أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2016
3238
التاريخ: 7-11-2017
3260
التاريخ: 19-10-2015
4088
التاريخ: 23-8-2022
2252
|
توالت على الحائر الحسيني عمارات وإصلاحات متعددة، حتى بلغ عضد الدولة بن بابويه الغاية في تعظيمها، ومنذ ذلك الحين أخذ عمران الحائر يتقدم تدريجيا.
" ففي سنة ٣٧١ ه شيد عضد الدولة البويهي قبة ذات أروقة وضريحا من العاج، وعمر حولها بيوتا، وأحاط المدينة بسور " .
وقد وصف محمد بن أبي طالب أعمال عضد الدولة الجليلة فقال: " وبلغ ذلك عضد الدولة بن بويه الغاية في تعظيمها وعمارتها والأوقاف عليها، وكان يزورها في كل سنة، ولما زار المشهد الحسيني عام ٣٧١ ه، بالغ في تشييد الأبنية حوله وأجزل العطاء لمن جاوره " .
وقد تقدمت كربلاء على عهده تقدما ملموسا، وازدهرت ازدهارا واسعا، وتقدمت معالمها الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فاتسعت تجارتها، وأفضلت زراعتها، وأينعت علومها وآدابها، فدبت في جسمها روح الحياة والنشاط .
وقد ذكر ابن الأثير أعمال عضد الدولة نحو الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، ونحو المشهدين المقدسين في الحائر والغري، فقال: " ولا ننكر أعماله العظيمة ومآثره الإسلامية الجليلة، فقد بالغ في تشييد الأبنية حول المشهد في الحائر، فجدد تعمير القبة، وشيد الأروقة من حوله، وبالغ في تزيينهما وتزيين الضريح بالساج والديباج، وعمر البيوت والأسواق من حول الحائر، وعصم مدينة كربلاء بالأسوار العالية فجعلها كحصن منيع، ثم اهتم بالماء لسكان البلد والضياء للحائر المقدس، فساق المياه الجارية للطف من مسافات بعيدة، وخصص أوقافا جارية للإنارة والإضاءة ".
لقد اهتم عضد الدولة بالمدينتين المقدستين اهتماما ملحوظا، فكان يكثر الزيارة لهما ويتفقد أحوال الناس ويأمر بتلبية مطاليبهما، وقد ذكر ابن طاووس إحدى زيارته لهما بقوله: " كانت زيارة عضد الدولة للمشهدين الشريفين الطاهرين الغروي والحائري في شهر جمادى الأولى في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وورد مشهد الحائر مشهد مولانا الحسين (صلوات الله عليه) لبضع بقين من جمادى، فزاره (صلوات الله عليه)، وتصدق وأعطى الناس على اختلاف طبقاتهم، وجعل في الصندوق دراهم ففرقت على العلويين، فأصاب كل واحد منهم اثنان وثلاثون درهما، وكان عددهم ألفين ومائتي اسم، ووهب للعوام والمجاورين عشرة آلاف درهم، وفرق على أهل المشهد من الدقيق والتمر مائة ألف رطل، ومن الثياب خمسمائة قطعة، وأعطى
الناظر عليهم ألف درهم، وخرج وتوجه إلى الكوفة لخمس بقين من جمادى المؤرخ، ودخلها وتوجه إلى المشهد الغروي يوم الاثنين (ثاني يوم وروده)، وزار الحرم الشريف، وطرح في الصندوق دراهم، فأصيب كل واحد منهم إحدى وعشرون درهما، وكان عدد العلويين ألف وسبعمائة اسم، وفرق على المجاورين وغيرهم خمسة آلاف درهم، وعلى القراء والفقهاء ثلاثة آلاف درهم، وعلى المرتبين والخازن والنواب على يدي أبي الحسن العلوي، وعلى يد أبي القاسم بن أبي عابد، وأبي بكر بن سيار رحمه الله " .
