المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الاعتراف بالذنب توبة
9-12-2017
اليهود وضرورة ملازمة المؤمنين
2023-03-28
اُجور المؤمنين معدّة منذ الآن!
25-09-2014
تحديد المكلف بتأثيث مسكن الزوجية
6-2-2016
المشاركة في اتخاذ القرارات
28-4-2016
أنواع التضليل الاعلامي
12-1-2022


البنية التصورية والبعد الذريعي  
  
1983   01:27 مساءً   التاريخ: 30-4-2018
المؤلف : عبد المجيد الجحفة
الكتاب أو المصدر : مدخل الى علم الدلالة
الجزء والصفحة : ص106- 108
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / قضايا دلالية اخرى /

 

لم نعرض، لمجال الذريعيات، رغم ما له من اتصال بالدلالة. ويدخل في هذا المجال ظروف الإنتاج والمقامات وظواهر الإنجاز بوجه عام. ويمكن اعتبار نظريتي الاستعمال ونظرية الأفعال اللغوية نظريتين ذريعيتين. وقد حاولت النظرية الثانية أن تبين ارتباط المعلومات الإنجازية ببنية اللغة، فيما وقفت نظريات ذريعية أخرى خارج اللغة، واقتصرت على المستوى الإنجازي وعلى عوامل التواصل، ولم تسع الى رصد الخصائص الداخلية في اللغة وعلاقتها بالمستوى الإنجازي.

ولربما كان لمفهوم البنية التصورية ارتباط قوى بالذريعيات. ونشير، قبل الحديث عن هذا الارتباط، الى أنه ينبغي أن نميز داخل ما يسمى بالذريعيات بين نماذج قائمة على التواصل ونماذج قائمة على الدلالة. فقد تبدو اللغة لأول وهلة سلوكا تواصليا، وبذلك يتم الاعتقاد بأن اللغة مبنية بهذا الشكل وليس بشكل آخر بقصد أن يحصل التواصل. وبهذا فقرر بأن بنية اللغة يتحكم فيها ما هو " وظيفي"، وهو هنا التواصل. إلا أن هذا الاعتقاد ليس مبرراً من الناحية العلمية، بل يبرره ما يسمى بالحس المشترك المرتبط بالمعرفة العامية للأشياء ووظائفها. وهذا الاعتقاد لم تتأسس عليه الذريعيات المسماة تواصلية فحسب، بل تأسس عليه كذلك ما يسميه إيكو (1979) التصور الأمبريالي للسيميائيات. والقاسم المشترك بين هذه الذريعيات وهذه السيميائيات أنهما ينظران الى كل شيء في اللغة وفي الكون، تباعا باعتباره موضوعا لهما، وذلك راجع الى نظرتهما المفارقة. ومن هنا نعت هذا التيار بالأمبريالي.

نسمح لنا هذه المقارنة بإطلاق تسمية جديدة على هذا النوع من الذريعيات، إذ يمكن أن نسميها، استلهاما من إيكو، الذريعيات الأمبريالية، وذلك لشبهها الكبير بالسيميائيات المذكورة. والأمبريالية لا تتجلى في جعل كل الملفوظ اللغوي موضوعاً لها، بل تتجلى في

ص106

محاولة احتضانها لكل الاجتهادات الخارجة عن المجال الذريعي، ذلك أن هذه الاجتهادات وإن كانت صورية "غير وظيفية" فهي تخدم التواصل في آخر المطاف، حسب هذا الاعتقاد الذريعي.

أما النوع الذي سميناه بذريعيات الدلالة (وهي تسمية تقريبية واجرائية فقط)، فلا ينظر الى التواصل باعتباره المظهر الوظيفي الوحيد للغة. فاللغة وظيفية على عدة مستويات إضافة الى المستوى التواصلي. ويبدو أن عملية التواصل ما هي إلا انتقال لدليل لغوي (أو مجموعة من الدلائل اللغوية) من مصدر نحو هدف (= المتكلم والمستمع). ففي عملية الانتقال هاته لا تملك مجموعة الدلائل هاته ان تفيد شيئا خارج هذه المسافة. وفي هذه الحالة لا نتحدث عن دلالة معينة بقدر ما نتحدث عن انتقال معلومة ما، فالمصدر انتج أو رمز الدلائل، والهدف فهم أو فك ترميز تلك الدلائل تبعا لنسق من القواعد الدلالية التي يعرفها كل منهما. فما يعطي الدلائل دلالة هو هذا النسق من القواعد وليس الانتقال. فإمكان الانتقال ناتج عن وجود نسق القواعد المذكور. إذن، ما يهمنا هو هذا النسق: كيف تم بناؤه ؟ وكيف نتعرف عليه؟ وهل يسعفنا هذا النسق في فهم أشياء تقع خارجة ؟

