أساليب تشويه عملية تسجيل الناخبين
المؤلف:
سعد مظلوم عبدالله العبدلي
المصدر:
ضمانات حرية ونزاهة الانتخابات
الجزء والصفحة:
ص131-133
2025-11-27
30
تتعرض عملية تسجيل الناخبين إلى العديد من محاولات تشويه المشاركة ، منها استغلال الأخطاء في جداول القيد الانتخابية ، للوصول إلى تزوير نتائج الانتخابات ، فالغش والأخطاء في التسجيل تمهد السبيل لتزييف التصويت(1) ، وذلك عندما تتضمن قوائم الناخبين أسماء مكررة أو مزيفة أو أسماء لأشخاص تم انتقالهم أو وفاتهم أو فقدوا أهليتهم الانتخابية لأي سبب كان ولم يُشطبوا من جداول الناخبين ، حيث تتمكن التنظيمات الحزبية بيسر من التحايل عن طريق التصويت تحت هذه الأسماء الشاغرة ، ويطلق على هذا النمط من الغش في النظام الانتخابي الأمريكي ، مصطلح ( الشخصنة personation ) ، إلى غير ذلك من وسائل التزييف الأخرى التي تتم أثناء عملية التصويت ، كتكرار أسماء المصوتين ، وعملية حشو صناديق الانتخاب بقوائم من الأسماء المزيفة التي تتم بواسطة الموظفين الرسميين المشرفين على تنظيم المشاركة الانتخابية والتي تعرف باسم حشو الصناديق ( ballot –box stuffing )(2) .
ان الطرق التي تمارس بها أساليب التزوير في السجلات الانتخابية عديدة ، منها :
1: عدم حذف أسماء المتوفين أو المهاجرين ، ومن أُسقطت عنهم الجنسية ، وذلك بقصد الإدلاء بأصواتهم لصالح الجهة التي تقوم بعملية التلاعب والتزوير .
2 : ضم أسماء وهمية لكشوف الانتخاب وبأعداد تزيد بكثير على العدد الحقيقي للناخبين ، بالإضافة إلى تسجيل الاسم الواحد في أكثر من لجنة انتخابية ، وذلك لاستخدامها كأصوات إضافية (3) .
لذلك كله شُرعت قوانين تسجيل الناخبين في جملتها بشكل متتابع في مختلف الدول لمحاولة القضاء على أساليب الاحتيال المختلفة التي تعج بها معظم العمليات الانتخابية ، ولكن هذا لا يعني بالطبع أن هذا الغرض قد أنجز بالكامل ، أو ان الخدع الانتخابية قد اختفت ، بعد إتباع نظام القيد(4) .
ففي مصر واجهت الإدارة الانتخابية العديد من الاتهامات بخصوص عملية تسجيل الناخبين ، من حيث اشتمال كشوف الناخبين على أسماء الموتى والمهاجرين وضباط وجنود القوات المسلحة ، وذلك لجعلها كرصيد احتياطي مضمون يُصوِّت دائماً لصالح الحزب الحاكم ، كما يقوم رجال الحزب الحاكم بالاحتفاظ بالتذاكر الانتخابية لديهم وليس لدى المواطنين ، وذلك حتى لا يذهب أحد إلى مقار اللجان الانتخابية ، وبذلك يتمكنون من تسويد البطاقات لصالح الحزب ومرشحيه(5).
أما في الانتخابات العراقية ، ورغم الجهود التي بذلتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في إعداد سجل ناخبين دقيق إلى حد ما وبقدر ما سمحت به الظروف التي مر بها البلد في فترة الإعداد للانتخابات وبالرغم من اعتماد المفوضية على قاعدة البيانات الخاصة بوزارة التجارة والخاصة بتوزيع مواد البطاقة التموينية ، مع ذلك فقد قامت المفوضية بإلغاء أكثر من (80) ألف اسم من سجل الناخبين الخاص بمحافظة ( كركوك ) وذلك في المرحلة الثانية لتسجيل الناخبين والتي جرت في شهر آب 2005 وقبل الاستفتاء على الدستور الدائم(6) .
كما إن الكثير من الانتقادات تم توجيهها إلى العديد من الانتخابات التي تجرى حديثا في مختلف دول العالم ، بسبب أوجه القصور في تسجيل الناخبين ، ولقد اتفقت مجموعة الكومنولث مع المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية على أن الكثير من الأخطاء كانت وليدة المعلومات الخاطئة وليست محاولة متعمدة للتأثير في النتائج ، وحتى إذا كان عدد الأخطاء أو الازدواج في التسجيل كبيراً ، فان الإدارة الانتخابية لا تعدم وجود وسائل علمية تحول دون ازدواج التصويت أو تعدده ، كوضع حبر لا يُمحى على إصبع الناخب(7) ، أو باستعمال البطاقات الالكترونية ، وما إلى ذلك من الوسائل العلمية الأخرى(8) .
________________
1- الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية ، الموقع الالكتروني : غرفة عمليات مراقبة الانتخابات البرلمانية المصرية لسنة 2005 ، الرابط الالكتروني : www.hrinfo.net
2-Larry Diamond and Marc F. Plattner , previous reference , P. 151 .
3- تيسير الفارس ، الدعاية الانتخابية ، مطبعة فيلادلفيا ، عمان ، 2000 ، ص 68 .
4- معهد الإمام الشيرازي الدولي للدراسات ، من يضمن الديمقراطية ، واشنطن ، الرابط الالكتروني : www.siironline.org .
5- جمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان ، الرقابة الانتخابية ونزاهة الحكم ، الرابط الالكتروني : www.ahrla.org
6- التقرير الثالث للبعثة الدولية لمراقبة الانتخابات العراقية ، منشور في التقرير المرفوع من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق ، ثلاث عمليات انتخابية تاريخية في عام واحد ، مصدر سابق ، ص 103 .
7- ينظر المادة (4-5) من النظام رقم (7) لسنة 2005 الصادر عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، والتي تنص على " يجب على كل ناخب ان يسمح بصبغ إصبعه بحبر لا يمحى ، وأي ناخب لا يسمح بتحبير إصبعه لن يسمح له بوضع ورقة اقتراعه في الصندوق " .
8- جاي س . جودوين ـ جيل ، الانتخابات الحرة والنزيهة ـ القانون الدولي والممارسة العملية ، ترجمة أحمد منيب ، مراجعة فايزة حكيم ، الدار الدولية للاستثمارات الثقافية ، القاهرة ، 2000 ، ص 89 .
الاكثر قراءة في القانون الدستوري و النظم السياسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة