليقظان ... أنه شاعر ... ولم أر له ذكرًا في كتاب بني نهشل". ويذكر الكيذبان المحاربي ويقول(21): "ليس له في كتاب محارب ذكر ولا أدري من أين نقلته وليس له عندي شعر! " ويذكر ملاعب الأسنة الحارثي ويقول(22): "ولم أرَ له شعرًا في كتاب بني الحارث" ويذكر الحارث بن بكر الذبياني ويقول(23): "وجدت في كتاب بني مرة بن عوف أنه أحد الشعراء النوابع ولم يذكر له شعرًا وأظن شعره درس". والأمثلة على ذلك كثيرة لا داعي لاستقصائها .
أفيكون ذلك معنى قول أبي عمرو بن العلاء(24): "ما انتهى إليكم مما قالته العرب إلا أقله، ولو جاءكم وافرًا لجاءكم علم وشعر كثير"؟
(1/550)
-2-
وأمام الباحث سؤالان، في الإجابة عنهما جماع البحث عن دواوين القبائل، هما: ما معنى ديوان القبيلة، وماذا كان يحوي بين دفتيه؟ ثم: متى نشأت دواوين القبائل، ومتى جمعت أول مرة، وما المصادر التي أخذ منها الرواة والعلماء من الطبقة الأولى ما جمعوه من هذه الدواوين؟
أمام السؤال الأول فليس من سبيل إلى الإجابة عنه إلا بتتبع ما ورد في المصادر العربية من إشارات تذكر فيها دواوين القبائل، ودراسة هذه الإشارات دراسة تعين على استنباط صورة واضحة تبين معنى ديوان القبيلة؛ وذلك لأننا ذكرنا من قبل أن هذا الحشد الزاخر من دواوين القبائل قد أتى عليه الدهر، ولم يبق لنا منه إلا ديوان واحد هو ديوان هذيل، وسنخصه بحديث مستقل بعد صفحات. فلا أقل إذن، بعد أن عزت دراسة الدواوين نفسها، من أن ندرس ما بقي بين أيدينا من أخبار عن هذه الدواوين وإشارات إليها.
وأول ما نلحظه في هذه الدراسة هي تسمية الديوان؛ فقد كانوا يطلقون على ديوان القبيلة: "أشعار بني فلان"، أو "شعر بني فلان"، أو "كتاب بني فلان". فالآمدي مثلًا يذكر في موطن من كتابه "شعر فزارة"(25)، ويذكر في موطن آخر "كتاب فزارة"(26) وهما بمعنى؛ ويذكر "كتاب بني يشكر(27)" و"شعر بني يشكر(28)"، ويذكر "كتاب بني عقيل"(29)
(1/551)
و"شعر بني عقيل"(30)، و"كتاب بني أسد"(31) و"أشعار بني أسد"(32)، و"كتاب طيئ"(33) و"أشعار الطائيين"(34)، و"كتاب بني سليم"(35) و"أشعار بني سليم"(36)، وهكذا.
وكتاب القبيلة أو ديوانها يضم بين دفتيه ثلاثة أشياء:
يضم شعر شعراء القبيلة أو بعضهم، وفي ذلك يقول الآمدي في-1 سياق حديثه عن بعض الشعراء: "وله أشعار في كتاب بني ربيعة بن ذهل"(37)، "وله في كتاب أسد أشعار"(38)، "وهي أبيات من كتاب خزاعة"(39)، "وله أشعار في كتاب بني عجل"(40)، "وله في كتاب بني سليم أشعار حسان"(41)، "وله أشعار جياد في كتاب بني ربيعة بن ذهل وفي بطون قريش"(42)، "وله في كتاب بني ذهل بن ثعلبة مقطعات حسان"(43)، "وشعرهم في كتاب بني عقيل"(44)، "وهذه الأبيات ثابتة في كتاب بجيلة"(45)، "ووجدت في كتاب طييء الذي نقلت منه شعر الطرماح بن جهم
(1/552)
السنبسي"(46)، "وله في كتاب كلب أشعار"(47)، "وله في كتاب بني ضبيعة أشعار حسان جياد"(48). إلى آخر ما يشبه هذه من إشارات.
ويضم كتاب القبيلة أو ديوانها أخبارًا وقصصًا وأحاديث؛ وفي ذلك-2 يقول الآمدي: "وهو القائل: مكره أخوك لا بطل، في قصة ... وشرح ذلك في كتاب فزارة"(49)، "وقتل أخواه في قصة مذكورة في كتاب بني سعد"(50) "وله في كتاب فزارة خبر وأشعار ورجز جياد"(51)، "وله في كتاب بني أسد أشعار وأخبار حسان"(52)، "وقصتهما مذكورة في كتاب بني شيبان"(53)، "وخبره مع جاهمة في كتاب بني أعصر"(54)، "وله في كتاب بني إياد أشعار وأخبار وقصة مع أبيه"(55)، "وله في هذا حديث وخبر في كتاب بني طهية"(56)، "والقصة مذكورة في كتاب بني شيبان"(57)، "في قصة مذكورة في كتاب مزينة"(58)، "وله أشعار وأخبار في قبيل بلي"(59)، إلى آخر ما يشبه هذه الإشارات، ويبدو منها أن تلك الأخبار والأحاديث والقصص إنما وردت في كتاب القبيلة لبيان حادثة تاريخية ذكرت في الشعر، أو لتوضيح المناسبة التي
(1/553)
نُظمت فيها القصيدة، أو لتفسير بيت من أبياتها.
وفي كتاب القبيلة أو ديوانها -فضلًا عن ذلك- نسب أيضًا. ويبدو-3 ذلك واضحًا من هذه الإشارات التي أوردها الآمدي ينفي بها أنه وجد نسب فلان أو فلان في كتاب هذه القبيلة أو تلك، مما يدل على أن نسب غيرهم -ممن لم ينص عليهم- موجود مرفوع في كتب قبائلهم، فهو يقول: "لم يُرفع في كتاب عذرة نسبه"(60)، و"لم يرفع نسبه في كتاب عنزة"(61)، و"لم يرفع في كتاب بني الهجيم نسبه"(62)، "ولم يرفع في كتاب جهينة نسبه"(63)، "وجدته في بني الحارث بن كعب لم يرفع نسبه.."(64)، و"لم يرفع نسبه في كتاب السكون"(65)، و"لم يرفع في كتاب بني عجل نسبه"(66)، و"لم يرفع نسبه في كتاب جرم"(67). وأمر النسب في هذه الكتب كأمر الأخبار والأحاديث والقصص، لم يُذكر لذاته، وإنما ذكر لذكر الشاعر نفسه وشعره .
