أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-11-2015
1777
التاريخ: 5-10-2014
1469
التاريخ: 15-02-2015
1575
التاريخ: 2023-07-24
1103
|
الملاحظ في القضايا الإقتصادية أنّه قد لا تكون (زيادة الإنتاج) بمكان من الأهميّة بقدر أهميّة (الرقابة على الإستهلاك) ومن هنا نشاهد أنّ يوسف في أيّام حكومته، حاول ـ بشدّة ـ أن يسيطر على الإستهلاك الداخلي في سنوات الوفرة لكي يتمكّن من الإحتفاظ بجزء كبير من المنتوجات الزراعية لسنوات القحط والمجاعة القادمة، وفي الحقيقة أنّ زيادة الإنتاج والرقابة متلازمان لا يفترقان، فالزيادة في الإنتاج لا تثمر إلاّ إذا أعقبتها رقابة صحيحة، كما أنّ الرقابة تكون أكثر فائدة إذا أعقبتها زيادة في الإنتاج.
إنّ السياسة الإقتصادية التي انتهجها يوسف (عليه السلام) في مصر أظهرت أنّ الخطّة الإقتصادية الصحيحة والمتطورة مع الزمن لا يمكن أن تقتصر على متطلّبات الجيل الحاضر، بل لابدّ وأن تراعي مصالح الأجيال القادمة، لأنّ التفكير بالمصالح المستعجلة للجيل الحاضر والتغاضي عن مصالح الأجيال القادمة ـ كما لو استهلكنا جميع ثروات الأرض ـ تعتبر غاية الأنانية وحبّ الذات، إذ أنّ الأجيال القادمة هم في الواقع اُخوتنا وأبناؤنا فلابدّ من التفكير في مصالحهم وعدم التفريط بها.
والملفت للنظر أنّه يستفاد من بعض الرّوايات الواردة كما ورد عن الإمام علي بن موسى الرّضا(عليهما السلام) «وأقبل يوسف على جمع الطعام فجمع في السبع سنين المخصبة فكبسه في الخزائن، فلمّا مضت تلك السنون وأقبلت المجدية أقبل يوسف على بيع الطعام فباعهم في السنة الاُولى بالدراهم والدنانير حتى لم يبق بمصر وما حولها دينار ولا درهم إلاّ صار في مملكة يوسف، وباعهم في السنة الثّانية بالحلي والجواهر حتى لم يبق بمصر وما حولها حلي ولا جواهر إلاّ صار في ملكة يوسف، وباعهم في السنة الثّالثة بالدّواب والمواشي حتى لم يبق بمصر وما حولها دابة ولا ماشية إلاّ صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة الرّابعة بالعبيد والإماء حتى لم يبق بمصر ومن حولها عبد ولا أمة إلاّ صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة الخامسة بالدّور والعقار حتى لم يبق بمصر وما حولها دار ولا عقار إلاّ صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة السّادسة بالمزارع والأنهار حتى لم يبق بمصر وما حولها نهر ولا مزرعة إلاّ صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة السّابعة برقابهم حتى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا حرّ إلاّ صار عبد يوسف، فملك أحرارهم وعبيدهم وأموالهم وقال النّاس: ما رأينا ولا سمعنا بملك أعطاه اللّه من الملك ما أعطى هذا الملك حكماً وعلماً وتدبيراً، ثمّ قال يوسف للملك: أيّها الملك ما ترى فيما خولني ربّي من ملك مصر وأهلها أشر علينا برأيك، فإنّي لم أصلحهم لأفسدهم، ولم أنجهم من البلاء ليكون وبالاً عليهم ولكن اللّه نجاهم على يدي، قال له الملك: الرأي رأيك، قال يوسف: إنّي أشهد اللّه وأشهدك أيّها الملك أنّي اعتقت أهل مصر كلّهم، ورددت اليهم أموالهم وعبيدهم، ورددت إليك أيّها الملك خاتمك وسريرك وتاجك على أن لا تسير إلاّ بسيرتي ولا تحكم إلاّ بحكمي قال له الملك: إنّ ذلك لشرفي وفخري لا أسير إلاّ بسيرتك ولا أحكم إلاّ بحكمك، ولولاك ما قويت عليه ولا اهتديت له، ولقد جعلت سلطاني عزيزاً على ما يرام، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، وأنت رسوله فاقم على ما وليتك فإنّك لدينا مكين أمين» (1).
______________________
1. تفسير مجمع البيان ,ج3 ,ص344.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|