المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

البر بالأم
9-1-2016
فيروس موزايك السوسن IRIS MOSAIC VIRUS
2-7-2018
أصدقاء الطفل
15-1-2016
واجبات إدارة المشاريع
2023-05-16
تأثير الظروف على الجنين
3-9-2017
Jules Joseph Drach
19-4-2017


شياطين الشعر  
  
3862   04:35 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص303-304
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015 3690
التاريخ: 22-03-2015 10267
التاريخ: 22-03-2015 3863
التاريخ: 22-03-2015 8752

كان العرب يعتقدون ان لكل شاعر شيطانا يوحي إليه المعاني، حتى لقد يتوهم الشاعر منهم انه رأى شيطانه وخاطبه واوحى إليه. ولهم في ذلك اخبار طويلة ذكر بعضها في جمهرة اشعار العرب (صفحة 18) وذلك مبني على اعتقادهم بوجود الجن على طوائف، وينسبون اليها اشعارا واقوالا لا فائدة من ذكرها.

ومن غريب اعتقادهم في شياطين الشعراء ان للشعر شيطانين يدعى أحدهما الهوبر والاخر الهوجل، فمن انفرد به الهوبر جاد شعره وصح كلامه. ومن انفرد به الهوجل فسد شعره (1)، وزاد ادعاؤهم ذلك حتى سموا شيطان كل شاعر باسم خاص به فكان شيطان الاعشى يسمى (مسحل)(2).

وفي كتاب الادب أخبار كثيرة تدل على ما يعتقدونه من الجن وشياطين الشعر، من ذلك ان رسولا من عند بشر بن مروان جاء جريرا فدفع إليه كتابا وقال له: (انه قد أمرني ان اوصله اليك ولا أبرح حتى تجيب عن الشعر في يومك ان لقيتك نهارا او ليلتك ان لقيتك ليلا). واخرج إليه كتاب بشر وقد نسخ له القصيدة وامره ان يجيب عنها. فأخذها ومكث ليلته يجتهد ان يقول شيئا فلا يمكنه (قالوا) فهتف به صاحبه من الجن من زاوية البيت فقال له: (ازعمت إنك تقول الشعر ما هو الا ان غبت عنك ليلة حتى لم تحسن ان تقول شيئا فهلا قلت:

يا بشر حق لوجهك التبشير       هلا قضيت لنا وانت أمير)

فقال له جرير: (حسبك، كفيتك) وما زال حتى اتم القصيدة.

وذكروا عن كثير عزة انه قال: (ما قلت الشعر حتى قولته). قيل له (وكيف ذلك؟) قال: (بينما انا يوما نصف النهار اسير على بعير لي بالغميم او بقاع حمدان إذا راكب قد دنا مني حتى صار الى جنبي فتأملته فاذا هو من صفر وهو يجر نفسه في الارض جراً، فقال لي: (قل الشعر) وألقاه علي، قلت (من أنت؟) قال: (انا قرينك من الجن) فقلت الشعر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  جمهرة اشعار العرب

(2) رسائل أبي العلاء

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.