فكتب القبائل إذن -في جوهرها- مجموعات شعرية، تضم بين دفتيها قصائد كاملة، ومقطعات قصيرة، وأبياتًا متفرقة، لشعراء تلك القبيلة أو لبعض شعرائها، وربما ضمت أكثر شعر هؤلاء الشعراء، بل ربما ضمت جميع شعر شاعر منهم وديوانه كاملًا. ثم تضيف إلى ذلك من الأخبار والنسب والقصص والأحاديث ما يتصل بالشاعر نفسه، أو ببعض أفراد قبيلته، وما يوضح مناسبات القصائد، ويفسر بعض أبياتها، ويبين ما فيها من حوادث تاريخية. فيجيء
(1/554)
كتاب القبيلة بذلك سجلًا لحوادثها ووقائعها، وديوانًا لمفاخرها ومناقبها، ومعرضًا لشعر شعرائها ،فإذا كان ذلك كذلك، فمتى جُمعت هذه الدواوين أول مرة؟ وإلى أي مدى نستطيع أن نتتبع تاريخ تدوينها حتى نصل إلى بداية هذا التدوين، أو إلى قريب من بدايته؟ والإجابة عن ذلك تضطر الباحث إلى أن يسلك مجاهل وقفارًا، تحمله على أن يصطنع الحذر، وأن يتثبت من مواطئ قدميه قبل المضي وفي أثنائه، ولكنه مع ذلك لا يعدم بعض المعالم يقيمها على جانبي الطريق، وينصبها بين يديه ومن خلفه يهتدي بها في سيرة؛ ولا عليه بعد ذلك إن لم يبلغ أقصى الغاية، فحسبه أنه قد بذل الجهد وأخلص النية.
وأسلم ما يبدأ به الباحث: هذه الدواوين التي ذكرتها المصادر، ورفعت إسناد روايتها إلى الطبقة الأولى من الرواة العلماء. فقد مر بنا أن أبا عبيدة معمر بن المثنى قد جمع أشعار القبائل في كتاب واحد أو كتب عدة(68). وأن الأصمعي قد جمع أيضًا بعض أشعار القبائل، ومنها ديوان هذيل الذي سنتحدث عنه بعد قليل. وأبو عبيدة والأصمعي بصريان. أما علماء الكوفة من رجال الطبقة الأولى الذين جمعوا أشعار القبائل ودواوينهم فهم: حماد الراوية "المتوفى سنة 156هـ"، والمفضل الضبي "المتوفى سنة 168 أو 178"، وقد ذكرهما الآمدي كما مر بنا(69)، وخالد بن كلثوم الكلبي -وهو في طبقة أبي عمرو الشيباني(70)- قال عنه ابن النديم، فيما نقله من خط ابن الكوفي(71)، إنه من علماء الكوفيين و "من رواة الأشعار وعارف بالأنساب والألقاب وأيام الناس، وله صنعة في الأشعار والقبائل ... وله من الكتب ... كتاب أشعار القبائل ويحتوي على عدة قبائل". غير أن أشهر من جمع دواوين القبائل من الكوفيين:
(1/555)
أبو عمرو الشيباني الذي جمع أشعار العرب حتى صنع شعر نيف وثمانين قبيلة، "فكان كلما عمل منها قبيلة وأخرجها إلى الناس كتب مصحفًا وجعله في مسجد الكوفة حتى كتب نيفًا وثمانين مصحفًا بخطه"(72)، "وكان يكتب بيده إلى أن مات"(73). وقد قرأ دواوين الشعراء على المفضل(74). وبلغ من شهرته في جمع دواوين القبائل أن الناس أخذوا "عنه دواوين أشعار القبائل كلها"(75)، ولم يبق لنا من هذه الدواوين التي صنعها وجمعها شيء، بل لم تحفظ لنا المصادر من أسمائها إلا ديوانين: أشعار تغلب(76)، وأشعار قبيلة محارب بن خصفة بن قيس عيلان، وقد رآه عبد القادر البغدادي، وكانت لديه منه نسخة قديمة، قال(77): "وهي عندي في نسخة قديمة تاريخ كتابتها في صفر سنة إحدى وتسعين ومائتين، وكاتبها أبو عبد الله الحسين بن أحمد الفزاري، قال: نقلتها من نسخة أبي الحسن الطوسي، وقد عرضت على ابن الأعرابي".
ثم أخذ عن هذه الطبقة الأولى من الرواة العلماء تلاميذهم من علماء الطبقة الثانية، فأخذ ابن الأعرابي عن المفضل وعن أبي عمرو الشيباني حتى اشتهر أيضًا بأنه "راوية لأشعار القبائل"(78)، وأخذ محمد بن حبيب عن أبي عمرو الشيباني، ولم يبق لنا ذكر شيء من دواوين القبائل التي صنعها ابن الأعرابي وابن حبيب إلا "ديوان أشعار بني شيبان صنعه محمد بن حبيب(79). ثم أخذ عن هؤلاء من تلاهم مثل السكري، وقد مر بنا ذكر دواوين القبائل التي صنعها، وسنفصل القول فيه حين نتحدث عن ديوان هذيل.
(1/556)
هذا هو المعلم الأول في سبيل دراستنا لدواوين القبائل، ونرى منه أن هذه الدواوين كانت موجودة -مكتوبة مدونة- في القرن الثاني الهجري، أي من نهاية الربع الأول من القرن الثاني على التقريب إلى مطلع القرن الثالث، وهي الحقبة التي كان يحيا فيها هؤلاء العلماء الرواة من رجال الطبقة الأولى، وبلغ فيها نشاطهم ذروته. غير أن ذلك لا يعني أن هذه الكتب قد دونت في تلك الحقبة لأول مرة. فقد كانت تلك الدواوين هي النسخ الخاصة بهؤلاء العلماء: كتبوها بأنفسهم، بعد أن نظروا في هذا التراث الشعري الذي وصل إليهم ومحصوه ونقدوه ونخلوه، واستخرجوا ما صح منه لكل واحد منهم، ثم صاروا يقرئون هذه النسخة تلامذتهم في مجالس علمهم، ويقرأها عليهم أولئك التلاميذ، ويتناقلونها جيلًا بعد جيل على أنها رواية ذلك العالم الأول. ولقد ذكرنا في حديثنا عن تدوين الشعر الجاهلي، في الباب الثاني، وعن الدواوين المفردة، في الفصل الأول من هذا الباب أن هؤلاء العلماء الرواة من رجال الطبقة الأولى كانوا يَئُولون إلى نسخ مدونة وصلت إليهم من العصور التي سبقتهم، وأنهم كانوا أحيانًا يجمعون بين هذه النسخ، ويضيفون إليها ما يصلهم بالرواية الشفهية عن شيوخ مدرستهم أو شيوخ المدرسة المخالفة، وعن الأعراب الرواة، ثم ينظرون في كل ذلك نظرة تمحيص ونقد، حتى يستخرجوا منه ما ترجح لديهم صحته، فيضمنوه في نسختهم التي يرويها عنهم تلاميذهم. ذلك في الدواوين المفردة، فهل الأمر نفسه في دواوين القبائل؟
إن بين أيدينا ثلاثة أخبار يحسن بنا أن نعرضها ولاءً لنستبين دلالتها :
الأول: ما ذكره أبو العباس ثعلب قال(80): "جمع ديوان العرب وأشعارها وأخبارها وأنسابها ولغاتها: الوليد بن يزيد بن عبد الملك، ورد الديوان إلى حماد وجناد".
والثاني: ما ذكره حماد نفسه قال(81): "أرسل الوليد بن يزيد إلي بمائتي
(1/557)
دينار، وأمر يوسف بن عمر بحملي إليه على البريد. قال، فقلت: لا يسألني إلا عن طرفيه: قريش وثقيف؛ فنظرت في كتابي قريش وثقيف، فلما قدمت عليه سألني عن أشعار بلي، فأنشدته منها ما استحسنه..".
الثالث: ما ذكره ابن النطاح من أن حمادًا عثر على ديوان فيه "جزء من شعر الأنصار، فقرأه حماد فاستحلاه وتحفظه، ثم طلب الأدب والشعر وأيام الناس ولغات العرب بعد ذلك(82).....".
ومهما تكن قيمة هذه الأخبار، ومهما يكن مدى الثقة في صحتها، فإن لها -لا شك- دلالتها التي تتسق مع ما قدمنا، في مواطن متفرقة، عن انتشار التدوين واتصاله في تلك الحقبة. ودلالة هذه الأخبار في أنها تصل دواوين القبائل بالدواوين المفردة -التي تحدثنا عنها- في قدم تدوينها، فهي تدل على أن كتب القبائل كانت مكتوبة مدونة قبل مطلع القرن الثاني الهجري، وأن العلماء الرواة من رجال الطبقة -في القرن الثاني- قد وصلتهم هذه المدونات من القرن الأول الهجري، فاعتمدوها مصدرًا من مصادر تدوينهم نسخهم الخاصة التي نُسبت روايتها إليهم.
فإذا أضفنا إلى ذلك أن الوليد بن يزيد لم يكن وحده الذي عُني بجمع ديوان العرب وأشعارها وأخبارها وأنسابها ولغاتها، وإنما شاركه في كل ذلك بعض خلفاء بني أمية، وخاصة عبد الملك بن مروان ومن قبله معاوية بن أبي سفيان؛ وأن هؤلاء الخلفاء كانوا -كما مر بنا- يطلبون من رواة الشعر والأخبار، من تعمر بهم مجالسهم الخاصة والعامة، وأنهم كانوا يأمرون غلمانهم وكتَّابهم بكتابة ما ينشده هؤلاء الرواة والعلماء من الشعر وما يقصونه من الأخبار(83)؛ إذا أضفنا هذا إلى ما قدمنا رجحت لدينا صحة الأخبار الثلاثة التي ذكرناها، ورجح عندنا أن هذه الدواوين كانت مدونة في القرن الأول نفسه. ونكون بذلك قد
(1/558)
نصبنا المعلم الثاني الذي نستأنس به في سبيل بحثنا هذا.
وبقي معلم ثالث إذا أقمناه، استقام لنا وجه الطريق، وانتهى عنده مطافنا، هذا المعلم الثالث قوامه خبران، أو خبر ونص شعري:
أما الخبر ففيه تأييد لما قدمناه من أمر عثور حماد على جزء من-1 شعر الأنصار، وذلك أن أبا الفرج الأصفهاني يروي عن شيوخه في إسناد طويل قوله(84): "نهى عمر بن الخطاب الناس أن ينشدوا شيئًا من مناقضة الأنصار ومشركي قريش، وقال: في ذلك شتم الحي بالميت وتجديد الضغائن، وقد هدم الله أمر الجاهلية بما جاء من الإسلام". ثم يروي لنا في خبر طويل أن عبد الله بن الزِّبَعْرَي السهمي وضرار بن الخطاب الفهري أنشدا حساب بن ثابت شعرًا مما كانا قالاه قبل الإسلام، فشكاهما حسان إلى عمر ... وكان من نتيجة ذلك أن قال عمر لمن حضر مجلسه: "إني كنت نهيتكم أن تذكروا مما كان بين المسلمين والمشركين شيئًا دفعًا للتضاغن عنكم وبث القبيح فيما بينكم، فأما إذ أبوا، فاكتبوه واحتفظوا به" قال: "فدونوا ذلك عندهم. قال خلاد بن محمد فأدركته والله وإن الأنصار لتجدده عندها إذا خافت بلاه".