يظهر من رواية ابن طاووس بأن المدينتين المقدستين صار لهما شأنا كبيرا في تلك الفترة التي زارهما السلطان عضد الدولة في الربع الأخير من القرن الرابع الهجري، حيث ازداد عدد سكان المدينتين من مجاورة العلويين والشيعة لهما، ثم توافدت عليهما الفقهاء والقراء بعدد كبير، ثم كان لإدارة الحرمين تنظيما دقيقا من مرتبين وخازن ونواب، وعند زيارته قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) امتدحته الشعراء ابتهاجا بزيارته الميمونة للمشهد الغروي، وقد قال أبو إسحاق العباسي في هذه المناسبة :
توجهت نحو المشهد العلم الفرد * على اليمن والتوفيق والطائر السعد
تزور أمير المؤمنين فياله * ويا لك من مجد منيخ على مجد
فلم ير فوق الأرض مثلك زائرا * ولا تحتها مثل المزور إلى اللحد
مددت إلى كوفان عارض نعمة * يصوب بلا برق يرعد بلا رعد وتابعت أهليها ندى بمثوبة * فرحت إلى فوز وراحوا إلى رفد وفي عهده تعرض الحائر للنهب والسلب ففي سنة ٣٦٩ ه نهب على يد رجل من بني أسد يدعى (ضبة بن محمد الأسدي)، وكان يتزعم عصابة من اللصوص وقطاع الطرق، وقد اتخذ عين التمر مقرا له، وكان يشن هجماته على المدن وقوافل الحجاج، فأرسل عضد الدولة في هذه السنة سرية من الجند إلى عين التمر، فحاصرته فاضطر أن يترك أمواله وأهله ويلوذ بالفرار، وقد ذكر ابن الأثير هذه الحادثة بقوله: " وفي هذه السنة (٣٦٩) أرسل عضد الدولة سرية إلى عين التمر، وبها ضبة بن محمد الأسدي، وكان يسلك سبيل اللصوص وقطاع الطرق، فلم يشعر إلا والعساكر معه، فترك أهله وماله ونجا بنفسه فريدا، وأخذ ماله وأهله وملكت عين التمر، وكان قبل ذلك قد نهب مشهد الحسين (صلوات الله عليه) فعوقب بهذا " .
وفي أيامه أيضا ظهر عمران بن شاهين الذي شق عصا الطاعة، والتجأ إلى البطائح وقد قال عنه ابن الأثير: " كان عمران بن شاهين في بدء حياته صيادا وقطاع الطرق، أغار إلى البطيح فاستولى عليه، وذلك في أواسط القرن الرابع الهجري، فلما استتب له الأمر بالبطيح أخذ يعبث فسادا في البقاع المجاورة له حتى استولى ذعره على أكثر الساكنين المجاورين له، فشكا أمره إلى السلطان عضد الدولة، فسار على رأس جيش عرمرم للقضاء على حصون عمران بن شاهين ودك قلاعه، فلما وصل عضد الدولة إلى البطيح كان عمران بن شاهين متحصنا في قلعته، فلم يتمكن السلطان البويهي من عظيم حصونه، فأمر جنده بفتح الماء على قلاعه وغرق البطيح وشد في الحصار عليه، فترك عمران بن شاهين البطيح وولى هاربا من وجه السلطان البويهي ".
وفي رواية ابن طاووس: عندما فر عمران بن شاهين من وجه السلطان البويهي لاذ بقبر الإمام علي (عليه السلام)، فرأى في المنام علي بن أبي طالب، فقال له: يا عمران سيقدم العبد فناخسرو لزيارة هذه البقعة فلذ به، فلما استيقظ نذر بناء أروقة في المشهد الغروي وأخرى في المشهد الحائري لو تم له ذلك، ولما قدم عضد الدولة لزيارة قبر علي بن أبي طالب رأى شخصا بجدار الروضة، فسأله عن حاجته فخاطبه عمران بن شاهين باسمه الحقيقي، فاندهش السلطان من معرفة هذا الشخص من اسمه أي (فناخسرو) فقص عليه عمران منامه فعفا عنه السلطان، وأولاه أمارة البطيح ثانية، فقام من ساعته وبنى رواقا في حرم الأمير بالمشهد الغروي، وآخر في الحائر الشريف، وبنى بجنبه مسجدا، وهو أول من ربط حرم الحائر بالرواق المعروف باسمه رواق ابن شاهين . وقد تم هذا البناء في سنة ٣٦٧ ه.
