أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2018
858
التاريخ: 24-05-2015
965
التاريخ: 24-05-2015
4398
التاريخ: 29-4-2018
790
|
خلاصة القول أن المذهب الجعفري انتشر بقوته ومقوماته من دون استناد إلى سلطة أو عوامل الترغيب في اعتقاده وأول ظهور الشيعة كان في بلد الحجاز في مكة المكرمة وهي أول أرض بذرت فيها بذرة التشيع .
وفي المدينة من يوم هجرة الرسول الأعظم 14 ربيع الأول أول التاريخ الإسلامي مخصوصا في القرن الرابع انتشر بصورة ظاهرة وقد عظم ذلك على من يسوؤهم انتشار مذهب أهل البيت كابن حزم فقد وصف المدينة المنورة بما لا يليق بها لوجود الشيعة فيها فراجع النبذ في أصول الفقه الظاهري لابن حزم الأندلسي.
كما انتشر في الشام وكان أبو ذر الغفاري الصحابي الجليل هو الذي نشر المذهب هناك ولا يزال في قرية الصرفند بين صيدا وصور مقام معروف باسم أبي ذر اتخذ مسجدا معمورا وهم اليوم عدد كثير اشتركوا في ادارة البلاد وشغلوا مناصب مهمة في حكومة سوريا ومنهم التجار والأطباء لهم مركز مهم هناك وتقام عندهم مآتم عزاء الحسين (عليه السلام) علنا في عاصمة الأمويين ويحضرها كثير من أهل السنة والخطيب يفصح بمخازي معاوية ويزيد وبني أمية مستنبطا ذلك من التاريخ الصحيح.
ويقول ابن جبير في رحلته في وصف المذاهب المتغلبة على الشام في القرن السادس إن الشيعة أكثر من السنيين وقد عموا البلاد بمذهبهم .
ويقول كرد علي : وفي دمشق يرجع عهدهم أي الشيعة، إلى القرن الأول للهجرة وفي أكناف حوران وهم مهاجرة جبل عامل وفي شمال لبنان والمتن والبترون وهم مهاجرة بعلبك ولا يقل عدد الشيعة في الشام من الإمامية عن مائتي ألف نسمة فراجع خطط الشام لكرد علي ج 6 ص 252 .
أما جبل عامل وبيروت ومحلة الشياح وبرج حمود وبعلبك فهو البلد الواقع بين الصرفند جنوبا ونهر الأولي شمالا وغور الحولة وما والها إلى أرض البقاع شرقا أطراف بعلبك والبحر المتوسط غربا فقد كان بدء التشيع في جبل عامل بفضل الجهود التي بذلها المجاهد في اللّه أبو ذر الغفاري رضي اللّه عنه وانتشر بسبب دعوته وكانت حركة علمية واسعة حتى اليوم وعلماء جبل عامل خمس علماء الشيعة الإمامية الاثني عشرية في أقطار العالم ونذكرهم إنشاء اللّه في آخر الكتاب.
فالتشيع في لبنان منتشر بكثرة ويسير بكل نظام وهدوء محفوظ الحقوق مرعيّ الجانب ولهم في النجف الأشرف وقم جماعة وتخرج منها عدد كثير من أبطال العلم مثل الشهيد الأول والثاني والمحقق الثاني والشيخ الحر صاحب وسائل الشيعة والسيد شرف الدين والسيد محسن الأمين .
و يقول الأستاذ كرد علي أيضا إن في حمص قرى للشيعة خاصة وفي نفس المدينة جماعات ظاهرة ومتسترة وفي أعمال ادلب قرى الغونمة ونبل وغيرهما كلها شيعة وفيها إلى اليوم السادة بنو زهرة نقباء الأشراف والسادة في مدينة حلب وكل هؤلاء من بقايا الحمدانيين ومن فلول شيعة حلب يوم تشتت شملهم يشير بذلك إلى الكارثة التي أصابت الشيعة عند ما أفتى الشيخ نوح المرتزق بكفر الشيعة واستباحة دمائهم أتابوا أو لم يتوبوا فقتل بسبب هذه الفتوى أربعون ألفا من الشيعة وانتهبت أموالهم وأخرج الباقون إلى القرى وغلب مذهب التشيع في حلب بصورة ظاهرة ولهم قوة استطاعوا أن يمنعوا سليمان بن عبد الجبار صاحب حلب عن بناء المدرسة الزجاجية وذلك في سنة 517 هـ .
