المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

ذبابة العنب البيضاء
1-12-2019
فوائد مكافحة النيماتودا
14-2-2017
Planar Straight Line Embedding
6-4-2022
Power Ceilings
21-10-2020
كـلـف الجـودة Quality Costs
31-3-2021
شكوك حول كورش : هل هو ذو القَرنَينِ ؟
11-10-2014


رأي الشيعة الإمامية الإثني عشرية في الصحابة  
  
1916   10:00 صباحاً   التاريخ: 5-5-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج3 ، 86 - 92
القسم : العقائد الاسلامية / فرق و أديان / الشيعة الاثنا عشرية /

لابد منا أن نذكر بعض ما يتعلق بهذه المسألة وفروضها ثلاثة:-

الأول:- ان صحابة رسول اللّه [صلى الله عليه واله] كلهم عدول أجمعين وما صدر منهم يتحمل لهم وهم مجتهدون وهذا هو رأي الجمهور من السنة.

الثاني:- ان الصحابة كغيرهم من الرجال وفيهم العدول من الرجال وفيهم الفساق منهم يوزنون بأعمالهم فالمحسن يجازى لإحسانه والمسي‏ء يؤخذ بإساءته.

الثالث:- إن جميع الصحابة كفار والعياذ باللّه وهذا رأي الخارجين عن الإسلام ولا يقوله إلا كافر وليس من الإسلام في شي‏ء.

هذه ثلاثة فروض للمسألة وهنا لا بد أن نقف مليا لنفحص هذه الأقوال.

أما القول الثالث فباطل بالإجماع ولم يقل به إلا أعداء الإسلام أو الدخلاء فيه، وأما القول الأول هو أشبه شي‏ء بادعاء العصمة للصحابة أو سقوط التكاليف عنهم وهذا شي‏ء لا يقره الإسلام ولا تمثله تعاليمه، بقي القول الوسط وهو ما تذهب الشيعة إليه من اعتبار منازل الصحابة حسب الأعمال ودرجة الإيمان، وذلك ان الصحبة شاملة لكل من صحب النبي [صلى الله عليه واله] أو رآه أو سمع حديثه فهي تشمل المؤمن والمنافق والعادل والفاسق والبر والفاجر، كما يدل عليه قول النبي [صلى الله عليه واله] في غزوه تبوك عند ما أخبره جبرائيل بما قاله المنافقون أن محمدا يخبر بأخبار السماء ولا يعلم الطريق إلى الماء فشكا ذلك إلى سعد بن عبادة فقال له سعد إن شئت ضربت أعناقهم قال [صلى الله عليه واله]: لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ولكن نحسن صحبتهم ما أقاموا معنا.

روى مسلم والنسائي في الخصائص ص 27 عن النبي [صلى الله عليه واله] أنه قال لعلي (عليه السلام) لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق وقال الحسن البصري في حق معاوية أربع خصال في معاوية لو لم تكن إلا واحدة لكانت موبقة: خروجه على هذه الأمة بالسفهاء حتى ابتزها بغير مشورة منهم، واستخلافه ليزيد وهو يسكر ويلبس الحرير ويضرب بالطنابر، وادعاؤه زيادا وقال النبي [صلى الله عليه واله] الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقتل حجر بن عدي وقد ذكر أبو زهرة في كتابه الإمام الصادق (عليه السلام) ص 112 وقد لام كثيرون معاوية على سب سيف اللّه علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقد أرسلت أم سلمة تقول له إنكم تلعنون اللّه ورسوله إذ تلعنون علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومن يحبه وأشهد أن اللّه ورسوله يحبانه.

وعلى هذا كان معاوية وحزبه في عداد الصحابة محل تقدير النبي [صلى الله عليه واله] وهم يعلنون سب علي (عليه السلام) حتى ورد انه كان في أيام بني أمية أكثر من سبعين ألف منبر يلعن عليها علي (عليه السلام) بما سنّه لهم معاوية بن أبي سفيان .

