المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

downstep (n.)
2023-08-17
القول في أنّه تبارك وتعالى واحد
4-08-2015
ما وراء التكليف
27-2-2021
generator (n.) (GEN)
2023-09-12
عمق الميدان Depth Of Field
16-12-2021
ضمانات المتهم في المواثيق والإعلانات الدولية
20-3-2018


نظرة تحليلية لحروب الامام (عليه السلام) مع النبي (صلى الله عليه واله)  
  
2660   12:19 مساءً   التاريخ: 4-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 490-491.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015 3786
التاريخ: 1-5-2016 3547
التاريخ: 29-01-2015 3236
التاريخ: 2-5-2016 3582

          اتصف الامام (عليه السلام) بالشجاعة الفائقة، فقد قال الروح الامين فيه وفي سلاحه : «لا سيف الا ذو الفقار، ولا فتى الا علي»، وقال عن نفسه : «لو تظاهرت العرب على قتالي ما وليتُ مدبراً»، و«إن اكرمَ الموتِ القتلُ ! والذي نفسُ ابنِ ابي طالب بيده لألفَ ضربة بالسيف أهونُ من ميتة على الفراش في غير طاعة الله»، وهو الذي ما فرّ من حرب ابداً، ولا بارز احداً الا قتله او اسره او منّ عليه بعد ان تمكن منه، ولا ضرب ضربة فاحتاج الى ثانية  فان ضرباته كانت وتراً، واذا علا قدَّ، واذا اعترض قط، وقد قتل في بدر واُحد من يعدُّ بالف فارس، وضرب عمرو  بن عبد ود على ساقيه فبراهما مع ما عليهما من الحديد، وضرب مرحباً على رأسه وكان عليه مغفر وحجر فقدّ الحجر والمغفر والرأس حتى وقع السيف في اضراسه.

          وبات قبل ذلك على فراش النبي (صلى الله عليه واله) وهو يرى ان يقتل غدراً فانزل تعالى فيه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ...} [البقرة: 207]، وفي بدر قتل من المشركين النصف، وقتل المسلمون جميعاً النصف الآخر،  ويوم اُحد قتل ثمانية عشر فارساً، وجيش المسلمين كله قتل عشر فوارس، وفي حنين قتل بطل المشركين ابا جرول مع تسع وثلاثين فارساً.

          وقال (عليه السلام) : لا حاجة لي بالفرس، انا لا افرّ ممن يكرّ، ولا اكرّ على من يفر، كان علي (عليه السلام) الغالب دائماً، مع ان الناس يغلِبون احياناً ويُغلَبون احياناً اخرى، وكان العرب يتفاخرون بان مقتولهم كان بسيف علي (عليه السلام)، لان من يبارز علياً (عليه السلام) لابد ان يرى الموت.

          لقد صبّ الامام (عليه السلام) شجاعته من اجل الاسلام، وفي سبيل الله خالصة دون اي مطامع دنيوية، ولذلك فقد كان عدو المشركين الاول بعد رسول الله (صلى الله عليه واله)، وبكلمة، فقد كان علي (عليه السلام) رفيق النبي محمد (صلى الله عليه واله) في كل جهاد ونصر على الكافرين وكان شريكه في كل جرح ومعاناة في سبيل الله سبحانه، ذلك ان سيف علي (عليه السلام) ترك آثاراً عميقة في المجتمع الاسلامي، كما تركت كلمات رسول الله (صلى الله عليه واله) وسيرته آثارها العميقة عليهم.

          ومن هنا قيل ان كل حرب لا تحمل الآثار المتوقع حملها، لا يمكن ان تعدُّ حرباً مؤثرة، اي ان قيمة الحرب تُحدد بمقدار التبعات التي تنتجها في النظام الاجتماعي ومقدار التغيرات التي تحدثها في التركيبة الدينية للطرف المنهزم، وبالاجمال، ان تفسير اسباب الحرب يرجع بالدرجة الاولى الى فهم وظيفة تبعات المعركة الحربية من حيث التغيير في تركيبة المجتمع وتبديل صورة النظام الاجتماعي.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.