عمارة بن سهلان الرامهرمزي بقيت عمارة السلطان عضد الدولة البويهي إلى سنة ٤٠٧، حتى انهارت القبة في إحدى ليالي ربيع الأول من سنة ٤٠٧ ه على أثر حريق هائل حدث داخل الروضة المطهرة أثناء الليل، وقد التهمت النار أولا التأزير والستائر ثم تعدت إلى الأروقة فانهارت القبة.
وقد وصف الحادث ابن الأثير بقوله: " وفي ١٤ ربيع الأول، احترقت قبة الحسين والأروقة، وكان سببه إنهم أشعلوا شمعتين كبيرتين فسقطت في الليل على التأزير فاحترق وتعدت النار ".
لكن هل كان هذا الحادث قضاء وقدرا؟ أم هناك أيد خفية كانت من ورائه.
عند دراسة هذه الفترة من تاريخ الدولة العباسية أي في خلافة القادر بالله التي كانت الأوضاع بعهده مضطربة ومحفوفة بالمخاطر، لا سيما الفتن بين الشيعة والسنة تحركها الضغائن والأحقاد الدفينة، وكانت السلطة عاجزة عن صد تيار الفتنة الذي كان للعنصر التركي الدور الفعال فيها.
وكانت بغداد تشهد حوادث عنف متكررة بين الشيعة والسنة، حتى كانت السنة تعترض زوار العتبات المقدسة، وتفتك بهم، وقد ذكر ابن الأثير تلك الحوادث فقال: " واعترض أهل باب البصرة قوما من قم أرادوا زيارة مشهد علي والحسين (عليهما السلام) فقتلا منهم ثلاثة نفر، وامتنعت زيارة مشهد موسى بن جعفر " .
أما الفتنة التي حدثت في واسط بين الشيعة والسنة فقد وصف أبو الفرج ابن الجوزي هذه الحوادث بقوله: " اتصلت الفتنة بين الشيعة والسنة بواسط ونهبت محال الشيعة والزيدية بواسط وأحرقت، وهرب وجوه الشيعة والعلويين فقصدوا علي بن مزيد واستنصروه " .
وظلت حوادث الفتن متصلة فبعد حريق الحائر الحسيني بعشرة أيام، وفي العشرين من ربيع الأول احترق أيضا حرم العسكريين بسامراء، واحترقت في نفس اليوم محلات الشيعة ببغداد في جانب الكرخ من محلة نهر طابق ومحلة دار قطن، وقسم من محلة باب البصرة، ثم امتدت الفتن لتشمل بيت الله الحرام، والمسجد النبوي، والبيت المقدس، إذ أنه في نفس اليوم تشعث الركن اليماني من البيت الحرام، وسقط حائر من بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ووقعت القبة الكبرى على الصخرة بالبيت المقدس " .
وكان عهد القادر بالله يتسم بالفوضى وعدم استتباب الأمن لتسلط الأتراك على مقدرات الدولة، ففي حوادث سنة ٤١٧ ه يذكر أبو الفرج ابن الجوزي: " وفي هذه السنة كثر تسلط الأتراك ببغداد، فأكثروا مصادرات الناس، وأخذوا الأموال، حتى أنهم قسطوا على الكرخ خاصة مائة ألف دينار، وعظم الخطب وزاد الشر، واحترقت المنازل والدروب والأسواق، ودخل في الطمع
العيارون، فكانوا يدخلون على الرجل فيطالبونه بذخائره كما يفعل السلطان بمن يصادره، فعمل الناس الأبواب على الدروب فلم تفد شيئا، ووقعت الحرب بين الجند والعامة، فظفر الجند، ونهبوا الكرخ وغيره، فأخذوا منه مال جليل، وهلك أهل الشر والخير " .