-أما النص الشعري، فقول بشر بن أبي خازم -وهو شاعر جاهلي لم2 يدرك الإسلام- قال(85):
وجدنا في كتاب بني تميم ... "أحق الخيل بالركض المعار"
وقد تحدثنا عن هذا البيت، وعن ترقيمنا إياه ووضعنا شطره الثاني بين علامتي اقتباس في الباب الثاني من هذا البحث(86). ولكننا نحب أن نضيف إلى قولنا السابق شيئًا جديدًا، وهو: أن بعض الباحثين قد شك في هذا البيت،
(1/559)
فقد كتب جولد تسيهر في مجلة الجمعية الآسيوية الملكية -عدد إبريل سنة 1897- يقول(87): "ولا بد أن كتاب بني تميم -الذي وجهت الأنظار إليه في مناسبة سابقة- قديم جدًّا، ومع ذلك فإن هذه العبارة من شعر بشر التي يذكر فيها هذا الكتاب، إذا كانت تشير حقيقة إلى مجموعة مدونة عن مآثر بني تميم وأشعارها، تجعل نسبة البيت إلى بشر بن أبي خازم واهية الأساس.
فليس من المحتمل -بل من المستحيل- أن توجد مثل هذه المجموعة في عصر مبكر كهذا العصر الذي عاش فيه بشر".
ولا نحب أن طيل في الحديث عن هذا البيت، غير أننا لا نملك أنفسنا من أن نلحظ أن كلام جولد تسيهر ليس إلا افتراضًا لم يقدم عليه دليلًا، ولم يدعمه بما يقيمه؛ وأن الأساس الوحيد الذي بنى عليه هذا الافتراض هو أنه "ليس من المحتمل -بل من المستحيل- أن توجد مثل هذه المجموعة في عصر مبكر كهذا العصر الذي عاش فيه بشر". وقد قلنا من قبل، في إسهاب وتفصيل، إن هذا الأساس واهٍ لأنه يعتمد على فكرة شاعت بين جمهرة الباحثين من العرب والمستشرقين، وهي: أن الجاهلية كانت أمية جاهلة -وهو ما سميناه "تجهيل الجاهلية". وقد بينا خطأ هذه الفكرة بما يغني عن إعادة القول فيها.
وقد قصدنا أن نؤخر الحديث عن هذا البيت، وأن نقدم الحديث عن الأخبار والنصوص التي تحدثنا عنها قبله، مبتدئين بالحقبة الواضحة بعض الشيء وهي النصف الثاني من القرن الثاني ثم نعود أدراجنا إلى الوراء: إلى العصر الأموي، ثم عصر صدر الإسلام، ثم العصر الجاهلي نفسه، نقول: قصدنا أن نسير في هذه السبيل حتى نمهد بين يدي هذا النص بأخبار وروايات تكشف عن اتصال تدوين هذه الكتب الشعرية، وحتى يبدو هذا البيت متصلًا اتصالًا طبيعيًّا بما تدل عليه تلك الأخبار. ثم إنه من التأويل الواهي الذي لا سند له يدعمه أن
(1/560)
يشك في أن لفظة "كتاب" في هذا البيت "تشير حقيقة غلى مجموعة مدونة عن مآثر بني تميم وأشعارها"، وذلك لأن اللفظة صريحة واضحة وقد فهمها الأقدمون أيضًا على وجهها الصحيح، فقال المرزباني يشرح بيت بشر بعد أن أورده، قال(88): "فمعناه: وجدنا هذه اللفظة مكتوبة".
ومع ذلك فقد أوضحنا من قبل أنه ليس من منهجنا في هذا البحث أن نعتسف الطريق اعتسافًا، ولا أن نحمل النصوص فوق ما تحتمل، بل إن منهجنا يقوم على جمع مادة البحث وتتبع نصوصه، ثم ترتيب هذه النصوص، واستنطاقها واستخراج دلالاتها.
ونحسب أننا غير مغالين -بعد أن جمعنا هذه النصوص ورتبناها واستنبطنا منها دلالاتها- إذا ذهبنا إلى أن العلماء الرواة في القرن الثاني قد كانت بين أيديهم دواوين القبائل مكتوبة مدونة، وأنهم اعتمدوا هذه المدونات مصدرًا من مصادر تدوينهم نسخهم الخاصة من كتب القبائل التي نُسبت بعد روايتها إليهم. ونحسب أننا كذلك غير مغالين إذا رجحنا -مجرد ترجيح، ولكنه ترجيح قوي تدعمه الأخبار والنصوص التي قدمناها- أن هذه المدونات التي وصلت إلى علماء القرن الثاني قد كتب بعضها منذ مطلع القرن الأول ولعل بعضها الآخر قد كتب منذ الجاهلية نفسها.
3
أما شعر هذيل -وهو الديوان الوحيد الذي وصل إلينا من دواوين القبائل- فنحب قبل الحديث عن رواياته ونسخة، أن نبدأ بالحديث عن عدد ما فيه من الشعراء وأبيات الشعر، ومدى موافقته لما رواه لنا العلماء. فقد قال
(1/561)
أبو سعيد(89): "قيل لحسان بن ثبات الأنصاري -رضي الله عنه-: أي الناس أشعر؟ فقال: رجل بأذنه، أم قبيل بأسره؟ قال: هذيل فيهم نيف وثلاثون شاعرًا أو نحو ذلك، وبنو سنان مثلهم مرتين ليس فيهم شاعر واحد".
فإذا كان المقصود من هذه العبارة أن جميع من رُوي له شعر من هذيل "نيف وثلاثون شاعرًا أو نحو ذلك"، يكون ديوان هذيل الذي بين أيدينا قد ضم بين دفتيه جميع هؤلاء الشعراء، إذ أن الشعراء الهذليين فيه نحو أربعين شاعرًا. غير أن أكثر من نصفهم قد رُوي لكل منهم أقل من خمسة وعشرين بيتًا، بل إن بعض هؤلاء لم يُروَ له إلا بيتان أو ثلاثة أو أربعة. أما الشعراء الذين تجاوز شعرهم مائة بيت فسبعة فقط. وإذ كان غير محتمل أن يسمِّي حسان -في عبارته المتقدمة- من لم يقل إلا البيتين أو الثلاثة أو الأربعة شاعرًا، فنحن إذن بين اثنتين: إما أن يكون عدد الشعراء كاملًا أو مقاربًا، ولكن ما رُوي لهم من الشعر ناقص غير مستوفًى؛ وإما أن يكون كثير من الشعراء لم يُذْكروا في الديوان الذي بين أيدينا.
