المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الهجاء والوعيد والإنذار  
  
12317   04:27 مساءاً   التاريخ: 23-03-2015
المؤلف : د. علي الجندي
الكتاب أو المصدر : في تأريخ الأدب الجاهلي
الجزء والصفحة : ص373-381
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /

كان الهجاء على عكس الفخر، يعددون فيه عيوب الخصوم والأعداء، فيذكرون ما في تاريخهم من مخازٍ، وما نزل بهم من هزائم، وما حل بهم من خسائر أو عار، ويرمونهم بأقبح العادات، وذميم الصفات، وكثيرًا ما كان يتخلل هجاءهم وعيد وتهديد، وقد كان الهجاء يوجه إلى الأعداء في معرض الفخر، أو في ثنايا المدح؛ لأن في تحقير الأعداء والحطة من شأنهم رفعة للمفتخر أو للممدوح. وكان من أبرز ما هجا به الشعراء في العصر الجاهلي:

الهزيمة في الحروب، والجبن، والضعف، والفرار من الميدان، والقتل، والأسر، والسبي، ودفع الفدية، والنفي من الموطن، وخسة الأصل، ولؤم الطبع، والبخل، والشح والحرص، والاعتداء على الجار واللاجئ، والهرب من الضيفان، والحمق، والغدر، وإنكار الجميل، وكفران المعروف، وأخذ الدية، والجوع، وسوء الغذاء، وما كان العدو أو الخصم ليسلم من الهجاء والسب والذم مهما علا شأنه، ولو كان ملكًا، وهجاء طرفة والمتلمس لعمرو بن هند ملك الحيرة مشهور، وقد كان عمرو من أقسى الملوك، وأعنفهم. ويذكر الرواة لهما فيه هجاء مؤلمًا(1) عنيفًا. كذا هجاء عبد قيس بن خفاف البرجمي النعمان بن المنذر ملك الحيرة. وقد رأينا في معلقة الحارث بن حلزة هجاءً وتقريعًا في تهكم وسخرية، مما يدل على ذكاء وعبقرية. ومن أمثلة الهجاء ما يقوله أوس بن غلفاء الهجيمي التميمي، في هجاء يزيد بن الصعق الكلابي، ومنه(2):

فأجر يزيد مذمومًا أو انزع على علب بأنفك كالخطام(3)

وإن الناس قد علموك شيخًا تهوك بالنواكة كل عام(4)

وإنك من هجاء بني تميم كمزداد الغرام إلى الغرام(5)

هم منوا عليك فلم تثبهم فتيلًا غير شتم أو خصام(6)

وهم ضربوك ذات الرأس حتى بدت أم الدماغ من العظام(7)

فإنا لم يكن ضباء فينا ولا ثقف ولا ابن أبي عصام(8)

ولا فضح الفضوح ولا شييم ولا سلماكم، صمي صمام(9)

وكان عمرو بن هند أخو قابوس بن هند ملكًا على الحيرة. وكان عمرو شديدًا، وكان له يوم بؤس، ويوم نعمى، فيوم يركب في صيده يقتل أول من لقي، ويوم يقف الناس ببابه، فإن اشتاق حديث رجل أذن له، فهجاه طرفة فقال:

فليت لنا مكان الملك عمرو رغوثًا حول قبتنا تخور(10)

من الزمرات أسبل قادماها وضرتها مركنة درور(11)

يشاركنا لنا رخلان فيها وتعلوها الكباش فما تنور(12)

لعمرك إن قابوس بن هند ليخلط ملكه نوك كثير(13)

قسمت الدهر في زمن رخي كذاك الحكم يقصد أو يجور(14)

لنا يوم وللكروان يوم تطير البائسات وما نطير(15)

فأما يومهن فيوم نحس تطاردهن بالحدب الصقور(16)

وأما يومنا فنظل ركبًا وقوفًا ما نحل وما نسير(17)

وكانت الهزيمة مؤلمة أشد الألم على الفرسان، تثير الغيظ والحقد والبغضاء، فكانوا يتبعونها بوعيد وتهديد ليمحوا آثار ما حدث، ويعيدوا إلى أنفسهم مجد النصر والشرف. من ذلك مثلًا ما حدث في يوم الرقم حيث انتصرت فيه غطفان على بني عامر بن صعصعة رهط عامر بن الطفيل، فأقبل عامر منهزمًا حتى دخل بيت أسماء بن قدامة الفزارية، ثم تمكن من الفرار، فقال(18):

