المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مسألة في الاحرام من الميقات
2025-04-07
إنريكو فيرمي (1954 - 1901) Enrico Fermi
2025-04-07
{أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ}
2025-04-07
منهم الاشهاد ومنهم الذين يصدون عن سبيل الله
2025-04-07
ارنست رذرفورد
2025-04-07
مسألة في الصوم والهدي
2025-04-07

لأوضاع السياسية والاجتماعية في عصر الإمام الهادي
29-07-2015
تميم بن المُعِزِّ الفاطمي
29-12-2015
مستحبات الطواف
27-11-2016
التطور في عالم الصناعة
2023-06-24
السليلوز الحاوي على اللكنين Lignocellulose
29-11-2018
تفاعل الجسم الضاد مع المستضد :
8-11-2020


صدق الرواة واصطناع الأشعار  
  
2024   04:35 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص415-416
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-04-2015 7864
التاريخ: 23-03-2015 5338
التاريخ: 3-12-2019 4558
التاريخ: 1-04-2015 16808

ان ما بين ايدينا من اخبار العرب وأشعارهم في الجاهلية انما وصل الينا على ايدي الرواة الذين ذكرناهم، فهم رووا تلك الاشعار والاخبار وروتها الناس عنهم، فهل نقلوها عن ثقة؟ وهل هم صادقون في روايتها؟

والجواب على ذلك ان رواياتهم على اجمالها صادقة، وان كان ما وصل الينا من اشعار الجاهلية لا يخلو من المنسوب لغير اصحابه. ولذلك سببان يتصل أحدهما بالعرب الذي تلو تلك الاشعار على الرواة، والثاني يتصل بالرواة أنفسهم. فالعرب لما قام الإسلام شغلوا به عن مفاخراتهم ومناشداتهم، فلما انقضت دولة الراشدين وقام الامويون واقتضت سياستهم احياء عصبية الجاهلية عادت القبائل الى مفاخراتهم .. كل قبيلة تفاخر سواها بمن نبغ فيها من الشعراء وما قالوا. وكان قد ذهب معظمه، فاخذ انباء الشعراء او بعض اهلهم يزيدون في الاشعار التي قيلت، ولم يكن يخفي ذلك على اهل العلم. كما اتفق لابن داود بن متمم بن نويرة وقد قدم البصرة لما يقدم له البدوي من الجلب والميرة، فأتاه بعض الرواة وسألوه عن شعر ابيه فلم يرو بعضه حتى أدركوا المصنوع منه (1).

لكن كثيرا من الاشعار تنسب لغير أصحابها اعتباطا لتشابه القافية والوزن والمعنى، فكثير من اشعار كثيرة تنسب لمجنون ليلى. وكذلك سائر العشاق تتشابه اشعارهم لتشابه معانيها. فاذا اتحدت قوافيها وأوزانها اختلطت وصعب تمييزها كقصيدة ابن الحدادية اليائية التي مطلعها:

سقى الله اطلالا لنعم ترادفت       بهن النوى حتى حللنا المطايا

فان بعضهم يدخل أبياتا منها في قصيدة مجنون ليلى (2) التي مطلعها:

تذكرت ليلى والسنين الخواليا     وأيام لا أعدي على الدهر عاديا

وقس على ذلك امثاله وهو كثير، وقد ينسبون القصيدة الى غير واحد. وبعض القصائد تنسب الى عشرين شاعر او اربعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المزهر ج1

(2) الاغاني ج13

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.