وظلت أعمال العنف مستمرة والسلطة عاجزة عن إخماد تيار الفتن والاضطرابات، حتى مات القادر بالله وخلفه القائم بأمر الله سنة ٤٢٢ ه، ففي هذه السنة تجددت الفتنة ببغداد بين الشيعة والسنة كما يحدثنا ابن الأثير: " مات القادر بالله وخلفه ابنه القائم بأمر الله، ففي هذه السنة (٤٢٢ ه) تجددت الفتنة ببغداد بين السنة والشيعة، ولما كان في الغد اجتمع أهل السنة من الجانبين، ومعهم كثير من الأتراك، وقصدوا الكرخ، فأحرقوا وهدموا الأسواق، وقتل من أهل الكرخ جماعة " .
فأصبحت الشيعة في هذه الفترة عرضة للفتك والاضطهاد على يد أهل السنة، ومن ورائهم الأتراك يشدون من عضدهم الذين اصطدموا أيضا مع الديلم الشيعة في البصرة عام ٤٠٩ ه.
فكل هذه الحوادث وقعت في الفترة التي احترق فيها الحائر الحسيني، فربما كانت هناك أصابع اتهام تشير إلى مثيري الفتن والاضطرابات بين أهل السنة والشيعة.
فلما كثرت أعمال الفتن وأختل الأمن أسند منصب الوزارة إلى رجل قدير من ذوي الخبرة والمقدرة السياسية إلا وهو ابن سهلان الرامهرمزي، الذي حاول جاهدا في تهدئة الأحوال، وإعادة الأمن، وإرجاع الطمأنينة والسكينة إلى النفوس، وكان ابن سهلان وزير السلطان البويهي الذي قال عنه أبو الفرج ابن الجوزي: " أبو محمد الحسن بن الفضل الرامهرمزي، خلع الوزارة من قبل سلطان الدولة، وهو الذي بنى سور الحائر بمشهد الحسين " .
فأول ما قام به أمر بتجديد بناء السور الخارجي للحائر، وأقام العمارة من جديد على القبر المطهر بأحسن ما كان عليه. فقد شاهد ابن بطوطة هذه العمارة عند رحلته إلى كربلاء سنة ٧٢٧ ه فقال: " ثم سافرنا إلى مدينة كربلاء، مشهد الحسن بن علي (عليهما السلام)، وهي مدينة صغيرة تحفها حدائق النخيل، ويسقيها الفرات، والروضة المقدسة داخلها، وعليها مدرسة عظيمة وزاوية فيها الطعام للوارد والصادر، وعلى باب الروضة الحجاب والقومة، لا يدخل أحد إلا عن إذنهم، فيقبل العتبة الشريفة وهي من الفضة، وعلى الضريح المقدس قناديل الذهب والفضة، وعلى الأبواب أستار الحرير، وأهل هذه المدينة طائفتان، أولاد رخيك وأولاد فائز، وبينهما قتال أبدا، وهم جميعا إمامية يرجعون إلى أب واحد، ولأجل فتنتهم تخرت هذه المدينة " .
وبعد انقراض دولة البويهين، جاء الدور السلجوقي في حكم العراق، وقد أبدوا السلاجقة اهتماما ملحوظا بالعتبات المقدسة، وكان على رأسهم السلطان ملك شاه السلجوقي الذي زار الحائر في سنة ٤٧٩ ه مع وزيره نظام الملك، فأمر بتعمير سور الحائر .
وقد ذكر أبو الفرج ابن الجوزي في حوادث سنة ٥٢٩ ه
فقال: " وفي سنة ٥٢٩ ه مضى إلى زيارة علي ومشهد الحسين (عليهما السلام) خلق لا يحصون وظهر التشيع " .
وفي سنة ٥٥٣ ه زار الخليفة المقتفي قبر الحسين ، وتوالت الخلفاء بعده على زيارة العتبات المقدسة، فقد زاره الخليفة الناصر لدين الله، وكذلك الخليفة المستنصر الذي عمل ضريح الإمام علي (عليه السلام) وبالغ فيه، وزاره كذلك الخليفة المستعصم.
