المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

عِمران بن حطّان
30-12-2015
الحمام
13-9-2017
الشيخ رضي الدين حسين بن راشد
8-6-2017
الاستدلال على البراءة ببعض الآيات
1-8-2016
التعرف على مصادر بيانات المرور في مصر
2023-07-22
اختطاف الطائرات من أساليب الإرهاب
5-4-2016


المعلم بطرس كرامة  
  
1735   03:25 مساءً   التاريخ: 21-9-2019
المؤلف : عمر الدسوقي
الكتاب أو المصدر : في الأدب الحديث
الجزء والصفحة : ص :52ج1
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015 5780
التاريخ: 27-1-2016 3220
التاريخ: 19-06-2015 2550
التاريخ: 29-12-2015 2450

وهو من شعراء سوريا في عهد محمد علي، وُلِدَ في حمص سنة 1188هـ 1774م، وجاء لبنان واتصل بالأمير بشير الشهابي، وتُوفِيَ سنة 1268هـ 1851م، ومن شعره يصف ينبوع الصفا، وقد مد "بيت الدين" مقر الأمير بشير بماء هذا الينبوع:
صاح قد وافى الصفا يروي الظما ... بشرابٍ كوثريّ العس "كذا"
وأفاض الشهد في روض الحمى ... لجلا الغم وبرء الأنفس
حبذا الفوار عنه حين راق ... فأرانا ماؤه ذوب اللجين
نَزَّه القلب عن الهم، وراق ... بسنا صافي صفاه كلّ عين
نثره الدر بفيض واندفاق ... وسقى الوراد أهنا الأطيبين
قد جرى عذبًا فأغنى الندما ... بزلال من رحيق الأكؤس
وعلى الأغصان أبقى النِّعَما ... فزهت مثل ندامى العُرُس(1)
وقال يصف باقة زهر أهداها له الأمير بشير:
وقال يصف باقة زهر من ميلك منحتها ... معطرةَ الأرواح مثلَ ثنائه
فأبيضاها يحكي جميل خصاله ... واصفرُها يحكي نضار عطائه
وأزرقها عين تشاهد فضله ... وأحمرها يحكي دماء عدائه
__________
)
1)قد نظم الشاعر هذه القصيدة على منوال الموشح الأندلسيّ المشهور, لابن سهل الإشبيليّ, ومطلعه.
جادك الغيث إذا الغيث همى ... يا زمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلّا حلمًا ... بالكرى أو خلسة المختلس

(1/52)

 وقال يهنيء إبراهيم باشا بفتح عكا:
فتحٌ به الفتح القريب موكد ... وكواكب النصر المبين توقد
ما المجد إلّا بالحسام ولم يدم ... شرف الفتى ما لم يصنه مهند
ما يوم عكة لم تذع ذكرًا لما ... غبر الزمان به وما يتجدد
يوم به الحرب العوان تضرمت ... بقنابل مثل الصواعق ترعد
رجمت بشهب كراتها الأسوار من ... لهب فدك الشامخ المتوطد
ورمت بصدر بورجها قلل الفضا ... تلك المدافع فهي طورًا تسجد
فتخال والهيجاء تلهب حولها ... نار الجحيم بجوها تتصعد
سبقت إليها الصبح أسد عرينة ... وبغير صبحٍ حرابهم لم يهتدوا
من كل أروع قد تعود في الوغى ... أخذ الكمأة وما يقول السيد
وتراه يبسهم للكفاح كأنما ... ورد الحمام لديه نعم المورد
وثبوا على الأسوار, ثم تسنموا الـ ... أبراج السيف الصقيل مجرد
وتجلد القوم العدة وإنما ... لم يجدهم عند العراك تجلد

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.