تعريف الرقابة الإدارية
المؤلف:
صباح عبد الكاظم شبيب الساعدي
المصدر:
دور السلطات العامة في مكافحة ظاهرة الفساد الإداري في العراق
الجزء والصفحة:
ص 256-259
2025-11-05
32
يعرفها الإستاذ (فايول) بأنها (عملية تقوم على التحقق مما إذا كان كل شيء يسير وفقاً للخطة المرسومة والتعليمات الصادرة والقواعد المقررة، أما موضوعها فهو بيان نواحي الضعف او الخطأ من اجل تقويمها ومنع تكرارها) (1).
وعرفها الدكتور عبد الفتاح حسن بأنها عملية الكشف عن الانحرافات أيا كان موقعها سواء في ذلك الانحرافات عما يجب إنجازه او الانحرافات عن الإجراءات والعمل على مواجهتها بالأسلوب الملائم حتى تصحح وحتى لا تظهر مرة أخرى في المستقبل) (2). ويعرفها د. فؤاد العطار بأنها (وظيفة تقوم بها السلطة المختصة بقصد التحقق من أن العمل يسير وفقاً للأهداف المرسومة بكفاية وفي الوقت المحدد)، وعرفها حسن الحكاك بأنها ( نشاط تقوم به الإدارة لمتابعة تنفيذ السياسات الموضوعة وتقييمها والعمل على إصلاح ما قد يعتريها من ضعف حتى يمكن تحقيق الأهداف المنشودة) (3).
ويعرفها الدكتور محمود عساف بأنها ( الوظيفة الرئيسية في قياس أداء المرؤوسين وتصحيحه من أجل التأكد من أن الأهداف قد تحققت وأن الخطط قد وضعت موضع التنفيذ بالطريق الصحيح) (4) .
وتختلف الرقابة عن الأنشطة الإدارية الأخرى مثل التوجيه والإشراف والمتابعة والتقييم فالتوجيه:- هو قيام الرئيس بتحديد ما يجب عمله من جانب مرؤوسيه ومتى يتم أداؤه وكيف، ويكون ذلك عن طريق إصدار الأوامر والشرح لهذه الأوامر (5).
والإشراف هو التعرف على مدى تنفيذ المرؤوسين للتوجيهات الصادرة إليهم، أما المتابعة: فهي التعرف على الأخطاء والانحرافات أولاً بأول ونوعها وكذلك التعرف على مشاكل التنفيذ وتعتبر المتابعة خطوة أولى من خطوات عملية الرقابة ، ويقصد بالتقييم تقدير إنجازات الموظف بصفة دورية مثل تقارير الكفاءة السنوية او الشهرية والتي تكون لها تأثير واضح في خدمته الوظيفية من حيث الترقية والترفيع(6).
وتوصف الرقابة الإدارية بأنها (رقابة ذاتية ) ذلك ان الإدارة تراقب نفسها بنفسها دون تدخل عنصر خارجي عنها، وقد يقوم بهذه الرقابة من أجرى التصرف نفسه او الرؤساء بالنسبة لمرؤوسيهم كالرقابة التي يباشرها الوزير بالنسبة لأعمال وزارته والهيئات التابعة لها. وينظر الفقه إلى الرقابة الإدارية على أنها عملية لا تخلو من المزايا والعيوب ونتناولها بإيجاز(7):
1. المزايا:-
أ- تمتاز بالشمول وتعدد الوسائل وتنوع المظاهر واختلاف طرق تحريكها.
ب- هي محاولة لتحقيق التسوية الودية بين الإدارة والأفراد الأمر الذي يساعد على تقليل حاجة الأفراد إلى الالتجاء إلى القضاء وهو من شأنه تخفيف أعباء القضاء.
ج- تتميز بسرعة الفصل في التظلمات الإدارية نظراً لتحررها من التعقيدات والإجراءات القضائية الناشئة عن التقيد بمواعيد زمنية معينة أو الالتزام بدفع رسوم قضائية او اشتراط رفع التظلمات القضائية عن طريق محامين في بعض الأحيان (8).
2. العيوب: -
أ- انها رقابة ذاتية تجعل من الإدارة خصماً وحكماً بالنسبة لتصرفاتها محل التظلم وهذا وضع لا تتحدد فيه الحيدة الكاملة، لذلك كان الأصل في التظلم الإداري هو اعتباره رخصة قانونية لصاحب الشأن إن شاء لجأ إليها، إلا إذا الزمه المشرع بتقديمه قبل اللجوء إلى القضاء.
ب - عدم جدواها وذلك حينما يمتنع مصدر القرار عن تدارك الخطأ المنسوب اليه في حالة التظلم الولائي وحينما يرفض رئيس مصدر القرار محل الشكوى الاعتراف بما ينسب إلى مرؤوسيه من اخطاء في حالة التظلم الرئاسي وكذلك حين تكون للجهة الإدارية مصلحة في تجاوز حدود المشروعية.
