المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المفهوم الليبرالي لحرية الصحافة
20-12-2020
كيفية الاحرام
15-12-2019
السيد محمد ابن السيد محمد تقي الطباطبائي.
4-2-2018
التفحم السائب على الشعير Loose Smut of Barley
30-10-2016
التجسس بن زياد على مسلم
28-3-2016
كلوريد الصوديوم NaCl
12-6-2018


علي مولى كل مؤمن ومؤمنة  
  
4035   10:22 صباحاً   التاريخ: 31-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص523-525.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى الناصر للحق بإسناده في حديث طويل قال لما قدم علي (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه واله) بفتح خيبر قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لولا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت قدميك و من فضل طهورك يستشفون به و لكن حسبك أن تكون مني و أنا منك ترثني و أرثك و أنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و أنك تبرئ ذمتي و تقاتل على سنتي و أنك في الآخرة غدا أقرب الناس مني وأنك أول من يرد علي الحوض و أول من يكسى معي و أول داخل في الجنة من أمتي و أن شيعتك على منابر من نور و أن الحق على لسانك و في قلبك و بين عينيك.

وفي الآثار عن سالم قال قيل لعمر نراك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي (صلى الله عليه واله) قال إنه مولاي.

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال جاء أعرابيان إلى عمر يختصمان فقال عمر يا أبا الحسن اقض بينهما فقضى على أحدهما فقال المقضي عليه يا أمير المؤمنين هذا يقضي بيننا فوثب إليه عمر فأخذ بتلبيبه و لببه ثم قال ويحك ما تدري من هذا ؟هذا مولى كل مؤمن و من لم يكن مولاه فليس بمؤمن.

يقال لببت الرجل تلبيبا إذا جمعت ثيابه عند صدره و نحره في الخصومة ثم جررته.

وعن عبد خير قال اجتمع عند عمر جماعة من قريش فيهم علي بن أبي طالب فتذاكروا الشرف وعلي (عليه السلام) ساكت فقال عمر ما لك يا أبا الحسن ساكتا و كان عليا (عليه السلام) كره الكلام فقال عمر لتقولن يا أبا الحسن فقال علي (عليه السلام):

الله أكرمنا بنصر نبيه                   و بنا أعز شرائع الإسلام

في كل معترك تزيل سيوفنا             فيه الجماجم عن فراخ الهام

و يزورنا جبريل في أبياتنا             بفرائض الإسلام و الأحكام

فنكون أول مستحل حله                 ومحرم لله كل حرام

نحن الخيار من البرية كلها             و نظامها و زمام كل زمام

إنا لنمنع من أردنا منعه                 و نقيم رأس الأصيد القمقام

و ترد عادية الخميس سيوفنا           فالحمد للرحمن ذي الإنعام

الصيد بالتحريك مصدر الأصيد و هو الذي يرفع رأسه كبرا و منه قيل للملك أصيد و أصله داء يصيب البعير فيرفع رأسه و إنما قيل للملك لأنه لا يلتفت يمينا و شمالا و كذلك الذي لا يستطيع الالتفات من داء يقول منه صيد بكسر الياء و القمقام السيد و كذلك القماقم و الخميس الجيش و عاديته ظلمه و جوره و شره .

وقال السيد الحميري رحمه الله:

يا بايع الدين بدنياه                ليس بهذا أمر الله

من أين أبغضت علي الرضا       وأحمد قد كان يرضاه

من الذي أحمد من بينهم           يوم غدير الخم ناداه

أقامه من بين أصحابه             وهم حواليه و سماه

هذا علي بن أبي طالب            مولى لمن قد كنت مولاه

فوال من والاه يا ذا العلى          وعاد من قد كان عاداه

و لبديع الزمان أبي الفضل أحمد بن الحسين الهمداني:

يا دار منتجع الرسالة             بيت مختلف الملائك

يا ابن الفواطم و العواتك          و الترائك و الأرائك

أنا حائك إن لم أكن               مولى ولائك و ابن حائك.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.