المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



القلب  
  
1431   04:55 مساءاً   التاريخ: 25-03-2015
المؤلف : جلال الدين القزويني
الكتاب أو المصدر : الإيضاح في علوم البلاغة
الجزء والصفحة : ص379ــــــ380
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-03-2015 1976
التاريخ: 25-09-2015 1957
التاريخ: 25-03-2015 3987
التاريخ: 25-03-2015 2018

القلب وهو أن يكون معنى الثاني نقيض معنى الأول سمي بذلك لقلب المعنى إلى نقيضه كقول أبي الشيص

 ( أجد الملامة في هواك لذيذة ... حبا لذكرك فليلمني اللوم )

 وقول أبي الطيب

 ( أأحبه وأحب فيه ملامة ... إن الملامة فيه من أعدائه ) وكذا قول أبي الطيب أيضا

 ( والجراحات عنده نغمات ... سبقت قبل سيبه بسؤال )

 فإنه ناقض به قول أبي تمام

 ( ونغمة معتف جدواه أحلى ... على أذنيه من نغم السماع ) وقد تبعه البحتري فقال

 ( نشوان يطرب للسؤال كأنما ... غناه الله مالك طيء أو معبد )

 ومنه أن يؤخذ بعض المعنى ويضاف إليه زيادة تحسنه كقول الأفوه الأودي

 ( وترى الطير على آثارنا ... رأي عين ثقة أن ستمار )

 وقول أبي تمام

 ( وقد ظللت عقبان أعلامه ضحى ... بعقبان طير في الدماء نواهل )

 ( أقامت مع الرايات حتى كأنها ... من الجيش إلا أنها لم تقاتل )  فإن الأفوه أفاد بقوله رأى عين قربها لأنها إذا بعدت تخيلت ولم تر وإنما يكون قربها توقعا للفريسة وهذا يؤكد المعنى المقصود ثم قال ثقة أن ستمار فجعلها واثقة بالميرة وأما أبو تمام فلم يلم بشيء من ذلك لكن زاد على الأفوه بقوله إلا أنها لم تقاتل ثم بقوله في الدماء نواهل ثم بإقامتها مع الرايات حتى كأنها من الجيش وبذلك يتم حسن قوله إلا أنها لم تقاتل وهذه الزيادات حسنت قوله وإن كان قد ترك بعض ما أتى به الأفوه وهذه الأنواع ونحوها أكثرها مقبولة

 ومنها ما أخرجه حسن التصرف من قبيل الأخذ والاتباع إلى حيز الاختراع والابتداع وكل ما كان أشد خفاء كان أقرب إلى قبول هذا كله إذا علم أن الثاني أخذ من الأول وهذا لا يعلم إلا بأن يعلم أنه كان يحفظ قول الأول حين نظم قوله أو بأن يخبر هو عن نفسه أنه أخذه منه لجواز أن يكون الاتفاق من قبيل توارد الخواطر أي مجيئه على سبيل الاتفاق من غير قصد إلى الأخذ والسرقة كما يحكى عن ابن ميادة أنه أنشد لنفسه

 ( مفيد ومتلاف إذا ما أتيته ... تهلل واهتز اهتزاز المهند )

 فقيل له أين يذهب بك هذا للحطيئة فقال الآن علمت أني شاعر إذ وافقته على قوله ولم أسمعه ولهذا لا ينبغي لأحد بت الحكم على شاعر بالسرقة ما لم يعلم الحال وإلا فالذي ينبغي أن يقال قال فلان كذا وقد سبقه إليه فلان فقال كذا فيغتنم به فضيلة الصدق ويسلم من دعوى العلم بالغيب ونسبة النقص إلى الغير.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.