المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

ما مدى سرعة الأشياء السريعة؟
2023-04-01
التوصيلية عبر الصمام الثنائي
31-8-2021
الكتاب والقرآن والمصحف والفرقان
4-9-2016
أبعاد الاعجاز القرآني
16-09-2014
طريقة "هيتورف" Hittorf method
25-2-2020
الإصرار ـ كيف اصبح مليونيراً ؟
1-12-2016


أشعر شعراء الجاهلية  
  
10264   04:52 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص90-91
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-12-2019 1810
التاريخ: 22-03-2015 2426
التاريخ: 23-03-2015 8556
التاريخ: 23-03-2015 16257

ما برح العرب منذ صدر الإسلام مختلفين فيمن هو اشعر شعرائهم، ولهم في ذلك أقوال كثيرة.. على ان تقسيم الشعراء الى طبقات قد يعد حكما اجماليا في ذلك. ويستدل منه ان أصحاب المعلقات هم اشعر الشعراء في حكمهم، واشعر هؤلاء ثلاثة : امرؤ القيس، زهير بن أبي سلمى، والنابغة. وقد اجمعوا تقريبا على تفضيلهم، وانما اختلفوا فيمن هو اشعرهم اختلافا كثيرا.. قال أبو عبيدة : (اشعر الناس أهل الوبر خاصة وهم امرؤ القيس، وزهير، والنابغة، فان قال قائل ان امرأ القيس ليس من أهل نجد فلعمري ان هذه الديار التي ذكرها في شعره ديار بني اسد بن خزيمة. وفي الطبقة الثانية الاعشى ولبيد وطرفة). وقيل ان الفرزدق قال : (امرؤ القيس اشعر الناس)، وقال جرير : (النابغة اشعر الناس)، وقال الاخطل : (الاعشى اشعر الناس)، وقال ابن أحمر : (زهير اشعر الناس)، وقال ذو الرمة : (لبيد اشعر الناس)، والقول الراجح ما قال أبو عبيدة : (امرؤ القيس، ثم زهير، والنابغة، والاعشى، ولبيد، وعمرو، وطرفة).

على اننا نرى في الحكم على شاعر انه اشعر أهل زمانه على الاطلاق حيفاً. اذ قد ينفرد كل شاعر بمزية تفضله على سواه.. فيجيد شاعر في الحماسة، وآخر في المديح، او الغزل، او الفخر، او غير ذلك من أغراض الشعر. وعلى ذلك قالوا : (اشعر الشعراء أربعة : زهير اذا رغب، والنابغة اذا رهب، والاعشى اذا طرب، وعنترة اذا غضب).

والذي تحدث عليه الأكثرون في وصف أصحاب المعلقات، ان امرأ القيس صاحب النصيب الأوفر من الشعر.. لان الشعر في تعبيرهم كان جملا فنحر، فاخذ امرؤ القيس رأسه. وان زهيرا يمتاز بانه لا يعاظل بين كلامين ولا يتبع وحشي الكلام ولا يمدح أحدا بغير ما فيه، ولشعره ديباجة ان شئت قلت شهد ان مسسته ذاب)(1) وان النابغة اوضح الشعراء معنى وابعدهم غاية وأكثرهم فائدة. وان الأعشى امدحهم للملوك وأوصفهم للخمر واقدرهم شعرا واحسنهم قريضا. وان لبيدا أقلهم لغوا وعمرو بن كلثوم أعزهم نفسها وأكثرهم امتناعا وأجودهم واحدة. وطرقة أشعرهم اذ بلغ مع حداثة سنه ما بلغ القوم في طول أعمارهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  جمهرة اشعار العرب

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.