الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو الحسن البرقي
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
ص:55-56
2025-07-16
35
أبو الحسن البرقي (1):
بلنسي الدار، نفيسيّ المقدار، ما سمعت له بشرف، ولا علمت له بسلف، ولا اطلعت منه على غير سرف، ورد إشبيلية سنة تسع وتسعين وأربعمائة (2) ، واتصل بابن زهر، فناهيك من حظ في أكنافه جال، ومن لحظ فيما أراده أجال، ومن أمل استوفر، وحظ مسك أذفر، ومن وجه جاه له أسفر، سلك به ساحة الرغائب، وتملك بسببه إباحة الحاضر والغائب، وقال فما نبذت مقالته، وأقال فما قيّدت إقالته، وكان حلو المجالسة، مجلوّ المؤانسة، ذا نشب وافر، ومذهب في المساهمة سافر، إلاّ أنّه كان كلفاً بالفتيان، معنّىً بهم في كل الأحيان، ونيّف على السبعين وهو برداء الصبوة مرتد، وبعترتها معتد، مع أدب زهرته ترفُّ، وكأنّه بحر والألباب منه تغترف، وقد أثبتّ له بعض ما وجدت له في الغلمان، وأنشدت له في تلك الأزمان، فمن ذلك قوله رحمه الله تعالى:
إن ذكرت العقيق هاجك شوق ... ربّ شوقٍ يهيجه الادّكار
يا خليليّ حدّثاني عن الرك ... ب سحيراً أأنجدوا أم أغاروا
شغلونا عن الوداع وولوا ... ما عليهم لو ودّعوا ثمّ ساروا
أنا أهواهم على كلّ حالٍ ... عدلوا في هواهم أم جاروا
وعلق بإشبيلية فتى يعرف بابن المكر، وبات من حبّه طريحاً بين أيدي الوساوس والفكر، لا يمشي إلاّ صبّاً، ولا يفشي إلا غراماً وحبّاً، ومازال يقاسي لوعته، مقاساة يناجي بها صرعته، ويكابد جواه، ويلازم هواه، حتى اكتسى خدّه بالعذار، وانمحت عنه بهجة آذار، فسلا من كلفه، وتصدى ذلك لمواصلته بصلفه، فقال:
الآن لمّا صوّحت وجناته ... شوكاً وأضحت سلوة العشاق
واستوحشت منه المحاسن واكتست ... أنوار وجهك واهن الأخلاق
أمسيت تبذل لي الوصال تصنّعاً ... خلق اللئيم وشيمة المذَّاق
هلا وصلت إذ الشمائل قهوة ... وإذ المحيّا روضة الأحداق
يا كم أطلت غرام قلب موجع ... كم قد ألبّ إليك بالأشواق
ما كنت إلا البدر ليلة تمّه ... حتى قضت لك ليلة بمحاق
لاح العذار فقلت وجد نازح ... إنّ ابن داية (3) مؤذن بفراق
وله فيه مناقضاً لذلك الغرض، معارضاً للوعة سلوه الذي كان عرض:
يلومون في ظبيٍ تزايد حسنه ... بخطّين خطّا لوعتي وغراميا
وقد كنت أهوى خدّه وهو عاطل ... فكيف وقد أضحى لعيني حاليا وله أيضاً في مثله:
أجيل الطرف في خدٍّ نضيرٍ ... يردد ناظري نظري إليه
إذا رمدت بحمرته جفوني ... شفاها منه إثمد عارضيه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المطمح: 89.
(2) المطمح: سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
(3) ابن دأية: الغراب.
الاكثر قراءة في العصر الاندلسي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
