المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تعويد الأولاد على المستحبات وأثره
2024-11-06
استحباب الدعاء في طلب الولد بالمأثُورِ
2024-11-06
المباشرة
2024-11-06
استخرج أفضل ما لدى القناص
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / الطلاق.
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / النكاح.
2024-11-06

الاسكندر الاكبر
16-10-2016
التحول Transformation
6-8-2020
الترميز والاسترجاع وبناء نظرية في تحليل البيانات الكيفية
7-4-2022
معنى كلمة متى‌
28-12-2015
مبدأ الحياة من الماء والزوجية متأصلة في كل شيء
31-3-2018
اقضى الناس
25-01-2015


تميم بن المُعِزِّ الفاطمي  
  
7158   12:53 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص531-534
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3121
التاريخ: 17-6-2017 20725
التاريخ: 7-2-2018 4246
التاريخ: 26-06-2015 1773

هو الأمير أبو عليّ تميم بن المعزّ لدين اللّه الفاطميّ، ولد في المهدية (القطر التونسي) سنة 337 ه‍(948 م) .

كان تميم أكبر إخوته، و لكنّه لمّا مال إلى الفسق و الفجور و الاستهتار بهما صرف أبوه الإمامة عنه (1) إلى أخيه نزار. و لمّا بنيت القاهرة و انتقلت الدولة من القيروان إليها و دخلها المعزّ الفاطميّ في رمضان سنة 362 ه‍ (973 م) كان تميم معه، و عمره يومذاك خمس و عشرون سنة.

اتّخذ تميم في مصر بساتين و قصورا و استمرّ على منهاجه في حياة اللّهو و ما يتبع اللّهو. ثم توفّي والده المعزّ و خلفه نزار العزيز (أخو تميم) في 5 ربيع الثاني سنة 365 ه‍(11-12-975 م) فكانت صلة الأخوين حسنة ثم ساءت بأقوال الذين كانوا يكثرون من نقل أخبار تميم إلى أخيه العزيز، فنفى العزيز أخاه تميما إلى الرملة (فلسطين) ؛ ثمّ إنه رضي عنه و أعاده.

و كانت وفاة تميم في القاهرة في 13 ذي القعدة 374 ه‍(10-3-985 م) .

خصائصه الفنّيّة:

تميم بن المعزّ شاعر مكثر مطيل مقتدر في التشابيه و الاستعارات يذهب فيها مذهب ابن المعتزّ: ألفاظه فصيحة و تراكيبه سهلة، و لكنّ له تكلّفا في تطلّب أوجه البلاغة و الاستكثار منها. و على شعره شيء من المرح. أما فنونه فهي المدح و التهنئة لأبيه المعزّ و أخيه العزيز، و له فخر بآله و نفسه. ثم له رثاء في بعض أهله و في آل البيت. و له غزلان و خمر يذهب فيها كلّها مذهب أبي نواس مع المجون و الزندقة. و له طرديّات و عتاب و شكوى من الدّهر. و وصف الطبيعة عنده كثير أكثره على مثال أوصاف ابن المعتزّ. و مع أنه لم يعش طويلا فانّ له زهدا يظهر فيه الندم على ما بدر منه و يتخوّف من مصير المذنبين في الآخرة.

المختار من شعره:

- قال تميم بن المعزّ يصف نافورة في بستان (السجسج: ما لا حرّ فيه و لا برد) :

و قاذفة بالماء في وسط بركة... قد التحفت ظلا من الأيك سجسجا (2)

إذا انبثقت بالماء سلّته منصلا... و عاد عليها ذلك النّصل هودجا (3)

تحاول إدراك النجوم بقذفها... كأنّ لها قلبا على الجوّ محرجا (4)

- و قال يفتخر:

أنا ابن المعزّ سليل العلا... و صنو العزيز إمام الهدى (5)

سما بي معدّ إلى غاية... من المجد ما فوقها مرتقى

فرحت بها فاطميّ الجنى... حسينيّه علويّ الجنى

و لست بوان إذا ما أمرّ... زمان، و لا فرح إن حلا (6)

إذا أصبح الموت حتما فلا... تخفه دنا وقته أو نأى

- و قال في الخمر (و فيها زندقة) :

دع مقال العاذلات... واله عن سعي السعاة (7)

و اشرب الراح و شبها... بالثنايا العطرات (8)

و انتقل، ان شئت، تفّا... ح رياض الوجنات (9)

أنا، ما بين نداما... ي و راحي و سقاتي

ثمل لا أعرف الصح‍ و و لا وقت الصلاة

و إذا نوّمني السك‍ ر على تلك الهيات (10)

لمّ ينبّهني سوى حسْ...سُ مثاني الغانيات (11)

و غناهنّ سحيراً..." سقّنيها، بحياتي (12)

- و قال يصف النيلوفر (زنبق ينمو في الماء) :

و بركة تزهو بنيلوفر... نسيمه يشبه نشر الحبيب

مفتّح الأجفان في نومه... حتّى إذا الشمس دنت للمغيب

أطبق جفنيه على خدّه... و غاص في البركة خوف الرقيب

______________________

1) في أدب مصر الفاطمية لمحمد كامل حسين، القاهرة (1369 ه‍-1950) ، ص 170.

2) الايك: شجر الاراك. سجسجا: معتدلا، ليس (ظله) حارا و لا باردا.

3) إذا خرج الماء من النافورة ارتفع دقيقا كحد السيف، فإذا وصل إلى غاية ارتفاعه انفرج و اتسع حتى يصبح كالهودج.

4) محرجا: ضيقا (ناقما، غضبان) .

5) المعز و العزيز و معد (في البيت التالي) من خلفاء الفاطميين.

6) و ان: تعبان، قليل الهمة. أمر: صار مرا (اشتد الزمان علي) .

7) السعاة جمع ساع: (هنا) الذي ينقل أخبار قوم إلى آخرين ليوقع بينهم العداوة.

8) شبها-شب (بضم الشين و سكون الباء) امزج. ها (مفعول به راجع إلى الخمر) .

9) انتقل-تنقل: أكل نقلا (بفتح النون) و هو حبوب و قسطل (أنواع الجوز و اللوز الخ) يأكلها السكارى عادة و هم يشربون الخمر.

10) الهيات-الهيأة-الهيئة: . . . على تلك الحال، على ذلك الشكل.

11) المثاني من أوتار العود. . . . -لم ينبهني من نومي سوى عزف النساء الحسان على الآلات الموسيقية.

12) أي وهن يغنين في الصباح (غير الباكر) : «سقنيها، بحياتي!» (أقسم عليك أن تسقيني خمرا) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.