ولتسألن أسماء وهي حفية نصحاءها أطردت أم لم أطرد؟

قالوا لها: فلقد طردنا خيله قلح الكلاب، وكنت خير مطرد

فلأنعينكم الملا وعوارضًا ولأهبطن الخيل لابة ضرغد

بالخيل تعثر في القصيد كأنها حدأ تتابع في الطريق الأقصد

ولأثأرن بمالك وبمالك وأخي المرواة الذي لم يسند

وقتيل مرة أثأرن فإنه فرع وإن أخاهم لم يقصد

يا أسم أخت بني فزارة إنني غازٍ، وإن المرء غير مخلد

فيئي إليك فلا هوادة بيننا بعد الفوارس إذ ثووا بالمرصد

إلا بكل أحم نهد سابح وعلالة من كل أسمر مذود

وأنا ابن حرب لا أزال أشبها سعرًا وأوقدها إذا لم توقد

فإذا تعذرت البلاد فأمحلت فمجازها تيماء أو بالأثمد

فالشاعر هنا يتأجج غضبًا وثورة، ويهدد أعداءه ويتوعدهم بحرب ضروس يثأر بها لشرفه ويقتص للأبطال من قومه، ويذيق فيها الأعداء أقسى أنواع العذاب.

وقد كان التهديد بالشعر من الوسائل التي توعد بها الشعراء أعداءهم، تشهيرا بهم، ونشرا لمخازيهم وعيوبهم، بجانب الحرب والقتال، من ذلك ما يقوله النابغة الذبياني في تهديده لعدوه:

فلتأتينك قصائد وليدفعن جيش إليك قوادم الأكوار(19)

ومما ورد في التهديد بالشعر، هجاء وتشهيرًا بالمخازي والعيوب قول مزرد(20):

فدع ذا ولكن ما ترى رأي عصبة أتتني منهم منديات عضائل(21)

يهزون عرضي بالمغيب ودونه لقرمهم مندوحة ومآكل(22)

على حين أن جربت واشتد جانبي وأنبح مني رهبة من أناضل(23)

وجاوزت رأس الأربعين فأصبحت قناتي لا يلفى لها الدهر عادل (24)

فقد علموا في سالف الدهر أنني معن إذا جد الجراء ونابل(25)

زعيم لمن قاذفته بأوابد يغني بها الساري وتحدى الرواحل(26)

مذكرة تلقى كثيرًا رواتها ضواح، لها في كل أرض أزامل(27)

تكر فلا تزداد إلّا استنارة إذا رازت الشعر الشفاه العوامل(28)

فمن أرمه منها ببيت يلح به كشامة وجه، ليس للشام غاسل(29)

كذاك جزائي في الهديِّ وإن أقل فلا البحر منزوح ولا الصوت صاحل(30)

ويلاحظ في الهجاء أنه وإن كان مثيرًا، فإنه على العموم عفيفًا فلم يكن بصفة عامة مقذعًا، ولم ينزل إلى الحضيض أو السب الجارح.

وإذ حدث من الأقارب ما يستحق المؤاخذة، فإنه يوجه اللوم أو التوبيخ، وكان أسلوبه أقل عنفًا من هجاء الأجانب، وأحيانًا كان يقال في أسلوب التلميح أو التعريض لا التصريح، كالأبيات التي تنسب إلى سعد بن مالك في حرب البسوس، وفيه دعاء عليهم أن يجازيهم الله بفعلتهم وما ارتكبوا ضد قومهم وعشيرتهم.

وأشد ما يكون الهجاء عنفًا عندما يكون ردًّا على منتصر، أو هجاء سابق(31).

وكان الوعيد يقال بصيغة قوية ملتهبة تؤكد التصميم على تنفيذه وبخاصة إذا كان للأخذ بالثأر.

وفي التهديد بالشعر بيان لقوة الشعر وعمق تأثيره في نفوسهم.

وكان الشاعر يستشيط غضبًا عندما يعلم أن العدو يدبر الأمور لشن القتال ضد قومه، فيسرع الشاعر إلى تنبيه قومه، واستثارة حميتهم، لكي يعدوا العدة للقاء أعدائهم ورد كيدهم في نحورهم، وإذا كان بعيدًا عنهم أرسل إليهم سرًّا على عجل منذرًا ومستثيرًا، كما كان من لقيط بن يعمر الإيادي، فقد كان كاتبًا في ديوان كسرى، فعلم أنه مجمع على غزو إياد، فكتب إليهم شعرًا ينذرهم به، فوقع الكتاب بيد كسرى، فقطع لسان لقيط، وغزا إيادًا. فمما كتبه لقيط في ذلك قوله(32):

بل أيها الراكب المزجي مطيته إلى الجزيرة مرتادًا ومنتجعا(33)

أبلغ إيادًا وخلل في سراتهم إني أرى الرأي أن لم أعص قد نصعا(34)

يا لهف نفسي إن كانت أموركم شتى وأحكم أمر الناس فاجتمعا

إني أراكم وأرضا تعجبون بها مثل السفينة تغشى الوعث والطبعا(35)

ألا تخافون قوما لا أبا لكم أمسوا إليكم كأمثال الدبا سرعا(36)

أبناء قوم تأووكم على حنق لا يشعرون أضر الله أم نفعا

أحرار فارس أبناء الملوك لهم من الجموع جموع تزدهي القلعا(37)

فهم سراع إليكم: بين ملتقط شوكا، وآخر يجني الصاب والسلعا(38)

لو أن جمعهم راموا بهدته شم الشماريخ من ثهلان لانصدعا(39)

في كل يوم يسنون الحراب لكم لا يهجعون إذا ما غافل هجعا

خرز عيونهم كأن لحظهم حريق غاب ترى منه السنا قطعا(40)

لا الحرث يشغلهم، بل لا يرون لهم من دون بيضتكم ريًّا ولا شبعا(41)

وأنتم تحرثون الأرض عن سفه في كل معتمل تبغون مزدرعا

وتلقحون حيال الشول آونة وتنتجون بدار القلعة الربعا(42)

وتلبسون ثياب الأمن ضاحية لا تفزعون وهذا الليث قد جمعا

وقد أظلمكم من شطر ثغركم هول له ظلم تغشاكم قطعا.

ما لي أراكم نياما في بلهنية وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا(43)

فاشفوا غليلي برأي منكم حصد يصبح فؤادي له ريان قد نقعا(44)

ولا تكونوا كمن قد بات مكتنعًا إذا يقال له افرج غمة كنعا(45)

يسعى ويحسب أن المال مخلده إذا استفاد طريفًا زاده طمعا

فاقنوا جيادكم واحموا ذماركم واستشعروا الصبر لا تستشعروا الجزعا(46)

ولا يدع بعضكم بعضًا لنائبة كما تركتم بأعلى بيشة النخعا(47)

صونوا حيادكم واجلوا سيوفكم وجددوا للقسي النبل والشرعا(48)

أذكوا العيون وراء السرح واحترسوا حتى ترى الخيل من تعدائها رجعا(49)

واشروا تلادكم في حرز أنفسكم وحرز أهلكم لا تهلكوا هلعا(50)

فإن غلبتم على ضن بداركم فقد لقيتم بأمر الحازم الفزعا

لا تلهكم إبل، ليست لكم إبل! إن العدو بعظم منكم قرعا(51)

لا تثمروا المال للأعداء إنهم إن يظهروا يحتووكم والتلاد معا(52)

هيهات لا مال من زرع ولا إبل يرجى لغابركم إن أنفكم جدعا(53)

والله ما انفكت الأموال مذ أبد لأهلها إن أصيبوا مرة تبعا

يا قوم إن لكم من إرث أولكم مجدًا قد أشفقت أن يفنى وينقطعا.

