المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أمراض البياض الزغبي
23-6-2016
The History
2024-09-27
قاعدة « الفراغ »
18-9-2016
الإفشاء بمسلم
12-8-2017
تحريم قطع شجر الحرم غير الإذخر وما أنبته الآدمي.
18-4-2016
جهد الامتزاز adsorption potential
13-10-2017


كرب الرشيد لقبر الحسين  
  
1989   01:57 صباحاً   التاريخ: 23-5-2019
المؤلف : السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة .
الكتاب أو المصدر : بغية النبلاء في تاريخ كربلاء
الجزء والصفحة : ص143-147.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-3-2016 3791
التاريخ: 25-3-2016 3800
التاريخ: 17-3-2016 3782
التاريخ: 23-5-2019 2953

عن علي بن محمّد بن مخلد الجعفي الدهان بالكوفة قال : حدّثنا أحمد بن ميثم بن أبي نعيم ، قال : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني أملاه علي في منزله قال : خرجت أيام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي في الكوفة من منزلي فلقيني أبو بكر بن عياش ، فقال لي : امض بنا يا يحيى إلى هذا .

فلم أدر مَنْ يعني وكنت أجلّ أبا بكر عن مراجعته ، وكان راكباً حماراً له فجعل يسير عليه وأنا أمشي مع ركابه ، فلمّا صرنا عند الدار المعروفة بدار عبد الله بن حازم التفت إلي فقال لي : يابن الحماني إنّما جررتك معي وحشمتك مع أن تمشي خلفي لأسمعك ما أقول لهذا الطاغية.

قال : فقلت له : مَنْ هو يا أبا بكر ؟

قال : هذا الفاجر الكافر موسى بن عيسى .

فسكتُّ عنه ومضى وأنا أتبعه حتّى إذا صرنا على باب موسى بن عيسى وبصر به الحاجب ، وكان الناس ينزلون عند الرحبة فلم ينزل أبو بكر هناك ، وكان عليه يومئذ قميص وإزار وهو محلول الأزرار .

قال : فدخل على حماره وناداني : تعال يابن الحماني . فمنعني الحاجب فزجره أبو بكر وقال له : أتمنعه يا فاعل وهو معي ؟! فتركني ، فما زال يسير على حماره حتّى دخل الأبواب فبصر بنا موسى وهو قاعد في صدر الإيوان على سريره ، وبجنبي السرير رجال مسلّحون وكذلك كانوا يصنعون ، فلمّا رآه موسى رحّب به وأقعده على سريره ، ومُنعت أنا حين وصلت إلى الإيوان أن أجوزه .

فلمّا استقر أبو بكر على السرير التفت فرآني حيث أنا واقف ، فناداني : تعال ويحك ! فصرت إليه ونعلي في رجلي وعليّ قميص وإزار فأجلسني بين يديه فالتفت إليه موسى فقال : هذا رجل تكلّمنا فيه ؟

قال : لا ، ولكن جئت به شاهداً عليك .

قال : في ماذا ؟

قال : إنّي رأيتك وما صنعت بهذا القبر .

قال : أيّ قبر ؟

قال : قبر الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .

وكان موسى قد وجه إليه مَنْ كربه وكرب جميع أرض الحاير ، وحرثها وزرع الزرع فيها فانتفخ موسى حتّى كان أن يتّقد ، ثمّ قال : وما أنت وذا ؟

قال : اسمع حتّى اُخبرك ؛ اعلم أنّي رأيت في منامي كأنّي خرجت إلى قومي بني غاضرة ، فلمّا صرت بقنطرة الكوفة أعرضني خنازير عشرة فأعانني الله برجل كنت أعرفه من بني أسد فدفعهم عنّي فمضيت لوجهي .

فلمّا صرت إلى شاهي ظللت الطريق فرأيت هناك عجوزاً فقالت لي : أين تريد أيها الشيخ ؟

قلت : أريد الغاضرية .

