أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-12-2016
2171
التاريخ: 12-7-2019
2825
التاريخ: 20-5-2021
7557
التاريخ: 21-5-2021
2500
|
السيدة صفية بنت حيي
تأملات في تابوت السكينة :
هي : صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن عامر بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن ينحوم من بني إسرائيل من سبط هارون بن عمران عليه السلام ، وأمها برة بنت سموأل أخت رفاعة بن سموأل من بني قريظة إخوة النضير ( 1 ) .
وقال صاحب الإصابة : هي من سبط لاوى بن يعقوب ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام ( 2 ).
وقال أبو عمر : صفية بنت حيي من سبط هارون بن عمران عليه السلام ( 3 ) .
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية عند ذكره قصة موسى عليه السلام . إن تفسير الشريعة الموسوية كان لهارون وبنيه عليه السلام . وإن الله تعالى جعل هذا الحق لهم لا يشاركهم فيه أحد من بقية أسباط بني إسرائيل ، والتوراة الحاضرة تقول بهذا ( 4 ) .
ومفسروا أهل الكتاب يقرون بهذه الحقيقة ولا يختلفون عليها . وذكرت التوراة الحاضرة . أن الله تعالى حدد لهارون وبنيه رداء وملابس يلبسونها عند اجتماعهم في خيمة الاجتماع ، وهي المكان الذي كان موسى عليه السلام يتعبد فيه ومنها تخرج تفسير الشريعة لبني إسرائيل . مما ورد في ذلك : قال الرب لموسى ( تقدم هارون وبنيه إلى باب خيمة الاجتماع ، وتغسلهم بماء وتلبس هارون الثياب المقدسة وتمسحه وتقدسه ليكهن لي ، وتقدم بنيه وتلبسهم أقمصة وتمسحهم كما مسحت أباهم ليكهنوا لي ويكون ذلك لتصير لهم مسحتهم كهنوتا أبديا " في أجيالهم ) ( 5 ).
وتذكر التوراة إن موسى عليه السلام فعل ما أمر به الله . ومما ورد في ذلك ( فقدم موسى هارون وبنيه وغسلهم بماء . وجعل عليه القميص . وألبسه الجبة وجعل عليه الرداء . . . ووضع العمامة على رأسه . . . ومسحه لتقديسه . . . ثم قدم موسى بني هارون وألبسهم أقمصة . . . كما أمر الرب موسى ) ( 6 ) .
وذكر مفسروا أهل الكتاب . إن المسح على هارون وبنيه يعنى تطهيرهم بحيث لا يكون للشيطان فيهم نصيب ، لأن من نسلهم يخرج الأنبياء ، ولأن هارون وبنوه لهم وحدهم حق تفسير الشريعة . عصمهم الله من الخطأ وجعلهم إسوة حسنة ليقتدي بهم أسباط بني إسرائيل . ومما ورد في التوراة الحاضرة ( وكلم الرب هارون قائلا " : خمرا " ومسكرا " لا تشرب أنت وبنوك معك . . . للتميز بين المقدس والمحلل وبين النجس والطاهر . ولتعليم بني إسرائيل جميع الفرائض التي كلم الرب بها بين موسى ) ( 7 ) .
وتذكر التوراة الحاضرة اختلاف بني إسرائيل من بعد موسى وهارون عليهما السلام . وتفرقهم وانقلابهم على أبناء هارون عليهم السلام وقتل الأنبياء والربانيون منهم على امتداد المسيرة الإسرائيلية ( 8 ) ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الفساد وأخبر بأنهم اختلفوا وتفرقوا من بعد ما جاءهم العلم بغيا " بينهم . وعلى امتداد مساحة الافتراق ضاع كثير من الهدى ، وبدل وأخفي الأكثر مما ترك آل موسى وآل هارون عليهم السلام ، وشاء الله تعالى أن يبعث لهم طالوتا " ملكا " عليهم . لتطوق الحجة أعناق هذه الأجيال المعاندة وكان لطالوت علامات محددة يعرفونه بها . ومنها قوله تعالى {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 248] ( 9 ).