وكلا الأمرين ينهيان بنا إلى نتيجة واحدة، هي: أن ما بين أيدينا من شعر هذيل غير كامل. وثمة دليلان على ذلك -غير ما تقدم- أولهما: ما قيل عن الإمام الشافعي أنه(90) "كان يحفظ عشرة آلاف بيت من شعر هذيل، بإعرابها وغريبها ومعانيها". والذي بين أيدينا من هذا الشعر -في أطول رواياته- لا يكاد يبلغ ثلاثة آلاف بيت. ولعل قائل هذا القول لا يقصد بالعدد الذي ذكره إلى التعيين الدقيق، وإنما قصد إلى كثرة ما كان يحفظه الشافعي من هذا الشعر، ومع ذلك فإن الشعر الذي بين أيدينا سيبقى أقل من
(1/562)
نصف ما كان يحفظه الشافعي. وكان الشافعي إمامًا في الحفظ والرواية، وكان صحاب الأدب يأتونه فيقرؤون عليه الشعر فيفسره، وذكر الأصمعي أنه قرأ شعر هذيل عليه(91).
والدليل الثاني أن بعض العلماء قد استدركوا ما فات السكري ذكره من شعر هذيل، ومنهم أبو الفتح عثمان بن جني "المتوفى سنة 392هـ" الذي ألف "كتاب التمام في تفسير أشعار هذيل مما أغفله أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري -رحمه الله- وحجمه خمسمائة ورقة بل يزيد على ذلك(92)".
وقد طُبع ديوان هذيل في مجموعتين: الأولى في أوربا، والثانية في مصر.
الطبعة الأوربية: أما الطبعة الأوربية، فقد جاءت في أربع مجموعات:
"شرح أشعار الهذليين صنعة أبي سعيد الحسن بن الحسين-1 السكري"، طبعت في لندن سنة 1854م، وقد حققها وقد لها بمقدمة قصيرة باللغة الإنجليزية المستشرق جودفري كوزجارتن.
"أشعار الهذليين ما بقي منها في النسخة اللغدونية غير مطبوع،-2 طبعت في برلين سنة 1884م، وفيها تعليقات وترجمة للشعر باللغة الألمانية للمستشرق فلهاوزن.
"ديوان أبي ذؤيب"، وهو الجزء الأول من "مجموع دواوين من-3 أشعار الهذليين" اعتنى بنشره واستخرجه لأول مرة المستشرق الألماني يوسف هل، وطبعه في هانوفر سنة 1926.
"أشعار ساعدة بن جؤية وأبي خراش والمتنخل وأسامة بن-4 الحارث"، وهو الجزء الثاني من "مجموعة أشعار الهذليين" اعتنى بنشرها كذلك يوسف هل وطبعها في ليبزج سنة 1933.
وقد طُبعت المجموعتان الأولى والثانية عن نسخة مخطوطة مضبوطة قديمة
(1/563)
محفوظة في ليدن كتبت في سنة 529-539هـ، كتبها محمد بن على بن إبراهيم بن زبرج العتابي "ولد سنة 484 وتوفي سنة 556، وكان إمامًا في النحو وعلوم العربية مشهورًا بجودة الخط مع الصحة والضبط، قرأ النحو على أبي السعادات ابن الشجري، واللغة على الجواليقي"(93)، وقد نقلها من نسخة بخط السمسمي "هو أبو الحسن على بن عبيد الله بن عبد الغفار، كان صدوقًا صاحب خط متقن مرغوب فيه لتحقيقه، تصدر ببغداد للرواية وأقرأ الأدب. توفي سنة 415"(94).
وذكر العتابي في آخر المخطوطة أنه قابلها أيضًا بنسخ أخرى، منها نسخة بخط شيخه الجواليقي، ونسخة بخط الحميدي(95).
وقد روى هذه النسخة أبو الحسن على بن عيسى بن على بن عبد الله الرماني "كان في طبقة الفارسي والسيرافي، وأخذ عن الزجاج وابن السراج وابن دريد، ولد سنة 296 وتوفي سنة 384"(96)، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن عاصم الحلواني "بينه وبين أبي سعيد السكري نسب قريب، فروى عنه كتبه وكانت كثيرًا ما توجد بخطه"(97)، عن أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري "المتوفى سنة 275".
فهذه النسخة إذن تنتهي في رواياتها إلى السكري، غير أنها ناقصة، والموجودة منها هو الجزء الثاني فقط، وهو المطبوع في لندن سنة 1854م، وفي برلين سنة 1884م.
ولهذه النسخة قيمة كبيرة لمن يدرس تاريخ الرواية وتسلسل الإسناد في الشعر، وهي تكشف، في وضوح، عن طريقة السكري في الجمع بين الروايات المختلفة، والنص عليها. وتظهر لنا صدق الأقدمين في وصفهم السكري بأنه
(1/564)
كان الغاية في الجمع. وتفصيل ذلك أننا وجدنا -بعد دراسة النسخة- أن السكري قد اعتمد -في جمعه ديوان هذيل- على ثلاث روايات، هي الروايات التي نص عليها نصًّا صريحًا في مطلع ديوان أبي ذؤيب، وهي.
أ- رواية بصرية: الرياشي، عن الأصمعي، عن عمارة بن أبي طرفة الهذلي(98).
ب- ورواية كوفية: محمد بن حبيب، عن ابن الأعرابي وأبي عمرو الشيباني.
جـ- ورواية جمعت بين الروايتين: محمد بن الحسن الأحول(99)، عن عبد الله بن إبراهيم الجمحي(100).
