المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة و الادراك
25-10-2014
منزلته (عليه السلام)
30-01-2015
نظريـة فائـض المـستهلـك لتحليـل سلـوك المـستهلك
2023-05-02
Drosha
14-2-2018
أنواع استوديوهات الإذاعة
13/9/2022
ولادة بطل التوحيد أبراهيم الخليل
2-4-2017


في القلب خوف لا يسكن  
  
2054   03:22 مساءً   التاريخ: 8-10-2019
المؤلف : أريج الحسني
الكتاب أو المصدر : إستمتع بحياتك وعش سعيداً
الجزء والصفحة : ص326ـ330
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2019 2476
التاريخ: 13-1-2016 3093
التاريخ: 2023-03-30 1297
التاريخ: 2023-05-18 1249

قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

في القلب وحشة، في القلب خوف، في القلب قلق لا يسكن هذا القلق ولا تسكن هذه الوحشة ولا يأنس إلا بذكر الله، وأنا أقول لكم هذه الكلمة: ابحثوا عن كل شيء، وليس في الأرض كلها شيء يمنحكم سعادة إلا أن تذكروا الله.

إن القلوب لتصدأ صدأ الحديد ، قيل: وما جلاؤها؟ قال: ذكر الله وتلاوة القرآن.

إذاً من أسماء الله السلام إنك إذا ذكرته شعرت بالسلام ، إنك إذا ذكرته زال عنك الخوف ، إنك إذا ذكرته زالت عنك الوحشة ، إنك إذا ذكرته أنست به ، إنك إذا ذكرته اطمأننت.

البعيدون عن الله عز وجل يأكل قلوبهم الخوف ، يختلّ توازنهم ، ينسحقون ، أما المؤمن فهو مطمئن.

إذاً من أسماء الله السلام إذا ذكرته يمنحك السلام ، إذا ذكرته يمنحك الإطمئنان ، إذا ذكرته تشعر أنك بالقرب منه ، إذا ذكرته تشعر أنه يدافع عنك ، وأنك في رعايته وفي حفظه وفي تأييده وفي توفيقه وفي حمايته.

من معاني اسم السلام أنك إذا اتصلت بالله عز وجل طهرت نفسك من العيوب وهنا ندخل في معانٍ دقيقة ، وأول معنى أنّ ذاته جل جلاله تنزهت عن كل عيب وصفاته تنزهت عن كل نقص وأفعاله تنزهت عن كل شر ، أي شر ؟ هذا الشر المطلق أم الشر الهادف؟ فهذا علاج والعلاج دائماً مر ، من المعاني الأُخرى: أنه ذو سلامة أي يمنح السلامة لعباده إما في خلقهم كما تحدثنا قبل قليل وإما في نفوسهم فذكر الله يورث الأمن والطمأنينة والسلامة.

والآن فالاتصال بالله ينقي النفس من عيوبها من البخل ، من الشح ، من الحقد ، من الضغينة ، من الحسد ، من الكبر ، هذه الصفات الذميمة التي يشقى بها الإنسان إذا اتصلت بالله عز وجل تتنزه أنت عنها ، إذاً هو ذو سلام في جسمك أعطاك أعضاء وأجهزة وأعطاك خلايا وأنسجة ودقة بالغة في جهازك العظمي والعصبي والعضلي والشرايين والأوردة ، وإذا كنت خائفاً وذكرته بث في قلبك السلام ، فإذا اتصلت به طهرك من كل العيوب والنقائص وجعلك طاهر النفس.

شيء آخر: الله سبحانه وتعالى يهدي عباده سبل السلام ، كل إنسان له بيت وأُسرة فممكن أن يكون في بيته خصام ، فيه شحناء ، فيه بغضاء ، فيه طلاق ، فيه أحياناً ضرب لزوجته ، هذا البيت فيه شقاق ، فيه ضغينة ، فيه حقد ، فيه مشاجرة ، فيه نفور ، فإذا اتبعت توجيهات القرآن الكريم ومنهج النبي يهديك الله سبل السلام في بيتك فترى البيت وديعاً فيه طمأنينة فيه راحة نفسية فيه مودة فيه إيثار فيه محبة لأنك اتبعت ما جاء به النبي : إذا دخلت إلى بيتك فسلم على أهلك بقولك السلام عليكم فيذهب الشيطان ، إنّ الشيطان يدخل بيتاً فإذا دخل صاحب البيت ولم يسلم قال لإخوانه : أدركنا المبيت ، فيكون طوال هذه الليلة مشاكل ، فإذا جلسوا إلى الطعام ولم يسموا الله قال: أدركنا العشاء ، فإذا دخل صاحب البيت فلم يسلم وجلس إلى الطعام ولم يُسَمّ الله قال الشيطان لإخوانه: أدركنا المبيت والعشاء في هذا البيت ، وبعد ، الله السلامُ يهديهم سبل السلام فقد أمرك أن تختار المرأة الصالحة فلما اخترتها لأنها صالحة سعدت بها وأسعدتها فإذا آثرت الجمال على الصلاح شقَيت بها وشقِيَت بك ، طبعاً آثرت الجمال وحده ، إن الجمال مطلوب ولكنك إن آثرته وحده على صلاحها أو على دينها شقيت بجمالها.

بعملك: إذا أنت تعاملت بالربى وتراكمت عليك ديون ضخمة وظهرت المشكلات وتوقف البيع فجأة وعليك سندات فأفلست ، لو أنك اتبعت السنة النبوية وأمر الله عز وجل لما وقعت في مشكلة في دخلك.

