المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



رشيد الهجري  
  
3804   02:44 مساءً   التاريخ: 2-02-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص275-278.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

من المتمسكين بحبل اللّه المتين، و من خواص أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، و قال العلامة المجلسي في كتابه جلاء العيون: روى الشيخ الكشي بسند معتبر انّ ميثم التمار- من كبار اصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وصاحب سرّه- مرّ ذات يوم على مجلس لبني اسد فلحق به حبيب بن مظاهر- من شهداء كربلاء- فوقفا و تكلّما ساعة ثم قال حبيب : «لكأنّي بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الرزق قد صلب في حبّ أهل بيت نبيّه (صلى الله عليه واله)و يبقر بطنه على الخشب»- و كان غرضه أن يشير الى قتل ميثم-.

فقال ميثم : و انّي لاعرف رجلا أحمر له صفيدتان يخرج لينصر ابن بنت نبيّه فيقتل و يجال برأسه بالكوفة- و كان غرضه الاشارة الى مقتل حبيب- ثم افترقا فقال أهل المجلس : ما رأينا أحدا أكذب من هذين، فلم يفترق أهل المجلس حتى أقبل رشيد الهجري- صاحب سرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما، فقالوا : افترقا و سمعناهما يقولان كذا و كذا.

فقال رشيد : رحم اللّه ميثما نسي و يزاد في عطاء الذي يجي‏ء بالرأس مائة درهم، ثم أدبر، فقال القوم : هذا و اللّه أكذبهم، فقال القوم : و اللّه ما ذهبت الايام و الليالي حتى رأينا ميثما مصلوبا على باب دار عمرو بن حريث، وجي‏ء برأس حبيب بن مظاهر قد قتل مع الحسين (عليه السلام) و رأينا كل ما قالوا .

وروى الشيخ الكشي أيضا انّ أمير المؤمنين (عليه السلام) خرج يوما الى بستان البرني و معه أصحابه، فجلس تحت نخلة ثم أمر بنخلة فلقطت، فانزل منها رطب فوضع بين ايديهم، قالوا: فقال رشيد الهجري : يا أمير المؤمنين ما أطيب هذا الرطب؟ فقال : يا رشيد أما انّك تصلب على جذعها، فقال رشيد : فكنت أختلف إليها طرفي النهار أسقيها، و مضى‏

أمير المؤمنين (عليه السلام).

قال: فجئتها يوما و قد قطع سعفها، قلت : اقترب أجلي، ثم جئت يوما فجاء العريف فقال : أجب الأمير، فأتيته فلمّا دخلت القصر فاذا الخشب ملقى، ثم جئت يوما آخر فاذا النصف الآخر قد جعل زرنقا يستقى عليه الماء، فقلت : ما كذبني خليلي، فأتاني العريف فقال : أجب الأمير: فأتيته.

فلمّا دخلت القصر اذا الخشب ملقى فاذا فيه الزرنوق‏ ، فجئت حتى ضربت الزرنوق برجلي، ثم قلت : لك غذيت و لي أنبت، ثم أدخلت على عبيد اللّه بن زياد، فقال : هات من كذب صاحبك، قلت : و اللّه ما أنا بكذاب و لا هو، و لقد اخبرني انّك تقطع يدي و رجلي و لساني، قال : اذا و اللّه نكذبه اقطعوا يده و رجله و أخرجوه.

فلمّا حمل الى أهله أقبل يحدّث الناس بالعظائم و هو يقول : أيها الناس سلوني فانّ للقوم عندي طلبة لم يقضوها، فدخل رجل على ابن زياد، فقال له : ما صنعت قطعت يده ورجله و هو يحدّث الناس بالعظائم؟.

قال : ردوه و قد انتهى الى بابه فردوه، فامر بقطع يديه و رجليه و لسانه وأمر بصلبه‏ .

وروى الشيخ الطوسي بسند معتبر عن أبي حسان العجلي انّه قال : لقيت أمة اللّه بنت راشد الهجري فقلت لها : أخبريني بما سمعت من أبيك، قالت: سمعته يقول : قال لي حبيبي أمير المؤمنين (عليه السلام) : يا راشد كيف صبرك اذ أرسل إليك دعيّ بني أميّة فقطع يديك و رجليك و لسانك؟ فقلت : يا أمير المؤمنين أيكون آخر ذلك الى الجنة؟.

