الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
رفيع الدولة أبو يحيى ابن المعتصم
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
ص: 43-44
2025-07-14
27
رفيع الدولة أبو يحيى ابن المعتصم
من بيت (1) إماره، وإلى السعد طوافه (2) بها واعتماره، عمرت أنديته، ونشرت به رايات العزّ وألويته، إلى أن خوى كوكبهم، وهوى مرقبهم، فتفرقوا أيادي سبا، وفرقوا من وقع الأسنّة والظّبي، وفارقوا أرضاً كأرض غسّان، ووافقوا أياماً كيوم أهل اليمامة مع حسّان، بعدما خامرت النفوس مكارمهم مخامرة الرحيق، وأمّهم الناس من كل مكان سحيق، وانتجعوا انتجاع الأنواء، واستطعموا في المحل واللأواء، وصالوا بالدهر وسطوا، وبين النهي والأمر فيه خطوا، ورفيع الدولة هذا فجر ذاك الصباح، وضوء ذلك المصباح، وغصن تلك الدوّحة، ونسيم تلك النفخة، لم يمتهن والدهر قد بذله، ولا ترك الانتصار والأمر قد خذله، فالتحف بالصّون وارتدى، وراح على الانقباض واغتدى، فما تلقاه إلا سالكاً جددا، ولا تراه إلا لابساً سوددا، وله أدب كالروض المجود إذا أزهر، ونظم كزهر التهائم والنجود بل كالصبح إذا أسفر واشتهر، أوقفه على النسيب، وصرفه إلى المحبوبة والحبيب، فمن ذلك قوله (3) :
ما لي وللبدر لم يسمح بزورته ... لعلّه ترك الإجمال أو هجرا
إن كان ذاك لذنب ما شعرت به ... فأكرم الناس من يعفو إذا قدرا وله أيضاً:
يا عابد الرحمن كم ليلة ... أرّقتني وجداً ولم تشعر
إذ كنت كالغصن ثنته الصّبا ... وصحن ذاك الخدّ لم يشعر وله أيضاً:
وأهيف لا يلوي على عتب عاتب ... ويقضي علينا بالظنون الكواذب
يحكم فينا أمره فنطيعه ... ونحسب منه الحكم ضربة لازب وله أيضاً رحمه تعالى:
وعلقته حلو الشمائل ماجناً ... خنث الكلام مرنّح الأعطاف
ما زلت أنصفه وأوجب حقه ... لكنّه يأبى من الإنصاف وله أيضاً:
حبيبٌ متى ينأى عن العين شخصه ... يكاد فؤادي أن يطير من البين
ويسكن ما بين الضلوع إذا بدا ... كأنّ على قلبي تمائم من عين وله أيضاً:
أفدّي أبا عمرو وإن كان جانياً ... عليّ ذنوباً لا تعدّد بالعتب (4)
فما كان ذاك الود إلا كبارقٍ ... أضاء لعيني ثمّ أظلم للقلب (5)
وله وقد بلغه موتي، وتحقق عنده فوتي (6):
مثنى الوزارة قد أودى فما فعلت ... تلك المحابر والأقلام والطرس
ما كنت أحسب يوماً قبل ميتته ... أن البلاغة والآداب تختلس واستأذن ليلة على أحد الأمراء وأنا عنده في أسنى موضع، وأبهى مطلع، وجوانب حفده بين يديّ محتلة، وسحائب رفده عليّ منهلّة، وكان أجمل من مقل، وأكمل مَنْ مِنَ المهد إلى سرير الملك قد نقل، وكتب إليّ يهنيني بقدوم من سفر:
قدمت أبا نصر على حال وحشة ... فجاءت بك الآمال واتصل الأنس
وقرت بك العينان واتصل المنى ... وفازت على يأس ببغيتها النفس
فأهلاً وسهلاً بالوزارة كلها ... ومن رأيه في كل مظلمة شمس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المطمح: ثنية.
(2) المطمح: حجه.
(3) انظر أيضاً بعض هذه المقطعات في الحلة 1: 83 - 84.
(4) المطمح: بالبهت.
(5) المطمح: في الوقت.
(6) لم ترد في المطمح.
الاكثر قراءة في العصر الاندلسي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
