الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ترجمة أبي بكر الزبيدي
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
ص: 38-59
2025-07-14
26
ترجمة أبي بكر الزبيدي
ترجمة أبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي (1): إمام اللغة والإعراب، وكعبة الآداب، أوضح منها كل إبهام، وفضح دون الجهل بها محل الأوهام، وكان أحد ذوي الإعجاز، وأسعد أهل الاختصار والإيجاز، نجم والأندلس في إقبالها، والأنفس أول تهمها بالعلم واهتبالها، فنفقت له عندهم البضاعة، واتفقت على تفضيله الجماعة، وأشاد الحكم بذكره، فأورى بذلك زناد فكره، وله اختصار العين للخليل، وهو معدوم النظير والمثيل، ولحن العامة وطبقات النحويين وكتاب الواضح وسواها من كل تأليف مخجل لمن أتى بعده فاضح، وله شعر مصنوع ومطبوع، كأنّما يتفجر من خاطره ينبوع، وقد أثبت له منه ما يقترح، ولا يطرح، فمن ذلك قوله:
كيف بالدّين القديم ... لك من أم تميم
ولقد كان شفاءً ... من جوى القلب السقيم
يشرق الحسن عليها ... في دجى الليل البهيم وكتب مراجعاً:
أغرقتني في بحور فكر ... فكدت منها أموت لما (2)
كلّفتني غامضاً عويصاً ... أرجم فيه الظنون رجما
ما زلت أسرو السجوف عنه ... كأنّني كاشف لظلما
أقرب من ليله، وأنأى ... مستبصراً تارة وأعمى
حتى بدا مشرق المحيّا ... لمّا اعتلى طالعاً وتمّا
لله من منطق وجيز ... قد جلّ قدراً وجلَّ فهما
أخلصت لله فيه قولاً ... سلّمت لله فيه حكما
إذ قلت قول امرىء حكيمٍ ... مراقب للإله علما
الله ربّي وليُّ نفسي ... في كل بوسٍ وكلّ نعمى وكتب إلى أبي مسلم ابن فهد وكان كثير التكبر، عظيم التجبر، متغيراً (3) لسانه، مقفراً من المعالم جنانه:
أبا مسلم، إنّ الفتى بفؤاده ... ومقوله لا بالمراكب واللّبس
وليس رواء المرء يغني قلامة ... إذا كان مقصوراً على قصر النفس
وليس يفيد الحلم والعلم والحجى ... أبا مسلم طول القعود على الكرسي واستدعاه الحكم المستنصر بالله أمير المؤمنين فعجل إليه وأسرع، فأمرع من آماله ما أمرع، فلمّا طالت نواه، واستطالت عليه لوعته وجواه، وحنّ إلى مستكنّه بإشبيلية ومثواه، استأذنه في اللحوق بها فلوّمه ولواه، فكتب إلى من كان يألفه ويهواه:
ويحك يا سلم لا تراعي ... لا بد للبين من مساع
لا تحسبيني صبرت إلاّ ... كصبر ميت على النزاع
ما خلق الله من عذابٍ ... أشدّ من وقفة الوداع
ما بينها والحمام فرقٌ ... إلا المناحات في النواعي
إن يفترق شملنا وشيكاً ... من بعد ما كان في اجتماع
فكل شمل إلى افتراق ... وكل شعب إلى انصداع
وكلّ قربٍ إلى بعادٍ ... وكل وصل إلى انقطاع
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المطمح: 53 - 55.
(2) المطمح: غما.
(3) المطمح: متعثراً.
الاكثر قراءة في العصر الاندلسي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