ج- كما أخذ على التظلم الإداري عدم التزام من ينظر فيه بالفصل فيه او تسبيب ما يصدره . بشأنه من قرارات ما لم ينص القانون على عكس ذلك.
د - تأثر الإدارة في غالب الأحيان بالاعتبارات السياسية مما دفعها الى القيام بفحص مشروعية القرارات الإدارية الصادرة عنها.
أهمية الرقابة الإدارية
إن الرقابة مرتبطة بكافة وظائف الإدارة التي تسبقها وهي عملية متابعة مستمرة على تلك الوظائف بهدف التأكد من أن جميع هذه الوظائف وبكافة مراحلها تسير سيراً صحيحاً وفقا لما هو مخطط لها، وفي الوقت نفسه تهدف الى الكشف عن أي انحرافات أو أخطاء سواء كانت مقصودة او غير مقصودة لتصحيحها بعد تحديد المسبب، فاذا كان المرؤوس غير متعمد ويقع في الخطأ لأول مرة تم تنبيهه وتوعيته، واذا كان متعمدا تمت محاسبته، وفي المقابل تهدف الرقابة الى التعرف على الموظف المجد الذي يؤدي عمله بصورة صحيحه لمكافأته (9).
وقد عبر (مارشال ديموك عن أهمية الرقابة الإدارية قائلاً أنه) عن طريق الرقابة يتحقق المدير من أن الأهداف تسير نحو التحقيق، وأن التنظيم صالح، وأن الأفراد تتوافر لديهم المهارة، والنتائج المالية مرضية، والقيادة فعالة والتنسيق يعمل على رفع الازدواج)(10).
وكان للفكر الإسلامي فيما يتعلق بالرقابة العديد من التوجيهات المتمثلة في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية قال تعالى (إن الله كان عليكم رقيبا) (11)، بل أن الدين الإسلامي قد شدد على أهمية الرقابة وضرورتها، وأعتبر أن كل عمل يكلف به الإنسان إنما هو أمانة في يده وعنقه مطالب لأن يؤديها كما يجب وعليه أن يؤدي حقها (12)، قال تعالى ( أن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها) (13).
وأن الله سبحانه يعلم كل شيء ولا تخفى عليه خافية من أمور الناس قال تعالى (إن ربك لبالمرصاد) (14)، وقوله عز وجل ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) (15) ، فأذا ما وضع الإنسان هذه الآيات نصب عينيه فلن يحتاج الى مراقب من البشر عليه لأنه يعلم أن الله مطلع على عمله وأنه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافيه في الأرض ولا في السماء (16).
_____________
1- د. موسى اللوزي، التنمية الإدارية، ط 2 عمان دار وائل للنشر 2002، ص127.
2- انظر: د. محمد رفعت عبد الوهاب ود إبراهيم عبد العزيز شيحا أصول الإدارة العامة دار المطبوعات الجامعية الإسكندرية 1998، ص 390
3- انظر: د. شوقي ناجي جواد وأياد محمود الرحيم ورضا عبد الرزاق وهيب مبادئ الإدارة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هيئة المعاهد الفنية دار الكتب للطباعة والنشر جامعة الموصل 1991 ص189.
4- انظر: د. جميل جودت أبو العينين أصول الإدارة من القران والسنة الطبعة الأولى دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر بيروت 2002 ، ص 254
5- انظر: د. إبراهيم عبد العزيز شيحا، أصول الإدارة العامة الإسكندرية منشأة دار المعارف 2004 ص 417.
6- أنظر د. حسين عثمان محمد عثمان, قانون القضاء الإداري, دار الجامعة الجديدة للنشر, الإسكندرية, 2003, ص 67. وإنظر د. محمد رفعت عبد الوهاب ود إبراهيم عبد العزيز شيحا مصدر سابق، ص 391
7- انظر : 22 Robert Williams op.cit,p 4.
8- أنظر : 44 Corruption and Integrity, op.cit,p
9- انظر: د. جميل جودت العينين، مصدر سابق، ص 256.
10- انظر: د. محمد رفعت عبد الوهاب ود إبراهيم عبد العزيز شيحا مصدر سابق، ص 386.
11- سورة النساء، الآية / 1.
12- انظر: د. جميل جودت أبو العينين، مصدر سابق، ص 257
13- سورة النساء، الآية / 58.
14- سورة الفجر، الآية / 14.
15- سورة ق الآية / 18
16- أنظر. د. جميل جودت أبو العينين مصدر سابق، ص 258
الاكثر قراءة في القانون الاداري
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة