المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

أصل مصطلح الاندلس ومدلوله .
2023-03-21
Glycocalix-Antennulae Microvillares
1-8-2016
ايض حمض الكوريسمك
1-6-2016
تفسير الآية (4-6) من سورة يوسف
28-6-2020
نسبه الشريف (صلى الله عليه واله وسلم)
10-08-2015
مضافات علفية Feed Additives
23-4-2018


حسن التعليل  
  
19784   11:03 صباحاً   التاريخ: 12-9-2020
المؤلف : علي الجارم ومصطفى أمين
الكتاب أو المصدر : البلاغة الواضحة
الجزء والصفحة : ص:288-291
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-03-2015 1936
التاريخ: 24-09-2015 1616
التاريخ: 25-03-2015 8723
التاريخ: 25-03-2015 13157

 

حسن التعليل

الأمثلة :

(1) قال المعري في الرثاء :

وما كلفة البدر المنير قديمة
 

 

ولكنها في وجهه أثر اللطم (1)
 

 

(2) وقال ابن الرومي :

أما ذكاء فلم تصفر إذ جنحت
 

 

إلا لفرقة ذاك المنظر الحسن
 

 

(3) وقال آخر في قلة المطر بمصر :

ما قصر الغيث عن مصر وتربتها
 

 

طبعا ولكن تعداكم من الخجل
 

 

البحث :

يرثي أبو العلاء في البيت الأول ويبالغ في أن الحزن على المرثي شمل كثيرا من مظاهر الكون، فهو لذلك يدعى أن كلفة البدر وهي ما يظهر على وجهه من كدرة، ليست ناشئة عن سبب طبيعي، وإنما هي حادثة من اللطم على فراق المرثي.

ويرى ابن الرومي في البيت الثاني أن الشمس لم تصفر عند الجنوح إلى المغيب للسبب الكوني المعروف عند العلماء. ولكنها اصفرت مخافة أن تفارق وجه الممدوح. وينكر الشاعر في البيت الثالث الأسباب الطبيعية لقلة المطر بمصر، ويتلمس لذلك سببا آخر هو أن المطر يخجل أن ينزل بأرض يعمها فضل الممدوح وجوده ؛ لأنه لا يستطيع مباراته في الجود والعطاء.

فأنت ترى في كل مثال من الأمثلة السابقة أن الشاعر أنكر سبب الشيء المعروف والتجأ إلى علة ابتكرها تناسب الغرض الذى يرمى إليه، ويسمى هذا الأسلوب من الكلام حسن التعليل.

القاعدة :

(74) حسن التعليل أن ينكر الأديب صراحة أو ضمنا علة الشيء المعروفة، ويأتي بعلة أدبية طريفة تناسب الغرض الذى يقصد إليه.

تمرينات

(1)

وضح حسن التعليل في الأبيات الآتية :

(1) قال ابن نباتة :

لم يزل جوده يجور على المال
 

 

إلى أن كسا النضار اصفرارا
 

 

(2) وقال شاعر يمدح ويعلل لزلزال حدث بمصر :

ما زلزلت مصر من كيد يراد بها
 

 

وإنما رقصت من عدله طربا
 

(3) أرى بدر السماء يلوح حينا
 

 

ويبدو ثم يلتحف السحابا
 

وذاك لأنه لما تبدى
 

 

وأبصر وجهك استحيا وغابا
 

 

(4) وقيل في وصف فرس أدهم ذي غرة (2) :

وأدهم كالغراب سواد لون
 

 

يطير مع الرياح ولا جناح
 

كساه الليل شملته وولى
 

 

فقبل بين عينيه الصباح (3)
 

 

 (5) وقال ابن نباتة السعدى في فرس محجل (4) ذي غرة :

وأدهم يستمد الليل منه
 

 

وتطلع بين عينيه الثريا (5)
 

سرى خلف الصباح يطير زهوا
 

 

ويطوى خلفه الأفلاك طيا (6)
 

فلما خاف وشك الفوت منه
 

 

تشبث بالقوائم والمحيا (7)
 

 

(6) وقال الأرجاني :

أبدى صنيعك تقصير الزمان ففي
 

 

وقت الربيع طلوع الورد من خجل
 

 

(7) وقال بعضهم يرثى كاتبا :

استشعر الكتاب فقدك سالفا
 

 

وقضت بصحة ذلك الأيام
 

فلذاك سودت الدوى كآبة
 

 

أسفا عليك وشقت الأقلام
 

 

(8) وقال آخر :

سبقت إليك من الحدائق وردة
 

 

وأتتك قبل أوانها تطفيلا (8)
 

طمعت بلثمك إذ رأتك فجمعت
 

 

فمها إليك كطالب تقبيلا
 

(9) لا يطلع البدر إلا من تشوقه
 

 

إليك حتى يوافى وجهك النضرا
 

(10) بكت فقدك الدنيا قديما بدمعها
 

 

فكان لها في سالف الدهر طوفان (9)
 

 

(2)

علل لما يأتي بعلل أدبية طريفة :

(1) دنو السحاب من الأرض.

(3) كسوف الشمس.

(2) احتراق دار غاب عنها أهلوها.

(4) نزول المطر في يوم مات فيه عظيم.

 

 (3)

مثل بمثالين من إنشائك لحسن التعليل.

(4)

اشرح البيتين الآتيين، وبين ما فيهما من حسن التعليل، وهما لأبى الطيب في المدح :

ألست ابن الألى سعدوا وسادوا
 

 

ولم يلدوا امرأ إلا نجيبا
 

وما ريح الرياض لها ولكن
 

 

كساها دفنهم في الترب طيبا
 

 

 

 

__________________

(1) الكلفة : كدرة تعلو الوجه.

(2) الأدهم : الأسود، والغرة : بياض في جبهة الفرس.

(3) الشملة : ثوب يتلفف به.

(4) التحجيل : بياض في قوائم الفرس.

(5) يقول : إن الفرس لشدة سواده يستعير الليل لونه، ويشبه الشاعر غرة الفرس بالثريا.

(6) الزهو : الكبر والفخر، والأفلاك : جمع فلك وهو مدار النجوم.

(7) وشك الفوت : سرعته، والتشبث : التعلق، يقول : إن الصباح لما خاف أن يسبقه الفرس تعلق بقوائمه ووجهه ليمنعه السبق.

(8) أتتك تطفيلا : أتتك بلا دعوة منك.

(9) الطوفان : المطر الغالب والماء الغالب يغشى كل شيء، يريد الشاعر الطوفان الذى حدث في زمن نوح عليه السلام.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.