ماذا يرد عليكم عز أولكم إن ضاع آخره أو ذل واتضعا

يا قوم لا تأمنوا إن كنتم غيرًا على نسائكم كسرى وما جمعا(54)

يا قوم بيضتكم لا تفجعن بها إني أخاف عليها الأزلم الجذعا(55)

هو الجلاء الذي يجتث أصلكم فمن رأى مثل ذا رأيا ومن سمعا

قوموا قيامًا على أمشاط أرجلكم ثم افزعوا، قد ينال الأمن من فزعا(56)

وقلدوا أمركم، لله دركم رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا(57)

لا مترفا إن رخاء العيش ساعده ولا إذا عض مكروه به خشعا(58)

لا يطعم النوم إلا ريث يبعثه هم يكاد سناه يقصم الضلعا(59)

مسهد النوم تعنيه أموركم يروم منها إلى الأعداء مطلعا(60)

ما انفك يحلب هذا الدهر أشطره يكون متبعًا طورًا ومتبعا(61)

حتى استمرت على شزر مريرته مستحكم الرأي لا قحمًا ولا ضرعا(62)

وليس يشغله مال يثمره عنكم ولا ولد يبغي له الرفعا(63)

كمالك بن قنان أو كصاحبه عمرو القنا يوم لاقى الحارثين معا

إذ عابه عائب يوما فقال له دمث لجنبك قبل الليل مضجعا(64)

فشاوروه فألفوه أخا علل في الحرب لا عاجزًا نكسًا ولا ورعا

لقد بذلت لكم نصحي بلا دخل فاستيقظوا، إن خير العلم ما نفعا

هذا كتابي إليكم والنذير لكم لمن رأى فيه منكم ومن سمعا

وهكذا يتجلى في إنذار العشيرة بالخطر للاستعداد لملاقاته الحب والإخلاص.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع ديوان طرفة والمتلمس.

(2) المفضليات، ص 228.

(3) العلب: أن تؤخذ حديدة أو نحوها فتحمى ويكوى بها الأنف حتى يقشر ويبدو العظم. الخطام: حبل يوضع في أنف البعير لإذلاله.

(4) التهوك: التحير والتردد. أو السقوط في هوة التردي. النواكة: الحمق.

(5) الغرام: الشر الدائم؛ وذلك لأن يزيد بن الصعق كان قد هجا بني تميم.

(6) تثبهم: تكافئهم أو تجازيهم. فتيلًا: يقصد أدنى شيء.

(7) ضربه ذات الرأس: أصاب أم رأسه. أم الدماغ: الجلدة التي تحيط بالدماغ وتجمعه.

(8) ضباء: رجل من بني أسد كان جارًا لبني جعفر، فقتله بنو أبي بكر بن كلاب غدرًا فلم يدرك بنو جعفر بثأره ولم يدوا ديته. يقصد أن يتهكم بهؤلاء، أي لست من هؤلاء الذين غدر بهم فذهبت دماؤهم هدرًا.

(9) هذه أعلام رجال. صمي صمام: يقال للداهية: "صمي صمام" مثل "قطام" وهي الداهية، أي زيدي.

(10) الرغوث: النعجة المرضع. تخور: تصوت. وأصل الخوار للبقرة فجعله هنا للنعجة. يتمنى أن لو كان لهم مكان الملك عمرو نعجة رغوث، تصيح بجوار قبتهم، وتدر عليهم اللبن.

(11) الزمرات: القليلات الصوف؛ وخصها لأنها أغزر لبنًا، أسبل: طال وكمل. قادماها: خلفاها، وأصلها للناقة لأن لها أربعة أخلاف: قادمين وآخرين، فاستعار القادمين للشاة. والضرة: لحم الضرع. مركنة: لها أركان، أي جوانب، وأصل. وقيل: هي المجتمعة. درور: كثيرة الدر. ومعنى البيت: وتكون هذه النعجة من الغنم المشهورة بكثرة اللبن، ذات الضرة الكبيرة التي لها جوانب واسعة مملوءة باللبن على الدوام.

(12) رخلان: مثنى رخل، وهي الأنثى من أولاد الضأن، تعلوها الكباش: تلقحها. تنور: تنفر. يقول: وهذه النعجة غزيرة الدر، كثيرة اللبن، قد ألفت الذكور فما تنفر منها.

(13) قابوس: أخو عمرو بن هند، وكان يرشحه للملك بعده، النوك، بفتح النون: الحماقة. يقسم أن في حكم هؤلاء حمقًا كثيرًا وجهالة وضلالًا.