وسرى التشيع في إفريقيا بانتشار عظيم إلى أن قاومته السلطة يوم كان أمير إفريقيا المعز بن باديس فإنه فتك بالشيعة فتكا ذريعا وذلك في عام 407 هـ . فقد أوقع بهم وقعة عظيمة ونسبوا ذلك إلى سب الشيخين وهي المادة التي يطبقها الولاة الخونة على من يريدون الفتك به من أي الفرق كان.
وذلك أن المعز بن باديس مر على جماعة من الشيعة في القيروان وقد سأل عنهم فلما أحسّ الناس من المعز الميل عنهم انصرفت العامة من فورها إلى مجتمعات الشيعة فقتلوا منهم خلقا كثيرا وتوجه العسكر للنهب والغارة وشجعهم عامل القيروان فقتل منهم خلق كثير وأحرقوا بالنار ونهبت دورهم وتتبعوهم في جميع إفريقيا واجتمع جماعة منهم إلى قصر المنصور قرب القيروان فتحصنوا به فحصرهم العامة وضيقوا عليهم فاشتد عليهم الجوع فأقبلوا يخرجون والناس يقتلونهم حتى قتلوا عن آخرهم ولجأ منهم جماعة إلى الجامع بالمدينة فقتلوا كلهم فراجع كامل ابن الأثير ج 9 ص 123 .
وهذه احدى النكبات الفظيعة التي لاقاها التشيع وما أكثرها ومع ذلك فإن التشيع اليوم منتشر في إفريقيا الوسطى والجنوبية زهاء عشرة ملايين نسمة وفي أندونيسيا عدد كبير من الشيعة يقدر بثمانية ملايين نسمة وللعلويين هناك اليد الطولى في انتشار المذهب وكان منهم العلامة السيد عقيل صاحب المؤلفات القيمة كالنصائح الكافية والعتب الجميل وتقوية الإيمان والقول الفصل وكان يقيم في سنغافورة وكانت لهم أندية أدبية تربط أواصر بعضهم من بعض.
أما في مصر فقد انتشر التشيع عند انتشار الإسلام هناك وذلك بواسطة أصحاب رسول اللّه [صلى الله عليه واله] الذين شهدوا فتح مصر وهم المقداد بن الأسود الكندي وأبو ذر الغفاري وأبو رافع وأبو أيوب الأنصاري فهؤلاء هم دعاة التشيع والأنصار.
و لما دخلها عمار بن ياسر أيام عثمان بن عفان دعا إلى التشيع ونمت روحه حتى أصبحت البلاد كلها إلى جانب علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأجمعوا على مقاومة عثمان وجاء وفد من مصر إلى المدينة وجاء وفد أيضا من أنحاء العراق قتلوا عثمان كما تقدم تفصيله ثم دخلها بعد ذلك قيس بن سعد واليا فركز دعائم التشيع هناك وخفق لواؤه وكثرت جنوده لكن بدخول عمر بن العاص الخبيث خادم معاوية تأخر سير تلك الحركة إلى أن زال ملك الأمويين فأظهر المصريون ما انطوت عليه قلوبهم من الولاء لعلي (عليه السلام) إلى أن جاءت دولة الفاطميين وبناء جوهر الصقيل جامعة الأزهر باسم فاطمة الزهراء (عليها السلام) بتاريخ 353 هـ وحكموا بلاد مصر 270 سنة ولا زال التشيع يظهر في مصر ويخفى حسب العوامل التي تدعو إلى خفائه وظهوره وهو اليوم منتشر هناك وفيه فئات كثيرة.
وفي سنة 1393 هـ زرت مقام رأس الحسين (عليه السلام) في القاهرة وبعد الصلاة ازدحم الناس إلى زيارة مقام رأس الحسين (عليه السلام).