قال: نعم يا راشد و أنت معي في الدنيا و الآخرة.

قالت : فو اللّه ما ذهبت الايام حتى أرسل إليه الدعيّ عبيد اللّه بن زياد فدعاه الى البراءة منه، فقال له ابن زياد : فبأيّ ميتة قال لك صاحبك تموت؟.

قال: خبّرني خليلي (عليه السلام) انّك‏ تدعوني الى البراءة منه فلا أتبرّأ، فتقدّمني فتقطع يدي و رجلي ولساني، فقال : واللّه لأكذبنّ صاحبك، قدّموه واقطعوا يده ورجله واتركوا لسانه، فقطعوه ثم حملوه الى منزلنا، فقلت له: يا أبت جعلت فداك هل تجد لما أصابك ألما؟ قال : لا واللّه يا بنيّة الّا كالزحام بين الناس.

ثم دخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجّعون له، فقال: آتوني بصحيفة ودواة، فجعل يذكر ويملي عليهم أخبار الملاحم و الكائنات و يسندها الى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فبلغ ذلك ابن زياد فأرسل إليه الحجّام حتى قطع لسانه فمات من ليلته تلك.

وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يسمّيه راشد المبتلى، وكان قد ألقى إليه علم البلايا و المنايا، فكان يلقى الرجل و يقول له : يا فلان بن فلان تموت ميتة كذا وأنت يا فلان تقتل قتلة كذا فيكون كما قاله رحمه اللّه‏ .

وروي في كتاب بحار الانوار عن الاختصاص انّه : لما طلب زياد رشيد الهجري اختفى رشيد، فجاء ذات يوم الى أبي أراكة وهو جالس على بابه في جماعة من اصحابه فدخل منزل أبي أراكة ففزع لذلك أبو أراكة و خاف، فقام فدخل في أثره، فقال : ويحك قتلتني و أيتمت ولدي و أهلكتهم، قال : و ما ذاك؟.

قال: أنت مطلوب و جئت حتى دخلت داري و قد رآك من كان عندي، فقال : ما رآني أحد منهم.

قال: و تسخر بي أيضا؟ فأخذه و شدّه كتافا ثم أدخله بيتا و أغلق عليه بابه، ثم خرج الى اصحابه فقال لهم : انّه خيّل إليّ انّ رجلا شيخا قد دخل داري آنفا، قالوا : ما رأينا أحدا، فكرّر ذلك عليهم كل ذلك يقولون : ما رأينا أحدا فسكت عنهم.

ثم انّه تخوّف ان يكون قد رآه غيرهم فذهب الى مجلس زياد ليتجسّس هل يذكرونه فان هم أحسّوا بذلك أخبرهم انّه عنده ودفعه إليهم فسلّم على زياد و قعد عنده، و كان الذي بينهما لطيف، فبينا هو كذلك اذ أقبل رشيد على بغلة أبي أراكة مقبلا نحو مجلس زياد، فلمّا نظر إليه أبو أراكة تغيّر وجهه و أسقط في يده و أيقن بالهلاك، فنزل رشيد عن البغلة و أقبل الى زياد فسلّم عليه، فقام زياد فاعتنقه فقبّله.

ثم أخذ يسائله : كيف قدمت؟ و كيف من خلّفت؟ و كيف كنت في مسيرك؟ و أخذ لحيته ثم مكث هنيئة ثم قام فذهب، فقال أبو أراكة لزياد: أصلح اللّه الامير من هذا الشيخ؟ قال : هذا أخ من اخواننا من أهل الشام قدم علينا زائرا، فانصرف أبو أراكة الى منزله فاذا رشيد بالبيت كما تركه، فقال أبو أراكة : أما اذا كان عندك من العلم كلّ ما أرى فاصنع ما بدا لك و ادخل علينا كيف شئت‏ .

يقول المؤلف: انّ ابا أراكة المذكور أحد خواص أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) مثل الأصبغ بن نباتة و مالك الأشتر و كميل بن زياد، و قد اشتهر آل أبي أراكة في رجال الشيعة، و ما فعله مع رشيد لم يكن استخفافا بشأنه بل للخوف على نفسه و عياله لانّ زيادا كان شديد الطلب لرشيد و امثاله من شيعة عليّ (عليه السلام)، و كان في صدد تعذيبهم و قتلهم و تعذيب و قتل كل من آواهم أو ضيّفهم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.