المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مفهوم الالتصاق الصناعي .
24-5-2016
اللغة والكلام
27-11-2018
تقييم التغذية للمياه الجوفية Recharge Estimation
9-12-2020
كاثود مُزَود dispenser cathode
29-8-2018
حال الاستصحاب مع القرعة
28-5-2020
المحكمات أم الكتاب‏
26-04-2015


غضب الباري على من يبغضه(عليه السلام)  
  
3776   10:20 صباحاً   التاريخ: 31-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص194-200.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

نقلت من مناقب الخوارزمي عن عبد خير عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال أهدي إلى النبي (صلى الله عليه واله ) قنو موز فجعل يقشر الموزة و يجعلها في فمي فقال له قائل يا رسول الله إنك تحب عليا قال أوما علمت أن عليا مني و أنا منه.

قلت قوله (صلى الله عليه واله ) هو مني و أنا منه يدل على مكانة أمير المؤمنين (عليه السلام) ومنزلته و أنه قد بلغ من الشرف و الكمال إلى أقصى غايته و تسنم من كاهل المجد أعلى ذروته و رفعه رسول الله (صلى الله عليه واله ) بما أثبته من تنبيهه على محله منه و نسبته و بيان هذه الجملة التي أسفر محياها و إيضاح هذه المنقبة التي تضوع عرفها و فاح رياها و كشف غطاء هذه الفضيلة التي اتفق لفظها و معناها أنه لما قال (صلى الله عليه واله) سلمان منا أهل البيت حصل لسلمان رضي الله عنه بذلك شرف مد أطنابه و نصب على قمة الجوزاء قبابه و فاق به أمثاله من الأصحاب و أضرابه فلما ذكر عليا و خصه بأنت مني سما به عن تلك الرتبة و تجاوز به عن تلك المحلة و لو اختصر عليها كانت مع كونها متعالية عن رتبة سلمان قريبة منها فلما قال له فأنا منك تم المنقبة و كملها و زين سيرته بهذه الفريدة و جملها فإنها عظيمة المحل ظاهرة الفضل تشهد لشرفه و مكانه و رجاحة فضله و ثقل ميزانه و ذلك لأنها دلت أن كل واحد منهما أصل للآخر و نازل منزلته و أنه لم يرض أن يقتصر له بأن عليا منه حتى جعل نفسه من علي و قد أورد ابن جرير الطبري و ابن أثير الجزري في تاريخهما أنه كان (صلى الله عليه واله )  يقول لعلي في يوم أحد و قد فر من الزحف من فر و قر مع النبي من قر يا علي اكفني أمر هؤلاء اكفني أمر هؤلاء إشارة إلى الكفار و علي(عليه السلام) يجالد بين يديه باذلا نفسه دونه خائضا غمار الحرب في نصره صابرا على منازلة الأقران و مصاولة الشجعان و مقارعة صناديد العرب و مصارعة الفرسان الجاهلية بعزم لا ينثني و همة لا تني و بأس يذل مردة الطغيان و نجدة تقيد شياطين الكفر في أشطان الذل و الهوان فقال جبرئيل و الله يا محمد هذه المواساة فقال هو مني و أنا منه فقال و أنا منكما.

فانظر إلى هذه الحال التي خص بها الإمام (عليه السلام) ما أجلها و المنزلة التي طلب جبرئيل (عليه السلام) أن ينالها و يتفيأ ظلها و الحديث ذو شجون أي يدخل بعضه في بعض.

ومن كتاب المناقب عن عائشة قالت رأيت النبي (صلى الله عليه واله )التزم عليا و قبله و يقول بأبي الوحيد الشهيد.

ومن المناقب أيضا عن علي بن أبي طالب قال كنت أمشي مع النبي (صلى الله عليه واله ) في بعض طرق المدينة فأتينا على حديقة و هي الروضة ذات الشجر فقلت يا رسول الله ما أحسن هذه الحديقة فقال ما أحسنها و لك في الجنة أحسن منها ثم أتينا على حديقة أخرى فقلت يا رسول الله ما أحسنها من حديقة فقال لك في الجنة أحسن منها حتى أتينا على سبع حدائق أقول يا رسول الله ما أحسنها فيقول (صلى الله عليه واله ) لك في الجنة أحسن منها فلما خلا له الطريق اعتنقني وأجهش باكيا فقلت يا رسول الله ما يبكيك قال ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها إلا بعدي فقلت في سلامة من ديني قال في سلامة من دينك.

ومنه عن أسامة بن زيد عن أبيه قال اجتمع علي و جعفر و زيد بن حارثة فقال جعفر أنا أحبكم إلى رسول الله (صلى الله عليه واله ) و قال علي أنا أحبكم إلى رسول الله (صلى الله عليه واله ) وقال زيد أنا معتق النبي أنا أحبكم إلى رسول الله (صلى الله عليه واله ) فانطلقوا بنا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله ) فنسأله قال أسامة فاستأذنوا على رسول الله (صلى الله عليه واله ) و أنا عنده قال اخرج فانظر من هؤلاء فخرجت ثم جئت فقلت هذا جعفر وعلي و زيد بن حارثة يستأذنون قال ائذن لهم فدخلوا فقالوا يا رسول الله جئنا نسألك من أحب الناس إليك قال فاطمة قالوا إنما نسألك عن الرجال فقال أما أنت يا جعفر فيشبه خلقك خلقي و أنت إلي ومن شجرتي و أما أنت يا علي فختني و أبو ولدي و مني و إلي و أحب القوم إلي.

ومن كتاب المناقب عن جابر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) جاءني جبرئيل من عند الله عزوجل بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض إني افترضت محبة علي بن أبي طالب على خلقي فبلغهم ذلك عني و منه عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب (عليه السلام) لما خلق الله عز و جل النار.

أقول ربما وقف على هذا الحديث بعض من يميل إلى العناد طبعه و يتسع في الخلاف و النصب ذرعه فيرد عليه منه ما يضيق به  وسعه فيجزم بخفض مناره عند ما يعييه دفعه  و يسارع إلى القدح في راويه و معتقده و ينكر على ناقله بلسانه و قلبه و يده وهو لا يعلم أنه إنما أصيب من قبل طبعه الذميم و أتي من قبل تصوره السقيم ووجه تبيينه أن محبة علي (عليه السلام)فرع على محبة النبي (صلى الله عليه واله ) وتصديقه في جميع ما جاء به و محبة النبي (صلى الله عليه واله) وتصديقه فرع على معرفة الله تعالى ووحدانيته و العمل بأوامره و اجتناب نواهيه و الأخذ بكتابه و سنة نبيه (صلى الله عليه واله ) و من المعلوم أن الناس كافة لو خلقوا على هذه الفطرة لم يخلق الله النار و كيف يحب عليا من خالف مذهبه في علمه و حلمه و زهده و ورعه وصلاته و صيامه و مسارعته إلى طاعات الله و إقدامه و الأخذ بكتاب الله في تحليل حلاله و تحريم حرامه و مجاهدته في ذات الله شارعا لرمحه شاهرا لحسامه و قناعته بخشونة ملبسه و جشوبة مأكله و انتصابه في محرابه يقطع الليل بصالح عمله و هذه أوصاف لا يستطيعها غيره من العباد و لكنه قال(عليه السلام)أعينوني بورع و اجتهاد.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.