(14) في البيت يخاطب عمرو بن هند، ويذكر ما كان من يوم صيده، ويوم وقوف الناس ببابه، وقد بينه في الأبيات التالية، رخي: سهل لين. كذاك الحكم: جملة اسمية، على حذف مضاف، أي ذو الحكم. يقصد: يتوسط في الأمر. ويعدل. يجور: يظلم ويجاوز الحد. يخاطب الملك عمرو بن هند، فيقول: لقد أتيت في زمن سهل لين، فحكمت، وقسمت الزمن كما تشاء، فكنت جائرًا ظالمًا. والحكام يختلفون، منهم من يعدل ومنهم من يجور ويظلم، وأنت من هؤلاء الظالمين.

(15) كروان: جمع كروان، وهو طائر معروف، ويقال له: "كرا" ومنه المثل المعروف "أطرق كرا إن النعام بالقرى" يضرب للرجل يظن أنه محتاج إليه، فتقول له أسكن فقد أمكنني من هو أنبل منك وأرفع. والنعام إنما يكون في القفار فإذا كان بالقرى فقد أمكن، وصار أقرب منالًا. البائسات: يروى بالنصب على التوهم كما تقول: مررت به المسكين، ولقيته البائس، ويروى بالرفع على القطع، أو على البدل من الضمير المستتر في "تطير". يقول: لقد كنت جائرًا حين قسمت دهرك، فجعلته يومين: يومًا لنا، لا نستطيع السير فيه، ويوما للكروان تكون فيه بائسة معذبة، ما تنزل في مكان إلا وتطير منه، خشية أن تقتلها في صيدك.

(16) نحس: شؤم. وسوء. الحدب: ما ارتفع من الأرض وغلظ. الصقور: جمع صقر: وهو كل شيء يصيد من البزاة والشواهين. يقول: يوم الكروان يوم سوء لمطاردة الصقور لهن.

(17) يقول: وأما اليوم المخصص لنا. فتظل قيامًا على بابه، تنتظر الإذن، ولكنه لا يأذن لنا فنحل عنده، ولا يأمر بالرجوع فنسير عنه.

(18) مفضلية رقم 107.

(19) ديوان النابغة الذبياني ص50.

والأكوار: جمع كور وهو رحل الناقة. والقوادم: جمع قادمة، وهى مقدمة الرحل. يتوعد الشاعر عدوه بالهجاء شعرًا. وبالقتال بالجيوش والأسلحة.

(20) المفضلية رقم 17

(21) المنديات: المخزيات. التي يعرق لها الوجه ويندى. العضائل: الشدائد.

(22) يهزون: فسره الأنباري بأنه يقطعون. والمعروف في هذا الهذ بالذال، بمعنى القطع. القرم: الأكل بمقدم الفم.

(23) أنبح مني: صيرته إلى أن ينبح كالكلب.

(24) العادل: المقوم، أو المساوي المماثل.

(25) المعن: المعترض، من قولهم "عن له" إذا اعترض له في الخصومة والمناظرة. الجراء: الجري. النابل: الحاذق في أموره. يقول: إذا جرت الخصومة ففي فضل أعترض به على الناس.

(26) الزعيم: الكفيل. الأوابد: الغريب من الكلام، وأراد هنا ما يهجوهم به.

(27) مذكرة: شديدة قوية، صفة للأوابد. ضواح: بارزة ظاهرة، لكثرة ما يرددها الرواة، واحدتها ضاحية. أزامل: جمع أزمل، وهو كل صوت مختلط.

(28) تكر: تعاد كرة بعد كرة. رازت: جربت، تنظر كيف هو. العوامل: النواطق بالشعر.

(29) يلح: من لاح يلوح، إذا ظهر. الشام: جمع شامة.

(30) الهدي: المهاداة، كما فسره الأنباري، وأصله: ما يهدى. والمراد التهادي بالشعر، وهو المهاجاة. صاحل: من الصحل، بفتح الحاء، وهو بحة الصوت.

(31) راجع شعر الحرب للمؤلف.

(32) مختارات ابن الشجري، قصيدة رقم1.

(33) الارتياد والنجعة: طلب الكلا.

(34) التخليل: التخصيص، من خلل المطر إذا خص ولم يكن عاما. والسراة: جمع سري وهو الشريف.

