أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-02-2015
4381
التاريخ: 25-04-2015
1547
التاريخ: 24-04-2015
1759
التاريخ: 14-11-2014
1692
|
لمنهج هذا التفسير عدة دلالات سنعرضها فيما يلي.
أ- يميل البعض إلى هذا التفسير زمنيا وذلك بحسب مراحل النزول، أي الابتداء بسورة العلق تفسيرا وللانتهاء بآية الإكمال للدين والإتمام للنعمة، أوبالآية (281) من البقرة على اختلاف الأقوال في أوائل النزول وخواتيمه طيلة ثلاثة وعشرين عاما (1).
وهذا المنهج أيضا يدل على التكلف والدعوى بغير دليل، والمبالغة في الرأي والاجتهاد المعهود عند القوم فضلا عن أنه عمل غير مثمر وغير مجد خاصة إذا ضممنا إليه توهين بل الانحراف عن السنة والإجماع والعقل والقول بالتحريف وهنا تجرأ بالتخرص بالقرآن وآياته المباركة وذلك لعدة وجوه :
الأول : أشكال حصر الترتيب الزمني لانقطاع الرواية في ذلك لا سيما وقد عرفت ما أصاب الحديث وبطلان دعواهم في صحاحهم، وقد رأيت مدى الاختلاف ومنها ضبط العلماء بين المكي والمدني على اختلاف في جملة من الآيات!
الثاني : نكرر دعوتنا إلى محتكري السنة والجماعة إلى إيقاف غلواء الرأي والاجتهاد في الأمور الخطيرة والمقدسة، فإننا رغم ما نملكه من المنهج العقلي السليم فضلا عن سنتنا المعروضة على الكتاب والمتناسبة مع روح الإسلام إلى أننا لا نرتجل ونتجرأ على مخالفة الترتيب التوفيقي للقرآن الكريم الذي أجمع عليه العلماء وساروا على منهجه! وعليه لا يحق لأي رجل من رجالكم وإن غلوتم فيه ونعتموه بإمام الأئمة وشيخ الشيوخ والسلطان الغالب .. من أن يضع شيئا من الآيات مكان شيء آخر فاعرفوا قدركم وقفوا عند حدكم؟!
الثالث : لا تشوهوا التسلسل الترتيبي الذي عليه المصحف الآن، حيث لا مجال لأهواء آرائكم أمام ذلك لا شرعا ولا عرفا بل ولا ذائقة فنية واعتبار عقلائي كما تجرأتم عليه في مجالات أخرى، الأمر الذي يجعل النظم القرآني مفككا، والوحدة الموضوعية متلاشية، وهوأمر حدب على تبويه القرآن الكريم وإجماع المسلمين ولئلا تصدموا المسلمين كما فعلتم ذلك في أكثر من مضمار! لأن القرآن ليس حوادث بمجموعه حتى تنظم تاريخيا، ولا وقائع حتى ترتب زمنيا، ولا منهجا متسلسلا لينسق علميا. نعم قد يتفق أن تكون بعض الحوادث متعاقبة الوقوع فتفسر تاريخيا وموضوعيا وإن كان هذا من الندرة بمكان. ولكن لا مجال للتطاول على التسلسل الترتيبي الحالي، فاتقوا اللّه وفسروا آرائكم واجتهاداتكم في سنتكم وصراع مذاهبكم وإسرائيليات تفاسيركم! نعم هناك يمكن الاستفادة من تاريخ الأمم الغابرة التي وردت في المصحف، بجانبها التطبيقي وذلك باستخدام التمثيلي عليها، وإدانة الشاهد بحسب جرائم الغائب على أساس ما ورد في ظلم الظالمين والطواغيت فردية وأمم كما في قوم عاد وثمود، لأجل الاعتبار، والقياس على الأمثلة، لصيانة الحاضر والمستقبل! الرابع : قد يراد بالتفسير التاريخي، النظر إلى واقع الأمة التي نزل فيها وإلى لغة تلك الأمة، وكيف طوّر القرآن من دلالاتها اللغوية، وثبتها وأغناها بحيث أصبحت اللغة أداة للتعبير عن قيم وحضارة لا يمكن تجاهل بل وتتحدى غيرها، وقد مال إلى هذا الاتجاه د. أحمد خليل بقوله : «من هنا كان التفسير التاريخي أمرا تقتضيه طبيعة التطور وتلتزم به تلك النقلات الكبيرة التي تعرضت لها العربية في تاريخها الطويل، ونشخص العوامل التي أدت إلى وجود تيارات متقابلة في عملية التفسير نفسها من متشدد إلى متحرر ...» (2).
وإن كان قد سبق إلى هذا المنهج الشيخ محمد عبده ، في عرض الآراء السابقة للمسلمين وربطها بالآثار المعاصرة، والغرض من ذلك هوالكشف عن التطور الحضاري للأمة، في ضوء ما ترك الأقدمون من آثار، وما استفادة المحدثون من آراء.
_________________
(1) الاتقان - للسيوطي - 1/ 16.
(2) دراسات في القرآن - د. أحمد خليل - ص 16.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|