الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو عامر ابن عقال
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
ص:46-48
2025-07-16
35
وقال أيضاً في المطمح ما صورته: أبو عامر ابن عقال (1).
كان له ببني قاسم تعلق، وفي سماء دولتهم تألّق، فلمّا خوت نجومهم، وعفت رسومهم، انحط عن ذلك الخصوص، وسقط سقوط الطائر المقصوص، وتصرف بين وجود وعدم، وتحرف قاعداً حيناً وحيناً على قدم، وفي خلال حاله، وأثناء انتحاله، لم يدع حظّه (2) من الحبيب، ولا ثنى لحظه عن الغزال الربيب، ولم يزل يطير ويقع، والدهر يخرق حاله ويرقع (3)، إلى أن أرقاه الأمير إبراهيم بن يوسف بن تاشفين رحمه الله تعالى أعلى ربوة (4) ، وأراه (5) أبهى حظوة، فأدرك عنده رتبة أعلام التحبير والإنشا، وترك الدهر فلق الحشا، وتسنم منزلة لا يتسنمها إلاّ من تطهر من درنه، وجمح إحسانه في ميدان حرنه، والحظوظ أقسام لا تسام، والدنيا إنارة وإعتام (6):
ولو لم يعل إلا ذو محلٍّ ... تعالى الجيش وانحطّ القتام (7) وقد أثبت عنه بعض ما انتقيته، والذي أخذته مباين لما أبقيته، فمن ذلك قوله:
يا ويح أجسام الأنا ... م لما تطيق من الأذى
خلقت لتقوى بالغذا ... ء وسقمها ذاك الغذا
وتنال أيام السلا ... مة بالحياة تلذذا
فإذا انقضى زمن الصِّبا ... ورمى المشيب فأنفذا
وجد السقام إلى المفا ... صل والجوانح منفذا
ويقول مهما يعطَ شي ... ئاً ناولوني غير ذا وحذا في هذه القصيدة حذو الصابي في قوله (8) :
وجع المفاصل وهو أي ... سر ما لقيت من الأذى
ردّ الذي استحسنته ... والناس من حظّي كذا
والعمر مثل الكاس ير ... سب في أواخرها القذى
وله يعتذر عن زيارة اعتمدها، ومواصلة اعتقدها، فعاقّته عنها حوادث لوته، وعدته عن ذلك وثنته:
بينما كنت راجياً للقائه ... والتشفّي بالبشر من تلقائه
وترقبت من سماء نزاعي ... قمر الأنس طالعاً من سمائه
إذ دهاني اعتراض خطبٍ ثناني ... عن غمامٍ يشفي الغليل بمائه
فتدلّهت وانزويت حياء ... منه والعذر واضح لسنائه وله فصل كتب به عن الأمير إبراهيم يصف إجازة أمير المسلمين البحر سنة خمس عشرة وخمسمائة: وفي الساعة الثانية من يوم الجمعة كان جوازه - أيده الله تعالى - من مرسى جزيرة طريف على بحر ساكن قد ذل بعد استصعابه، وسهل بعد أن رأى الشامخ من هضابه، وصار حيّه ميتاً، وهذره صمتاً، وجباله لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً، وضعف تعاطيه، وعقد السلم بين موجه وشاطيه، فعبر آمناً من لهواته، متملّكاً لصهواته، على جواد يقطع الجوّ سبحاً، ويكاد يسبق البرق لمحاً، لم يحمل لجاماً ولا سرجاً، ولا عهد غير اللجّة الخضراء مرجاً، عنانه في رجله، وهدب العين يحكي بعض شكله، فلله هو من جواد، له جسم وليس له فؤاد، يخرق الهواء ولا يرهبه، ويركض الماء ولا يشربه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المطمح: 86 - 87 وكتبه فيه " ابن عقال " وقد مر في غير موطن من هذا الكتاب " ابن عيال " ويتصحف كثيراً " ابن غتال " ... الخ.
(2) المطمح: حظاً.
(3) المطمح: يخفض ... ويرفع.
(4) المطمح: إلى أسمى ذروة.
(5) المطمح: ورداه.
(6) زاد في المطمح: وصفاه يتلوه قتام.
(7) البيت للمتنبي (شرح الواحدي: 162) .
(8) اليتيمة 2: 300.
الاكثر قراءة في العصر الاندلسي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