وأخرج الدار قطني أن مروان بن الحكم قال ما كان أحد أدفع عن عثمان من علي (عليه السلام) وقد أشار إلى ذلك العلامة أحمد الحفيظ الشافعي في ارجوزته:

وقد حكى الشيخ السيوطي أنه قد كان فيما جعلوه سنه‏ سبعون ألف منبر وعشرة من فوقهن يلعنون حيدره .. الخ .

أيكون المغيرة بن شعبة الذي كان يلعن عليا على منبر الكوفة ويدعو الناس إلى البراءة منه محلا للتقدير؟؟ أم سمرة بن جندب الذي أراق دماء المسلمين وهتك الحرمات عند ولايته على البصرة من قبل زياد في عهد معاوية وكان ممن يحث الناس على الخروج لحرب الحسين (عليه السلام) وقد وضع أحاديث فيما يؤيد معاوية ويشد عضده؟ أم بسر بن ارطاة ذلك السفاك لدماء المسلمين في اليمن واقامهن في الأسواق للبيع فكان يكثف من سوقهن فأيهن أعظم ساقا اشتريت؟ أم أبو الغادية قاتل عمار بن ياسر رضوان اللّه عليه وقد قال رسول اللّه [صلى الله عليه واله] يا عمار تقتلك الفئة الباغية؟؟

من الشواهد نفي العدالة عن الصحابة في زمان النبي [صلى الله عليه واله] :

1- قال ابن كثير ج 4 ص 170 كان رجل يكتب للنبي [صلى الله عليه واله] وقد قرأ البقرة وآل عمران فكان رسول اللّه [صلى الله عليه واله] يملي عليه غفورا رحيما فيكتب عليما حكيما فيقول له النبي [صلى الله عليه واله] اكتب كذا وكذا فيقول اكتب كيف شئت ويملي عليه عليما حكيما فيكتب سميعا بصيرا وقال أنا اعلمكم بمحمد فمات ذلك الرجل فقال النبي [صلى الله عليه واله] الأرض لا تقبله قال أنس بن مالك فحدثني أبو طلحة انه أتى الرجل، الأرض الذي مات فيها الرجل فوجده منبوذا فقال أبو طلحة ما شأن هذا الرجل قالوا دفناه مرارا فلم تقبله الأرض.

2- وهذا الوليد بن عقبة بن أبي معيط الذي سماه اللّه فاسقا أبو خالد سيف اللّه عند العامة حينما أرسله النبي [صلى الله عليه واله] على صدقات بني المصطلق فعاد وأخبر النبي [صلى الله عليه واله] انهم خرجوا لقتاله فأراد ان يجهز لهم جيشا فأنزل اللّه فيه‏ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} [الحجرات: 6] فقد كان في عداد الصحابة فأين العدالة من الفاسق.

3- وهذا النجد بن قبير أحد بني سلمة نزلت فيه: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ } [التوبة: 49] .

4- وهذا مسجد ضرار وما أدراك ما مسجد ضرار قد بناه قوم وسموا بالصحبة يتظاهرون فيه بأداء الصلاة في أوقات لا يسعهم الوصول إلى النبي [صلى الله عليه واله] ولكن فضح اللّه سرهم وأبان أمرهم فهم منافقون وأنزل اللّه فيهم‏ {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [التوبة: 107] وكانوا اثني عشر رجلا من المنافقين منهم خزام بن خالد بن عبيد ومن داره اخرج المسجد ومعتب بن قشير وأبو حبيب بن أبي الأزعر وغيرهم (سيرة ابن هشام ج 1 ص 341).

