المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

فيروس الحلقة السوداء في الطماطم TOMATO BLACK RING VIRUS
20-6-2018
مقياس معرفة الفضيلة
8-4-2016
عبد الملك مروان بن الحكم
17-11-2016
نصر بن قابوس
15-9-2016
البغي
3-4-2022
حكمة تشريع الصوم
3-8-2016


خبر الولادة في الكعبة ليس من اخبار الآحاد  
  
2866   03:50 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 142
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

ان فقهاء الشيعة كانوا ولا يزالون يدققون عموماً في الروايات قبل ان يأخذوا بها. فقد رفضوا أخباراً كثيرة لانها لم تخرج مخرج التواتر، وعمل بعضهم بالخبر الواحد ورفض آخرون العمل بالخبر الواحد. وكلٌ له دليله الشرعي في ذلك. ومن الذين رفضوا الاخذ بالخبر الواحد: الشريف الرضي (ت 406 هـ)، والشيخ المفيد (ت 413 هـ)، والشريف المرتضى (ت 436 هـ)، والفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 هـ). ولكنهم (رضوان الله عليهم جميعاً) ذكروا ولادة علي (عليه السلام) في الكعبة، مما يدلّ على ان خبر ولادته (عليه السلام) في ذلك المكان المقدس لم يكن من اخبار الآحاد.

فقد ذكر الشريف الرضي (ت 406 هـ) ولادة علي في الكعبة وقال: «... ولا نعلم مولوداً في الكعبة غيره». وذكر الشيخ المفيد (ت 413 هـ) ولادة علي (عليه السلام) في الكعبة وقال: بأن تلك كانت اكراماً من الله سبحانه له واجلالاً لمحلّه في التعظيم وذكر الشريف المرتضى (ت 436 هـ) ولادته (عليه السلام) في الكعبة واضاف: «... ولا نظير له في هذه الفضيلة». وذكر الطبرسي (ت 548 هـ) ولادة علي (عليه السلام) في الكعبة، وقال: «وهذه فضيلة خصّه الله تعالى بها اجلالاً لمحلّه ومنـزلته وإعلاءً لقدره.

وهؤلاء الاعلام من الفقهاء والمدققين الذين يردون الاحاديث الى مخارجها الصحيحة، ولا يذكرونها في كتبهم الا بعد ان يقطعوا باسانيدها، وليس من مذهبهم الرجوع الى روايات مجهولة وآحادية. وبذلك نقطع بان ولادته (عليه السلام) في الكعبة كانت من الاخبار القطعية المتواترة.

ويؤيد ذلك ما ورد في الفاظ زيارة امير المؤمنين (عليه السلام): «السلام عليك يا من ولد في الكعبة، وزوّج في السماء بسيّدة النساء...». والمغزى منها ومن بقية زيارات الائمة (عليه السلام) ذكر مناقب اهل البيت (عليه السلام) ومزاياهم واحياء امرهم وذكرهم في المناسبات الدينية كالوفيات والولادات والمبعث الشريف حيث تحتشد الامة، فتقف على مقامهم الرفيع وتركن الى دورهم في الارشاد والهداية.

وبكلمة، فان الاجماع الذي حصل في صفحة رواية ولادة امير المؤمنين (عليه السلام) في الكعبة، قد وصل الى -حد التواتر- .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.