إذاً في تجارتك يهديك سبل السلام، في زواجك يهديك سبل السلام، في علاقاتك بجيرانك يهديك سبل السلام ، هذا معنى السلام ، فأنت إذا طبقت القرآن الكريم أوصلك في كل موضوع ، في كل حقل ، وفي كل جانب إلى السلام. والله يدعو إلى دار السلام وهي الجنة ، فالسلام مريح جداً فإنك تعيش في طمأنينة وتعيش براحة وتحس أن الله خالق الكون معك لا يتخلى عنك ولا يسلمك إلى عدوك يدافع عنك ويحفظك ويؤيدك وينصرك لكن إذا دفعت الثمن ، قال تعالى:

{وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [المائدة:12].

إذاً من معاني السلام أن ذكر الله يورث الأمن والسلام فمن معاني السلام أن الاتصال بالله عز وجل يكسب السلامة من العيوب والنقائص والأدران والحماقات والحقد والحسد والضغينة والعلو في الأرض والكبر. هذه الصفات الذميمة المهلكة إذا اتصلت بالله عز وجل نقّاك منها.

من معاني السلام أنك إذا طبقت شرعه يهديك سبل السلام كقوله تعالى:

{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9].

أي إذا طبقت الشرع يعطيك السلامة في الدنيا ، وإذا أقبلت على الله يعطيك سلامة النفس ، وإذا أطعته في كل مناحي حياتك يعطيك سلامة الآخرة ، قال الله تعالى:

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر: 23].

تصاحب أحياناً شخصاً شريراً أو تشاركه في بعض أعمالك فيدمر لك حياتك ، وقد يتزوج إنسان امرأة شريرة وفي هذا السياق حدثني شخص قال لي : إنه رآها في الملهى فأعجبته فتزوجها ، بعد إن تزوجها نشب خلاف بينه وبينها ليست منضبطة ، أنت من أين أخذتها؟ من أين تزوجتها؟ فذهب إلى بيت أهلها ، استرضاها فلما استرضاها أبت إلا أن تسجل عليه مبلغ مائة ألف ليرة لترجع إليه ، رجعت إليه شكلاً وأقامت عليه دعوى واتفقت مع المُبَلِّغ ، وأخذت التبليغ من مبلِّغ المحكمة ولم تبلغه لزوجها ومضت مدة الدعوى وأصبح الحكم قطعياً ، ثم سيق الزوج إلى السجن بتهمة التخلف عن دفع المهر المقدم. هكذا مجريات القضاء ، فلما علم ذلك حاول قتلها وقتل أمها وأختها في ليلة واحدة وقتل نفسه ، إصابتهن لم تكن قاتلة أُخذن للمستشفى ونَجَت الثلاث من الموت الأم وابنتها وأختها وهو أصبح تحت الثرى ، ليس للإنسان سلام إذا تزوج امرأة أعجبته من مكان ساقط فدمرته. هذه قصة وقعت في دمشق قبل ستة أشهر. أما إذا التزم أحدنا شرع الله عز وجل فإنه سبحانه يبارك له في زواجه وفي عمله وفي رزقه وفي صحته وفي أولاده ويهديهم سبل السلام {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه: 123].

يجب أن تعرف أن السلامة كلها أن تكون مع الله. السلامة كلها أن تكون وفق أمر الله. السلامة كلها في معرفة الله السلامة كلها في عبادته السلامة كلها في فهم كتابه السلامة كلها في تنفيذ شرعه السلامة كلها في الالتزام بما أمر.

الآن وردت كلمة السلام في القرآن بمعنى آخر قال الله تعالى:

{وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس: 25]

ما هي دار السلام؟

الجنة ليس فيها بغض ولا حسد ولا فيها مرض ولا فيها قلق ولا فيها خوف ولا فيها منازعة ولا فيها حروب ولا فيها شيء من هذا كله.

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [يونس: 26].

هذه دار السلام ، هذا معنى آخر. السلام ورد في آية أُخرى قال:

{وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} [الواقعة: 90، 91]

الله سبحانه وتعالى يخبرك عن سلامة هؤلاء، يقولون: نحن في صحة جيدة وفي سعادة كبرى، أصحاب اليمين في سلام هم في الجنة.

ورد أيضاً في قوله تعالى:

{وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا} [مريم: 15]

أوحش ما يكون العبد في ثلاثة مواطن ، يوم ولد. كان في الرحم مسروراً ومرتاحاً من المتاعب والمشاكل وخرج إلى الدنيا ، طبعاً هو انتقل من مكان ضيق إلى مكان واسع ولكي يألف الدنيا يبكي فوراً ، أوحش ما يكون العبد في ثلاث مواطن:

ويوم يموت يدع كل شيء ، زوجته وأولاده وبيته وغرفة نومه ومكتبته وسيارته ومحله التجاري وعنده يوم في الأسبوع يجتمع فيه مع أصحابه إذا كان له أصدقاء وأصحاب. كانت له رغباته وميوله ، توقف قلبه وها هم يأخذونه إلى القبر ، خرج بلا عودة وترك كل ما ذكرناه.

هو الذي زين البيت ورتبه وعنده مكتبته الخاصة وغرفته الخاصة يضع فيها حاجاته الشخصية بعض الهدايا المهداة إليه يتمنى أهله أن يفتحوا درجة فلا يسمح لهم في حياته وعندما يسلم الأمانة يفتحون الدرج ويأخذون السيارة ويفتحون المحل ويرتبون ويبيعون ويشترون هكذا تجري الوقائع. وكذلك يوم يبعث حياً ، يستشعر الوحشة والخوف.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.