التشيع في الهند: وفي الهند ظهر التشيع هناك وانتشر بسبب الروابط المتصلة بين أهالي إيران وعرب الشيعة والهنود وقد اعتنق مذهب التشيع جماعة كبيرة من الوثنيين بمساعي المرشدين الذين دخلوا بلاد الهند من الشيعة ومنهم جماعة كثيرة باقون إلى اليوم ولهم أمراء ورؤساء في جميع الأقطار الهندية ولا يخلو بلد منهم وهناك بلد ان تختص بهم وأخرى يكونون الأكثرية بها وهي لكنهور وهي المركز الوحيد للشيعة في الهند وعاصمة مملكة أودة الغانية ومنبع علمائهم وفيها مدارس عربية أهمها الجامعة السلطانية ومدرسة الواعظين وهي تختص بالتبليغ والمدرسة الناظمية قد أسسها العلامة السيد أبو الحسن كما أسس الجامعة السلطانية في لكنهور الشيء الكثير من آثار الشيعة كالمساجد والحسينيات ومن البلدان جانبور بتنآباد ومظفرآباد.
وفي باكستان أربعون مليون نسمة من الشيعة وفيها من الولايات الشيعية كراجي وبنجاب ولاهور وفيها مدارس مدرسة لاهور وبنجاب وجامع المنتظر ومدرسة كراجي ومدرسة الواعظين اسسها نواب مظفر علي مرقزل باشا.
أما في تركيا فقد انتشر المذهب بصورة محسوسة وكثر أتباعه ولكن السلطان سليم العثماني المتوفى سنة 934 تأثر بفتوى علماء مرتزقة إسلامبول فقاوم الشيعة وقتل منهم مقتله عظيمة يقول ابراهيم الطبيب الأول للجيش التركي وكان السلطان سليم شديد التعصب على أهل الشيعة ولا سيما أنه كان في تلك الأيام قد انتشرت بين رعاياه تعاليم شيعية تنافي مذاهب أهل السنة العشر وكان قد تمسك بها جماعة من الأهالي فأمر السلطان سليم بقتل كل من يدخل في هذه الشيعة فقتلوا نحو أربعين ألف رجل وأخرج شيخ الإسلام فتوى بأنه يؤجر على قتل الشيعة وإشهار الحرب ضدهم كما في مصباح الساري ونزهة القاري ص 123- 124 ومع هذا فهم اليوم في تركيا عدد كثير منتشرون في أطراف البلاد 16 مليون نسمة أغلبهم علوي بكتاشي صوفي.
وفي السعودية والمدينة المنورة والقطيف وقراها شيعة خالصة .
وأما الاحساء وقاعدتها هفوف فالشيعة فيها يشاطرون غيرهم كما ان في قطر يوجد كثير من الشيعة ولا يزال من الاحساء والقطيف في النجف الأشرف مهاجرون لتحصيل علم أهل البيت ومنهم علماء مبرزون وادباء لهم مكانتهم الأدبية والعلمية.
وفي البحرين للشيعة مكانة ولأهله قوة وقد برز منها علماء خدموا الامة الإسلامية بمؤلفاتهم القيّمة وآثارهم الجليلة التي تعد في الواقع من أعظم التراث الشيعي ولهم في النجف بعثات تتلقى العلوم الدينية ومنهم علماء وطلاب وادباء مشهورون.
وفي الأفغان انتشر التشيع من زمن بعيد ويقدر عددهم بعشر ملايين ويوجد منهم في النجف زهاء ثلاثة آلاف نسمة وقد برز منهم علماء لهم مكانتهم العلمية.
مهاجرون من الشيعة إلى امريكا : وهاجر كثير من الشيعة إلى امريكا من السوريين وجبل عامل للتجارة والزراعة من قبل نصف قرن وينوف عددهم اليوم على خمسين ألفا وهم ذو شأن وعزة هناك يقيمون شعائر الإسلام علنا وقد بنوا مسجدا فخما في الولايات المتحدة وفي امريكا من الشيعة من شيعة إيران والهند وباكستان وقليل من العراق.
الصين : كما أن مذهب التشيع وصل إلى الصين منذ القرن الرابع ولهم عدد كثير هناك حتى اليوم.