ومع أن السكري قد جمع بين هذه الروايات المختلفة إلا أنه كان حريصًا في جمعه على ألا تضيع معالم كل رواية وعلى ألا تختلط بغيرها فنص من أجل ذلك على كل قصيدة انفرد بها بعض هؤلاء الرواة دون غيرهم، وترك القصائد التي أجمعوا جميعًا عيها من غير أن ينص على روايتها، وحسبنا أمثلة قليلة توضح ذلك :
أ- فقد أورد تسعة عشر بيتًا لمالك بن الحارث، اتفق الرواة جميعًا على نسبة الأبيات التسعة الأولى منها له ثم اختلفوا بعد ذلك، فمنهم من جعل بقيتها قصيدة منفصلة نسبوها لتأبط شرًّا يرد بها على مالك بن الحارث، ومنهم من جعلها كلها قصيدة واحدة منسوبة إلى مالك، ولذلك قال السكري عند البيت التاسع منها(101)
(1/565)
"هذا آخر ما في رواية الجمحي وأبي عبد الله، قالا: فأجابه تأبط شرًّا الفهمي ثم العدوي؛ وأما أصحاب الأصمعي فيجعلونها قصيدة واحدة ويروونها لمالك
بن الحارث إلى آخرها".
ب- وأورد قصيدة لحبيب الأعلم، وقال في مقدمتها(102): "لم يروها أبو نصر، ولا أبو عبد الله، ولا الأخفش ورواها الباهلي والجمحي".
جـ- وأورد قصيدة لساعدة بن العجلان، وقال في مقدمتها(103): "رواها الأصمعي، ولم يروها ابن الأعرابي".
د- وأورد عشرة أبيات لساعدة بن العجلان، قال عند البيت السادس منها(104): "هذا آخرها في رواية الأصمعي، والباقي عن الجحمي والباهلي ونصران وأبي عمرو، قال أبو نصر: لم يرو الأصمعي من هاهنا إلى آخرها".
هـ- وأورد قصيدة لأبي جندب، قال عند البيت الرابع منها(105): "هذا أولها عند أبي عبيدة".
و وأورد قصيدة لأبي جندب أيضًا قال في مقدمتها(106): "رواها الأصمعي، ولم يروها ابن الأعرابي ولا أبو عمرو ولا الجمحي".
ز- وقصيدة أخرى لأبي جندب قال في مقدمتها(107): "قال الأصمعي: وتروى لأبي ذؤيب".
ح- وقصيدة رابعة لأبي جندب قال في مقدمتها(108): "لم يروها أبو عبد الله ولا أبو نصر ولا الأخفش، ورواها نصران والجمحي".
(1/566)
والأمثلة على ذلك كثيرة ليس من غايتنا استقصاؤها، وإنما بحسبنا أمثلة توضح ما ذكرنا. وقد بالغ السكري في التحري والتحقيق، فلم يكتف بالنص على رواية القصيدة في جملتها، وإنما زاد على ذلك أن نص على رواية الأبيات التي اختلفوا عليها؛ فكان يذكر البيت -في القصيدة- ثم ينص على أن فلانًا لم يروه، وأن فلانًا رواه، فمن ذلك:
أ - أنه أورد بيتًا في قصيدة لصخر الغي ثم قال(109): "لم يرو هذا البيت والبيتين بعده الأصمعي، ورواها الجمحي وابن الأعرابي".
ب - وأورد بيتًا في قصيدة أخرى لصخر أيضًا، ثم قال(110): "رواه أبو عبد الله والجمحي".
جـ - وأورد بيتًا لأبي المثلم، ثم قال(111): "لم يرو هذا البيت والبيتين اللذين بعده أحد غير الباهلي عن الأصمعي، ولم يرو هذا أبو عمرو ولا أبو عبد الله ولا أبو نصر ولا الأخفش".
د - وأورد بيتًا في قصيدة لصخر الغي، وقال (112): "لم يرو هذا البيت والبيت والذي بعده الأصمعي وأبو عبد الله".
هـ - وأورد بيتًا في قصيدة لأبي المثلم، وقال(113): "رواه الجمحي وأبو عمرو وأبو عبد الله".
و وذكر بيتًا آخر من القصيدة نفسها وقال(114): "لم يروه والبيت الذي بعده إلا أبو عمرو وأبو عبد الله والجمحي".
ز - وأورد أرجوزة لصخر الغي قال عنها(115): "وروى الأصمعي من
(1/567)
هذه الأرجوزة ثلاثة أبيات عليها صح صح، وسائرها عن أبي عبد الله والجمحي.
ح- وقال عن بيت في قصيدة أخرى لصخر(116): "لم يروه الأصمعي ورواه أبو عبد الله والجمحي".
ط- وقال عن بيت آخر في القصيدة نفسها(117): "لم يروه إلا عبد الله وأبو عمرو الجمحي".
ي- وأورد بيتًا في قصيدة لعامر بن العجلان ثم قال(118): "لم يروه والبيت الذي بعده الأصمعي، ورواهما أبو عمرو الجمحي وأبو عبد الله".
ك- وأورد بيتًا في قصيدة لأبي جندب ثم قال(119): "لم يروه أبو عبد الله ولا أبو نصر ولا الأخفش ورواه الجمحي وأبو عمرو والأصمعي..".
والأمثلة على ذلك كثيرة جدًّا أيضًا، وقد اجتزأنا منها بما قدمنا، وما نحسبها إلا واضحة الدلالة على ما ذكرناه من مبالغة السكري في التحري والتحقيق. بل إن السكري لم يكتف بالنص على رواية القصيدة في جملتها، ولا بالنص على رواية الأبيات التي اختلف عليها الرواة، وإنما ذهب إلى أبعد من ذلك في تحريه ودقته، فقد نص، في داخل البيت نفسه، على روايات ألفاظه المختلفة، فذكر في كثير من الأبيات رواية الأصمعي أو أبي عمرو أو ابن الأعرابي أو ابن حبيب أو الجمحي أو الأخفش لهذه اللفظة أو لتلك، وما نحسب أن المجال هنا يتسع لعرض أمثلة من ذلك، وبحسبنا أن نفتح كتاب "شرح أشعار الهذليين" على أية صفحة لنجد الأمثلة وافرة على ذلك.