وتعتبر اللغة وظيفية في هذا الاتجاه إذ تكشف عن هذا النسق المختزن عند كل من المصدر والهدف (أي المتكلم عموما). الأنسقة المعرفية التي يعتمدها الإنسان في سلوكاته سواء أكانت هذه السلوكات لغوية أم غير لغوية. ويتم هذا الكشف عن طريق تبني نموذج لغوي مفتوح على علم النفس المعرفي وسيرورات الإدراك، بما أن اللغة ترمز كيفية التقاط التجربة. واللغة وظيفية في مساعدتنا على معرفة جزء من الأنساق المعرفية غير اللغوية الموجودة عند الانسان.

في مجال البصر، ندرك العالم الخارجي من خلال الكيفية التي يشتغل بها النظام البصري والمبادئ المتحكمة في هذا الإدراك. كما نتحدث عن العالم الخارجي من خلال كيفية اشتغال اللغة والمبادئ المتحكمة في هذا الإدراك أيضا. فكلاهما إدراك للعالم الخارجي، والاختلاف موجود في النسق المعرفي المدرك. فهل نستنتج من ذلك علاقة ممكنة بين نسق البصر والنسق الدلالي في اللغة ؟ من المفترض أن نسق البصر، في تأويله للعالم الخارجي، يسلك سيرورات مشابهة لإدراك العالم بواسطة اللغة وتأويلها إياه. فالنسق الدلالي ليس سوى تمثيل للنسق البصري (انظر المثال السابق المرتبط بزيد الصورة وزيد الواقع). لماذا نفترض ذلك ؟ هنالك عدة اعتبارات منها ما سبق الحديث عنه، ومنها الاعتبار الاقتصادي الذي يفترض أن العمليات الذهنية ليست خاصة بكل مجال من مجالات المعرفة على حدة، ومنها أيضا أعتبار المستوى الذهني غير متعدد، وكلا الاعتبارين يرتبط بالآخر.

ص107

يبدو مستبعدا، من الناحية الاقتصادية، ان يحتاج الأنسان لمبادئ ذهنية مختلفة تماما لإدراك "نفس الحقيقة الخارجية "وتمثيلها وتأويلها. فأنا حين اتحدث عما اراه أترجم ما حصل رؤية  (وهو عبارة عن معلومات الا انها ليست لغوية) الى معلومات لغوية. والفرق، كما سبق، ان الثانية تمثيل للأولى. فموضوع الادراك والمعرفة واحد، وسبل "التعبير" عنه متباينة. وهذا الاعتبار الاقتصادي مرتبط بالاعتبار الذهني الادراكي اذ ان سيرورات الادراك واحدة الا ان مجالها هو الذي يختلف (اي البصر في مقابل اللغة)، لان كل مجال تحكمه المبادئ العامة التي تجعل الانسان يدرك شيئا معينا بالشكل الذي يدركه به وليس بشكل اخر، وذلك مهما كان المجال الذي يتم فيه الادراك. وتتوضح هذه الفكرة بشكل ملموس اذا نظرنا في المعالجات التي تم تقديمها بخصوص افعال البصر في اللغة. فسلوك هذه الاخيرة في اللغة يعكس بصورة واضحة كيفية ادراكاتنا البصرية وتنوعها(1).

اذن، فدراسة اللغة وظيفية في هذا الاتجاه، اذ تساعدنا على كشف كيفية حصول المعرفة والتصورات عند الانسان. كما ان هذه المعرفة والتصورات وظيفية ايضا لانها تعيننا في استخلاص المبادئ العامة التي تتحكم في الدلالات الممكنة في اللغات الطبيعية. وهذا هو ما يشكل روح المسلمة الذهنية التي افتتحنا بها هذا الفصل.

وبعبارة واضحة، فالفرق بين الاتجاهين الذريعيين السابقين كامن في كون نموذج التواصل يبدأ من النهاية، اي بعد حصول التواصل، ولا يفسر مسببات وقوعه. اما النموذج الثاني فيرصد مسببات الوقوع هاته، اضافة الى اقامته لشبكة من العلائق بين الانسقة المعرفية ليست اللغة سوى جزء منها.

وبهذا، فانه لا مانع مبدئيا من اعتبار هذا النموذج التصوري الذي بين ايدينا نموذجا ذريعيا للدلالة لكونه وظيفيا بالمعنى المحدد اعلاه، الا انه يختلف عن التيارات الذريعية الاخرى المندرجة تحت النوع الاول من الذريعيات.

ص108

_______________

(1) انظر، بهذا الصدد، غروبر (1967)، وجاكندوف (1983)، وغاليم (1990)، من بين آخرين.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.