عمارة الحائر على يد الناصر لدين الله سنة ٦٢٠ ه ظلت عمارة الحائر التي شيدها الوزير ابن سهلان الرامهرمزي على حالها إلى هذا التاريخ أي سنة ٦٢٠ ه، حيث لم يتعرض الحائر (٤٠٧ - ٦٢٠) إلى الهدم أو التخريب، ما عدا ما كان من أمر المسترشد بالله في سنة ٥٢٦ ه، فإنه كان في حاجة للأموال لغرض صرفها على الجند، فامتدت يده الخبيثة لسلب الحائر من أمواله وموقوفاته لينفقه على عساكره، وقد ذكر هذه الحادثة ابن شهرآشوب حيث قال: " أخذ المسترشد من مال الحائر وكربلاء، وقال: إن القبر لا يحتاج إلى الخزانة وأنفق على العسكر، فلما خرج قتل هو وابنه الراشد " .
إلا أنه لم يتعرض للقبر بسوء وظلت عمارة الوزير ابن سهلان إلى أيام الخليفة الناصر لدين الله الذي دام حكمه ٤٧ سنة (٥٧٥ - ٦٢٢ ه)، وقد كان الناصر يتشيع ويميل إلى مذهب الإمامية، وقد جعل مشهد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) آمنا لمن لاذ به، فكان الناس يلتجأون إليه في حاجاتهم ومهماتهم وجرائمهم، فيقضي الناصر لهم حوائجهم، ويسعفهم فيما أهمهم، ويعفو عن جرائمهم .
وفي عهده كربلاء والعتبات المقدسة، وأمر وزيره مؤيد الدين محمد المقدادي العلقمي أن يقوم بإصلاح شؤون الحائر، فقام الوزير في سنة ٦٢٠ ه بتشييد القبر المطهر، فشيد ذلك المقام الرفيع، وكسا جدران الروضة بأخشاب الساج وزينه بالحرير الموشي والديباج .
الحائر في العهد المغولي بعد سقوط الدولة العباسية عام ٦٥٦ ه على يد هولاكو، ودخوله بغداد، وما أحدثه من دمار شامل وقتل ذريع، كتب عدد من شخصيات الشيعة إلى هولاكو يسألونه الأمان، فوافق هولاكو على إعطائهم الأمان، بعد أن أخذت جحافل المغول تغزو مدن الفرات الأوسط والجنوب، حتى استسلمت أكثر مدن العراق من دون أية مقاومة تذكر بعد انهيار جيش الخليفة العباسي واحتلال بغداد. وفي سبب سلامة الكوفة والحلة والمشهدين الشريفين كما جاء عن الداودي قال:
" إن مجد الدين محمد بن طاووس خرج إلى هولاكو وصنف له كتاب (بشارة المصطفى)، وسلم الحلة والنيل والمشهدين الشريفين من القتل والنهب، ورد عليه حكم النقابة بالبلاد الفراتية ".
لقد اهتم المغول بالمشهدين الشريفين، فقد استطاع السلطان أرغون بن إباقا خان بن هولاكو المعروف بحبه لآل البيت (عليهم السلام) في بذل السعي المحمود في حفره نهر جديد يخرج من الفرات ليسقي سهل كربلاء، وسمي هذا النهر (الغازاني الأعلى) تميزا لنهرين آخرين حفرهما غازان أيضا ، وفي حوادث سنة ٦٦٨ ه يحدثنا ابن الفوطي بقوله: " وفي سنة ثمان وستون وستمائة توجه السلطان غازان إلى الحلة، وقصد زيارة المشاهد الشريفة، وأمر للعلويين والمقيمين بمال كثير، ثم أمر بحفر نهر من أعلى الحلة فحفر وسمي بالغازاني، وتولى ذلك شمس الدين صواب الخادم سكورجي وغرس الدولة " .
ثم جاء أولجياتو محمد خدابنده خلفا لأخيه غازان الذي وافاه الأجل سنة ٧٠٣ ه، وكان هو الآخر مهتما بالعمران وبناء المدن واقتفى أثر أخيه واهتمامه بالمشاهد وبالعلويين، وقد اعتنق أولجياتو المذهب الشيعي على يد العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر على أثر زيارته للنجف الأشرف .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|