5- وهذا ثعلبة بن حاطب بن عمر بن أمية ممن شهد بدرا واحدا فقد منع زكاة ماله فأنزل اللّه فيه: { وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [التوبة: 75، 76] وكان ثعلبة هذا من الصحابة ملازما لأداء الصلاة في أوقاتها وكان معدما فقيرا فقال لرسول اللّه [صلى الله عليه واله] ادع اللّه لي أن يرزقني مالا فقال [صلى الله عليه واله] ويحك يا ثعلبة قليل تشكره خير من كثير لا تطيقه فقال رسول اللّه [صلى الله عليه واله] اللهم ارزق ثعلبة مالا فزاد ماله وامتنع عن الزكاة وكان من الكاذبين.

6- وهذا ذو الثدية كان في عداد الصحابة متنسكا عابدا وكان يعجبهم تعبده واجتهاده فأمر النبي [صلى الله عليه واله] بقتله وكان [صلى الله عليه واله] يقول إنه لرجل في وجهه سفعة من الشيطان فأمر النبي [صلى الله عليه واله] بقتله وأرسل أبا بكر ليقتله فلما رآه يصلي رجع وأرسل عمر فلم يقتله وخالفا أمر النبي [صلى الله عليه واله] كما ذكرنا سابقا [في هذا الجزء] وأرسل عليا (عليه السلام) فلم يدركه وهو الذي ترأس الخوارج‏ وقتله علي (عليه السلام) يوم النهروان ذكر ذلك في الاصابة ج 1 ص 429.

7- وهؤلاء قوم وسموا بالصحابة كانوا يجتمعون في بيت سويلم يثبطون الناس عن رسول اللّه [صلى الله عليه واله] فأمر من أحرق عليهم بيت سويلم كما في الاصابة أيضا ج 3 ص 235.

8- وهذا قزمان بن الحرث شهد أحدا وقاتل مع النبي [صلى الله عليه واله] قتالا شديدا فقال أصحاب النبي [صلى الله عليه واله] ما أجزأ عنا أحد كما أجزأ عنا فلان فقال النبي [صلى الله عليه واله] اما انه من أهل النار ولما أصابته الجراحة وسقط فقيل له هنيئا لك بالجنة يا أبا الغيداق قال جنة من حرمل واللّه ما قاتلنا إلا على الأحساب.

9- وهذا الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس شتمه رسول اللّه ولعنه وهو والد مروان وعم عثمان بن عفان.

حدث الفاكهي بسند عن الزهيري وعطاء الخراساني ان أصحاب محمد دخلوا عليه وهو يلعن الحكم فقالوا يا رسول اللّه ما باله فقال دخل عليّ شق الجدار وأنا مع زوجتي فلانة ومر الحكم فجعل الحكم يغمز النبي [صلى الله عليه واله] باصبعه فالتفت فرآه فقال النبي [صلى الله عليه واله] اللهم اجعله وزغا فزحف في مكانه (الاصابة ج 1 ص 346) وكان النبي [صلى الله عليه واله] يسميه خيط الباطل وقال [صلى الله عليه واله] فيه ويل لأمتي مما في صلب هذا .

و من حديث عائشة انها قالت لمروان بن الحكم اشهد أن رسول اللّه لعن أباك وأنت في صلبه.

10- وهذه أم المؤمنين عائشة لم يثبت لها الايمان:- كما حدث كثير بن مرّة عنها أن النبي [صلى الله عليه واله] قال أطعميني يا عائشة قالت ما عندنا شي‏ء فقال أبو بكر إن المرأة المؤمنة لا تحلف أنه ليس عندها شي‏ء وهو عندها فقال النبي [صلى الله عليه واله] ما يدريك أنها مؤمنة إن المرأة المؤمنة من النساء كالغراب الأبقع في الغربان (علل الحديث لابن حاتم ج 1 ص 439) وهذا إنكار من النبي [صلى الله عليه واله] على القطع بالعدالة والإيمان ولو كان كما يدعى لقال مؤيدا لقول أبي بكر نعم إنها مؤمنة وزوجة النبي [صلى الله عليه واله] ومن أهل الجنة.