روسيا: وفي روسيا كان للشيعة في البلاد الروسية حرية واسعة في إقامة الشعائر الدينية كبلاد بادكوبه وقفقاز وايروان ونخجوان وكنجه وعشقآباد وآذربايجان وكانوا قبل الحرب العالمية عام 1332 هـ يتواردون بكثرة لزيارة المشاهد المقدسة في إيران والعراق ويفدون مهاجرين لطلب العلم وإلى اليوم منهم جماعة في خراسان وقم والنجف الأشرف حالت دون وصولهم لأوطانهم هذه السلطة الحاضرة الظالمة.
الشيعة في اليمن : أما عدد الشيعة في اليمن فكثير جدا حسبما بلغنا عمن زاروا بلادهم هناك وقد انتشر التشيع في بقاع اليمن منذ صدور الإسلام ومنذ كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) واليا من قبل النبي [صلى الله عليه واله] في زمانه.
العراق : أما العراق فقد انتشر فيه مذهب أهل البيت في الصدر الأول وقام بذلك أصحاب الرسول [صلى الله عليه واله] في الكوفة والمدائن والبصرة وعرفت الكوفة بأنها علوية النزعة وقام رجال الدعوة في الدفاع عن أهل البيت وتحملوا في عهد معاوية ما تحملوا وفي المدائن كان سلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان قد نشرا دعوة التشيع هناك وكذلك البصرة وغيرها من مدن العراق من الشمال إلى الجنوب وولائهم للعترة الطاهرة.
والشيعة هم الأكثرية في العراق بالمائة ثمانين وقد قاوموا ظلم الأتراك بثورات سجلها التاريخ بكل فخر لهم في محاربة الاستبداد وقاوموا الاستعمار الانكليزي وأعلنوا ثورة العشرين التي شيدت صرح الاستقلال الوطني بفتوى علماء ومراجع الشيعة في النجف وكربلاء وجهاد علماء الشيعة.
وجامعة الشيعة : النجف الأشرف:
ومرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) واراه بنوه ليلا في بقعته الطاهرة من النجف الأشرف إخفاء لقبره علما منهم أن الدولة ستكون لبني امية ولا يؤمن من إساءتهم لمرقده الشريف وكان أولاده (عليهم السلام) عالمين بموضعه فقد زاره الإمام زين العابدين سرا وابنه الباقر من بعده على عهد بني مروان ولما جاء الحكم العباسي وجلبوا الصادق (عليه السلام) عدة مرات من المدينة إلى العراق صار يدل صفوة أصحابه على موضع القبر وفي كل مرة يزور فيها المرقد المقدس يصحب معه بعضهم وكان على القبر دكة قد هدمها السيل وأول من بنى مرقده العلوي الشريف صفوان الجمال بأمر الصادق (عليه السلام) فأمر الإمام الصادق صفوان الجمال فأعاد بناءه فصارت الشيعة من ذلك اليوم تقصده للزيارة بعد أن عرفه جماعة من رجال الصادق (عليه السلام). وصارت النجف عاصمة التدريس للفقه الجعفري وسائر العلوم من بغداد من يوم انتقل شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه سنة 448 هـ إلى النجف الأشرف وسلمت هي والحلة وكربلاء من عادية هولاكو وجنوده إلى زماننا هذا 1393 هـ .
وجملة القول في شيعة العراق : ان جنوب العراق شيعة خالصة ولئن وجد الخليط في بعض بلاده فلا يكون الا فردا قليلا وأما البلاد الشمالية فسكانها على العموم من أهل السنة إلا أن الشيعة فيها ليسوا بالقليل وهم موالين بالطبع إلى أهل البيت كما يكمن العدد القليل من أهل السنة في الجنوب من تلك البلاد لا سيما في لواء الموصل وكركوك وتلعفر وسنجار وأما البلاد الوسطى كالحلة فهي شيعية خالصة سوى افراد معدودين في نفس الحلة.
واما لواء بغداد عاصمة العراق فأكثريته من الشيعة ولواء الدليم فيه من الشيعة عدد قليل وعليه في العراق اليوم تسعة محافظات شيعية وخمسة من غيرهم ومن السنة وفيها من الشيعة ولواءان مختلطان يغلب التشيع عليهما هذا ما نعرفه لبلاد العراق ومن ثم نحتاج إلى استقراء لجميع بلاد الجنوب والعمارة والغرّاف وما سواها من دجلة والسماوة والديوانية والناصرية وما سواها من بلاد الفرات.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|