قال ابن كثير : عن عطية بن سعد قال : فيه عصا موسى وعصا هارون وثياب موسى وثياب هارون ورضاض الألواح ( 10 ) . وبعد ظهور هذه الآيات وغيرها لم تلبث المسيرة الإسرائيلية حتى اختلفت وتفرقت بعد عهد سليمان عليه السلام . وتوارث أنبياء بني إسرائيل ثياب آل هارون على امتداد المسيرة وكانوا يفسرون الشريعة ويقيمون الحجة على امتداد الأجيال حتى بعث عيسى بن مريم عليهما السلام . وكانت مريم من آل هارون من سبط لاوى . ( 11 ) .
وبعد أن رفع الله المسيح بن مريم عليهما السلام . احتوى اليهود النصارى بواسطة بولس . وعلى هذه الخلفية حمل اليهود بعض من بقية ما ترك آل موسى وآل هارون .
وانتهى هذا الأثر إلى حيي بن أخطب الذي كان يتفاخر على اليهود بأنه من ذرية هارون عليه السلام . وكان اليهود في الحجاز يتباركون بما لديهم من آنية مقدسة تحمل معالم آل موسى وآل هارون .
مناقبها :
أخرج ابن سعد عن ابن أبي عون قال: استبت عائشة وصفية. فقال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم لصفية: ألا قلت أبي هارون وعمي موسى؟ وذلك أن عائشة فخرت عليها ( 12 ) .
وأخرج الترمذي عن أنس قال : بلغ صفية أن حفصة قالت : إنها بنت يهودي . فبكت . فدخل عليها النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وهي تبكي . فقال : ما يبكيك ؟ فقالت : قالت لي حفصة إني بنت يهودي . فقال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم: إنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيما تفخر عليك. ثم قال صلى الله عليه [وآله] وسلم: اتقي الله يا حفصة ( 13 ) .
وأخرج الترمذي عن صفية أنها قالت: بلغني عن حفصة وعائشة أنهم قالوا: نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم من صفية. نحن أزواجه وبنات عمه. فدخل علي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم . فذكرت ذلك له . فقال : ألا قلت . فكيف تكونان خيرا " مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى ( 14 ) .
وقال صاحب التاج الجامع للأصول : أي إنك لابنة نبي وهو هارون عليه السلام . وإن عمك لنبي ورسول وهو موسى عليه السلام . وإنك لتحت نبي وهو محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم . فلا فخر لهم مثلك ولا فخر أعظم من ذلك . فنسبها يتصل بإسحاق ويعقوب وإبراهيم صلى الله عليهم وسلم . ورضي الله عن صفية وأرضاها آمين ( 15 ) .
وأخرج ابن سعد بسند حسن عن زيد بن أسلم أن نبي الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في الوجع الذي توفي فيه إجتمع إليه نساؤه . فقالت صفية بنت حيي : أما والله يا نبي الله لوددت إن الذي بك بي . فغمزنها أزواج النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ، وأبصرهن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ، فقال : مضمضن فقلن : من أي شئ يا نبي الله ؟ قال : من تغامزكن بصاحبتكن . والله إنها لصادقة ( 16 ) .
وفاتها :
كان لصفية دارا " تصدقت بها في حياتها ( 17 ) .
وروي أنها ماتت سنة خمسين في زمن معاوية ، وقيل سنة اثنتين وخمسين ( 18 ) .
_______________
( 1 ) الطبقات الكبرى 120 / 7 . .
( 2 ) الإصابة 346 / 4 .
( 3 ) الإستيعاب 346 / 4 .
( 4 ) سفر اللاويين 3 / 10.
( 5 ) سفر الخروج 40 / 11 - 15 .
( 6 ) سفر اللاويين 8 / 1 - 12 .
( 7 ) المصدر السابق . 10 / 8 - 10 .
( 8 ) انظر كتابنا ابتلاءات الأمم . للمؤلف ط دار الهادي بيروت .
( 9 ) سورة البقرة آية 248 .
( 10 ) تفسير ابن كثير 301 / 1 .
( 11 ) انظر كتابنا إبتلاءات الأمم .
( 12 ) الطبقات الكبرى 127 / 7 .
( 13 ) رواه الترمذي بسند صحيح ( التاج الجامع 385 / 3 ) .
( 14 ) رواه الترمذي بسند صحيح ( التاج الجامع 385 / 3 ).
( 15 ) التاج الجامع 384 / 3 .
( 16 ) الطبقات الكبرى 128 / 7 ، الإصابة 347 / 4 .
( 17 ) الطبقات الكبرى 128 / 7 .
( 18 ) الإستيعاب 349 / 4 ، الإصابة 349 / 4 ، الطبقات 129 / 7.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|