قالت لي : تبطن هذا الوادي ، فإنّك إذا أتيت آخره اتّضح لك الطريق .

فمضيت فلمّا صرت إلى نينوى إذ أنا بشيخ كبير جالس هناك ، فقلت : من أين أنت أيّها الشيخ ؟

فقال لي : أنا من أهل هذا القرية .

فقلت : كم تعد من السنين ؟

فقال : ما أحفظ ما مضى من سني عمري ، ولكن أبعد ذكرى أنّي رأيت الحسين بن علي (عليهما السّلام) ومَنْ كان معه من أهله ، ومَنْ تبعه يُمنعون الماء الذي تراه ، ولا يمنع الكلب ولا الوحوش شربه !

فاستعظمت ذلك ، وقلت له : ويحك ! أنت رأيت هذا ؟!

قال : أي والذي سمك السماء ، لقد رأيت هذا أيّها الشيخ وعاينته ، وإنّك وأصحابك هم الذين يعينون على ما قد رأينا ممّا أقرح عيون المسلمين إن كان في الدنيا مسلم .

فقلت : ويحك ! وما هو ؟

قال : حيث لم تنكروا ما أجرى سلطانكم إليه .

[قلت : ما أجرى إليه ؟]

قال : أيكرب قبر ابن النبي وتُحرث أرضه ؟!

قلت : وأين القبر ؟

قال : ها هو ذا أنت واقف [في أرضه] ؛ فأمّا القبر فقد عمي عن أن يُعرف موضعه .

قال أبو بكر بن عياش : وما كنت رأيت القبر قبل ذلك الوقت قط ، ولا أتيته في طول عمري ، فقلت : مَنْ لي بمعرفته ؟!

فمضى معي الشيخ حتّى وقف على حير له باب وآذن ، وإذا بجماعة كثيرة على الباب ، فقلت للآذن : أريد الدخول على ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .

فقال : لا تقدر على الوصول في هذا الوقت .

قلت : ولِمَ ؟

قال : هذا وقت زيارة إبراهيم خليل الله ومحمد رسول الله ، ومعهما جبرائيل وميكائيل في رعيل من الملائكة كثير .

قال أبو بكر بن عياش : فانتبهت وقد دخلني روع شديد وحزن وكآبة .

ومضت بي الأيام حتّى كدت أن أنسى المنام ، ثمّ اضطررت إلى الخروج إلى بني غاضرة لدَين كان لي على رجل منهم ، فخرجت وأنا لا أذكر الحديث حتّى صرت بقنطرة الكوفة لقيتني عشرة من اللصوص ، فحين رأيتهم ذكرت الحديث ورعبت من خشيتي لهم فقالوا لي : القِ ما معك وانجُ بنفسك ـ وكانت معي نُفيقة ـ فقلت : ويحكم ! أنا أبو بكر بن عياش وإنّما خرجت في طلب دَين لي ، والله الله لا تقطعوني عن طلب ديني وتضروا بي في نفقتي ؛ فإنّي شديد الإضافة .

فنادى رجل منهم : مولاي وربّ الكعبة لا تعرض له . ثمّ قال لبعض فتيانهم : كن معه حتّى تصير به إلى الطريق الأيمن .

قال أبو بكر : فجعلت أتذكّر ما رأيته في المنام وأتعجّب من تأويل الخنازير حتّى صرت إلى نينوى ، فرأيت ـ والله الذي لا إله إلاّ هو ـ الشيخ الذي كنت رأيته في منامي بصورته وهيئته ، رأيته في اليقظة كما رأيته في المنام سواء ، فحين رأيته ذكرت الأمر والرؤيا ، فقلت : لا إله إلاّ الله ما كان هذا إلاّ وحياً ! ثمّ سألته كمسألتي إيّاه في المنام ، فأجابني ثمّ قال لي : امضِ بنا . فمضيت فوقفت معه على الموضع وهو مكروب ، فلم يفتني شيء في منامي إلاّ الآذن والحير ؛ فإنّي لم أرَ حيراً ولم أرَ آذناً ؛ فاتقِ الله أيّها الرجل ؛ فإنّي قد آليت على نفسي ألاّ أدع إذاعة هذا الحديث ، ولا زيارة ذلك الموضع وقصده وإعظامه ؛ فإنّ موضعاً يأتيه إبراهيم ومحمد وجبرائيل وميكائيل لحقيق بأن يرغب في إتيانه وزيارته ؛ فإنّ أبا حصين حدّثني أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، قال :  مَنْ رآني في المنام فإيّاي رأى ؛ فإنّ الشيطان لا يشتبه بي  .