11- حديث أبي هريرة فإذا أردنا أن نتثبت في قبول رواية أبي هريرة مثلا ونقف أمام أحاديثه موقف المتثبت لاستجلاء الواقع وظهور الحقيقة يقال هذا طعن على الصحابة أليس من الحق أن نقف موقف الانكار على كثرة أحاديثه حتى بلغ ثلاثين ألف حديث ونتساءل عن اختصاصه بمنزلة لم تكن لأحد من الصحابة قط، وهو حديث عهد في الإسلام فإنه أسلم بعد فتح خيبر في السنة السابعة، وذهب إلى البحرين مع العلاء في السنة الثانية وبقي فيها إلى أن توفي النبي [صلى الله عليه واله]، فتكون صحبته أقل من سنتين، فكيف يختص به ممن هو أسبق إسلاما وأكثر ملازمة منه للنبي [صلى الله عليه واله]، وأفرغ بالا لقبول ما يسمع؟ فقد كان أبو هريرة مشغولا بسد رمقه ويصرع من الجوع مرة بعد أخرى.

وهذا عمر بن الخطاب لم يثبت العدالة لأبي هريرة عند ما استعمله على البحرين فقدم بعشرة آلاف فقال له عمر استأثرت بهذه الأموال يا عدو اللّه وعدو كتابه، فقال أبو هريرة لست بعدو اللّه ولا عدو كتابه ولكن عدو من عاداهما (يعني عمر وأبا بكر) فقال عمر من أين هي لك قال أبو هريرة خيل نتجت وغلة ورقيق لي قال عمر قد حسبت لك رزقك ومئونتك وهذا فضل فأده قال أبو هريرة ليس لك ذلك قال بلى واللّه أوجع ظهرك ثم قام عمر إليه بالدرة فضربه حتى أدماه .

هكذا رأينا يقابل أبا هريرة بشدة ويتهمه بخيانة أموال المسلمين وينسبه لعداء اللّه وعداء كتابه ومع انه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب فقد كانت أحاديثه كثيرة تبعث على الاستنكار فقد روى عن النبي [صلى الله عليه واله] فقط 5374 حديثا وقد أنكر الصحابة عليه ذلك وكذبوه وقد أنكرت أيضا عليه عائشة وابن عمر ونهاه‏ عمر بن الخطاب عن الحديث.

وذكر الخطيب البغدادي وهو من أعاظم علماء السنة ذكر عند الرشيد حديث أبي هريرة إن موسى لقي آدم فقال أنت آدم الذي أخرجتنا من الجنة فقال رجل من قريش أنى لقي آدم موسى فغضب الرشيد وقال النطع والسيف زنديق يطعن في حديث رسول اللّه [صلى الله عليه واله] (تاريخ بغداد ج 14 ص 7) .

ومن هذا نعرف شدة الأمر وخطر الموقف فهذا رجل يسأل عن المكان الذي لقي موسى آدم ويتضح له أمر لعله كان يجهله فلقي ما لقي وطبقت عليه مادة الفناء وهي الاتهام بالزندقة فمن ذلك ما حدث به عن سهو النبي [صلى الله عليه واله] في الصلاة وهو منزه عن ذلك.

قال أبو هريرة صلى بنا رسول اللّه [صلى الله عليه واله] الظهر والعصر فسلم في ركعتين فقال ذو اليدين أنقصت الصلاة أم نسيت وفي لفظ كما أخرجه مسلم بينما أنا أصلي مع رسول اللّه [صلى الله عليه واله] الحديث مما يدل على حضور أبي هريرة الواقعة ومما لا شك فيه ان إسلام أبي هريرة كان بعد فتح خيبر ووفاة ذي اليدين في بدر في السنة الثانية وأيضا يحدث أبو هريرة عن رقية بنت رسول اللّه [صلى الله عليه واله] وأنه دخل عليها وسألها عن فضيلة لعثمان بن عفان والحال ان رقية ماتت قبل إسلام أبي هريرة في السنة الثالثة.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.