(35) تعجبون بها: تسرون وتزهون. الوعث: الأرض المسترخية الرطبة، والطبع: الوسخ، ومراده هنا الغثاء والكدر.

(36) الدبا: أصغر ما يكون من الجراد، والنمل. السرع، بفتح السين وكسرها: ضد البطء.

(37) ازدهيت فلانًا: تهاونت به. القلع: السحاب العظيم.

(38) الصاب والسلع: شجران مران، كنى بهما عن السلاح.

(39) الهدة: الصوت الشديد، تسمعه من سقوط ركن أو حائط، أو ناحية جبل، وهي الجلبة، يريد كثرة عددهم. الشماريخ: جمع شمراخ بكسر الشين، وهي رءوس الجبال. ثهلان: جبل يضرب به المثل في العلو. انصدع: انشق.

(40) الخزر: كسر العين بصرها. الغاب: جمع غابة وهي الأجمة ذات الشجر المتكاثف.

(41) البيضة هنا كناية عن عقر الدار ومحله القوم.

(42) الحيال: جمع حائل وهي غير الحامل، والشول: جمع شائل، وهي الناقة التي ترفع ذنبها للفحل تطلب اللقاح. القلعة. مكان غير مستوطن: والقوم على قلعة: أي على رحلة. الربع الفصيل ينتج في الربيع، وهو أول النتاج.

(43) البلهنية: العيش اللين.

(44) حصد: محكم. نقع الماء العليل: شفاه.

(45) المكتنع: القريب منك دنوًّا. كنع: جبن وهرب.

(46) اقنوا جيادكم: اتخذوها لأنفسكم قنية للنسل لا للبيع. الذمار: ما يجب عليك حفظه والدفاع عنه.

(47) بيشة: اسم قرية غناء في واد كثير الأهل باليمن، النخع: قبيلة من الأزد وقيل من اليمن.

(48) الشرع بفتح الشين وكسرها الوتر الرقيق.

(49) أذكوا العيون: أرسلوا الطلائع لكشف العدو. السرح: شجر كبار عظام طوال. التعداء. العدو. رجعا: من الرجع وهو ترجيع الدابة يديها في السير.

(50) شرى ضد باع. الحرز: المكان. يقصد صونوا دياركم في قلوبكم، ودافعوا عنها وضنوا بها على الأعداء. الهلع الجزع.

(51) قرع العظم: كناية عن الإصابة في الصميم.

(52) يحتووكم: يستولوا عليكم.

(53) الغابر: من الأضداد ومعناه هنا الآتي. الجدع: القطع: وجدع الأنف كناية عن الإذلال.

(54) الغير: جمع غيور

(55) الأزلم الجذع: الدهر لأنه جديد أبدًا. ويريد به هنا كسرى.

(56) الأمشاط: جمع مشط وهي سلاميات ظهر القدم، والسلاميات: عظام الأصابع واحدتها سلامى.

(57) الدر: اللبن، ولله دره: دعاء بكثرة الخير. فلان يضطلع بكذا: تقوى أضلاعه على حمله.

(58) المترف: من الترفة: وهي النعمة. وأترفته: أطغته. خشع: خضع وذل.

(59) الريث الإبطاء، والمقصود أنه لا ينام إلا بمقدار ما يدعى فيجيب، قصم الشيء: كسره. الضلع بوزن عنب: واحد الضلوع.

(60) السهاد: الأرق. المطلع بالتشديد، الموضع الذي تشرف منه على الشيء.

(61) حلب فلان الدهر أشطره: مرت عليه ضروب من خيره وشره، وأصل ذلك من أخلاف الناقة، لها خلفان آخران، فكل خلفين شطر.

(62) الشزر: فتل الحبل مما على اليسار، وذلك أشد لفتله. المريرة: من إمرار الحبل أي شدة فتله، والمراد استحكم أمره، وقويت شكيمته. القحم: الشيخ الهرم. الضرع: الرجل الضعيف.

(63) الرفع: جمع رفعة، وهي ضد الضعة.

(64) دمث الشيء. مرسه حتى يلين، هذا الشطر مثل يضرب لأخذ الأهبة والاستعداد للأمر قبل وقوعه.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.