فقال له موسى : إنّما أمسكت عن إجابة كلامك لأستوفي هذه الحمقة التي ظهرت منك ، وبالله لئن بلغني بعد هذا الوقت أنّك تتحدّث بهذا لأضربن عنقك وعنق هذا الذي جئت به شاهداً عليّ .

فقال أبو بكر : إذن ، يمنعني الله وإيّاه منك ؛ فإنّي إنّما أردت الله بما كلّمتك به .

فقال له : أتراجعني يا عاض ! وشتمه .

فقال له : اسكت أخزاك الله وقطع لسانك !

فأرعد موسى على سريره ، ثمّ قال : خذوه . فاُخذ الشيخ عن السرير ، واُخذت أنا فوالله لقد مرّ بنا من السحب والجرّ والضرب ما ظننت أنّنا لا نكثر الأحياء أبداً ، وكان أشدّ ما مرّ بي من ذلك أنّ رأسي كان يجرّ على الصخرة وكان بعض مواليه يأتيني فينتف لحيتي ، وموسى يقول : اقتلوهما بني كذا وكذا لا يُكني .

وأبو بكر يقول له : امسك قطع الله لسانك وانتقم منك ! اللّهمّ إيّاك أردنا ، ولولد وليك غضبنا ، وعليك توكّلنا .

فصيّرنا بنا جميعاً في الحبس فما لبثنا إلاّ قليلاً فالتفت أبو بكر ورأى ثيابي قد خرقت وسالت دمائي ، فقال : يا حماني قد قضينا لله حقّاً ، واكتسبنا في يومنا هذا أجراً ، ولن يضيع ذلك عند الله ولا عند رسوله .

فما لبثنا إلاّ مقدار غذائه ونومه حتّى جاءنا رسوله فأخرجنا إليه ، وطلب حمار أبي بكر فلم يوجد ، فدخلنا عليه فإذا هو في سرداب له يشبه الدور سعة وكبراً ، فتعبنا في المشي إليه تعباً شديداً وكان أبو بكر إذا تعب في مشيه جلس يسيراً ، ثمّ يقول : اللّهمّ إنّ هذا فيك فلا تنسه .

فلما دخلنا على موسى وإذا هو على سرير له ، فحين بصر بنا قال : لا حيّا الله ولا قرّب من جاهل أحمق يتعرّض لما يكره . ويلك يا دعي ! ما دخولك فيما بيننا معشر بني هاشم ؟

فقال له أبو بكر : سمعت كلامك والله حسبك .

فقال له : اخرج قبّحك الله ! والله لئن بلغني أنّ هذا الحديث شاع أو ذُكر عنك لأضربنّ عنقك .

ثم التفت إليّ فقال : يا كلب ! وشتمني ، وقال : إيّاك أن تظهر هذا ؛ فإنّه إنّما خُيّل لهذا الشيخ الأحمق شيطان يلعب به في منامه ، اخرجا عليكما لعنة الله وغضبه .

فخرجنا ، وقد يئسنا من الحياة ، فلمّا وصلنا إلى منزل الشيخ أبي بكر وهو يمشي وقد ذهب حماره ، فلمّا أراد أن يدخل منزله التفت إليّ وقال : احفظ هذا الحديث وأثبته عندك ، ولا تحدّثنّ هؤلاء الرعاع ، ولكن حدّث به أهل العقول والدين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.