وقد قدم السكري بذكره رواية الديوان في مجموعه، ثم رواية القصيدة في جملتها، ثم رواية الأبيات المفردة في القصيدة الواحدة، ثم رواية الألفاظ في البيت الواحد قدم السكري بذلك كله للدارس مادة خصبة، فيستطيع الدارس
(1/568)
المتتبع، إذا اهتدى بضوء هذه الروايات، أن يستخرج رواية الديوان البصرية: أي رواية الأصمعي، ويفردها وحدها، ويستطيع كذلك أن يستخرج رواية الديوان الكوفية: أي رواية ابن الأعرابي وأبي عمرو الشيباني، ويفردها وحدها، ثم يثبت ما بينهما من اختلاف واتفاق، وينتهي من كل ذلك إلى دراسة ممتعة لهذا الديوان.
ونحسب أننا نزيد الأمر وضوحًا إذا لخصنا إسناد هذه النسخة الثمينة ورواياتها في الجدول الآتي:
عمارة بن أبي طرفة الهذلي
وبعد؛ فهذه هي النسخة الليدنية التي طُبعت منها المجموعتان الأولى والثانية من الطبعة الأوربية، وأما المجموعة الثالثة، وهي "ديوان أبو ذؤيب" التي طبعها
(1/569)
يوسف هل في هانوفر سنة 1926، فمع أنه طبعها عن نسخة في دار الكتب -رقمها 19 أدب ش- إلا أن هذه النسخة أيضًا من رواية السكري، ونحن نرجح أنها منقولة عن النسخة الليدنية أو عن نسخة منقولة عنها، فتكون بذلك جزءًا من القسم الأول المفقود من النسخة الليدنية، وترجيحنا قائم على السببين التاليين:
أ- أن السكري يذكر في مطلع الديوان الرواة الذين أخذ عنهم، وهم أنفسهم الذين ذكرناهم في النسخة الليدنية وكانوا ثلاثة أصناف: رواة بصريين: الرياشي عن الأصمعي عن عمارة بن أبي طرفة الهذلي؛ ورواة كوفيين: ابن حبيب عن ابن الأعرابي وأبو عمرو الشيباني؛ ورواة جمعوا بين المذهبين: محمد بن الحسن "الأحول" عن عبد الله بن إبراهيم الجمحي.
ب- جاء في هذه النسخة أيضًا أنها أخذت عن نسخة الحلواني، وذلك قوله(120): "ليس ذكر الأصمعي هاهنا في كتاب الحلواني".
ومن أجل هذا كنا في غنى عن أن نتحدث عن هذه النسخة إذ أن ما ذكرناه عن النسخة السابقة ينطبق عليها أيضًا.
وأما المجموعة الأخيرة من الطبعة الأوربية، وهي "مجموعة أشعار الهذليين، الجزء الثاني" المطبوعة في ليبزج سنة 1933 بتحقيق يوسف هل، وتشتمل على أشعار ساعدة بن جؤبة وأبي خراش والمتنخل وأسامة بن الحارث فمتفقة في إيراد الشعر وترتيبه وشرحه مع ما ورد من أشعار هؤلاء الشعراء الأربعة في طبعة دار الكتب، ولذلك سنستغني عن الحديث عنها بما سنورده من حديث عن هذه الطبعة.
طبعة دار الكتب:
وأما طبعة دار الكتب فمأخوذة من نسخة خطية محفوظة في الدار برقم 6 أدب ش، مكتوبة بخط مغربي، وكانت ملك الشيخ محمد الشنقيطي، وقد كتب
(1/570)
عليها ملك هذا المجموع ... محمد محمود بن التلاميذ الشنقيطي المدني ثم المكي، ثم وقفه على عصبته بعده كسائر كتبه وقفًا مؤبدًا، فمن بدله أو غيره فإثمه عليه والله تعالى حسيبه، وكتبه مالكه واقفه محمد محمود سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف. وقد كتبت هذه النسخة من أصل بخط يحيى بن المهدي الحسيني كتبه سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة.
وفي أول الأصل هذه المقدمة كتاب ديوان الهذليين، وهو يشتمل على ثمانية أجزاء: خمسة منها من رواية أبي سعيد عن الأصمعي، وهي الثاني والثالث والرابع والخامس والسابع. ولم نظفر من نسخة رواية أبي سعيد إلا بهذه الخمسة، وضاع الثاني، وهي ثلاثة من نسخة الأصل، ثم وقفنا بعد ذلك على نسخة أخرى ليست من رواية أبي سعيد، وهي كتاب واحد غير مجزأ يخالف نسخة رواية أبي سعيد في الترتيب وفي رواية بعض الأشعار ونسبتها إلى قائليها، فأخذنا ما وجدناه فيها مما ليس في رواية أبي سعيد، وقسمناه إلى ثلاثة أجزاء وهي: الأول والسادس والثامن، وجعلناه تمامًا لهذه النسخة، وألحقنا كل شيء من ذلك بموضعه اللائق به حسبما أمكن، وبالله تعالى التوفيق.
ومع اختلاط هذه النسخة وتداخلها فإن الشرح فيها مختصر موجز، والرواية قليلة لا تكاد تسعف الدارس، وذكر أبي سعيد فيها فيه لبس وإبهام، فهو أحيانًا أبو سعيد السكري، كما في قوله(121): "قال أبو سعيد ... وحدثني الرياشي قال: قال الأصمعي ... "، وأحيانًا أخرى أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي، ونستدل على ذلك ممن يروي عنهم، وذلك مثل قوله(122): "وأنشدنا أبو سعيد ... قال: وأنشدنا أبو عمرو بن العلاء"، وكثيرًا ما يورد شروحًا أو استشهادات شعرية يرويها عن أبي عمرو بن العلاء ومثل قوله(123): "وسمعت
(1/571)
عيسى بن عمر يقول، "أو حدثني عيسى بن عمر"(124)، وقوله(125): "قال أبو سعيد: وحدثنا شعبة عن سماك بن حرب". وقوله(126): "قال أبو سعيد: سألت ابن أبي طرفة عن هذا فلم يعرفه، ولم يكن عند أبي عمرو فيها إسناد"؛ وقوله(127): "قال أبو سعيد ... وأنشدنا الهذلي".
فهذه كلها قاطعة الدلالة على أن أبا سعيد هنا هو الأصمعي. وهذه الأمثلة التي قدمناها تكشف عن المصادر التي استقى منها الأصمعي وروى عنها. غير أننا لا نريد أن نمضي في دراسة هذه النسخة بأكثر من هذا فقد أغنتنا عنها النسخة الليدنية التي درسناها آنفًا.
__________
(1) ص83
1 ص22. (2)
2 ص158. (3)
زيادة من الخزانة 2: 150-161. (4)
الخزانة 1: 33. (5)
زيادة من الخزانة 4: 231. (6)
زيادة من الخزانة 1: 32-33.(7)
(8)زيادة من مروج الذهب المسعودي 4: 73 قال إن الطوسي قرأ شعر هذيل على ابن الأعرابي.
الفهرست: 117.(9)
المصدر السابق: 101.(10)
ياقوت، إرشاد 19: 161. (11)
الفهرست: 98. (12)
المؤتلف والمختلف: 71-72، 119، 120. (13)
الشعر والشعراء 1: 4. (14)
الحيوان 4: 380-382. (15)
ص23. (16)
1 ص38. (17)
2 ص68. (18)
3 ص158. (19)
4 ص163. (20)
5 ص171. (21)
6 ص187. (22)
7 ص192-193. (23)
8 طبقات الشعراء: 23. (24)
المؤتلف والمختلف: 59. (25)
ص65، 76. (26)
ص186. (27)
ص40. (28)
ص118. (29)
ص128. (30)
ص34. (31)
ص18. (32)
ص148. (33)
ص50. (34)
ص76. (35)
ص17. (36)
ص13. (37)
ص15. (38)
ص52. (39)
ص71. (40)
ص76. (41)
ص79. (42)
ص88. (43)
ص118. (44)
ص119. (45)
ص148. (46)
ص153. (47)
ص198. (48)
ص65. (49)
ص69. (50)
ص76. (51)
ص85. (52)
ص102. (53)
ص102. (54)
ص117. (55)
ص163. (56)
ص174. (57)
ص182. (58)
ص182. (59)
1 ص65. (60)
2 ص80. (61)
3 ص88. (62)
4 ص89. (63)
5 ص100. (64)
6 ص167. (65)
7 ص179. (66)
8 ص196. (67)
ياقوت، إرشاد 19: 161. (68)
المؤتلف والمختلف: 22. (69)
السيوطي، البغية: 241. (70)
الفهرست: 98. (71)
الفهرست: 101. (72)
المصدر السابق: 102. (73)
وفيات الأعيان 1: 65. (74)
الفهرست: 101. (75)
الخزانة 1: 10. (76)
المصدر السابق 3: 165. (77)
طبقات النحويين واللغويين: 213. (78)
الخزانة 4: 231. (79)
الفهرست: 134. (80)
الأغاني: 6: 94. (81)
الأغاني 6: 87. (82)
انظر ص196-202 من هذا الكتاب. (83)
الأغاني 4: 140-141, (84)
المفضليات: 98. (85)
انظر ص163-164 من هذا الكتاب. (86)
(87)انظر ترجمة المقال بقلم الدكتور حسين نصار في مجلسة الثقافة عدد 633، 12 فبراير سنة 1951.
الموشح: 179. (88)
(89)ديوان الهذليين "ط. دار الكتب" 2: 38، والكنية "أبو سعيد" مبهمة قد تعني السكري، وقد تعني الأصمعي!!
(90) ابن حجرك توالي التأسيس بمعالي ابن إدريس، المطبعة العامرة ببولاق سنة 1301 ص59.
المزهر 1: 160. (91)
ياقوت، إرشاد 12: 109. (92)
إرشاد 18: 251. (93)
إنباه الرواة 2: 288. (94)
انظر وصف المخطوطة في مقدمة "شرح أشعار الهذليين" ص4. (95)
نزهة الألباء: 210-211، وإنباه الرواة 2: 294. (96)
ياقوت، إرشاد 4: 187-188، وإنباه الرواة 1: 98. (97)
(98) لم نعثر لعمارة هذا على ترجمة في كتب الطبقات والرجال، غير أن الأصمعي قد روى عنه أخبارًا وشعرًا، "انظر: ابن قتيبة: عيون الأخبار 2: 68، والشعر والشعراء 1: 271".
(99) في ديوان أبو ذؤيب ط هانوفر ص1 "محمد بن الحسن" فقط، وقد استقصينا من اسمه محمد بن الحسن ممن يصح أن يروي عنه السكري، فرجحنا أنه: محمد بن الحسن بن دينار الأحول، وهو ممن جمع بين المذهبين وخلطهما "ابن النديم:
الفهرست: 117" وكان العلماء يقرءون عليه دواوين الشعراء في سنة خمسين ومائتين "ياقوت: إرشاد 18: 125" وجمع دواوين مائة وعشرين شاعرًا "المصدر السابق 18: 126".
ذكره الجاحظ في الحيوان 5: 587، وروى عنه خبرًا حدثه به. (100)
شرح أشعار الهذليين ط. لندن ص4. (101)
شرح أشعار الهذليين: 66. (102)
المصدر السابق: 70. (103)
المصدر السابق: 77. (104)
المصدر السابق: 80. (105)
المصدر السابق: 83. (106)
المصدر السابق: 94. (107)
المصدر السابق: 96. (108)
شرح أشعار الهذليين: 16. (109)
المصدر السابق: 19. (110)
المصدر السابق: 21. (111)
المصدر السابق: 25. (112)
المصدر السابق: 27. (113)
المصدر السابق: 30. (114)
المصدر السابق: 32. (115)
شرح أشعار الهذليين: 47. (116)
المصدر السابق: 48. (117)
المصدر السابق: 50. (118)
المصدر السابق: 87. (119)
ديوان أبو ذؤيب: 25. (120)
1 ديوان الهذليين 2: 236. (121)
2 المصدر السابق 1: 215. (122)
3 المصدر السابق 1: 187و 2: 92. (123)
ديوان الهذليين 1: 149، 187. (124)
المصدر السابق 1: 213. (125)
المصدر السابق 1: 159. (126)
المصدر السابق 3: 17. (127)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|